(أ) لطائف السنن في مناقب الشيخ أبي
العباس المرسي وشيخه الشاذلي أبو الحسن»
لابن عطاء الله السكندري (٧٠٩ﻫ)١٠٠
صوفي، وهو ابن عطاء الله، يكتب عن صوفي
هو أبو العباس المرسي وعن شيخه الشاذلي
تعظيمًا وإجلالًا من اللاحق للسابق.
١٠١ ويضم أيضًا عشرة أبواب، ربما
تيمنًا بالعشرة المبشرين بالجنة. المقدمة
في أن الرسول أفضل البشر وهو خارج الموضوع.
والفصل الأول دون فصول أخرى عن الكرامات
مما يدل على أنها المنظور الأول في كتابة
المناقب. والباب الأول في شهادة الشيخ له.
والثالث في مجرياته ومكاشفاته من خلال رؤية
الأصحاب له وإدراكهم لأفعاله اعتمادًا على
الروايات وليس الأقوال. والرابع في علمه
وزهده. والخامس في تفسيره للآيات، والسادس
في تفسيره للأحاديث. والسابع في تفسيره
لأقوال أهل الحقائق، وهم الصوفية. والثامن
في كلامه في الحقائق والمقامات. والتاسع في
شعره. والعاشر في أذكاره وأدعيته. أكبرها
بعد المقدمة الثامن، وأصغرها العاشر.
١٠٢ وينتهي الكتاب بحزبين أي
وردين: الأول لأبي العباس، والثاني للشاذلي
وبدعاء الشاذلي.
١٠٣
تكثر الأدلة النقلية وتغيب الأدلة
العقلية. فالمناقب والكرامات لا دليل عقلي
عليها إلا الرواية كما هو الحال في النبوات
أو السمعيات في علم الكلام. والآيات أكثر
من الأحاديث، والأحاديث أكثر من الأشعار.
١٠٤ وتتكرر الآيات والأحاديث،
وتكثر في الحزب الثاني حتى يتحول الحزب إلى
مجرد رصد متتالٍ للآيات. وتطبق بعض الآيات
على الكرامات. وينظر إلى الكرامات من خلال
الآيات وكأنها تحقيق لها مثل اعتبار
الخليفة في الأرض ليس آدم أو داود أو
الإنسان بل الصوفي الولي صاحب المناقب
والكرامات. وكل الفوائد مستنبطة من النص
وليس من تحليل تجريبي.
١٠٥ وتقل الآيات والأحاديث في
المناقب. وتكثر الروايات الشفاهية من
الآخرين التي تخضع لإدراك التعظيم والتبجيل
لدرجة التقديس للشيخ. ومن الأحاديث ما يتم
في المنام لإفساح المجال للخيال للوضع.
١٠٦ والمناقب بالضرورة كرامات
وليست آثارًا طبيعية على المريدين أو في
الواقع الاجتماعي. وعندما تعز السيطرة على
الطبيعة بالعلم أي بالذهن فإنه يتم السيطرة
عليها بالكرامة أي بالإرادة. وهو نفس
الصراع بين ابن رشد الذي يريد إعطاء
الأولوية للحكمة لتدبير العالم، والغزالي
الذي يريد إعطاء الأولوية للإرادة. وتظهر
أحيانًا القسمة العقلية التي تدل على
محاولة إيجاد بنية عقلية للموضوع دون برهان.
١٠٧ كما تعتمد السيرة على أقوال
صاحب السيرة وعلى مؤلفاته مثل «الحكم».
١٠٨ وتعتمد على أقوال بعض الصوفية
مثل الغزالي وبعض الشعراء مثل ابن العطار.
١٠٩ وتحيل إلى بعض الإسرائيليات في
قصص الأنبياء وحواراتهم مع الله أو
الملائكة أو مع أنفسهم أو مع الرسول.
١١٠ وتوضع بعض العناوين للتركيز
مثل: «تنبيه»، «إعلام»، «وصية وإرشاد».
١١١ ويتوجه الخطاب إلى القارئ بلفظ
«اعلم». فالغاية من المناقب والكرامات
الوعظ والإرشاد والتأسي بل وطلب العزة
والنصر حتى عن طريق الوهم، وليس عن طريق
الفعل، عن طريق النص وليس عن طريق الواقع.
١١٢
(ب) «أخبار الأولياء ومناقبهم» للأزدي (٦٥٧ﻫ)١١٣
ويعطي أخبار الأولياء بناء على مشاهداتهم
وليس الروايات عنهم، ومعايشتهم ومعرفتهم
ومشاركتهم في تجاربهم الصوفية.
١١٤ وهو الوعي التاريخي الزائف أي
أخبار الصوفية الخاصة بالمناقب والكرامات.
يخلو من الأبواب والفصول والأقسام. تقوم
على الحكايات وليس على الأدلة النقلية أو
العقلية والتحليلات النظرية. والآيات
القرآنية أكثر من الأحاديث النبوية.
والدليل النقلي مجرد تطابق بين الحدث
والآية كما هو الحال في الإنجيل وتنميط
الحوادث طبقًا لآيات العهد القديم. ويعتمد
على القرآن والحديث والشعر.
١١٥ وتذكر عشرات الأسماء من
المشايخ مثل القرشي وابن عربي وابن الدقاق.
١١٦ ومن الأنبياء يظهر الخضر. ومن
الحضارات المجاورة الشيخ الولي الكبير اليوناني.
١١٧ ويظهر الشيخ حاضرًا في النص ثم
الرسول ثم الأستاذ ثم العرش، وأبو مدين
والخضر وأبو العباس.
١١٨ وواضح تمركز المشايخ في مصر
والمغرب والشام والعراق.
١١٩ وهم مع الناس والملوك والأمراء والأولياء.
١٢٠ ينتسبون فيما بينهم برباط
المصاهرة، الزواج من ابنة الشيخ لتكوين
مجتمع مغلق. وتوجد رسالة داخل النص.
فالكتاب وثيقة وسيرة ذاتية. ولا حرج من
الكشف عن العلاقة بالسلطان أو ببلاد
الكفرة.
(د) «روض الرياحين في حكايات الصالحين»
لليافعي اليمني المكي (٧٦٨ﻫ)١٢٦
ويضم في لبه خمسمائة حكاية لصوفية
متعددين. عبد الواحد بن يزيد له أكثر من
حكاية. وكلهم أولياء أصحاب كرامات. والكتاب
غريب في تبويبه. مقدمة بها فصلان: الأول عن
فضائل الأولياء في الأخبار. والثاني عن
كراماتهم في الحكايات. وهو أكبر الفصول.
وخاتمة بها فصلان: الأول الرد على إنكار
بعض الفقهاء هذه الفضائل والكرامات،
والثاني عقيدة المشايخ العارفين الربانيين
المكاشفين المحققين المدققين. ثم فصل أخير
ختام الخاتمة، في توحيد الرحمن ومدح خاتم
الأنبياء بقصيدة طويلة.
١٢٧ ويبدأ بفضيلة الفقر.
١٢٨
ويعتمد الكتاب على الأشعار ثم الآيات ثم
الأحاديث. وواضح غلبة الشعر وعود له، وهو
ديوان العرب.
١٢٩ وتتوالى الأشعار، والآيات،
والأحاديث في زخات متتالية. وتؤول كلها
بحيث تنطبق على كرامات الأولياء. والكرامة
مثل المعجزة حدث طبيعي. ومعظم الحكايات
مطعمة بالأشعار والآيات، والأحاديث سند لها
وللإيهام بصحتها وحدوثها وتسويقها بالشعر.
ويرى الرسول في المنام وكذلك الخضر وجبريل.
١٣٠ يبدأ الكتاب بأحاديث وينتهي
بأخرى عن الجنة لمزيد من التشويق.
١٣١ وبعض الحكايات على الإطلاق
لبعض العارفين. وليس لكل الصوفية حكايات
وكرامات ومناقب مثل الغزالي.
١٣٢ في حين أن لبعض الفقهاء حكايات
مثل بعض أصحاب أحمد بن حنبل.
١٣٣ وبعض الحكايات أبطالها الخلفاء
والأمراء الذين يشاركون أيضًا في كرامات الأولياء.
١٣٤ ومعظمها روايات من الصوفية عن
أنفسهم مما يجعل نسبة تصديقها قليلة.
والمؤلف له حكايات رآها ويرويها أو هو
موضوعها. وليست مرتبة ترتيبًا زمانيًّا.
ولا تصنف طبقًا لأنواع الكرامات كما فعل النبهاني.
١٣٥ وتعتمد الحكايات على الإشارة
إليها بعبارة «انتهى كلامه».
١٣٦ ولا تخلو من الإسرائيليات.
١٣٧ وهي مصدر حكايات يونس، وداود،
وسليمان، وموسى، ويحيى، وعيسى، وبني إسرائيل.
١٣٨ ويعتمد على بعض المصادر المدونة.
١٣٩
ويذكر
كثير من أعلام الصوفية يتقدمهم ذو النون ثم
الجنيد، ثم عبد الواحد بن يزيد، ثم الشبلي،
ثم إبراهيم الخواص، من القدماء والمحدثين
ثم السري السقطي، ومالك بن دينار، ثم
التستري، وإبراهيم بن أدهم، وغيرهم من الصوفية.
١٤٠ ومنهم بعض النساء.
١٤١ وبعض الحكايات مجهولة المصدر
وهي الأكثر. والبعض الآخر يرويها المؤلف
نفسه. والبعض الآخر من الصالحين أو بعض أهل
العلم أو بعض الناس. والبعض عن الملوك
والأمراء والمشايخ والسلف.
١٤٢ ولا توجد حكايات لابن عربي
وابن الفارض وابن سبعين والسهروردي في
التصوف النظري. معظمها في التصوف الأخلاقي
أو في التصوف العملي.
(ﻫ) «نشر المحاسن الغالية في فضل
المشايخ الصوفية أصحاب المقامات العالية»
لليافعي (٧٦٨ﻫ)١٤٣
وقد تكون السير أحيانًا للجماعات وليس
للأفراد دون تمييز بينهم. فهم جميعًا سواء
في المناقب والكرامات كيفًا وإن اختلفوا
كمًّا. وهو ما يدل عليه عنوان «نشر المحاسن
الغالية» لليافعي. تجمع السيرة عدة موضوعات
في صيغة أسئلة وردود، النوع الأدبي الفقهي
الشائع. وتتنوع الأقسام بين فصول عشرة،
وأنواع عشرة، ومقامات عشرة، وحكايات سبع،
ومهام أربع، ومسالك سبعة، وأجوبة أربعة،
بالإضافة إلى الذكر والبيان والإشارة
والمقدمة والخاتمة. القسم الأول عن
الكرامات والفرق بينها وبين المعجزات.
والكرامات متداخلة مع المعجزات على أنواع.
١٤٤ أما مقامات السالكين فهي:
التوبة، والورع والزهد (في المطعم والسكن
والأثاث والمنكح) والصبر والفقر، والشكر،
والخوف، والرجاء، والتوكل، والرضا، جمعًا
بين المقامات والأحوال.
١٤٥ تم يأتي قسم رابع للدفاع عن
الصوفية والاعتذار عنهم بالسكر وبالحكاية
عن الله وبالأمر، وبإرادة النفع للخلق،
وبتأويل الظاهر، وبالإذن في التصريف،
وبالتخريب أو اقتضاء الإنكار، وبسماع القول
والحركات، وبعزلتهم عن الناس.
١٤٦ والخامس في ذكر كلامهم في
المعارف والحكم والآداب والمحبة والإسراء والخطاب.
١٤٧ والسادس في بيان ماهية التصوف
وتسمية الصوفية بهذا الاسم ومتى بدأ ومن هم
الصوفية، والفرق بين التصوف والزهد والفقر،
وبين الصوفي والمتصوف والمتشبه به، وفضل
الطائفة على سائر الطوائف، وسماتهم، وشرف
الرسول زعيمهم.
١٤٨
وتبدأ السير بالأدلة العقلية على إثبات
المعجزات والكرامات ضد المعتزلة وإنكارهم لها.
١٤٩ وهو سبب التأليف.
١٥٠ ثم تتلو الأدلة النقلية في
جدال كلامي تقليدي، الأدلة ثم تفنيد الأدلة
المضادة للخصوم والرد على تفنيدهم لأدلة
الإثبات، ثم تفنيد الأدلة المضادة في جدل
رباعي بين الإثبات والنفي. وينفصل النوعان
من الأدلة العقلية والنقلية.
١٥١ ويظهر أسلوب الحجاج في فصل
القول «فإن قلتَ … قلتُ». وتكثر الآيات ثم
الأشعار ثم الحديث.
١٥٢ وأحاديث الرسول في المنام.
وتتكرر بعض الأحاديث.
١٥٣ ويستشهد بكثير من أقوال
الصوفية والمتكلمين وعلى رأسهم القشيري ثم
الغزالي والسهروردي والباقلاني والرازي
والبيضاوي والطوسي، وتذكر بعض الاقتباسات
بعلامة «انتهى».
١٥٤
(و) «الروض الفائق في المواعظ والدقائق»
لشعيب المصري الحريفيشي (٨١٠ﻫ)١٥٥
ولا يتعلق بالمناقب والكرامات للأولياء
وحدهم بل أيضًا للأماكن مثل الكعبة والنيل.
وتتكون من ستة وخمسين مجلسًا مثل الإمتاع
والمؤانسة للتوحيدي. تبدأ بالصلاة على
النبي ومولده وزيارة قبره، ونزول الوحي
عليه. وتدور المجالس الأخرى حول عدة
موضوعات مثل مناقب الصالحين والأولياء
وإثبات كراماتهم خاصة الفقهاء، أبا حنيفة
ومالك والشافعي وأحمد، والخلفاء الأربعة،
والخليفة عمر بن عبد العزيز، وأقلهم من
الصوفية مثل الكرخي. كما تذكر مناقب رمضان
وليلة القدر والحج والكعبة وأنواع الصدقات
ويوم عاشوراء بمعنى الفضائل. كما تذكر
مناقب الفقراء والبكائين والصالحات
التائبات الصابرات من النساء.
١٥٦ كما تظهر بعض فضائل ذكر الموت.
وجلاء القلب والمحبة والتزيد والشهادة
بالتوحيد. لا فرق بين الصوفية والفقهاء،
بين الشبلي والكرخي والسري ومالك وأبي
حنيفة والشافعي وبين العلماء والخلفاء.
١٥٧ ويعتمد على الشعر قبل القرآن والحديث.
١٥٨ وتؤخذ بعض الآيات عناوين
للمجالس. ولا يوجد إلا باب واحد في صفة الفقير.
١٥٩ وكلها حكايات وروايات. تخاطب
القارئ. وتدخل الإسرائيليات كمصدر لتاريخ الأنبياء.
١٦٠
(ز) «نسمات الأسحار في المناقب وكرامات
الأولياء الأخيار» للشيخ علوان (٩٣٦ﻫ)١٦١
والمناقب هنا بالمعنى الواسع، فضائل كل
شيء في الموضوع ومدح كل شيء من الذات.
فالمناقب ليست للصوفية وحدهم بل للخلفاء
مثل عمر بن عبد العزيز والسفاحين مثل
الحجاج وللحكام وكيفية الدخول عليهم. وقد
تكون المناقب في الوالدين والأرحام كما هي
في الإبدال. وقد تكون في الشعائر
والعبادات، الوقوف بعرفة وفضائل الكعبة،
وفضل الجمعة، والصلاة على الرسول. وقد تكون
لسيد الأنام وأفضل الخلق. المناقب
والكرامات مدح أي شيء، حجر أو مدر أو بشر.
وتعتمد على نقل المعلومات من بطون الكتب
وتجميعها مع إبراز بعض النكات والتنبيهات والفوائد.
١٦٢ وتطول الحكايات.
١٦٣ وتعتمد على القرآن والحديث والشعر.
١٦٤ وتدخل بعض الإسرائيليات.
١٦٥ ويحال إلى عديد من المصادر
الصوفية مثل «الإحياء» الغزالي.
١٦٦ كما يحال إلى بعض الصوفية
الآخرين مثل إبراهيم بن أدهم، والقشيري،
والفضيل بن عياض، والحسن البصري،
والجيلاني، وغيرهم.
١٦٧ ولا تخلو من القسمة العقلية.
١٦٨
(ح) «المعاني الدقيقة الوفية فيما يلزم
نقباء السادة الصوفية» للأبشيهي (١٠٢١ﻫ)١٦٩
وهو في موضوع المناقب والكرامات مع تعرض
للأولياء وآداب الشيخ والمريد دون أبواب
وفصول. فالنقابة خدمة لا صحبة. لها شروطها
وتعريفها والقيام بوظائف القرآن وآدابها
وتوبتها، والتمييز بين المشايخ، وسلوك طريق
المريدين. الصوفية هم السالكون لطرق الله
واتباع أوامره، وما يقوله الشيخ توحد بين
الله والشيخ. وفي الولاية كرامات الأولياء
وعلاماتهم. ويتطلب ذلك طرق وأساليب طرد
الشيطان والتمسك بالصدق كمفتاح لأبواب
المعارف، وخدمة الفقراء، ومحاسبة النفس،
والابتعاد عن التكلف واللغو في المساجد،
وسبب التأليف أقرب إلى منهجه المعتدل
المختصر دون إطالة، وكتابة ما يفهم من
المصادر دون إعجام أو شطح.
١٧٠
ويعتمد على الأدلة النقلية من الحديث
والقرآن دون الشعر بحيث يصبح الموضوع أقرب
إلى علم الحديث.
١٧١ ويذكر العشرات من أعلام
الصوفية في مقدمتهم الجنيد ثم الغزالي.
١٧٢ ومن الفقهاء يتقدم أحمد. ومن
المتكلمين إمام الحرمين. ويعتمد على
اقتباسات من «المنقذ» و«منهاج العابدين»
و«الإحياء» للغزالي وكتاب «التوابين» لابن الجوزي.
١٧٣ وفي آخرها لفظ «انتهى».
(ي) «غاية الأماني في مناقب وكرامات
أصحاب الشيخ سيدي أحمد التيجاني» لمحمد
السعيد التجاني (١٢٣٠ﻫ)١٧٩
وهو تأليف أُسري سوداني لإبراز كرامات
شيخ الطريقة وأصحابه. يجمع بين السيرة
للفرد والسير للجماعة، وإن كان إلى السير
الجماعية أقرب. يذكر ثلاثة وأربعين وليًّا.
لكل ولي نسبه وفضله وشيوخه وأقاربه
وأصدقاؤه وألقابه وكراماته ومؤلفاته ونماذج
من كتاباته ومراسلاته وحكاياته وأشعاره
وطريقته. ولا يتوزعون في طبقات ولا طبقًا
للحروف الأبجدية ولا طبقًا للأهمية.
يتفاوتون في الكم وإن كانوا متساوين في
الكيف. فالكل أصحاب كرامات.
ويتخلل الأولياء بعض الاستطرادات، قصائد
في مدح الشيخ أو بشارات وضمانات من حضرة
النبي، وشاردة، ولطيفة فيها فائدة عظمى،
ولطيفة في شأن عدم الاحتلام لمن ابتلي به
أو فوائد جليلة من رسائل أو بعض المسائل
القديمة مثل البسملة، جزءًا من السورة أم
لا أو في نفيسة مثل حياة الذكر بعد الموت
أو فائدة لقضاء الدين عن المدين تلبية
للحاجات وتفريجًا للكروب أو لمغفرة الذنوب
أو التصدق جزاء التصرف بالكرامات أو جعل
الشهوات لضعاف الخلق. وقد تتحول هذه
الموضوعات العرضية إلى قسم بأكمله بين وليين.
١٨٠ يضم موضوعات في الطب النبوي،
والرياضة الروحية، وكيفية قضاء الحاجات.
١٨١ والمادة الرئيسية من الشعر
أولًا ثم الحديث ثانيًا، ثم القرآن ثالثًا.
١٨٢ فالشعر مادة خصبة للخيال.
والحديث مناسبة ميسورة للوضع ورؤية الرسول
في المنام. والقرآن هو الأصعب. ويستشهد
ببعض آراء الصوفية السابقين كالبسطامي.
١٨٣ وتوضع اقتباسات عديدة من مصادر
مدونة مع علامة «ا.ﻫ» أو «انتهى» وتظهر
أوروبا ونفائسها قبل ظهور التبغ لديها ونقل
المسلمين منها وهو ما قد حرمه الأفغاني
بفتواه الشهيرة لتحريمه لمقاطعة بضائع الأوربيين.
١٨٤
(ل) «قلادة الجواهر في ذكر الغوث
الرفاعي وأتباعه الأكابر» للرفاعي (١٣٢٨ﻫ)٢٠٧
وهي سيرة تجمع بين الفرد والجماعة، بين
الشيخ «الرفاعي» والطريقة «الرفاعية». وهو
مقسم أيضًا إلى عشرة أبواب تيمنًا بالعشرة
المبشرين بالجنة، الأول في نسبه الطاهر
تعظيمًا له وإجلالًا ورفعًا إلى مستوى
الأنبياء. والثاني ولادته وظهور النور كما
حدث لمحمد والمسيح ولكل العظماء. والثالث
أخلاقه ومواهبه وكأنه أكمل البشر بلا
نقائص. والرابع كراماته العلية التي تعادل
معجزات الأنبياء. والخامس عبوديته والتزامه
وطاعته لدرجة الذل. والسادس كلماته الشريفة
وأجوبتهم الصائبة مع أنها اجتهاد يخطئ
ويصيب. والسابع أدعيته وصلواته لحصول الفرج
وحل العقد ودفع الضرر ورفع الكرب حين العجز
الفعلي عن تحقيق ذلك في الواقع فيتحقق في
الوهم والخيال. والثامن مشايخه وآداب
طريقته وتربيته رضوان الله عليه، وكأنه من
المبشرين بالجنة. والتاسع أعيان ذريته
وأصحابه مع أن النبوة لا تورث
قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي
قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي
الظَّالِمِينَ. والعاشر بركة
التشبث بأذياله مع أن التقليد لا يجوز،
وليس مصدرًا من مصادر العلم. ثم يذكر
أصحابه من أكابر القوم والأعيان وأشياخ
الطريق وأهل العرفان وأشياخ الفرقة وقادة
وسادة فرسان الحنفية. ومنهم القطب الغوث
وحامل لواء المعاني، وقائد ركب الأعالي
الواقف منذ المنهاج الحقيقي.
٢٠٨ وقبل ذلك المقدمة. وينتهي
الكتاب بثلاث قصائد للتوكل على الله ومدح
الرسول ومدح الرفاعي صاحب المناقب
والكرامات.
ويعتمد على الأشعار أولًا ثم الآيات
ثانيًا ثم الحديث ثالثًا.
٢٠٩ وكثرة الاعتماد على الشعر في
المناقب طبيعي؛ فكلاهما مدح مع أن «المدح
هو الذبح». والخاتمة شعر.
٢١٠ وتأتى الأبيات في زخات متتالية
حتى يبدو الكتاب وكأنه مجموعة من القصائد.
٢١١ وأحاديث الرسول رؤى في المنام
تتجاوز منطق الرواية، التواتر والآحاد.
٢١٢ وينتهي النسب إلى الرسول. فكل
الأولياء أشراف. ومن ثم لا يمكن تناول
الولي بالنقد. يحاط بهالة من التقديس. وتجب
له الطاعة. فطاعته من طاعة الرسول. وإذا
كان المجتمع كله يقوم على الطاعة. فلا فرق
بين طاعة السلطة الدينية وطاعة السلطة السياسية.
٢١٣ وفن السيرة للأولياء مشتق من
سيرة الرسول في علم السيرة. وكلام الولي
أشبه بكلام الرسول. ورواياته أشبه بروايات
الرسول. وكراماته مثل معجزات الرسول، بل
تتم مطابقة أقوال الرفاعي مع أقوال الرسول
لبيان مدى قربهما لأنهما من مصدر واحد، لا
فرق بين إلهام الولي ووحي النبي. ومعظمها
روايات شفاهية تسمح بسرحان الخيال مثل
روايات الكتب المقدسة.
٢١٤ لذلك تظهر بعض الإسرائيليات
وروايات موسى وعيسى. وتتضمن كثير من
الروايات حكايات عن الكرامات، السيطرة على
مظاهر الطبيعة، والقدرة على فهم لغة
الحيوانات أشبه بقصص الأطفال.
٢١٥ وتعتمد على بعض المصادر
المدونة مثل «جلاء الصدر».
٢١٦ ويؤخذ منها كثير من الاقتباسات
وفي نهايتها علامة «ا.ﻫ» أي انتهى.
٢١٧ ويشد الانتباه نحو موضوعات
معينة يشار إليها بلفظ «تنبيه».
(م) «جامع كرامات الأولياء» للنبهاني (١٣٥٠ﻫ)٢١٨
وهو عود إلى الوعي التاريخي عن طريق
أسماء الأعلام من منظور الكرامات، كما يدل
على ذلك العنوان، وطبقًا للترتيب الأبجدي
وليس لأنواع الكرامات الطبيعية، الجماد
والحيوان، أو الإنسانية، الحياة والموت
والرزق. ويتكرر الاسم مرة بالكنية أو اسم
العائلة، ومرة بالاسم الشخصي فيحال إلى اسم العائلة.
٢١٩ ويتم التوحيد بين الصوفية
والأولياء أصحاب الكرامات، ودون طبقات أي
عصور متتالية أسوة بالسابقين المتقدمين مثل
أبي نعيم والمتأخرين مثل المناوي. وداخل
الحرف يتم التتريب طبقًا للعصور.
ومع
ذلك يبدأ بالصحابة، الأولياء أصحاب
الكرامات الأوائل.
٢٢٠ ويضم الصحابة الخلفاء الاربعة،
وذرية علي والفقهاء والقادة، ثم يثني
بكرامات من يبدأ اسمه بمحمد تيمنًا باسم الرسول.
٢٢١ ثم تبدأ الحروف الأبجدية بعد
ذلك. أكبرها الألف اسمًا اسمًا حتى الثاء،
ثم ابتداء من الجيم حتى الياء مجرد حروف
دون أسماء. وكثير منهم غير معروفين.
والمشهورون قليلون. وعددهم بالآلاف. وهل
الكرامات شائعة إلى هذا الحد؟ بل إن
الفقهاء كأحمد والشافعي أصحاب كرامات.
٢٢٢ بل إن أم أحمد الداية صاحبة
كرامة في التوليد.
٢٢٣ ويختلفون فيما بينهم من حيث
الكم وتوفر المادة التاريخية.
٢٢٤ ويضم الأولياء عددًا من النساء
فالولاية ليست خطرًا على الرجال.
٢٢٥ والنجاشي من الأولياء سواء كان
أسلم أم ناصر المسلمين وبقي على نصرانيته.
٢٢٦ فالكل له كرامات. ومن ليس له
كرامات؟ وأحيانًا تأتي بعض الاستطرادات في
نهاية بعض أسماء الأعلام وهم قلة مثل
الشافعي والغزالي، الشافعي دفاعًا عن مذهبه
ضد فتاوى ابن الصلاح بتكفير العالم كله
باستثناء أهل السلف، والغزالي فيما يتعلق
بالقصيدة المنفرجة.
٢٢٧ وهو ما يكسر حدة الملل وتكرار
أسماء الأعلام. ويزداد عدد الأولياء بتقدم
الزمان. فكلما ضعفت الأمة وانهار التاريخ
زاد عدد الأولياء كرد فعل من النصر الروحي
على الضعف الجسدي. وتظهر ألقاب الأولياء
مثل «المجذوب» ومعظمهم عرب وأقلهم ترك
وفرس.
والمنهج المتبع في جمع الكرامات هو
المصادر المدونة أو الروايات الشفاهية.
ويذكر النبهاني في المقدمة أسماء الكتب
التي نقل منها، حوالي واحد وأربعين كتابًا.
٢٢٨ وتسند كل كرامة لصاحبها إن كان
معلومًا وهو الأكثر، أو إلى راويها إن كان
مجهولًا وهو الأقل أو إلى المشاهدة
العيانية المباشرة.
٢٢٩ والقصد منها إثبات صحة هذا الدين.
٢٣٠ فكرامات الأولياء من معجزات
الأنبياء في حين أن الإسلام صادق بتصوره
للعالم، العقيدة، وبنظامه الاجتماعي،
الشريعة، وهناك كرامات مجهولة ليس لها
أصحاب معظمها مستمد من القشيري وهي من نسج
الخيال الشعبي كما هو الحال في الأمثال
العامية التي لا يعرف قائلها.
٢٣١
وتعتمد كرامات الأولياء على عدد من
الآيات والأحاديث والأشعار.
٢٣٢ معظمها في المقدمة النظرية
الأولى. وقليل منها يدخل في رسم شخصيات
الأعلام. فكثرت في أولياء الصحابة وتقل
تدريجيًّا كلما بعد الزمن. ثم يظهر الرسول
يغير ذلك في المنام لاستئناف الحديث في
العصور المتأخرة التي يشتد فيها الضنك،
وينشط الخيال. ومما يدل على صعوبة التمييز
بين معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء
إيراد مائة حديث عن معجزات الرسول كدلائل
على نبوته لا تستوي كلها في درجة اليقين
لأنها بين الصحيح والحسن، أقل من ذلك أو أكثر.
٢٣٣ معظمها روايات وحكايات عن
الآخرين وطبقًا لرؤاهم وإدراكاتهم للرسول
بين التبجيل والتعظيم والتي تصل إلى حد
التقديس. وإن كانت روايات أقوال فإنها تكون
قصيرة. ويتحول الحديث أحيانًا إلى حكاية
قصيرة أو إلى قصة طويلة تتدخل فيها ملائكة
وأصوات مجهولة كما هو الحال في روايات
الأناجيل.
والكرامة تحقيق للآية وتصديق للحديث. تقع
الكرامة إثباتًا بصحة الدين وصدق الرسول.
٢٣٤
وهناك مقدمة نظرية لإثبات كرامات
الأولياء ضد المنكرين لها من المعتزلة
باستثناء الحسن البصري وصاحبه محمود الخوارزمي.
٢٣٥ والأدلة نقلية في معظمها، بل
إن الأدلة العقلية هي أدلة نقلية.
٢٣٦ وهي ليست أدلة لإثبات افتراض
بل لإيجاد شرعية للاعتقاد بالكرامات سلفًا.
فهي أدلة تشريعية وليست أدلة برهانية.
وتفسر آيات «الولاية» في القرآن بأنها
الولاية الصوفية كما تفسرها الجماعات
الإسلامية الحالية على أنها أعضاؤهم في
خلاياهم الذين لا يحتاجون إلى دفاع لأن
اللهُ وَلِيُّ
الَّذِينَ آمَنُوا. الولي ليس فقط
اشتقاقًا لغويًّا بل هو الذي يظهر عليه
الفعل الخارق للعادة لإثبات أو دون إثبات
دعوى. والدعوى إما أن تكون إلهية أو نبوية
أو ولايتية أو سحرية من الشيطان. وتظهر
الكرامة دون دعوى على أيدي الأولياء
الصالحين. وهي مشروطة بطاعة الله وإلا فهو
الاستدراج. ومعظم الأحاديث روايات لا
أفعال، وحكايات لا أقوال. وبعضها أحاديث
قدسية بها كثير من الخيال وعنصر التشويق
والإخراج المسرحي والفن القصصي.
ولا يعني إنكار الكرامة أي نيل من قدرة
الله أو عظمة الإيمان. فقدرة الله في الخلق
العام وليست في خلق الأفعال. والإيمان
يتجلى في السيطرة على قوانين الطبيعة بعد
اكتشافها. وما يؤكده العرف من القيام
بأفعال تفوق الطاقة مخالفة لقاعدة شرعية
وهو عدم جواز تكليف ما لا يطاق. والطاقة
بلا حدود. قد تأتي بأفعال
غير
متوقعة كما هو الحال في الحروب والقدرة على
تجاوز العقبات. والكرامة ليست فقط فعل
الروح. فالروح لا تفعل إلا من خلال البدن
وفي عالم يخضع لقوانين طبيعية. وتظل
الشبهات لإنكار الكرامة قائمة وهي أن
المعجزة دليل على النبوة وليست الكرامة
دليلًا على الولاية. ولا دليل عليها، ولا
يمكن اقتصارها على البعض دون البعض
الآخر.
والتمييز بين الكرامة والاستدراج لا يؤدي
إلى إثبات الكرامة بل إلى نفيها نظرًا
لأنها يمكن أن تكون استدراجًا أي تحايلًا،
والله يستدرج كما يستدرج الولي المحتال
سَنَسْتَدْرِجُهُمْ
مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ. الله
يمكر ويخادع ويملي، ويأخذ بغتة. ولا يوجد
دليل قاطع على الكرامة. فالفرق دقيق بين
الاستحقاق والغرور. والكرامة مغايرة للحق
وكذلك الفرح بها. والغرور جهل حتى وإن كان
الغرض من الكرامة إثبات التواضع وخدمة
الناس. والشيطان قادر على إظهار الأفعال
الخارقة للعادة. يستغني عنها الكريم دون
افتخار. وليست من صفات الأنبياء وحب
الأولياء لذواتهم وليس لكراماتهم. والتقوى
أساس الأفعال وليست القدرة على فعل خوارق العادات.
٢٣٧ وكما أن من شرط الصوفي ألا
يعرف الناس أنه صوفي كذلك شروط الولي ألا
يعرف الناس عنه أنه ولي.
٢٣٨ والكرامة تظهر الولاية. وظهور
الولاية يبطلها. الولاية اختيار من الله
وليست كسبًا للعبد. يعرفه الآخرون ولا يعرف
هو نفسه. وشيوع الكرامة ليس دليلًا على
إثباتها. فالشيوع مثل الشهرة في الحديث لا
يعطي خبرًا يقينيًّا بل يخضع للخيال الشعبي
وقوانين تمدد الرواية في القصص الشعبي، وهي
جزء من الفن القصصي في القرآن في الماضي
وليس في الحاضر مثل قصص الأنبياء وأهل
الكهف وغيرها.
والكرامات على أنواع. وهي أساس تصنيف
الأولياء، وليست الحروف الأبجدية. منها ما
يتعلق بالموت والحياة مثل إحياء الموتى كما
فعل السيد المسيح، وكلامهم وهو ما لم ترد
به رواية أو يشاهده أحد. ومنها انقلاب
الأعيان، وانقلاب البحر وانزواء الأرض
وقوانين الطبيعة ثابتة ومطردة. ومنها كلام
الجماد والحيوان وهو موضوع لعلم اللغة
باعتباره علم الإشارة، ولكل لغته، الطير
والحيوان والنبات والجماد ذرات حية. ومنها
إبراء العلل وهو ما يخضع لعلم الطب النبوي
وعلم
الطب النفسي. وطاعة الحيوانات، وطي الزمان
ونشره، واستجابة الدعاء والإخبار عن الغيب،
والتصريف، والقدرة على الصبر عن الغذاء أو
الإكثار منه، ورؤية المكان البعيد … إلخ.
٢٣٩ كل ذلك قدرة على الرؤية
والتأثير والتبصر والاحتواء والتحكم في
النفس. أما إمساك اللسان وتأليف القلوب،
والهيبة والأمان فإنها ثقة بالنفس وقدرة
على التعامل مع الآخر.
٢٤٠
والكرامات نتائج الطاعات. ولا تكون
الطاعات للجوارح، بل للقلوب والأفعال.
٢٤١ فالجوارح لا تعقل. وهي موجهة
بالإرادة والقصد. طاعة العين والأذن
واللسان واليد والبطن والفرج والقدم من
طاعة القلب. والكرامة المعنوية هي القدرة
على التأثير على الآخرين وفرض احترام الذات
وهيبتها عليهم وأثرها على مسار
الحوادث.
وللأولياء طبقات أي مكانات ومراتب:
٢٤٢ الأقطاب، الأئمة، الأوتاد،
الأبدال، النقباء، النجباء، الحواريون،
الرجبيون، والختم، … إلخ، ولكلٍّ وظيفة
معرفية. وهناك أيضًا مجموعات على قلوب
الأنبياء: نوح، الخليل، داود. والملائكة:
جبريل، ميكائيل، إسرافيل. ومنهم مجموعات
أخرى مثل رجال الغيب والظاهرون بأمر الله،
ورجال الجنان والعطف الإلهي ومنهم نفوس في
كل مكان مجموعات أو أفراد.
٢٤٣ والدلالة العامة هو خلق أفراد
متميزين لقيادة العمل الروحي وللعيش في
مجتمع مثالي بديل عن المجتمع الواقعي.
وهناك مجموعات أخرى لا يحصرها عدد.
٢٤٤ وهناك أيضًا أهل الولاية من البشر.
٢٤٥
(ق) «لوامع الأنوار وروض الأزهار في
الرد على من أنكر على المتكلمين بالسنة
الأحوال والأسرار» لعبد الحافظ بن على
الأزهري (١٣٠٣ﻫ)٢٤٩
وهو كتاب للدفاع عن الأحوال والأسرار بما
في ذلك المناقب والكرامات والشطحات ضد
المنكرين لها من الفقهاء. والعنوان طويل
ولكنه كاشف عن مضمونه السجالي.
والمؤلف مالكي المذهب خلوتي الطريقة،
راجي عفو ربه. سبب التأليف الدفاع عن
الأحوال. فعند ذكر السماع وصفاء الوقت، تهب
عليهم رياح روحانية وتنهار منهم فيوضات،
طرب ونشوة من القرب من الله، ورقص وتمايل
وشق ثياب، وصياح ولسان أعجمي. فيحكم أهل
الظاهر بأنها بدع خارجة على الإسلام.
٢٥٠
تعتمد على كثير من نقول الغير خاصة لوائح
الأنوار؟ للشعراني، وهو مملوء بأسماء
المشايخ وأصحاب الكرامات بالمئات. كما
يعتمد على القرآن والشعر والحديث
٢٥١ والخطاب موجه إلى القارئ ويذكر
الكثير من أعلام الصوفية.
٢٥٢
بعض الأبواب والفصول لها عناوين، والبعض
الآخر خلو منها. ومع ذلك الكتاب ذو بنية
محكمة خمسة أبواب، في كل باب من البابين
الأوليين ثلاثة فصول. وفي الباب الثالث فصل
واحد. وفي الرابع أربعة. وفي الخامس ستة.
كل الأبواب والفصول تسير نحو هدف واحد،
الدفاع عن الأحوال والأسرار لدى أهل الجذب
والمناقب والكرامة. فالباب الأول عرض لهذه
الأحوال التي لم يفهمها أهل الظاهر.
٢٥٣ يتم عرض هذه الأحوال وإثبات شرعيتها.
٢٥٤ عليهم الستر من الله وحمايتهم
من أعدائهم.
٢٥٥ من الناس من رماهم بالكفر
والسحر والإلحاد والزندقة.
٢٥٦ وفي الباب الثاني تثبت الأحوال
والرد على منكريها.
٢٥٧ واعتبار الجهل وعدم التمييز
بين الحال والمقام هو السبب.
٢٥٨ ومن ثم لا يعتد بأقوالهم وظنونهم.
٢٥٩ والحال له أهله من الصديقين
وليس من الجاهلين.
٢٦٠ تم يأتي في الباب الثالث في السماع.
٢٦١ والرابع في المحبة والشوق
والعشق والجذب.
٢٦٢ والخامس في الخلوة بشرط آدابها.
٢٦٣ وأدلتها في الكتاب والسنة،
والخواطر التي ترد على القلب، وفائدتها من
واقعات ومشاهدات وتجليات ومكاشفات ووصول.
وكلها حكايات عن الجن والمناقب
والكرامات.