ثانيًا: من المعرفة إلى الوجود

وهو التحول الرئيسي في نظرية المعرفة في التصوف، من «المعارف العقلية» إلى «الرسالة اللدُنِّية» بتعبيرات الغزالي. وهذا هو الفرق بين علوم النظر وعلوم الذوق. علوم النظر استدلال وعلوم الذوق كشف. في علوم النظر الوجود معرفة، وفي علوم الذوق المعرفة وجود.

وقد حدث هذا التحول عند الغزالي (٥٠٥ﻫ)، ثم السهروردي (٥٨٧ﻫ)، ثم ابن عربي (٦٣٨ﻫ)، ثم ابن سبعين (٦٦٩ﻫ)، ثم ابن عطاء الله السكندري (٧٠٩ﻫ)، ثم عبد القادر الجيلاني (ﻫ)، ثم الكاشاني (٧٣٠ﻫ)، ثم صدر الدين الشيرازي (١٠٥٠ﻫ)، ثم النابلسي (١١٤٣ﻫ)، ثم مصطفى البكري (١١٦٢ﻫ)، ثم أبو الهدى الصيادي (١٣٢٨ﻫ)، ثم عنقاشاه الأويسي.

وبالرغم من أن التبويب عن طريق أعلام الصوفية ليس هو التبويب الأمثل، إلا أن السبب في ذلك هو ارتباط التصوف بتجارب كبار الصوفية. فالصوفي هنا تعبير عن مرحلة، ومؤشر على اتجاه.

(١) رسائل أبو حامد الغزالي (٥٠٥ﻫ)

(أ) «الرسالة اللدُنِّية»١

من مكونات العلم النظري نظرية المعرفة كما تبدو في العلم اللدُنِّي. وكما يدل العنوان، موضوعها العلوم الكشفية. وقد كتبت ردًّا على من أنكر العلم اللدُنِّي وأثبت فقط علوم الفقه والتفسير والكلام. وهي تحصل بالتعلم والتفقه.٢ وهي نفس المادة التي في «المنقذ من الضلال». ويتأسس العلم اللدُنِّي بشرح النفس والروح موطني المعرفة على الإطلاق والتي بها ما يسمى بالعلم اللدُنِّي. كما تبين قسمة العلوم إلى شرعي وعقلي. والشرعي عقلي والعقلي شرعي مثل التوحيد والفقه، وأن العلم العقلي مركب من العلمين السابقين، وهو علم الصوفية وأحوالهم. كما تبين طرق التحصيل، التعلم الإنساني والتعلم الرباني، والتصوف من النوع الثاني. والطريق الرباني إما من الخارج بالتعلم كالأنبياء ومن الداخل بالتفكر كالأولياء. وللنفوس مراتب في تحصيل العلوم أعلاها النفس الناطقة، وأدناها النفس المريضة. ويتم تحصيل العلم اللدُنِّي بتحصيل العلوم ثم الرياضة والمجاهدة ثم التفكر. وتعتمد على القرآن والحديث دون الشعر.٣ ففي الكشف غناء عنه.

(ب) «مشكاة الأنوار»٤

وهو كتاب يعرض أيضًا نظرية المعرفة الكشفية ورمزها النور تفسيرًا لآية النور المشهورة اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ. وسبب تأليف الرسالة هو سؤال عن تفسير آية النور والتشبيه بالمشكاة والزجاجة والمصباح والزيت والشجرة، واعتمادًا على حديث يستعمل نفس التشبيه على نحو الاختصار وعلى طريقة الإشارة إلى «اللوامع واللوائح والسوانح».٥ فالنور هو الله، والله نور. يرى بالعين كما يرى بالعقل. فالمعرفة لعالم الشهادة وعالم الغيب على حدٍّ سواء. ويبين الغزالي سر التمثيل ومنهاجه ومراتب الأرواح البشرية مثل الروح الحساس والخيالي والعقلي والفكري والقدسي النبوي التي تقابل المشكاة والزجاجة والمصباح والشجرة والزيت، وقدرة الروح الخيالي، والطائفة المحجوبة بنور وظلمة أو بمحض الأنوار. وألفاظ الأقسام دالة منها: دقيقة، حقيقة، إشارة، مساعدة.٦ وهو نور حقيقي. ويطلق على غير الله مجازًا. والمحجوبون عن الخلق ثلاثة: بالظلمة وهم الملاحدة، وبالنور المحض مثل الأنبياء والأولياء والواصلين، وبالنور المقرون بالظلمة مثل عبدة الأوثان، والمجسمة والمشبهة مثل الكرامة. وتعتمد الرسالة على القرآن ثم الحديث ثم الشعر.٧ ولا تعتمد على أقوال الصوفية السابقين بل يكتفي بالتجربة الشخصية. ولا تذكر الإسرائيليات اكتفاء بالتجربة الذاتية دون اللجوء إلى تاريخ الأنبياء. ويحيل الغزالي إلى باقي كتبه مثل «المقصد الأسنى» لبيان وحدة مشروعه.٨

(ﺟ) «شرف العقل وماهيته»٩

وهو دفاع عن العقل العملي الأخلاقي، وليس العقل النظري مناط الفلسفة والمنطق. وهو استمرار لما وصفه المحاسبي في «شرف العقل وماهيته»، والفارابي في «معاني العقل».١٠ وينقسم قسمين: بيان حقيقة العقل وأقسامه، وبيان تفاوت النفوس في العقل أي اختلاف الناس فيه. وتسبقهما مقدمة نقلية خالصة. والعقل أربعة معانٍ؛ الأول: ما يفارق به الإنسان والحيوان، والثاني: العقل البديهي الفطري في إدراك الممكنات والمستحيلات، والثالث: العقل التجريبي والعالم بمجرى العادات والأحوال، والرابع: العقل الأخلاقي الذي تعرف به عواقب الأمور. ويعتمد على الأدلة النقلية أساسًا، الحديث ثم القرآن ثم الحديث القدسي دون الشعر أو الإسرائيليات.١١ والقرآن هو الذي يؤيد الحديث. وتتوالى الأدلة النقلية تباعًا في زخات ثم تأتي الأدلة العقلية بعد ذلك.١٢ ويستعمل أسلوب الاعتراض والرد عليه مسبقًا بطريقة «إن قيل …». ولا يذكر من الصوفية إلا المحاسبي.١٣

(د) «كيمياء السعادة»١٤

وتبين الرسالة الطريق إلى السعادة عن طريق معرفة النفس ومعرفة القلب وعجائبه.١٥ وهي الكيمياء الباطنية القلبية وليست الكيمياء الظاهرية الطبيعية. ومعرفة النفس والقلب والروح موطن السعادة. والنفس كالمدينة، والقلب ملكها، والعقل وزيرها، وللقلب عسكره. وفي جلد ابن آدم أربعة أشياء: الكلب والخنزير والشيطان والملك. الخنزير رمز الشهوة. والكلب رمز الغضب، والشيطان رمز الشر، والملك رمز الخير. ويظهر الوافد في اللاشعور المعرفي بقسمة قوى النفس إلى الشهوية والغضبية والعاقلة وهي العلم. وتعتمد على القرآن والحديث فقط دون الشعر أو الإسرائيليات.١٦ الشهوة والغضب خادمان للنفس. وتنتهي الرسالة باختيار العلوم الذوقية. والسعادة القصوى في معرفة الله.١٧

(٢) أعمال شهاب الدين السهروردي (٥٨٧ﻫ)

والسهروردي أيضًا مثل الغزالي بين الفلسفة والتصوف. و«اعتقاد الحكماء» في الفلسفة و«حكمة الإشراق» في المنطق، و«التلويحات اللوحية والعرشية»، و«المشارع والمطارحات» في الفلسفة الإلهية والطبيعية، «وهياكل النور» في نظرية الفيض. أما «مقامات الصوفية» فهي أدخل في التصوف النفسي لأنها في المقامات التقليدية. في حين أن قصة «الغربة الغريبة» تدخل ضمن القصص الصوفي.١٨

(أ) «حكمة الإشراق»١٩

وهو كتاب بين علوم الحكمة وعلوم التصوف. ينقد المنطق الصوري الأرسطي ويضع منطقًا إشراقيًّا جديدًا؛ لذلك يدخل في الحكمة النظرية في علم المنطق، كما يدخل في الوعي النظري في علوم التصوف.٢٠ ولفظ «إشراق» جامع بين الفلسفة الشرقية ومنطق المشرقيين وحكمة الإشراق.٢١ وفيه يبدو التحول من المعرفة الصورية إلى المعرفة الإشراقية ثم التحول من المعرفة الإشراقية إلى الوجود ونور الأنوار كما هو واضح أيضًا في «هياكل النور». وينقسم قسمين: الأول في ضوابط الفكر لنقد المنطق الصوري في المعارف والتعريف أي التصورات، وفي الحجج ومبادئها أي في التصديقات. ويبدو النقد صراحة في المقالة الثالثة «في المغالطات وبعض الحكومات بين أحرف إشراقية وبين بعض أحرف المشائين، وهدم قواعد المشائين».٢٢ والثاني في الأنوار الإلهية ونور الأنوار ومبادئ الوجود وترتيبها والفيض والميعاد والنبوات والمنامات. في الظاهر يبدو المنطق صوريًّا وهو في الحقيقة نقد للمنطق الصوري ومقارنة بينه وبين المنطق الإشراقي، ويستعمل بعض الألفاظ الإشراقية لوصف الكون مثل «لذيذ».
وفي المقدمة تُصنف الناس إلى مراتب في التأله والبحث بين المتوغل والمتوسط والضعيف والعديم بين الحكيم والطالب؛ أي الشيخ والمريد. ولا تُذكر كل الاحتمالات. لا تُذكر إلا خمسة احتمالات بالنسبة للحكيم وثلاثة احتمالات بالنسبة للطالب. والحقيقة أن الاحتمالات ثمانية عشر بالنسبة للباحث. وتتقطع الفقرات بألفاظ إشراقية مثل قاعدة، قاعدة الإشراقيين، نكت إشراقية.٢٣ ويعتمد على القرآن والحديث النبوي والقدسي. الشعر بيت واحد.٢٤ ويحيل الكتاب إلى بعضه البعض لبيان وحدته.٢٥ كما يحيل إلى «التلويحات اللوحية والعرشية» لبيان وحدة المشروع، كما يخاطب القارئ بلفظ «فافهم». فالكتاب دعوة للتبليغ.٢٦ أما «رسالة في اعتقاد الحكماء» فهي أقرب إلى علوم الحكمة، لأنها دفاع عن الفلسفة ضد هجوم الغزالي عليها.٢٧
وحكمة الإشراق أكثر التيارات الصوفية النظرية اتصالًا بالوافد. ويأتي في المقدمة أفلاطون ثم أنباذقليس وهرمس ثم أرسطو وأغاذيمون وسقراط ثم فيثاغورس وأسقليبوس.٢٨ ومن الفرق المشاءون، المتقدمون، الحكماء الأقدمون.٢٩ ومن الموضوعات المُثل الأفلاطونية. كما يظهر الوافد الشرقي الفارسي شعوبًا مثل الفرس والعرب، وديانات مثل المجوس وحكماء الفرس أو أعلامًا مثل زرادشت وبوذا سيف وكيخسرو وجاما سف وفرشا وشتر وبرزجمهر وماني.٣٠ وتذكر بعض الألفاظ الفارسية مثل الاسفهيد.٣١ ومن الموروث لا يظهر أحد من الصوفية المسلمين بل يظهر الأنبياء ثم المشرقيون.٣٢

(ب) «مقامات الصوفية»٣٣

والعنوان خادع. فهو ليس في المقامات بل في الجزء الثاني منه في مصطلحات الصوفية ومنها المقامات والأحوال.٣٤ في حين أن الجزء الأول في موضوعات «هياكل النور»، الجسم والنفس والعقل وأحكام العقل للثلاثة والواحد والفلك والمعاد والنبوة.٣٥ وهو الأكبر. يضم أربعًا وعشرين فصلًا بلا عناوين ولا أرقام. الفصلان الأخيران فقط في مصطلحات الصوفية. والأخير فقط هو الذي يتصدره عنوان «في شرح بعض مصطلحات الصوفية». لذلك يمكن تصنيفه في التحول من المعرفة إلى الوجود مثل «هياكل النور» وباقي أعمال السهروردي أو في «فن المصطلح». وكلاهما في الوعي النظري. وسبب التأليف هو إجابة على سؤال عن مقامات الصوفية. وكانت الإجابة هو هذا التحول من المقامات النفسية إلى المقامات الوجودية واللفظية مع البرهنة عليها وإيجاد نسق لها.٣٦ وهي غير ألفاظ أهل الحقيقة في العلوم البرهانية وهي علوم «حكمة الإشراق». والخطاب موجهه إلى القارئ بالتوصية بتقوى الله وتشبيه الحقيقة بالشمس.٣٧ ثم تبدأ المقامات الوجودية بمعنى مراتب الوجودية بمعنى مراتب الوجود بداية بالإدراك والتصور وقسمة الحقيقة إلى بسيطة ومركبة والفرق بين الوجود في الأذهان والوجود في الأعيان والجسم والحركة المتناهيان والعناصر الأربعة وميل الأجسام. ثم يأتي الوعي بالذات لتحليل الجسم والبدن ثم أحكام العقل الثلاث والانتقال إلى واجب الوجود ومعشوقات الأفلاك والأشكال الرياضية وأمور المعاش والمعاد والمعرفة الإلهية والغائية في الحياة الإنسانية وحاجة العالم إلى صانع. ثم تبدأ المصطلحات بداية بمعنى الكلمة وكمالها والمبادئ حسب الطاقة البشرية والتجرد بحسب القدرة واستيلائها على البدن. والألفاظ أقرب إلى الفضائل، باستثناء الصبر.٣٨ ثم تتبعها عبارة واحدة عن الرذائل دون تحديدها باعتبارها مقللة للفضائل أي سلب لها.٣٩ ثم تأتي ألفاظ الصوفية في الفصل الأخير تحت العنوان الوحيد «في شرح بعض مصطلحات الصوفية».٤٠ بعضها في المقامات مثل الزهد والصبر والشكر والتوكل، وبعضها في الأحوال كالخوف والرجاء، والتواجد، والقبض، والرضا، والمحبة والشوق والبسط، والجمع والفرق، والغيبة والسكر والصحو، والهيبة والأنس، والفناء. والبعض في الطريق مثل المخاطر، والإرادة، والمريد، والمعرفة والنقمات واللوائح والتوحيد والمجذوب والاتصال والامتزاج. والبعض ما زال في الأخلاق مثل السكينة والمكاشفة والمشاهدة والوقت والبعض في الوجود منها عالم الجبروت وعالم الملكوت وعالم الملك. ويعتمد على القرآن والحديث والشعر.٤١ ومن أعلام الصوفية يتقدم الحلاج ثم الجنيد ثم الشبلي والبسطامي والنوري وابن الجلاء وأبو طالب المكي.٤٢ ويُحال إلى بعض الأعمال الصوفية مثل «الطواسين»، و«قوت القلوب». ويحيل السهروردي إلى مؤلفه السابق «حكمة الإشراق» للتأكيد على وحدة المشروع. وتذكر بعض الفرق غير الإسلامية مثل اليهود والمجوس والفرس. ومن اليونان يذكر أفلاطون. ومن الأنبياء المسيح، مما يدل على انفتاح التصوف على الثقافات المجاورة شرقًا وغربًا.

(ﺟ) «المشارع والمطارحات»٤٣

وهي من نفس عناوين «المواقف والمخطابات» و«الإشارات الإلهية» و«الشطحات» وهو أيضًا في العلم الثالث أي الإلهيات دون المنطق والطبيعيات. ولكن هذه المرة يعتمد على التحليل النظري الخالص وليس البلاغة اللغوية. والمشرع من شراع أو مركب، مرتبة الوجود، والمطرح ما يفيض من المراتب. ويتكون من سبعة مشارع. الأول في العلم الكل. وهو ما يعادل المنطق ولكن منطق الوجود وليس منطق التصورات. والثاني تقاسيم الوجود وما يتعلق بها من أمور عامة منها الوفرة والكثرة، والكلي والجزئي، والممكن والواجب والعلة والمعلول كما هو الحال في نظرية الوجود في علم الكلام المتأخر.٤٤ ويبدو التصوف على استحياء في الفصل الأخير «في أثر الأمر الوجداني».٤٥ والرابع في «واجب الوجود». ويبدو الأسلوب الصوفي في «الإشارة إلي».٤٦ والخامس في فعله وإبداعه. والسادس في الجود والغنى ومبادئ الوجود وحركات الأفلاك وترتيب الوجود والخير والشر وهي نظرية الفيض. والسابع في الإدراك وواجب الوجود والمفارقات وبقاء النفس والسعادة أي الأمور والمعاد، وهي نفس مادة «هياكل النور»، والمقاومات. ويعلن السهروردي صراحة أن الكتاب جزء من الحكمة النظرية وليس العملية.٤٧
ويتبع أسلوب السؤال والجواب. ويخاطب القارئ بلفظ «اعلم». وتذكر أقوال دون نسبتها إلى أصحابها. فالمهم القول وليس صاحبه.٤٨ وتوضع بعض الألفاظ الإشراقية في بدايات الفقرات كعناوين مثل «بحث»، «فصل»، «نكتة» … إلخ.٤٩ كما يظهر لفظ «قسطاس» الذي استعمله الغزالي من قبل. ونظرًا لطول الكتاب، فهو أطول مؤلفات السهروردي، كثرت به عبارات الإحالات إلى أجزاء الكتاب تقديمًا أو تأخيرًا.٥٠ وتستعمل بعض عبارات البرنامج ككل، وعبارات أخرى للإيجاز دون التطويل. وسبب التأليف الاستجابة لاقتراح أحد الإخوان أن يكتب كتابًا جامعًا لكل ما كتب من قبل على طريقة المشائين. وهو تأليف يعتمد أيضًا على التجارب الذاتية. فلا فرق بين النظر والذوق، بين العقل والقلب. وهو مشروع واحد مع «حكمة الإشراق» و«التلويحات».٥١ فليس كل العلم في الكتب. فهذا يطول.٥٢ وصل الفلاسفة والصوفية إلى نفس الشيء مع اختلاف المنهج. وظن الفلاسفة أن كل اسم يوناني هو اسم فيلسوف فاستحسنوا فلسفة اليونان.٥٣ فلا فرق بين المشائين والإشراقيين. يبحث السهروردي عن الحقيقة لا عند المشائين ولا عند الإسلاميين ولا عند الصوفية، حقيقة أصيلة حاول الكل الاقتراب منها.٥٤ لا يستطيع المشاءون الحديث عن الصور المشاهدة.٥٥ وقد يصل الأمر لتصحيح الخطأ والتنبيه على الخلط وبيان استحالته درجة السب والشتم كما حدث لأبي البركات البغدادي. لذلك تظهر عبارات «وهذا فيه خلط»، «وهو محال»، «فيه شك».٥٦ لا فرق بين الحكماء المتألهين مثل فيثاغورس والإشراقيين.٥٧ والحقيقة أن حكمة فارس وبابل ويونان والإشراقيين، حكمة واحدة.٥٨ نهل بعضها من بعض عبر التاريخ دون أثرة أو استئثار.٥٩ ويبدو أن «حكمة الإشراق» هي الأساس الذي بنى عليه السهروردي مشروعه إذ يحيل إليه دائمًا.٦٠ يوحي بها في آخر المشارع والمطارحات.٦١ لذلك يحال إليه دائمًا.٦٢
ومن الوافد يذكر المشاءون ثم الأقدمون والقدماء ثم الحكماء والفلاسفة.٦٣ ومن الفلاسفة يتقدم أرسطو بطبيعة الحال ثم أفلاطون وأنباذقليس ثم أغاذيمون ثم سقراط.٦٤ والكرامات قاصرة على أهل الأنوار دون المشائين.٦٥ ومن الوافد الشرقي يذكر الفرس.٦٦ ومن الموروث يتقدم المتأخرون ثم الصوفية والفلاسفة.٦٧

(د) «التلويحات العرشية واللوحية»٦٨

وهو العلم الثالث فقط أي الإلهيات من مشروع أعم للحكمة كلها منطقية وطبيعية وإلهية طبقًا لقسمة ابن سينا. والاسم غريب. يدل لأول وهلة على أن صاحبه يقرأ من لوحات عرشية مثل «اللوح المحفوظ». وينقسم بعد المقدمة عن المنطق إلى أربعة موارد ومرصد عرشي. تحول المقدمة المنطق من منطق التصورات والتصديقات إلى منطق الوجود.٦٩ الورد الأول واجب الوجود والثاني المبادئ والغايات، ترتيب الموجودات وأحوالها اعتمادًا على نظرية الفيض.٧٠ والثالث في التجرد عن المادة والإدراك والعناية والقضاء والقدر أي في الإنسان.٧١ والرابع في النبوات والآيات والمنامات أي في أمور المعاد.٧٢
أما المرصاد والعرش فإنه تأصيل للإشراق عند اليونان خاصة.٧٣
يعتمد على القرآن وحده دون الحديث أو الشعر أو الإسرائيليات.٧٤ ومع ذلك يسود التحليل العقلي. ويستعمل ألفاظًا افتتاحية للفقرات يغلب عليها الإشراق كما يفعل صدر الدين الشيرازي (١٠٥٠ﻫ) بعد ذلك مثل: رمز أو طريق عرشي، دعامة أو نكتة شرعية … إلخ.٧٥ كما يستعمل لفظ «القسطاس» من مصطلحات الغزالي. والأسلوب هو السؤال والجواب. ويخاطب القارئ بلفظ «اعلم». ويعتمد على الوافد أكثر مما يعتمد على الموروث لأنه أحد الحكماء والصوفية في آن واحد. فهو أقرب إلى تمثل الوافد قبل تنظير الموروث.٧٦ يأتي المعلم الأول في المقدمة مع ألقاب التعظيم الأخرى مثل «غياث النفوس وأحكام الحكمة». ثم أفلاطون الإلهي، عظيم الحكمة، وهما الحكيمان العظيمان ثم هرمس، ثم فيثاغورس ثم أرخوطس وفرفوريوس وأنباذقليس وأغاثاذيمون.٧٧ ومن أسماء الفرق المشاءون الحكماء ثم الفلاسفة والحكماء. ومن الوافد يتقدم الشيخ المجدد، بعض الكبار، أفضل المتأخرين وهي ألقاب ابن سينا ثم البسطامي والتستري، ومن أسماء الفرق الإسلاميون وبعض الإسلاميين من الصوفية، والصوفية والمجردون من الإسلاميين، وفلاسفة الإسلام وصاحب التوحيد.٧٨ ويحيل إلى «المبدأ والمعاد» لابن سينا لبيان ارتباطه بالإشراق وإلى «المشارع والمطارحات» للمؤلف نفسه لبيان وحدة مشروعه.٧٩

(ﻫ) «المقاومات»٨٠

وهو أيضًا في العلم الثالث وحدة الإلهيات، وليس في العلمين الأولين، المنطق والطبيعيات. وهو مختصر لكتاب «التلويحات» أو ملحق له لإصلاح فلسفة الأولين والذي لم يتح في «التلويحات»، مع التركيز الشديد. وهذا هو معنى «المقاومات» أي نقد المشائين، بالرغم من إعجاب المؤلفين بالمتقدمين الأولين والحكماء الأسلاف.٨١ وإذا كانت الغاية هو التجديد والإصلاح والنقد للفلسفة المشائية فلماذا تعظيم الأقدمين؟٨٢ وكيف يجتمع التجديد مع التقليد؟ ويصرح بالرأي الخاص مثل إثبات الطباع.٨٣ ويُعطي نصائح للشارح أي المؤول لفلسفة المشائين.٨٤
والكتاب غير مقسم إلى أبواب أو فصول. بل يعطي مسائل كلامية فلسفية نظرية مجردة لا يظهر التصوف فيها إلا بين السطور مثل الجوهر والعرض، والتقدم والتأخر، والجنس والفعل، والكيف والكم، والزمان والمكان، والوجود والقدم والهيولى والصورة. وهي مسائل بين المنطق والطبيعيات مثل «المقدمات» النظرية في علم الكلام.٨٥ ويغلب عليها طابع التجريد. ولا يُدرك التأويل الصوفي إلا بين السطور. وكيف يتحول التصوف النظري إلى هذا الطابع المجرد والتصوف تجربة ذاتية حية؟ ويُستعمل أسلوب السؤال والجواب، ومخاطبة القارئ بلفظ «اعلم». ويعتمد على اقتباسات دون ذكر مصدرها أو أصحابها. وهي في الغالب ابن سينا نموذج المشائين عند السهروردي وصدر الدين الشيرازي. يُكتفي بلفظ قالوا … «على العموم» أو «على ما يذكرون».٨٦ وتظهر عبارات التقديم من أجل إظهار وحدة الموضوع. وتظهر بعض ألفاظ تقديم الفقرات مثل قاعدة وفصل ونكتة.٨٧ كما يستعار لفظ قسطاس من الغزالي دون الإشارة إليه.٨٨ ولا يعتمد على قرآن أو حديث نبوي أو قدسي أو شعر أو إسرائيليات. يعتمد فقط على تحليل العقل الخالص. يحيل إلى الوافد أكثر مما يميل إلى الموروث كما هو الحال في التأليف في علوم الحكمة، تمثل الوافد قبل تنظير الموروث.٨٩ من الوافد يعتمد على أفلاطون ثم أنباذقليس والمشائين وبعض المتقدمين والأقدمين.٩٠ ومن الوافد يظهر صاحب البصائر (الساوي)، العمل وليس المؤلف، وبعض المتأخرين، ومن المتأخرين، والجمهور.٩١ ويحيل إلى باقي مؤلفاته مثل «التلويحات» و«المطارحات» و«حكمة الإشراق».٩٢

(و) «هياكل النور»٩٣

ويمثل العمل أيضًا التحول من المعرفة إلى الوجود. وهو بين الفلسفة والتصوف لما به من نظرية الإشراق ونظرية الفيض، والنور رمز معرفي ووجودي في آنٍ واحد. هو إشراق في النفس ومراتبها بين العلم والجهل، ومراتب الوجود بين النور والظلمة. الهيكل هو الجسم. وهناك سبعة هياكل: الأول الجسم، والثاني النفس، والثالث الجهات العقلية الثلاثة، الواجب والممكن والمستحيل والعلة والمعلول وهي أحكام العقل الثلاثة عند المتكلمين والفلاسفة تحولت إلى جهات للوجود. كما أن العلة حكم عقلي ووجودي في آن واحد. والرابع واجب الوجود وفعله تحولا من الذات والصفات والأفعال عند المتكلمين إلى واجب الوجود عند الفلاسفة. ويثبت عن طريق إثبات النفس الناطقة.٩٤ وهو واحد ولا يصدر عنه إلا الواحد. هو النور الإبداعي الأول. والجواهر العقلية وسائط وجود الأول. وتتكاثر العقول بتكاثر الإشراقات في العقل الفعال. وتتوقف جميع الممكنات على وجود الواجب مما يثير قضية قدم العالم وأزليته، والخامس إثبات الحركة الدورية والإرادية للأفلاك وأنها سبب الحركات الحادثات، وأنها لها نفوس وعقول فائضة عن الأول، وإثبات الأجرام السماوية وكما لها طبيعتها الأثيرية الخامسة، وأن الشمس مثال الله الأعظم، وهو تشخيص الكون وإسقاط النفس عليه كما هو الحال عند إخوان الصفا في أن الإنسان عالم صغير وأن العالم إنسان كبير. والسادس مفارقة النفس البدن إلى عالم النور. والسابع النبوات. وهو طريق تصاعدي ارتقائي من النفس إلى الله ثم يهبط في نظرية الفيض وصدور العقول والموجودات عن واجب الوجود. يقوم على التحليل العقلي الخالص. ولا يستشهد بالقرآن إلا مرة واحدة.٩٥

(٣) «مراتب الوجود وحقيقة كل موجود» للجيلاني (٥٦٢ﻫ)٩٦

ويدل على التحول من المعرفة إلى الوجود، من العلم بالله إلى ثمرة أعمال أهل الحقيقة، والتميز بين علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، ومطالعة كتب الحقيقة أفضل من أعمال السالكين. يدل على أن العلم بالوجود أفضل من مجرد السلوك. ومن عرف الموجود عرف الموجد.٩٧
ومراتب الوجود أربعون ابتداء من ذات الله، وهو الغيب المطلق إلى الوجود المطلق إلى الواحدية إلى الظهور الصرف إلى الوجود الساري. وأسماء الوجود الربوبية والمالكية. والأسماء والصفات النفسية دلالات عليها مثل الأسماء، الجلالية والجمالية والفعلية. ومن تجليات الوجود عوالم الإمكان والعقل الأول والروح الأعظم والعرش والكرسي وعالم الأرواح وعالم الطبيعة المجردة ثم الهيولى والهباء والجوهر الفرد والمركبات وعناصرها والنبات والحيوان. ثم تأتي الأفلاك العشرة، ثم الأثير والمأثور والمستأثر، ثم الإنسان وفائدة معرفة النفس. تتخللها حكايات بعض الحكماء والمجانين. وتتخللها نظريات الإنسان الكامل والقاموس الأعظم وأخلاق الأنبياء.٩٨ وكثير منها يستمد من علوم الحكمة. وفي كل فلك نبي.٩٩ ويعتمد على القرآن والحديث دون الشعر.١٠٠ ولا يذكر من الصوفية إلا الجنيد وأحمد الرفاعي.١٠١ وتُحال إلى عدة كتب للمؤلف أو لابن عربي.١٠٢

(٤) «الرسالة الكمالية في الحقائق الإلهية» للفخر الرازي (٦٠٦ﻫ)١٠٣

وهي أقرب إلى الفلسفة الإشراقية أو علم الكلام الإشراقي. تضم عشر مقالات. الأولى والثانية في المنطق والمعقولات. ومن الثانية حتى الخامسة في نظرية الذات والصفات والأفعال. ومن السادسة حتى العاشرة في الطبيعيات، أحوال الأجسام وصور الأفلاك وأركان العناصر وعلم النفس وعلم الهيئات.

(٥) «كتاب الشاعر» لصدر الدين الشيرازي (١١٥٠ﻫ)١٠٤

كله في نظرية الوجود وأحكامه وإثبات حقيقته وأقواله. وفيه مشاعر. ويذكر الرازي أحيانًا في كتب التصوف باعتباره صوفيًّا. فبين الفلسفة الإشراقية والتصوف أواشج قربى في نظرية المعرفة، المعرفة الإشراقية أو في نظرية الوجود، نظرية الفيض.

(٦) «فوائح الجمال وفواتح الجلال» لنجم الدين كبرى (٦١٨ﻫ)

ولم يقتصر التحول من المعرفة إلى الوجود على النص الصوفي العمدة بل ظهر أيضًا في المؤلفات الصوفية الجزئية، مثل «فوائح الجمال وفواتح الجلال» لنجم الدين كبرى. إذ تتناثر الموضوعات. وتغيب الفصول والأبواب أو تحضر دون أن تقدر على احتواء المادة المتناثرة١٠٥ ويبرز التحول من المعرفة إلى الوجود في العنوان. فالكون جمال يفرح، وجلال يفتح.١٠٦ وداخل كل فصل موضوعات يتكرر بعضها تدل على غياب النسق وتكرار المشاهدات للكون.١٠٧ توصل بينها بمشاهدات. لذلك تظهر ألفاظ: وصل، معاينة، معاينات، مشهد، مشاهدات عروجية، طبقات للمشاهدة. وكلها رموز وجودية، مراتب الوجود. يكشف الوجود نفسه في إشارات وعلامات ووقائع وكونيات وشجرة اليقين. وأشكالها الأدبية حكايات غريبة وروايات ومسائل وخواطر وتفاسير، ومحاضر ربانية وكتب الغيب، وإجمالات وتفصيلات وأسرار الحروف وصيحات الهاء وتسميات غيبية. والمنهج هو الطريق والاختبار الروحي، والمجاهدة والذكر ونيرانه والذوق والاستغراق والسير والجذب والهمة والخطوة والخير، والبداية من القلب والقليب، ومراتب النفس. والترقي في المقامات والأحوال في الوقت. ويتقدم مقام المحبة والعشق والشوق وأحوال الأنس والحزن والمقامات غير المحدودة والفناء. ثم تظهر الحقائق الصوفية والأنوار والاسم الأعظم، اسم الله، وكلام الله. ثم تظهر الكرامات على الأولياء وخرقة الصوفية وتزاور الأرواح في عالم الأقطاب والأبدال والأوتاد. فالتصوف بداية ووسط ونهاية. ويغيب النظر والعمل. ويظل التصوف نظريًّا خالصًا. ينكشف الوجود في الوجد، وتتخلق الأشياء في المواجيد، وتظهر المعارف في الأذواق. ويصعب التحقق من ذلك كله إلا في الأبنية العقلية الخالصة، الملا الأعلى أو الواقع الحسي أو في التجارب الإنسانية العامة.
ويكشف تحليل تكرار المفردات عن نفس التحول من المعرفة إلى الوجود. إذ يتقدم لفظ سيار وهو سالك الطريق أو النجم. وكل شيء يتحرك «من … إلى». ثم تأتي ألفاظ الطريق مثل الذكر والهم من القلب والخلوة إلى الغيب والسر والاسم الأعظم حتى الفناء والاستغراق. وتظهر ألفاظ الكون مثل الدوائر والأركان وآبار الطبيعة والاستواء (البروج وبروج البروج) جبل قاف والجدي، والزهرة وذكر الوجود وظلام الوجود وعالم الحدوث والقدم وعطارد والمشتري والقوس وتظهر بعض الألفاظ الوافدة مثل «سفسطي» أي سوفسطائي، وشونيزية وهو لفظ فارسي ونرفانا وهو لفظ هندي. وتظهر المقامات مثل التوكل والأحوال مثل الخوف والرجاء، والحزن والسكر. ولما كانت فوائح الجمال وفواتح الجلال ليست مجرد خيالات فإنها تشير إلى وقائع وأماكن محدَّدة مثل الإسكندرية وبلاد المغرب وكربلاء.١٠٨
ويعتمد التحول من المعرفة إلى الوجود على الآيات والأحاديث دون أشعار.١٠٩ مع أن التجربة الشعرية والتجربة الصوفية صنوان. ومن أعلام الصوفية يتقدم الجنيد صاحب التجارب والشطحات التي تكشف أسرار الكون ومعاني الوجود. ويظهر الرسول والتستري، واستفتين ونيفشه ويوناق والحلاج صاحب الشطحات والسهروردي صاحب إشراقات. وكلاهما يتجهان نحو الوجود. وكبار المحبين مثل سحنون ورابعة والأنبياء مثل يوسف وموسى وعيسى ومحمد أصحاب مواجيد ووجد ووجود.١١٠

(٧) مؤلفات ابن عربي (٦٣٨ﻫ)

(أ) «الفتوحات المكية»١١١

والفتوحات «مثل» الموافقات «علامة فارقة في تاريخ كل علم، علوم التصوف وعلوم أصول الفقه». ففيه حدث التحول الفعلي من التصوف النفسي إلى التصوف الفلسفي. ومن النفس إلى العالم، ومن الداخل إلى الخارج، ومن الذات إلى الكون، ومن المعنى إلى الحرف، ويشمل العديد من الموضوعات الفلسفية مثل العقل الأول، والنفس الكلية، ونظرية الفيض. وكان ابن مسرَّة هو أول من أسس التصوف النظري الذي ينتسب إليه ابن عربي. ونظرًا لسيادة هذا التحليل النظري تغيب التجارب المشتركة خاصة مع القارئ. وبالتالي يصعب إيجاد البراهين على صدق التحليلات العقلية خاصة إذا كانت الموضوعات متعالية تند عن الحس مثل الحديث عن الكواكب والأفلاك.

يبدو التصوف النظري وكأنه لا صلة له بالواقع، مجرد تأملات وخيالات كبديل عن الواقع الفعلي، أبنية نظرية في الهواء وصور ذهنية من صنع الخيال أو الوهم على عكس التصوف الأخلاقي المطابق للسلوك الفاضل، والتصوف النفسي المطابق للتجارب الإنسانية العامة.

وإذا كان «الإحياء» قد أقام التصوف على قسمة رباعية: عادات ومعاملات، ومهلكات ومنجيات فإن «الفتوحات» أقامه على قسمة سداسية: المعارف، المعاملات، الأحوال، المنازل، المنازلات، المقامات.١١٢ «المعارف» هي نظرية العلم التي يبدأ بها كل علم، الكلام أو الفلسفة أو الأصول، بالإضافة إلى بعض مسائل في الفقه. موضوع المعرفة هو الروح، ومراتب الحروف والحركات والكلمات، وسبب بدأ العالم خاصة الروحاني ومراتب الأسماء الحسنى وأسرار البسملة والفاتحة، والأقطاب، والإشارات والخواطر والقيامة أي تقريبًا كل شيءٍ فلا حدود لموضوعات المعرفة.١١٣ يضاف إليها بعض مشاكل الفقه التقليدية كالطهارة وأسرار الصلاة والزكاة والصوم والحج.١١٤ ثم يضاف موضوع ثالث وهو معرفة عدد ما يحصل من الأسرار للمشاهدة عند المقابلة والانحراف وعلى كم ينحرف من المقابلة. وهي تأويلات باطنية لمائة وخمسين سؤالًا لا يعرف إجابتها إلا أهلها مثل عدد منازل الأولياء وأهل القربة ومنتهاهم ومجالسهم وأحاديثهم ومناجاتهم، والخاتم والرسل والملك والروح والأنبياء.١١٥ وهو أكبر الأقسام الستة.١١٦
والثاني «المعاملات». وهو الرابع من حيث الحجم.١١٧ ويضم موضوعات الأخلاق مع بعض المقامات مثل التوبة والمجاهدة والعزلة والتقوى والورع والزهد والصمت والخوف والرجاء والحزن والجوع والخشوع أو الغيبة والقناعة والتوكل والشكر واليقين والصبر والرضا والصدق والحياة والولاية والنبوة والمحبة. ويستعمل لفظ مقام بمعنى عام بحيث يشمل كل شيء بما في ذلك الأحوال؛ مما يدل على إنهاء الفصل التام بينهما كما هو الحال في المرحلة النفسية.
والثالث «الأحوال».١١٨ وهو الخامس من حيث الحجم. يضم موضوعات نفسية خالصة بالكشف الصوفي في بداية النفس وهو أطول الفصول.١١٩ ويتناول موضوعات معرفية خالصة مثل التجلي واللوائح والتلوين والبوادر والهجوم والخواطر والواردات … إلخ. ثم تبرز الأحوال مثل القبض والبسط، والفناء والبقاء، والفرق والجمع، والرهبة والرغبة، والوجد والفقد، والصحو والسكر، والمحو والإثبات، والقرب والبعد، والحرية والعبودية، كما تضم أيضًا بعض موضوعات الطريق مثل الإرادة والهمة والسفر. هذا الخلط الإيجابي مقدمة إلى تجاوز التقسيمات الصارمة بين المراحل الثلاث، الأخلاقية والنفسية والفلسفية، وبين الأحوال والمقامات وآداب الطريق.
والرابع «المنازل». وهو الثاني من حيث الحجم.١٢٠ وهي درجات إيمان الأولياء والأقطاب والأنبياء حتى المقام المحمدي وعناصر «الحقيقة المحمدية» وعلاقتها بالحضرة الموسوية والعيسوية والنسخ. ومنازل اشتراك النفوس والأرواح في الصفات تجليات للحضرة المحمدية. وهو من أطول الأبواب تتخلله وصلات.١٢١ والوصل مصطلح صوفي، ويضم أيضًا «معرفة منزل مفاتيح خزائن الجود» عدة وصلات أطول.١٢٢ بل إن كل ما في الكون من تجليات قدسية من منبع الحضرة المحمدية.١٢٣ وهنا يتحول تاريخ النبوة إلى تاريخ للتجلي في أشخاص الأنبياء وليس فقط في تطور الوحي طبقًا لحاجات المجتمع ودرجة رقي الوعي الإنساني. ويكثر الاستشهاد بالكتب المقدسة، التوراة والإنجيل والزبور، دون معرفة مصادرها، الترجمات العربية القديمة أو النصوص الضائعة منها أو الإسرائيليات. ويتحول قصص الأنبياء إلى دورات في التاريخ كما هو الحال في الفكر الإسماعيلي في الأكوار والأدوار.
والخامس «المنازلات». وهو أصغر الأقسام حجمًا.١٢٤ وإذا كانت «المنازل» للأنبياء فإن «المنازلات» للأولياء، منازلات المعرفة الكشفية والقرب من الحضرة الإلهية. المنزلة وضع إلهي، والمنازلة جهد إنساني، المنزلة كالحال والمنازلة كالمقام.
والسادس «المقامات» وهو الثالث من حيث الحجم.١٢٥ وتعني المقامات هنا أقطاب المحمديين ومنازلهم خاصة الإثنى عشر قطبًا. لم يعد المقام درجة على الطريق بل شخصًا صاحب منزلة. وكل قطب له آية قرآنية تشير إليه. بل إن الأسماء الحسنى أيضًا مقامات.١٢٦
«الفتوحات» أضخم سفر في تاريخ التصوف، تجميع لكل شيء من الأعمال السابقة في منظومة واحدة لدرجة التطويل مما يدفع إلى التصريح بضرورة الاختصار منعًا للتطويل.١٢٧ لذلك قد يصيب القارئ الملل بمتابعة هذا الكم الضخم من التحليلات الدائرية المتشابهة التي لا أول لها ولا آخر والتي يتوه فيها القارئ ولا يعرف من أين يبدأ وإلى أين ينتهي؟ وما هي مقاييس الصدق لهذا كله، لهذا التحليل أو ذاك؟ ينتهي الواقع لصالح الخيال، والعالم لصالح الوهم. ومع ذلك يحيل الكتاب إلى بعضه البعض لبيان وحدة موضوعه. كما يحيل الكاتب إلى باقي مؤلفات ابن عربي لبيان وحدة المشروع.١٢٨ وهو كتاب مُلغِز يحتاج إلى تأويل وشرح.١٢٩ لذلك أصبح متنًا لعديد من الصوفية الشراح، لعباراته وألفاظه. ووضعت قواميس خاصة له.١٣٠ بل إن الصوفية بعد ابن عربي لم يخرجوا عنه. واستشهدوا به. وأصبح كتاب «الفتوحات» هو المعين الأول للأعمال الصوفية التالية. يُقتبس منه، ويُحذى حذوه.
والآيات القرآنية كشواهد نقلية أكثر من الأحاديث النبوية.١٣١ ويستعمل القرآن إما مباشرة أو على نحو غير مباشر، بالاستشهاد بالآية أو بإدماجها داخل الخطاب لتقويته من الناحية الأدبية. وتستعمل الآيات الكونية القصيرة ليسهل إدراك هذه الحركة المتبادلة. وتستعمل أكثر من مرة للتعبير عن نفس الحدس وبنفس الشواهد. وتبدو مركزية القرآن حتى يبدو التصوف كله نابعًا منه، وأن العالم كله صدى له، وأن ظواهر الكون تحقق لآياته، وكأن «الفتوحات» ما هو إلا تفسير للقرآن. كما تبدو بعض الأبواب وكأنها شروح على القرآن، وأن الآية هي عنوان الباب.١٣٢ ويبدو النص توترًا بين التجربة الفردية والواقع الاجتماعي. فالنص مجرد إمكانية للقراءة بين أقطاب خارج النص، تجربة القارئ وواقعه الاجتماعي.
وفي الأحاديث النبوية تُذكر الأسانيد مع المتون حتى في هذا الوقت المتأخر الذي بعد فيه العهد عن عصر التدوين واستقرار مدونات علم الحديث. وأحيانًا تذكر المتون بلا أسانيد نظرًا لأولوية المتن على السند. وتذكر في أكثر من رواية زيادة أو نقصانًا.١٣٣

ويستشهد ببعض الحكايات عن الصوفية أكثر من أقوالهم. فالحكاية أكثر جذبًا للانتباه وإثارة للخيال. ويمكن تأويلها على عديد من الجوانب.

وإذا كانت علوم التصوف علوما كشفية ذوقية في مقابل الكلام والفلسفة كعلوم عقلية برهانية، فالسؤال هو: ماذا عن تأويل القرآن؟ هل هو كشفي أم إلهامي لدني، وما التأويل إلا البرهان على صحته، وهو التأويل النازل أم أنه تحليل للتجربة الإنسانية صعودًا إلى النص، وهو التأويل الصاعد؟ فالنص له مصدران إلهي وبشري، نازل وصاعد، في الذهن الإلهي وفي النفس البشرية.

وفي «الفتوحات» الرواية المشهورة عن «مقابلة» ابن عربي مع ابن رشد، الأول يشاهد ما يعلمه الثاني، والثاني يعلم ما يشاهده الأول.١٣٤ ومع ذلك تجمع «الفتوحات» أحيانًا بين الإلهام والاستدلال، بين التوغل في التأله والتوغل في البحث بتعبير السهروردي في حكمة الإشراق.١٣٥ وكيف تكون «الفتوحات» كشفًا ربانيًّا ولها مصادر مدونة معلنة وغير معلنة خاصة من «الإشارات الإلهية» لأبي حيان التوحيدي؟

ويجمع الكتاب بين الظاهر والباطن ولا يعارض بعضهما بالبعض الآخر. كلاهما طريق للوصول إلى نفس الغاية. الأول طريق الفقهاء والمتكلمين والثاني طريق الصوفية والفلاسفة اعتمادًا على التأويل. الأول للعامة، والثاني للخاصة وابن عربي ظاهري المذهب الذي كان سائدًا في الأندلس منذ ابن داود الظاهري وتلميذه ابن حزم.

ويصعب الحكم على «الفتوحات» هل هو كتاب نثر أولًا ثم الاستشهاد عليه بالشعر أم هو ديوان شعر أولًا ثم شُرح نثرًا. فكل موضوع يبدأ بالشعر ثم يأتي الشرح بالنثر. وابن عربي شاعر، له ديوانه وأشعاره خارج الديوان. والشعر المذكور على ثلاثة أنواع: الأول شعر ابن عربي ذاته، والثاني شعر آخرين مثل النابغة، والثالث مجهول المؤلف أقرب إلى الشعر المتوارث كالحكم والأمثال.

ويتضح أن التصوف نظرة أشعرية للعالم، وأن الأشعرية هي البنية النظرية للتصوف، الله المسيطر على كل شيء، وإرادته نافذة في كل ميدان دون أسباب أو فعل إنساني حر. ومع ذلك يبدو مللًا حثيثًا من الأشعرية ونقدًا لها لأنها ما زالت أسيرة علم الكلام.١٣٦ ويظهر البرهان العقلي في أسلوب الحجاج التقليدي، أسلوب المسائل مثل «المستصفى» وتخيل الاعتراض مسبقًا والرد عليه «فإن قيل … قلت» ودون الاعتماد على الحجج النقلية.١٣٧ والخطاب موجه إلى القارئ، «اعلم أيها الولد»، مع الدعوة له، «هداك الله» مثل أسلوب إخوان الصفا. فالتصوف دعوة للناس.
ويتجلى التحول من المعنى إلى الحرف في «كتاب الحروف» جزء من نظرية العلم «المعارف».١٣٨ فالحروف هي سبب التجسيم والتشبيه إذا ما فهمت على الظاهر. وهي رموز لها معاني كونية إذا ما فهمت على الباطن. واللغة تحيل على الوجود. والحرف رمز على ظاهرة كونية، الحروف لها حركات وكذلك الكون. ومنها الصغار والكبار وكذلك الطبيعة. وتتعدد اللغات والألسنة. فهناك اللسان الشرقي واليماني والشامي. وهي أقرب إلى اللهجات منها إلى اللغات المستقلة. والألسنة التي تعددت لها حروف.
والقرآن حروف بدليل وجودها في بداية بعض السور مستقلة بمعانيها. كل حرف يشير إلى ظاهرة طبيعية، وهي في نفس الوقت حروف الأسماء الإلهية. لا تخضع للترتيب الأبجدي بل لها منطقها الخاص. وعلم الحروف معروف في الحضارات السابقة المسيحية واليهودية. وقد بدأت الخزعبلات داخل التصوف النظري ابتداء من الحروف.١٣٩ وهي الحروف الأبجدية للترتيب أبجد هوز والتي أصبحت موضوعًا للأغاني الشعبية.

وهناك خمسة عوالم: الشهادة، والغيب، والملكوت، والجبروت، والملك. وقد يتصل عالمان كما يتصل حرفان مثل: عالم الغيب والملكوت، عالم الشهادة والجبروت، عالم الغيب والجبروت، عالم الملك والجبروت، عالم الملك والشهادة.

ويتحول علم الحروف إلى علم الأعداد. فكل حرف عدد، وباجتماع الحروف والأعداد تنشأ الحاجة إلى الرسومات البيانية بالحروف والأعداد. وهو ما زال مستمرًّا حتى الآن في الحركة الإصلاحية عند الكواكبي في «أم القرى» وفي المعتقدات الشعبية في الأحجبة لمداواة المرضى واتقاء الحسد.١٤٠

واللغة تعبير وليست إيصالًا، وتحقيق وجود الذات أكثر منها إيصال حقائق للآخر مثل الفن بوجهٍ عام، والشعر بوجه خاص. ويستعمل الخطاب كل أساليب التعبير في فنون القول مثل الجناس والطباق والسجع، والمجاز والتشبيه والاستعارة، تواصلًا مع الإشارات الإلهية «لأبى حيان التوحيدي». ومع ذلك «الفتوحات» خطاب على خطاب، قول مستقل بذاته عن العقل والواقع، عن المنطق والتجربة، كلام في كلام، بلا هدف كبير واضح بالرغم من القسمة السداسية التي تقوم على القسمة الرباعية ﻟ «الإحياء» وفي نفس الوقت تقضي عليها لتغيير معاني المصطلحات والأهداف. وبالرغم من الخروج من الإنسان إلى العالم، ومن الذات إلى الموضوع، ومن النفس إلى الكون إلا أن الإنسان ما زال مركزيًّا في التصوف النظري. وبين الإنسان والطبيعة هناك إحالة متبادلة من الإنسان إلى الطبيعة، ومن الطبيعة إلى الإنسان، من العالم الأكبر إلى العالم الأصغر بمصطلحات إخوان الصفا. والفقه أيضًا إحالة متبادلة بين الإنسان والطبيعة، بين الشرع والكون. ليس مجرد أعمال فردية بل ظواهر طبيعية وحركات كونية.

وهناك أيضًا مركزية النكاح. فالنكاح فعل اتحادي رمزي، محبة وعناق، شوق وقبل، هياج ولقاء، رمز العلاقة المتبادلة بين الإنسان والله. والله ليس في حاجة إلى مثل هذه العلاقة الاتحادية. الله «ينكح نفسه» وبلغة الفلاسفة، الله عقل وعاقل ومعقول، عشق وعاشق ومعشوق.

ويبدأ الانحراف بالعلم نحو الغيبيات والخيالات وتدعيم ذلك بالأحاديث القدسية الطوال التي يحاور فيها الله والملائكة وجبريل والرسول. وبها كثير من الإخراج والفن المسرحي عن القلم واللوح والعرش. في حين أن الغاية من الحديث بيان مجمل أو تفصيل عملي لأوجه الممارسة. والأحاديث القدسية بلا أسانيد ولا مصادر. يكفي أنها تبرهن على الخيالات المطلوبة بصرف النظر عن صحتها.

ويتجه التصوف النظري أكثر فأكثر نحو مركزية محمد، والقطب المحمدي، والحضرة المحمدية أو فيما يُعرف في التصوف باسم «الحقيقة المحمدية» منذ ذي النون المصري، وتشخيص الرسالة في الرسول، والمبدأ في الشخص، والنبوة في النبي، وتحويل الوسيلة إلى غاية، والأداة إلى هدف.

ويزداد التوجه نحو المعجزات والكرامات وأعاجيب الأفعال وكما بدأ في الطرق الصوفية بعد ذلك. وهناك أيضًا مركزية الحركة في الكون، الحركة المستقيمة، العلو والسفل، والحركة الدائرية. فالعالم متحرك وليس ثابتًا طبقًا للتصور الحركي للعالم على عكس التصور الثابت للمتكلمين والفلاسفة.

وهناك أيضًا مركزية العالم العلوي، عالم الأفلاك، والدورات الفلكية، وحركات النجوم والكواكب. وكلها حركات الروح في الكون. وقد تحول علم الفلك إلى التنجيم الشعبي وقراءة الطالع، وأثر الأفلاك في حياة الناس ووقوع الحوادث. وقد تضخم هذا العلم في التصوف النظري المتأخر وفي التصوف العملي وتوحد بالثقافة الشعبية والأحجبة والطلسمات والنيرنجيات. ويصاحب ذلك كله الأخرويات وعالم الملائكة والشياطين ومناظر الحساب والعقاب.

(ب) «فصوص الحكم»١٤١

وترتيب «فصوص الحكم» بناء على رؤية الرسول في المنام وفي يده الكتاب. فهو علم نبوي كما أن «الفتوحات المكية» علم إلهي.١٤٢ فالولاية لا تنقطع. الأولياء ورثة الأنبياء.١٤٣ ثم يضع فصول الكتاب كبرنامج في البداية.١٤٤
والمعرفة الصوفية مكاشفة ومشاهدة ومعاينة.١٤٥ لذلك يحال إلى علوم الذوق. والوجود الذهني هو الوجود العيني. ومع ذلك تعتمد على الدليل العقلي في فهمها وتنظيرها وعرضها.١٤٦ لذلك يبدو الأسلوب نظريًّا مجردًا. يغلب عليه البرهان لا الكشف. وتظهر تحليلات الفلاسفة في الطبيعيات والعناصر الأربعة. وتظهر بعض قضايا علم الكلام. ويأخذ ابن عربي الموقف الأشعري بأن الصفات زائدة على الذات.١٤٧ وإذا عجزت العقول عن البرهان فالخيال أقدر من العقل.١٤٨ لذلك تظهر لغة النور والخيال.١٤٩ والعقل والطبيعة، البرهان والتجربة شيء واحد.١٥٠ وتظهر فيه ثنائية الحق. فللحق وجهان. والدين دينان.١٥١ ولكل شيء ظاهر وباطن، موسى والخضر.١٥٢ التنزيه قيد، والتشبيه تحديد. والأفضل الجمع بين الاثنين.١٥٣
وتظهر الأحوال والمقامات داخل تطور النبوة. المقامات مثل القرب والصبر والمحبة.١٥٤ والأحوال مثل الجمع والفرق.١٥٥ وتظهر بقايا الفقه في أسرار الحج والمسيرة في التشابه بين رضاعة موسى ورضاعة محمد.١٥٦
ويتضمن وصفًا لتاريخ النبوة منذ آدم حتى محمد في سبع وعشرين درجة. كل نبي له درجته أو ماهيته أو دلالة نبوية. فالنبوات فصوص. كل فص نبوة.١٥٧ والتقابل بين الحكمة والنبوة تقابل أدبي سجعي. الحكمة هي الدلالة الباطنية، والنبي كلمة أي وحي ونبوة.١٥٨ ويلاحظ أنه ترتيب زماني. فالوحي يتكشف تدريجيًّا عند كل نبي. وهناك تقدم تدريجي في تطور الوحي ومراحله في الكشف عن الحقيقة وهي وحدة الحق والخلق.١٥٩
والحقيقة هي وحدة الحق والخلق. سبحان الذي خلق الأشياء وهو عينها. فوحدة الوجود تتجاوز الحلول والاتحاد.١٦٠ ويتحول الحلاج من الذات إلى الموضوع، ومن الداخل إلى الخارج. تخللت روح الخليل كما تخللت الروح والجسد.١٦١ ويكون الإنسان والله على التبادل في الحمد والعبادة والمعرفة والغنى والوجود والكلام والإثبات والكون.١٦٢ العبد رب والرب عبد.١٦٣
والنماذج كثيرة في الحلول والاتحاد ووحدة الشهود ووحدة الوجود من آدم والمسيح ومريم.١٦٤ وهو الحب الذي جمع بين بلقيس وسليمان.١٦٥ وتأتي الذروة في شرح الحديث الشهير «حبب إليَّ من دنياكم ثلاث: النساء، والطيب، وجُعلت قرة عيني في الصلاة». فالنساء رمز اتحاد الرجل والمرأة، والإنسان والله. والطيب هو الشوق بين الاثنين عن طريق الرائحة. والصلاة هي توحد الاثنين في الثالث، الجامع بينهما.١٦٦
والإنسان هو حقيقة التوحيد بين الحق والخلق. هو خليفة الله في الأرض. يتحول إلى الإنسان الكبير وهو العالم كما هو الحال عند إخوان الصفا: الإنسان عالم صغير، والعالم إنسان كبير حتى الإنسان الكامل.١٦٧ وهذا هو معنى الضحية.١٦٨ وينوب الكبش عن الإنسان في الظاهر طبقًا لحكمة مرتبة. وهو حر في حين كان آدم مقيدًا بالعقل والقلادة والإيمان.١٦٩
يعتمد ابن عربي على القرآن والحديث والشعر وبعض الإسرائيليات كمصدر لتاريخ النبوة.١٧٠ كما يستعمل القرآن والحديث كتداعي حر داخل الأسلوب. ويحيل إلى الصوفية السابقين دون تردد كبير مثل، سهل التستري، والشبلي، وأبو سعيد الخراز، والبسطامي، وتقي بن مخلد. ثم يأتي الترمذي وابن مسرَّة والغزالي والجنيد، وغيرهم.١٧١ وينتقد الغزالي.١٧٢ كما يحيل إلى القدماء والمتكلمين والأشاعرة من الفرق.١٧٣ ويحيل إلى الفتوحات التي كتبت قبل «الفصوص».١٧٤

(ﺟ) رسائل ابن عربي

وتمثل هذه الرسائل نفس التحول من المعرفة إلى الوجود. فيها تتداخل موضوعات المعرفة والميتافيزيقا والحروف مع موضوعات الخلق والزمان، وموضوعات الجلالة وأخيرًا الطريق طبقًا للنسق الكلامي الصوفي الفلسفي، المعرفة ثم الكون والنبوة ثم الله ونهاية الطريق في التصوف العلمي، ومراسلاته مع صوفية وفلاسفة عصره.

وهي حدوس جزئية مشتقة من «الفتوحات» أو رسائل مستقلة ليست مستلة منها. تتميز بوحدة الموضوع. وبالتالي يمكن عرضها كلها مرة واحدة دون إبراز لخصوصية كل رسالة.١٧٥ ويمكن عرض كل رسالة على حدة للإبقاء على خصوصيتها كوحدة أدبية مما يقضي على وحدتها ويوقع في التكرار. ومع ذلك فالعرض التفصيلي أفضل حرصًا على وحدة منهج التأليف في تكوين مراحل الوعي النظري من خلال النصوص. ويمكن إيجاد حل وسط بين العرض الكلي والعرض الجزئي عن طريق العرض التجميعي لعدد من الرسائل ذات موضوع واحد مثل وحدة الشهود أو وحدة الوجود أو الحروف أو الزمان أو الخلق أو القطب والبدل … إلخ.

تعتمد أيضًا على الأدلة النقلية، القرآن والحديث والشعر، والقرآن أكثر. ويذكر أكثر من الشعر، والشعر أكثر من الحديث مما يدل على أن تصوف ابن عربي هو نظرية في التأويل، والخروج من اللغة إلى الوجود، فاللغة منزل الوجود بتعبير أحد المعاصرين، ومن الحروف إلى العالم، ومن الكلام إلى الأشياء. كما يعتمد على أقوال الصوفية مثل الحسن البصري والجنيد والسلمي والغزالي والبسطامي والحلاج والمحاسبي، والجيلي، وذو النون وابن عطاء وآخرين من مشايخه.

ومن الفرق يذكر المعتزلة والأشاعرة مما يدل على أن التصوف هو تطوير لعلم الكلام وتحويل «الثيولوجيا» إلى «أنطولوجيا»، والعودة بها إلى علم النفس. وتبدأ كلها بالبسملة.١٧٦ والبعض منها تضيف «وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم» أو «به الحول والقوة»، أو «والحمد لله وحده»، أو «اللهم بارك وتممه»، أو «الله مفتح الأبواب»، أو «رب أنعمت فزد».١٧٧

(١) من المعرفة إلى العرفان

(أ) «كتاب المعرفة»:١٧٨ ويضم مائتين وستًّا وتسعين مسألة متفرقة اثنان وعشرون منها بعناوين والباقي بلا عناوين. بعض العناوين آيات قرآنية مثل وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ، وبعضها أحاديث نبوية. والبعض الثالث أقوال مقتبسة من الغزالي أو بيت شعر، وتضم عدة مسائل موضوعًا واحدًا منها النور والظلمة، والتوحيد والمعرفة. ويضم البعض الآخر بعض المقامات مثل الصبر وبعض الأحوال.
وتشمل كل موضوعات الكلام والأحوال والفلسفة والتصوف، أشبه بدائرة معارف للعلوم الإسلامية، وكثير منها ينتهي بالتعبير الأميز عند الصوفية والأشاعرة؛ «الله أعلم». البنية في مجموعها سيئة مجرد رصد مسائل مرقمة، يمكن إعادة تصنيفها في مجموعات أقل، في أبواب وفصول، لكل منها رأس موضوع. يتخلل بعضها فائدة.١٧٩ يعتمد على القرآن والحديث والشعر، ١٨٠ كما يعتمد على أقوال صوفي واحد هو الغزالي وذو النون ثم البسطامي وأبو مدين والجنيد ثم التستري وغيرهم.١٨١ ومن الصحابة الإمام علي وعكرمة وابن عباس. ومن الأنبياء موسى ورفيقه الخضر ثم محمد (رسول الله) وآدم.١٨٢ ومن الفرق، الأشعرية ثم المعتزلة ثم المتكلمون وأهل التحقيق من الصوفيين.١٨٣ ومن الخلفاء المأمون. ومن اللامعينين الإمام. وتقوم بعض المسائل على القسمة العقلية والتحليل النظري.١٨٤
(ب) «نفائس العرفان»:١٨٥ وهو في نظرية المعرفة النظرية عن طريق التأمل في النفس والآفاق، والعملية عن طريق الشيخ والمريد كما هو الحال في «كتاب الكنه فيما لا بد للمريد منه». وهو رد على الحائر والجاهل وللسالك الذي لم يجد شيخه، وموجه إلى المريد الصادق وهو المتعلم. يعتمد على القرآن وحده دون الحديث أو الشعر أو أقوال الصوفية.١٨٦

(٢) من علوم النظر إلى علوم الذوق

(أ) «كتاب الانتصار»:١٨٧ وهو انتصار علوم الذوق على علوم النقل بناء على سؤال وحوار بين ابن عربي وأحد المشايخ.١٨٨ تبدأ بعرض موانع الذوق الخمسة وإثباتها سلبًا ثم ترد على الاعتراضات، وتذكر بأشياء، تم تفرض مسألتين، الثانية منها قول الحسين. وتنتهي بعشرين سؤالًا مستنبعًا من شرح بيت شعري عن السقي والشراب والضيف ومقامتها. والأهم هو طرح سؤال العملية بين الأشعرية في التصوف. فكل أشعري ليس بصوفي وكل صوفي هو أشعري بالضرورة. الخلاف فقط بين المعرفة النقلية والعقلية والمعرفة الذوقية الكشفية.١٨٩ ويعتمد على الشعر والحديث والقرآن.١٩٠ ومن الصوفية يذكر البسطامي ثم الحلاج ثم الغزالي وأبو مدين.١٩١ ومن الفرق يذكر الأشعري والأشعرية والصوفي ثم أهل السنة.١٩٢ والمنام أيضًا مصدر للعلم. والأسلوب أسلوب إخوان الصفا في مخاطبة القارئ والدعوة له.
(ب) «مراتب علوم الوهب»:١٩٣ وهي العلوم اللدُنِّية غير المكتسبة. فالعلوم قسمان منتجة وغير منتجة. الأول مثل العلوم بالذات المقدسة والثاني مثل علوم الأدلة التي تنتج مدلولاتها إلى ما لا نهاية حتى الوصول إلى العلم الإلهي الكوني الذي لا تستقل العلوم بإدراكها. ولا يعرف إلا بالتقرب إلى الله والسلوك في طريقه. وتشمل العلوم المنتجة الأمثلة القرآنية والتشبيهات الفرقانية بلسان النور ولغة الماء الصافي أو الممزوج باللبن والعسل والخمر. ولها تأويلان إلهي وروحاني. ويعتمد على القرآن والحديث دون ذكر للأشعار أو الأقوال الصوفية.١٩٤ ومن الأنبياء يذكر إبراهيم، ومن الصحابة أبو بكر وعمر.
(ﺟ) «كتاب اليقين»:١٩٥ وهو موضوع صوفي قرآني بالأصالة؛ إذ يفرق الصوفية بين علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، مراتب ثلاث للمعلوم، بالعلم والمشاهدة والتصديق. وهو في مقابل الظن. وهو أساس المعجزة.١٩٦ ويذكر سبب تأليف الكتاب وتسميته في فصلين آخرين، وهو زيارة ابن عربي للخليل ثم لوط مع صاحبين له.١٩٧ ويمر بمسجد اليقين، مسجد إبراهيم. لذلك سمي الكتاب كتاب اليقين الذي كتبه بمسجد اليقين. ويخلو الكتاب من أي تقسيم إلى أبواب وفصول باستثناء الفصلين الأخيرين. وقد أضاف إليها المحقق ملاحق ونصوص خاصة بمقام اليقين في «الفتوحات» مما يخرج عن احترام نص الكتاب.١٩٨ ويعتمد على القرآن والحديث والشعر.١٩٩ ومن الأنبياء يذكر لوط ثم إبراهيم الخليل ثم إسحاق. ومن المتقمصين دحية. ومن الملائكة جبريل.٢٠٠ ومن الفرق يظهر الأشعري ثم المعتزلي.٢٠١
(د) «كتاب الشاهد»:٢٠٢ وهو في نظرية المعرفة. هي شواهد الحق في القلب من العلوم الإلهية.٢٠٣ وتظهر بعض مفاهيم الشيعة مثل الأكوار والأدوار. تكثر فيه العناوين الفرعية في أبواب بعضها يبدأ بلفظ شاهد والآخر دونه.٢٠٤ وأحدها شاهد بلا إضافة. والبعض الآخر مجرد أبواب.٢٠٥ ويخلو من الشواهد النقلية. ويظهر القرآن وحده.٢٠٦
(ﻫ) «الفناء في المشاهدة»:٢٠٧ وهو دال بعنوانه. فالفناء معرفي، أقرب إلى وحدة الشهود منه إلى وحدة الوجود. هو تجربة ذوقية. وحضرة الإنسان أتم الحضرات وجودًا.٢٠٨ ويعتمد على القرآن والحديث دون الشعر.٢٠٩ ويذكر من الصوفية الحسن البصري ومالك بن دينار والسنجي.٢١٠ ويحال مرة أخرى إلى «الفتوحات المكية».
(و) «الإعلام بإشارات أهل الإلهام»:٢١١ وهو كتاب في المعرفة الإشارية والإشارات مثل الشطحات دون صدماتها اللغوية. ويتضمن عناوين فرعية مثل: الرؤية، السماع، الكلام، التوحيد، المعرفة، الحب، الإشارات في أنواع شيء. ويعتمد على القرآن والشعر دون الحديث.٢١٢ ويحال إلى الأنبياء مثل نوح، وإلى الصحابة مثل الصديق٢١٣ وتذكر بعض المتون دون أصحابها.٢١٤
(و) «شق الجيب بعلم الغيب»:٢١٥ وهو من أكبر الكتب. ويتضمن العنوان صورة فنية عن كشف الستر لمعرفة الغيب. وهو إجابة على سؤال خاص ولطلاب المعرفة بوجه عام.٢١٦ كتبه بين العشائين. وله عنوان فرعي «بكن ويكون ودر الدرر». وهو موجه إلى القارئ بفعل أمر «اعلم». وهو في التوحيد بوجه عام والصفات بوجه خاص. والقدم سابق على باقي الصفات السبع.٢١٧
وينقسم إلى فصول وتنبيهات ووصايا.٢١٨ وقد يكون للوصل عنوان. والإشارات والنهايات شكل أدبي معروف منذ ابن سينا. يجمع بين الشواهد النقلية والتنظير العقلي الخالص. والقرآن أكثر من الشعر. والشعر أكثر من الحديث.٢١٩ ويعتمد التنظير العقلي على القسمة.٢٢٠ وتكثر المصطلحات الفلسفية بحيث يتحول النص إلى معجم للمصطلحات.٢٢١
وبه حوار متخيل بين السالك والشيخ وأحيانًا متخيله مع الغراب والملك والحكيم.٢٢٢ ومن الأنبياء يذكر محمد وصفة الموسوية.٢٢٣
والوصية دعوة إلى السر مثل ما فعل الغزالي في «الجامع والعوالم عن علم الكلام» و«المضنون به على غير أهله» وكما عبر عن ذلك ابن عربي في «الوصية» في آخر الكتاب.٢٢٤
(ز) «كشف الستر لأهل السر»:٢٢٥ وهو موضوع بين المعرفة والوجود كشف الستر للمعرفة وأهل السر هم العارفون بوحدة الوجود، من معرفة النفس إلى معرفة الرب كما هو الحال في الرسالة الوجودية لشرح القول المأثور «من عرف نفسه فقد عرف ربه»، وهو سبب التأليف.٢٢٦ فالسر وحدة الوجود.٢٢٧ يعتمد على الشعر والقرآن والحديث دون ذكر للصوفية.٢٢٨ ومن الأنبياء يذكر آدم، ومن الكتب المقدسة التوراة، ومن الصحابة علي.٢٢٩

(٣) من الذات الإنسانية إلى الذات الإلهية

(أ) «الرسالة الوجودية»:٢٣٠ وهي رسالة في معنى قول الرسول «من عرف نفسه فقد عرف ربه». وهو ليس حديثًا للرسول بل هو قول مأثور عن يحيى بن معاذ. وهو تحويل البعد الذاتي لسقراط «أعرف نفسك بنفسك»، إلى بعد رأسي صوفي. فالرب في داخل الذات٢٣١ وهي رسالة في التصوف النظري، في التوحيد ضد ثنائية المتكلمين. فالله والعالم شيء واحد، والحق والخلق وجود واحد، دون وقوع في الحلول.٢٣٢ وطريق ذلك هو العشق. ولا تعرف وحدة الوجود لا بالعلم ولا بالعقل ولا بالفهم ولا بالوهم ولا بالعين ولا بالحسن الظاهر ولا بالعين الباطن ولا بالإدراك. والله ليس محجوبًا لأنه يتجلى في كل شيء.٢٣٣ يُعرف الرب بالرب.٢٣٤
والله بقاء لا فناء، وجود لا عدم، ولا يتطلب فناء الوجود ولا عدمه٢٣٥ ويجوز ذلك بدل أن يقول أنا الحق، اعبدوني سبحاني، ما أعظم شأني. ولا يجوز سب الدهر لأن الله هو الدهر.٢٣٦ الصوفي غير مخلوق مثل الله. هو الرائي والمرئي، والواجد والموجود، والعارف والمعروف، والمدرِك والمدرَك.٢٣٧ وتعتمد على القرآن والحديث والشعر.٢٣٨
(ب) «الوقت والآن»:٢٣٩ وهي رسالة في اللحظة التي يعيشها الصوفي. فالصوفي ابن وقته. والوقت هو الحق لأن الحق يتجلى فيه.٢٤٠ ليس فقط الفعل في الزمان كما هو الحال عند الأصوليين، بل الوجود الإنساني كله في الزمان.٢٤١ الإنسان وجود زماني. ويعتمد على القرآن والحديث دون الشعر وأقوال الصوفية.٢٤٢ ويذكر الصوفية وحدهم كفرقة. كما يذكر المتقدمون من علماء الحق.٢٤٣
(ﺟ) «أسرار الذات الإلهية»:٢٤٤ وهي في موضوع التوحيد، وحدة واحدة بلا أبواب أو فصول أو أقسام أو عناوين فرعية. موضوعها الذات الإلهية وتعيناتها العالمية والواحدية والقادرية والأزلية والربوبية. وهو ما يسمى في علم الكلام الأشعري أوصاف الذات.٢٤٥ وتعتمد على القرآن والحديث دون الشعر وأقوال الصوفية.٢٤٦
(د) «الجلال والجمال»:٢٤٧ وهما مفهومان صوفيان، لا مقامان ولا حالان. جعلهما نجم الدين كبرى (٦١٨ﻫ) من قبل عنوانًا لعمل له.٢٤٨ وهما مقرونان بحالتَي الهيبة والأنس. الأنس مربوط بالجمال، والهيبة بالجلال. وفي القرآن إشارات لكليهما. ومع بعض الإشارات تنبيهات. وهما مصطلحا ابن سينا. الجمال للإنسان، والجلال لله. إشارات الجلال لله في التنزيه واستحالة الرؤية ومطلق المعرفة والوحدانية والمغفرة والتقوى. وإشارات الجمال أيضًا نفي المماثلة وإحصاء كل شيء والجهاد. ويتضح تداخل الجمال والجلال في جمال الجلال وجلال الجمال؛ إذ لا يوجد حد فاصل بينهما. ويعتمد على القرآن والحديث دون الشعر.٢٤٩ والبسملة مشفوعة بعبارة «به الحول والقوة» ومن الأعلام يذكر الإسفراييني.

(٤) تجليات الذات الإلهية في الكون

(أ) «رسالة الأنوار»:٢٥٠ والنور موضوع بين المعرفة والوجود ونموذجه النبوة والولاية. ويشتركان في ثلاثة أشياء. الأول في العلم دون تعلم كسبي. والثاني في الفعل بالهمة وما لا قدرة للجسم عليه. والثالث رؤية عالم الخيال في الحس. ويختلفان في الخطاب وفي المعارج بين النور الأصلي في النبوة والنور الفرعي في الولاية. والأسلوب والدعوات مثل رسائل إخوان الصفا «الحمد لله واهب العقل». وهو إجابة على سؤال. ويذكر بعض المقامات مثل الزهد والتوكل. والأسلوب قصصي، قصة السالك في طريق الروح، تغلب عليه المحسنات البديعية. ويستشهد بالقرآن وحده سواء القرآن النصي أو القرآن الحر داخل الأسلوب.٢٥١ وهو في نفس الوقت على درجة عالية من التنظير. ويخلو من الشعر، لكنه لا يخلو من النثر الفني. ويذكر من الأنبياء محمد ثم موسى ثم عيسى ثم إبراهيم ثم آدم وسام وإسحاق وإسماعيل وإدريس ويوسف وهارون.٢٥٢ وتحول أسماء الأنبياء إلى صفات مثل محمدي وموسوي.٢٥٣ والأنبياء صوفية سادة وأصحاب أحوال يدعون إلى الأخلاق الرحمانية والأخلاق القهرية والأخلاق الإلهية. ومن المجموعات يذكر الملامتية والشيوخ.٢٥٤
(ب) «مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية»:٢٥٥ وهو الوجود الذي يتحول إلى معرفة بعد أن تحولت المعرفة إلى وجود. فالمشاهدة معرفة ووجود، ذات وموضوع. والنور كذلك إحالة متبادلة بين العين والشيء المنير، وليس مجرد انعكاس بين رائي ومرئي. وبالرغم من اعتمادها على القرآن والحديث إلا أنها قائمة على التجربة العيانية المباشرة.٢٥٦ بل إن المكاشفات العلمية والمشاهدات القلبية توحي بأن الكشف تم أولًا ثم التنظير جاء ثانيًا، كما هو الحال في «حكمة الإشراق» للسهروردي.٢٥٧ ومن لم يدرك الكشف بعقله يكون أمانة بين يديه حتى يأتيه نور العقل وصفاء الضمير، وتلحق الإماء بالحرائر أي عندما يتحرر الإنسان.٢٥٨ والخاتمة مملوءة بالشواهد النقلية على عكس الرسالة التي تعتمد في معظم مشاهدها على الدليل العقلي المؤيد نادرًا بالدليل النقلي.
وتتكون من أربعة عشر مشهدًا. كل منها مشهد نور وطلوع نجم.٢٥٩ الوجود مع بحر العيان، والأخذ مع نجم الإقرار، والنور مع التأييد، والشعور مع التنزيه، والصمت مع السلب، والمطلع مع الكشف، والساق مع الدعاء، والصخر مع البحر، والأنهار مع الرتب، والحيرة مع العدم، والألوهية مع «لا»، بالوحدانية مع العبودية، والصمد مع الفردانية، والحجاج مع العدل.٢٦٠ وتبرز الخطة في البداية. وتستعمل لغة الحوار «قال لي … قلت» مع الوجود ومع الله مع مقدرة لغوية بلا حدود وكشف ورؤية لا يتنافيان، ويذكر من الصوفية أبو سليمان الداراني. ومن الصحابة علي وابن عباس، ومن الفرق الدهرية والمعتزلة. ومن الكتب المقدسة التوراة. ومن الأنبياء موسى.
(ﺟ) «كتاب أيام الشأن»:٢٦١ وهو كتاب الخلق، خلق العالم في عدة أيام كما هو الحال في اليهودية. وهو وجود الماء في الزمان في أيام بل وفي ساعات هي قضية الوجود في الزمان. ويعتمد على عناوين فرعية مثل: حقيقة، بيان، إفصاح تتميم، تكملة، لاحقة. ومن الأدلة النقلية يعتمد على القرآن والشعر دون الحديث أو أقوال الصوفية السابقين.٢٦٢
(د) «كتاب الأزل»:٢٦٣ وهو موضوع فلسفي نظري خالص في الأزل، كل الزمان، بين الكلام والفلسفة. ويقسم إلى عناوين فرعية مثل «فصل»، «تنبيه». ويعتمد على القرآن والشعر والحديث القدسي.٢٦٤ كما يعتمد على بعض البراهين النظرية اعتمادًا على السبر والتقسيم في علم الأصول. ومن الفرق يُحال إلى المحققين والقدماء. كما يُحال إلى كتاب «الجداول والدوائر».
(ﻫ) «شجرة الكون»:٢٦٥ وهو عنوان أصيل يجمع بين النبات والكون، بين الجزء والكل. يوحي بالنشأة والتطور. يتخلق الكون من جذور وسيقان وفروع وأوراق وثمار مثل الشجرة. لا فرق بين النبات والحيوان والجماد، بين الإنسان والنبي والولي، بين الحس والعقل والقلب.٢٦٦ وفيها أيضًا تطور النبوة كما هو الحال في «فصوص الحكم»، ومن آدم حتى محمد ونقيضهم لدي إبليس. فالنص سلاح أُعطي للإنسان لحمايته من غواية إبليس. وفيه أيضًا يظهر العرش والملائكة والموضوعات السمعية. والحقيقة المحمدية تتجلى تدريجيًّا مع خلق الكون حتى تكتمل في التصوف النظري. والإسراء والمعراج في نهاية التطور. وبالرغم من التأويلات الرمزية فإن الفلاسفة والمتكلمين خاصة المعتزلة لا يسلمون من النقد. فهي مشاهدة ما يفكر فيه الفلاسفة. وفي خطاب الله لمحمد في الإسراء والمعراج يعاتب اليهود لأنهم جعلوا عزيرًا ابنه، والنصارى لأنهم زعموا أن المسيح ابنه، والوثنيين لشركهم وتجسيمهم، والمشبهة لتحديدهم، والمعطلة لعدميتهم، والمعتزلة لإنكار رؤيته.٢٦٧ ويعتمد على القرآن والحديث دون الشعر وأقوال الفلاسفة.٢٦٨
(و) «مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم»:٢٦٩ ويتضح من العنوان التحول من المعرفة إلى الوجود.٢٧٠ ويقوم على قسمة ثلاثية محكمة، ثلاث مراتب: العناية للتوفيق، والهداية للتحقيق، والولاية للتصديق. والمرتبة الثالثة أكبرها.٢٧١ وقد دون في أحد عشر يومًا دفعة واحدة٢٧٢ وكتب إجابة على سؤال الابن الطاهر عن طريق مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ومنح أسرار الكيان بالفضل العظيم.٢٧٣ تبدأ بمجمل الخطة.٢٧٤ وهو موجه إلى القارئ. وتتخلله بعض الحكايات الرمزية.
وبالرغم من العلم الباطن إلا أن الفقه يظهر في الإحالة إلى استحالة الصلاة في الدار المغصوبة.٢٧٥ ومراتب الأفلاك تقابل المقامات والأحوال، لا فرق بين مراتب النفس ومراتب الكون في إحالة متبادلة ومتواصلة بين الذات والموضوع. والسؤال هو: ما مصدر هذا كله، العلم أم التجربة، الرواية أم الكشف. وكل مرتبة لها موقع ومطلعان وثلاثة أفلاك. مطلع العناية توفيقي. ومطلعهما وفاقي وإلهي. وأفلاكها إسلامي وإيماني وإحساني. وموقع الهداية علمي. ومطلعاها عياني وإلهي. وأفلاكها أيضًا إسلامي وإيماني وإحساني. وموقع الولاية علمي. ومطلعاها خلقي وإلهي. فالمطلع الثالث واحد وهو الإلهي. ويختلف المطلع الثاني بين الوفاقي والعياني والخلقي. ويختلف الموقع الأول بين التوفيقي في الأول والعلمي في الثاني والثالث. وينقسم الإيماني في المرتبة الثانية، الهداية للتحقيق إلى ثمانية أنوار. كما ينقسم الإسلامي في المرتبة الثالثة، الولاية للتصديق، إلى ثمانية أفلاك. والمرتبة الثالثة، الولاية للتصديق، يتضمن موقعها العلمي الإسلامي. أفلاكها الثمانية حول التحقق بأعمال الأعضاء الشرعية والفلك الأذني السمعي، وفصل عن علامة السامعين. ومنازل هذا العضو وهي التلاوة، والفلك اليميني والفلك البطني. وأكبر الأفلاك الثمانية الفلك السادس، فلك البروج، وهو الفلك القدمي وبه معجزات المشي على الماء والهواء، والفلك القبي وكراماته ومنازل المضاهاة الإلهية والكونية، والتجلي الصمداني، والمتنزل الذاتي والسماع عن الحق، والهبات والعطايا والمعرفة والأيام والشهور المقدرة وقلب الذاكر، والفاني عن الذكر بالمذكور وعن المذكور بالذكر. وأكبر المطالع الإلهي. يشمل الوصية والحكمة وحديث الجليس والتواضع والزهد والابتعاد عن المذاهب، والوقت، والصحبة والمجالسة واحترام الشيوخ، وزيارة المساجد، والتوجه نحو القبلة وكلام القلب والورع ومواقع النجوم الفرقانية.
ويعتمدُ على القرآن والشِّعر والحديث.٢٧٦ ولا يُعلم على وجه التحديد هل استعمال النصوص تنزيل أم تأويل، استشهاد بعد التجربة أم تبرير وتشريع لها بعدها؟ ويستعمل القرآن الحر تدعيمًا لأسلوب النثر الفني. هل تحولت الآيات إلى تجارب تنزيلًا أم خسرت النصوص طبقًا للتجارب تأويلًا؟ والإيمان لا يتعلق بعرق. فقد كفر بالعرب وآمنت الفرس.٢٧٧ ويستشهد بكثير من أقوال الصوفية مثل أبو مدين والجنيد ثم البسطامي ثم سهل بن عبد الله ثم القشيري، ثم المحاسبي والغزالي، ثم الداراني والسلمي ثم السهروردي وأبو طالب المكي ورابعة والحسن البصري.٢٧٨ وآخرون من عصره.٢٧٩ ومن الصحابة يذكر الصدِّيق وأبو هريرة.٢٨٠ ومن الأنبياء يذكر محمدًا (أحمد)، وإبراهيم وموسى وسليمان.٢٨١ ومن الصوفية المؤلفين يذكر صاحب المواقف، وصاحب السراج. ومن المؤلفات يحال إلى المعارف والأعلام للسهيلي. ومن مؤلفات ابن عربي يحال إلى «منتخب الأسرار في صفة الصدِّيقين والأبرار» و«مفتاح أقفال التوحيد» و«التدبيرات الإلهية».
(ز) «رسالة لا يعوَّل عليه»:٢٨٢ وهي رسالة في موضوع ما لا يعتمد عليه حتى لا يتأسس الوجود على عدم. هو بحث عن الأساس الذي يرتكز عليه الوجود. وكل أمر سلبي يُحول إلى أمر إيجابي عن طريق نفيه. والغالب هو السلب.٢٨٣ وأحيانًا يتضمن الحكم السلب والإيجاب معًا. وبعض الأحكام تبدأ «بكل» وهو الأغلب، والبعض الآخر بدونه. وأحيانًا يصدر الحكم قبل الحيثيات، وأحيانًا بعدها، والغالب بعدها. وأحيانًا تكون صيغة الحكم «لا يقتدى به» والأغلب لا يعول عليه، والأقل الجمع بينهما.٢٨٤ ويعتمد على أقل عدد من الأدلة النقلية من القرآن والحديث.٢٨٥ والاعتماد الأكثر على التنظير الخالص وتحليل التجارب البشرية. ومن الفرق يذكر أهل الاعتزال والأشاعرة.٢٨٦ وتتكرر بعض الموضوعات، وتتشعب أخرى. وهي مئات الوصايا في حاجة إلى تجميع في مجموعات أصغر. ويمكن تجميعها في ست مجموعات طبقًا للطريق الصوفي: المعرفة والأخلاق والمقامات والأحوال والتوحيد.٢٨٧

(٨) رسائل الكاشاني (٧٣٠ﻫ)، الشيرازي (١٠٥٠ﻫ)، النابلسي (١١٤٣ﻫ)

(أ) «في العلم الاستدلالي» للكاشاني٢٨٨

وهي رسالة قصيرة في التحول من المعرفة النظرية إلى الوجود العيني، ومن العلم الاستدلالي إلى العلم الشهودي، كما فعل ابن عربي في «فصوص الحكم»، من الحق إلى الخلق، ومن الذات إلى الموضوع، ومن المعرفة إلى المعروف. وهذا هو معنى التسبيح أي المعرفة التي تقود إلى الوجود. وتعتمد الرسالة على القرآن وحده دون الحديث أو الشعر.٢٨٩ ومع ذلك يحيل القاشاني إلى «فصوص الحكم» لابن عربي؛ حيث يبدو تكشف النبوة مساوقًا لتجلي الحق في الوجود.٢٩٠

(ب) «الرسالة العرفانية» للكاشاني٢٩١

وموضوعها المعرفة الإشراقية، حلقة الانتقال من المعرفة إلى الوجود، تعتمد على الشعر ثم القرآن ثم الحديث.٢٩٢ وتخاطب القارئ مباشرة للتعبير عن تجربة معرفية صوفية أصيلة.

(ﺟ) «شرح حديث الحقيقة» للكاشاني٢٩٣

وبالرغم من وجود لفظ شرح في العنوان مما يتطلب متنًا إلا أن اللفظ هنا يعني بيان وتفسير معنى الحقيقة.٢٩٤ والحقيقة هنا ليست معنًى عقليًّا بل هي كشف ورؤية تتحد فيها الذات بالموضوع والرؤية بالمرئي. ويعتمد على القرآن والحديث والشعر دون أقوال الصوفية لأنها تجربة ذاتية.٢٩٥

(د) «إكسير العارفين» لصدر الدين الشيرازي٢٩٦

وقد صمد التصوف النظري بالتحاقه بالفلسفة الإشراقية عند صدر الدين الشيرازي أو الغوص في الوجود استئنافًا لابن عربي عند عبد الغني النابلسي، وبالتالي اجتماع صدر الدين الشيرازي مع ابن عربي في تأسيس فلسفة الوجود، وفي «الوجود الحق»، ولفظ الوجود هو أكثر الألفاظ تكرارًا.٢٩٧ تغيب فيه موضوعات التصوف الأخلاقي؛ الفضائل والرذائل، والتصوف النفسي، المقامات والأحوال، إلى المعرفة الإشراقية الخالصة في إطار «الحكمة المتعالية». ويتضح ذلك من العنوان «إكسير العارفين» فالإكسير هو شراب الحياة. ويتكون من أربعة أبواب: الأول يبدأ كالعادة بنظرية العلم بتقسيم العلوم، علم الأقوال وعلم الأفعال أي العلوم النظرية والعلوم العملية، ثم علم الأفكار أي علم العقائد وعلم الآخرة أي ما يقع بعد الموت؛ والثاني معرفة النفس حاملة العلوم، آفاقها وعلومها، ورقيها، وخلافتها الإلهية وعوالمها التي تؤدي إليها، وكيفية الوصول إلى عالم الربوبية؛ والثالث البدايات أي الخلق، وبداية الزمان والمكان ووجود الإنسان والملاك وآدم وحواء والشيطان؛ والرابع معرفة النهايات وهي الحياة بعد الموت والعناية الإلهية. ومصطلحاته إشراقية مثل: تفريع عرشي، تأييد استبصاري، إعلام وتنبيه، نكتة وإشارة، تأييد فرقاني، تأويل قدسي، إعارة … إلخ. ويعتمد على الحجج النقلية والعقلية، القرآن أكثر من الحديث. ولا يشير إلى أحد من الصوفية السابقين اعتمادًا على التنظير الخالص. والإشارة إلى «الشفاء» للشيخ الرئيس وفرفوريوس تلميذ المعلم الأول.٢٩٨

(ﻫ) «الوجود الحق والخطاب الصدق» للنابلسي٢٩٩

وهو امتداد «للفتوحات» وشروح عليه من أحد تلاميذ الشيخ الأكبر. وطغيان «الفتوحات» على القرون الخمسة التالية حتى القرن الثاني عشر الهجري مثل طغيان «الإحياء» على القرنين التاليين له. فقد انتهت المرحلة الخلقية بما فيها من مقامات وأحوال، وبدأ التوجه نحو الوجود والالتقاء مع الفلاسفة دون ذكر لآخرهم، ابن رشد لأنه أقرب إلى الفقه، ولكن ابن سينا حكيم الإشراق هو الذي في الذهن ونقل «النيولوجيا» إلى «أنطولوجيا» كما حدث في علم الكلام المتأخر في نظرية الوجود.٣٠٠ وما حاوله ابن عربي في التحول من المعرفة إلى الوجود حققه النابلسي بالخوض في الوجود قبل صياغته في خطاب. ومن ثم يكون تأويل الخطاب الصوفي بإرجاعه إلى مصدره الأول في الوجود. والكتاب مقسم إلى وصلات. والوصل لفظ صوفي٣٠١ ويخلو من القسمة إلى أجزاء أو أبواب أو فصول.
ويعتمد الكتاب على قراءة القدماء خاصة المتكلمين من أجل تأسيس علم الكلام الصوفي أو علم التصوف الكلامي، التوحيد الصوفي الوجودي في مقابل التوحيد الكلامي الذهني. تحليل الوجود وهو في نفس الوقت تحليل التوحيد.٣٠٢ لذلك ينقد الزنادقة الذين يدَّعون التصوف، ويخطئون مراد الصوفية في أن الوجود هو الله، ويجهلون مؤلفات مدرسة وحدة الوجود. كما يخطئ الصوفية الزنادقة باعتبارهم العلم حجابًا لأن العلم كشف. ويخطئون ثالثًا بإنكار التكاليف الشرعية. وسبب الزندقة عند مشايخ الطرق الصوفية الضالين وسبب إلحادهم حالتا الجمع والفرق لديهم، وإدمان المخدرات على عكس المحققين من الصوفية وعباداتهم وأعمالهم. وهم الأوتاد والأبدال، شهود الوجود.٣٠٣
والناس من التصوف على أربعة مواقف: الأول الإنكار عليهم والجحد لهم وهو جهل بهم، غرور بالنفس، وحب للدنيا، ورفض الإذعان. والثاني السكوت عن الاعتراف بمزاياهم وذكر فضائلهم. والثالث الاعتقاد بهذا العلم الإلهي دون معرفة هذا العلم. والرابع معرفة هذا العلم بالذوق والمطالعة، والاطلاع والمشافهة، وهو موقف ابن عربي.٣٠٤
ويظهر الجانب النقدي في التصوف النظري، نقد الكلام ونظريته في الصلة بين الماهية والوجود، ونقد الفلسفة التصورية التي ما زالت تعطي الأولوية للمعرفة على الوجود، ونقد الفقه الذي ما زال يرفض التحول من الظاهر إلى الباطن، ومن الشريعة إلى الحقيقة. ويتوجه النقد أيضًا إلى التصوف من داخل الصوفية بالانحراف به عن الطريق المستقيم إلى التصوف المزيف.٣٠٥
يتحقق من آراء المتكلمين في الوجود والذات والصفات ويحاورهم.٣٠٦ وينتقد آراء سعد الدين التفتازاني اعتمادًا على نقد النابلسي.٣٠٧ ويبين اختلاف المتكلمين في العلم بحقيقة الله. وينتقد الفرقة الخيالية التصورية. وتصور الفلاسفة للوجود أفضل من تصور المتكلمين، إلا أن الفلاسفة أفسدوه بالتأويل. ويأتي الصوفية لإصلاح ما أفسده الفلاسفة. ثم يأتي الصوفية الوجوديون لإصلاح ما أفسده الصوفية المتكلمون. والصوفية الوجوديون أمثال ابن عربي والجامي والقونوي.٣٠٨ ويخصص قسطًا كبيرًا من الكتاب لنقد العقل الكلامي خاصة الأصفهاني في توحيده بين العلم والذات.٣٠٩ كما ينقد الطائفة الخيالية من المتكلمين والفقهاء الذين يجعلون الله في عالم الأذهان وليس في عالم الأعيان.٣١٠
والاعتماد على الحجج النقلية، القرآن والحديث والشعر، أكثر من الحجج العقلية والآيات أكثر من الأحاديث.٣١١ وكما هو الحال في «الفتوحات» هناك حضور طاغٍ للشعر. فالخطاب الصوفي أصبح شرحًا للشعر. الشعر أولًا والنثر ثانيًا لأن الشعر أقدر على التعبير وأسرع في الإيصال. ومن الأعلام الصوفية يتصدر ابن عربي ثم محمد الغزي ثم الجيلي ثم ابن عطاء الله السكندري ثم الجنيد ثم القونوي والتلمساني، ثم ابن الفارض ثم الشعراني ثم ابن سبعين والخدري والسلمي والسهروردي والجامي والغزالي. ومن المتكلمين يتصدر سعد الدين التفتازاني ثم الجلال الدواني ثم البيضاوي ثم الإيجي والشهرستاني والأصبهاني.٣١٢

(٩) أعمال البكري (١١٦٢ﻫ)، الصيادي (١٣٢٨ﻫ)، عنقاشاه

(أ) «صادحة الأزل»٣١٣

والعنوان شاعري، الأزل يصدح، الزمان والصوت. وهي رسالة صغيرة الحجم، قطعة واحدة. تغيب منها الأبواب والفصول. يتضح فيها أثر ابن عربي وأسلوبه الذي يعتمد على السجع وباقي المحسنات البديعية بالإضافة إلى جانب من الخيال القصصي. يتبع أسلوب القول «فإن قلت … قيل» وتمارس وحدة الوجود ذوقيًّا. وتنتهي الرسالة برؤية تجمع بين اللغة والمعرفة والعلم الإنساني والشريعة والتجلي الإلهي في الوجود، رؤية باطنية أصلية بلا زخارف أو ابتداع.٣١٤ يعتمد على أقل قدر من الأدلة النقلية، القرآن والشعر دون الحديث وأقوال الصوفية.٣١٥ الحديث لا يكفي لأنه نثر شرعي عملي دون خيال القرآن وأسلوبه الشعري ونثره الفني. وأقوال الصوفية ليست مصدرًا للتجربة الصوفية مثل التجربة الأدبية.٣١٦

(ب) «المورد العذب لذوي الورود في كشف معنى وحدة الوجود» لمصطفى البكري٣١٧

وهو حكم شرعي في مسألة وحدة الوجود. يعتمد على علم الكلام في قسمة الوجود إلى قديم وحادث مع التركيز على منهج الذوق في المعرفة باعتباره مسئولًا عن وحدة الوجود.٣١٨ في الظاهر من المحرمات، وفي الباطن من «المضنون به على غير أهله». وتؤول شطحات العارفين لتتفق مع الشريعة لأن التمسك بالشريعة والعمل بميزانها مقياس صحة العقائد. فالحقيقة مقيدة بالشريعة. ويصل الأمر إلى هدر دم الصوفي المخالف للشريعة في ثقافة الظاهر والرأي الواحد والفرقة الناجية.٣١٩ فعلوم الحقيقة لا تعارض العقل ولا التمسك بالسنة النبوية. واليقين علم وعين وحق. والأولياء ضنائن الحضرة. وتأتي اللغة بكل ما فيها من محسنات بديعية للربط بين التجربة الصوفية والتجربة الأدبية.
وسبب تأليف العبد الفقير للمولى الغني الودود هو تأليف الناس في وحدة الوجود والاختلاف عليها بين موافق ومخالف.٣٢٠ ويخاطب القارئ لإبلاغه الدعوة بعبارات نداء مثل «أيها الأخ». ويعتمد على القرآن والشعر والحديث.٣٢١ ويحيل إلى ابن عربي وأثره الطاغي على التصوف من بعده؛ فهو «الأكبري» و«الشيخ الأكبر» والحلاج والجنيد، ثم الشعراني وإبراهيم الخواص والحسن البصري وسيدي أرسلان عارف الزمان والنابلسي.٣٢٢ ويحال إلى عدة مصادر مثل «نصائح المريد»، «الفتوحات»، «الوصايا» لابن عربي، «الجواهر والدرر» للشعراني. ومن المحدِّثين النووي. ومن الأنبياء هارون. وتؤخذ منها اقتباسات بعلامة انتهى.

(ﺟ) «حديقة المعاني في حقيقة الرحم الإنساني» لأبي هدى الصيادي٣٢٣

وهي رسالة في تتبع أنساب الأفكار في الرحم الإنساني وكأننا في المعرفة التكوينية وما دام البشر كلهم من آدم وحواء. فلا فرق بين أنساب الأبدان وأنساب المعاني. الأولى في الرحم العضوي، والثاني في الرحم المعنوي. والقرابة ليست فقط في الدم والنسب بل أيضًا في الروح والفكر. والشرع نظام البدن متفق مع العقل نظام الفكر. وتعتمد الرسالة على القرآن ثم الشعر ثم الحديث.٣٢٤ وتجذب الانتباه بألفاظ التركيز مثل «نكتة لطيفة».٣٢٥ ولا تعتمد على أعلام الصوفية أو تقتبس من مصادر مرغوبة بل تعتمد على الإبداع الخالص.

(د) «معالم الفكر»، «نداء الحقيقة»، «رسالة القلب»، «نيروان» لمحمد صادق عنقاشاه الأويسي٣٢٦

استمر التصوف النظري في إيران من خلال الإشراق الذي يجمع بين الحكمة والتصوف، بين التأمل والطرقية. فالمؤلف ينتسب هو وعائلته إلى أويس القرني قطب الصوفية الأول بشهادة الرسول تصب في «الفكر الصوفي الإيراني المعاصر».٣٢٧
والرسائل الأربع مثل رسائل ابن عربي والشيرازي، استمرار لتراث صوفي نظري يركز على الوجود والمعرفة. تمت كتابته قبل الثورة الإسلامية في إيران. ويعتمد على التحليل النظري الخالص مع بعض التجارب الشخصية التي يتم التعبير عنها بضمير المتكلم المفرد.٣٢٨ وتغيب كل الأدلة النقلية التي اشتهر القدماء بكثرة الاعتماد عليها. وينقسم البحث إلى ثماني مقالات. ويتم العرض بأسلوب حديث واستدلال منطقي.
لا تعتمد الرسالة الأولى «عالم الفكر» على الموروث القديم والتراث الصوفي إلا مرة واحدة بالإحالة إلى أبي العباس الآملي.٣٢٩ ومن التراث الشرقي لا يوجد إلا ذكر للعقائد البوذية مرة واحدة.٣٣٠ ويعتمد اعتمادًا شبه أوحد على الوافد الغربي الحديث بعد أن أصبح أحد مكونات الفكر الإسلامي المعاصر منذ ما يزيد على قرنين من الزمان كما كان الوافد اليوناني الروماني أحد الروافد الغربية لمكونات الفكر الإسلامي القديم. فيتقدم ديكارت وليبنتز العقلانيان اللذان تصورا المادة فكرًا وروحًا وهو ما يقترب من الفكر الصوفي. فالمادة حركة وامتداد عند ديكارت، وذرات روحية عند ليبنتز. وانتهى اسبينوزا إلى وحدة الوجود، التوحيد بين الطبيعة الطابعة والطبيعة المطبوعة كما انتهى الصوفية المسلمون، ابن عربي نموذجًا. كما يحيل إلى هيجل وفشته من أنصار وحدة الروح والطبيعة، الله والوجود، وسبنسر الذي اكتشف قوانين المادة وكانندر صاحب نظرية المعرفة، وجوزيف سنيل صاحب كتاب الحاسة السادسة. ومن القدماء يحيل إلى سقراط وأوغسطين فيلسوف الذاتية كما هو الحال عند الصوفية. ويقتبس من بعضهم. ويشير إلى المذاهب الغربية مثل المذهب المادي. ويستعمل كل فلاسفة العلوم الغربية الذين يعتبرون المادة عقلًا أو روحًا لتدعيم موقف الصوفية نيوتن وكبلر، وجاليوس وكوشي ومسمير مكتشف المغناطيسية، وجيمس جينز، وكالواي فيلسوف الرياضيات ومكتشف نظرية المجموعات.٣٣١
وشتان ما بين البداية، أويس القرني، والنهاية، فلسفة العلوم الغربية. فهل هي ظاهرة طبيعية في الاستعانة بالوافد لتقوية التصوف النظري الذي توارى تحت ضغط أم هي بداية التغريب والانبهار بالغرب ومزاحمة الوافد الغربي الحديث للموروث الإسلامي القديم والذي أصبح الموروث الوحيد عند «العلمانيين» نظرًا للتعارض بين الجديد والقديم؟٣٣٢
ويتعرض «معالم الفكر» للبعد الاجتماعي والسياسي ودور الجامعة في تطوير الفكر الصوفي ونهضة الأمة وخروجها من مصاف الأمم المتأخرة إلى زمرة الأمم المتقدمة.٣٣٣ ومع ذلك لا يطرح سؤال: كيف يتم ذلك بتصوف إشراقي جبري وليس بتصوف وجداني عقلاني يقوم على حرية الاختيار؟٣٣٤ ويحيل المؤلف إلى باقي مؤلفاته مثل أصول الطبيعة، ما يكشف عن وحدة المشروع، وتكامل الرؤية.٣٣٥
و«نداء الحقيقة» تنظير خالص دون وافد قديم أو موروث جديد. فالله هو كل شيء على طريقة الصوفية.٣٣٦ أما «رسالة القلب» فهي مجرد مناجاة على طريقة الصوفية المتأخرين.٣٣٧ ثم تأتي «نيروان» وهي قصة رمزية تشبه «حي بن يقظان» لابن سينا وابن طفيل وإن كانت أقرب إلى قصة السهروردي «الغربة الغريبة» لما تضمنته من رموز كشفية ومعرفة باطنية.٣٣٨ «نيروان» بطلها مثل «حي» يظهر فيها الموروث القديم ابتداء من البسملة والحمدلة. ويذكر اسم السهروردي، شيخ الإشراق وقصة آدم وحواء. كما تذكر آية قرآنية واحدة، سورة بأكملها وهي سورة أَلَمْ نَشْرَحْ.٣٣٩ وبها العادة القبيحة للقدماء بوصف المؤلف نفسه بالذليل والحقير والضعيف وهو ما لا تتطلبه الشجاعة الأدبية.٣٤٠
١  القصور العوالي من رسائل الإمام الغزالي، مكتبة الجندي، القاهرة، (د.ت)، ص٩٧–١٢٢.
٢  «اعلم أن واحدًا من أصدقائي حكى عن بعض العلماء أنه أنكر العلم الغيبي اللدني الذي يعتمد عليه خواص المتصوفة وينتمي إليه أهل الطريقة. ويقولون إن العلم اللدني أقوى وأحكم من العلوم المكتسبة المحصلة بالتعلم. وحكى أن ذلك المدعي يقول بأني لا أقدر على تصوير علوم الصوفية، ولا أظن أن أحدًا في العالم يتكلم في العلم الحقيقي من فكر ورؤية دون تعلُّم وكسب. فقلت كأنه ما اطلع على طرق التحصيل. وما درى أمر النفس الإنسانية وصفاتها وكيفية قبولها لآثار الغيب وعلم الملكوت …»، الرسالة اللدنية، ص٩٧.
٣  الآيات (٢٢)، الأحاديث (١٢).
٤  القصور العوالي من رسائل الإمام الغزالي، مكتبة الجندي، القاهرة، (د.ت)، ص١٨٢–٢٢٧.
٥  «فقد سألتني أيها الأخ الكريم … أن أبث إليك أسرار الأنوار الإلهية مقرونة بما يشير إليه ظواهر الآيات المتلوَّة والأخبار المرويَّة … مع قوله عليه السلام «إن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجه كل من أدركه بصره … فلا أشح عليك بالإشارة إلى لوامع ولوائح الرمز إلى حقائق ودقائق … فاقنع بإشارات مختصرة وتلويحات موجزة …»، مشكاة الأنوار، ١٨٢-١٨٣.
٦  دقيقة (٦)، حقيقة (٤)، إشارة، مساعدة (١).
٧  الآيات (٤٥)، الأحاديث (٩)، الأشعار (٣).
٨  مشكاة الأنوار، ص١٩٦.
٩  دار الكتب العلمية، بيروت، ١٩٨٦م/١٤٠٦ﻫ.
١٠  الباب الأول: تشكل الوعي التاريخي، الفصل الأول. وأيضًا: من النقل إلى الإبداع، مج٢، التحول، ج١.
١١  الأحاديث (٢٢)، الآيات (١٧)، القدسية (١).
١٢  شرف العقل وماهيته، ص٥٨–٦٠، ٦٦-٦٧.
١٣  السابق، ص٥٨، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٦م (٥)، ص١٢١–١٤٢.
١٤  مجموعة رسائل الإمام الغزالي.
١٥  معرفة النفس، كيمياء السعادة، ص٧٣–٨٠؛ معرفة القلب وعسكره، ص٨٠–٨٦؛ عجائب القلب، ص٨٦–٩٢.
١٦  الآيات (١٤)، الأحاديث (٤).
١٧  عجائب القلب، ص٩٢–٩٥.
١٨  من النقل إلى الإبداع، مج٢، الإبداع، ج٢، الحكمة، النظرية، فصل ١، المنطق.
١٩  مجموعة مصنفات شيخ إشراق، ج٢، ص١٤–٤٦، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، ٢٠٠٠م.
٢٠  لم يدخل في «من النقل إلى الإبداع»، مج٣، الإبداع، ج٢، الحكمة النظرية، الفصل الأول، المنطق. أما «رسالة في اعتقاد الحكماء» فإنها في علوم الحكمة دفاعًا عن الفلسفة ضد هجوم الغزالي عليها. شهاب الدين يحيى السهروردي: مجموعة مصنفات شيخ إشراق، ج٢، ص٢٦٢–٢٧٢.
٢١  السابق، ص٤٦–١٠٥.
٢٢  السابق، ص١٨٣.
٢٣  فصل (٣٤)، قاعدة (١٥)، حكومة (٩)، قاعدة الإشراقيين، ضابط، إيضاح آخر (٢)، دقيقة، قاعدة واعتذار، قاعدة أخرى إشراقية، نكت، نكت إشراقية، فصل اجتماعي، فصل تفصيلي، إبطال، شك، تصنيف، إجمال آخر، طريق آخر تفصيلي، وارد آخر، سؤال، جواب (١).
٢٤  الآيات (١١)، القدسية (٢)، الأشعار (١).
٢٥  حكمة الإشراق، ص٢٧–١٧١.
٢٦  مجموعة مصنفات شيخ إشراق، ج٢، ٢٦٢–٢٧٢.
٢٧  الاحتمالات الخمسة بالنسبة للباحث هي:
  • (أ)

    التوغل في التأله العديم البحث.

  • (ب)

    العديم التأله المتوغل في البحث.

  • (جـ)

    التوغل في التأله والتوغل في البحث.

  • (د)

    التوغل في التأله الضعيف في البحث.

  • (هـ)

    العديم التأله التوغل في البحث.

والاحتمالات ثلاثة بالنسبة للطالب:
  • (أ)

    طالب التوغل في التأله والتوغل في البحث.

  • (ب)

    طالب التأله (بلا درجات).

  • (جـ)

    طالب البحث (بلا درجات).

٢٨  أفلاطون (٩)، هرمس، أنباذقليس (٣)، أرسطو، أغاذيمون، سقراط (٢)، فيثاغورث، أسقليبوس (١).
٢٩  المشاءون (٣)، المتقدمون (٢)، الحكماء الأقدمون، أساطين الحكمة، المثل الأفلاطونية (١).
٣٠  الفرس (٢)، حكماء الفرس، المجوس، العرب، العجم، زرادشت، كيخسرو، بوذاسيف.
٣١  الاسفهيد، حكمة الإشراق، ٢٠٥-٢٠٦، ٢١٦، ٢٢٧.
٣٢  الأنبياء، المشرقيون (٢)، الإسلاميون، الكاملون، الأولياء، متقدمو الحكماء ومتأخروهم (١).
٣٣  دار المشرق، بيروت، ط٢، ٢٠٠٢م.
٣٤  السابق، ص٦٣–٨٥.
٣٥  السابق، ص٢٢–٦٢.
٣٦  «فإن الصداقة التي تأكدت بيننا ألزمتني إسعافك في تحرير كلمات مومئة إلى الحقائق، شارحة لمقامات الصوفية ومعاني مصطلحاتهم، وما استروحوا إليه من المعارف وعلم القلب والروحانيات، وما فوقها وما دونها. وثبت ما يفتقر إلى البرهانية على سرد مضبوط ونسق مطبوع من غير كثير من تتبع الاصطلاحات أصحاب الحقيقة في العلوم البرهانية. فبادرت إلى إجابتك وقربت ما يقع عليه الاصطلاح إلى فهمك، نازلًا إلى مقدار قوتك. وليعذرني أبناء الحقيقة على استعمال ألفاظ بإزاء معاني خصصناها هنا؛ فإن المقصد واحد» مقامات الصوفية، ص٢١-٢٢.
٣٧  السابق، ص٢٢–٢٥.
٣٨  هي ٢٣ لفظًا: الخُلق، العدالة، العفة، الشجاعة، الحكمة، الفطنة، البيان، إصابة الرأي، الحزم، الصدق، الوفاء، الرحمة، الحياء، عظم الهمة، حسن العهد، التواضع، القناعة، السخاء، الصبر، الحلم، سعة الصدر، كتمان السر، الأمانة، السابق، ص٦٣–٦٥.
٣٩  «ويقلل هذه الأشياء الحقد والحسد، وسرعة الانتقام، والشتيمة، والنميمة، والغيبة، وإذاعة السر، وضيق الصدر، والخيانة، السابق، ص٦٦.
٤٠  وهي ٤٧ مصطلحًا: المقام، الحال، الخاطر، خاطر الشيطان، خاطر النفس، خاطر الملك، خاطر الحق، الخواطر الرديئة، التوبة، الإرادة، المريد، الخوف، الزهد، الصبر، الشكر، التوكل، المعرفة، عالم الجبروت، عالم الملكوت، عالم الملك، المحبة، الشوق، الوجد، التواجد، البسط، القبض، النفحات، اللوائح، السكينة، الجمع، التفرقة، الغيبة، السكر، الصحو، الهيبة، الأنس، التوحيد، المكاشفة، المشاهدة، الوقت، الفناء، العارف، السكينة، المعرفة، المجذوب، الاتصال والامتزاج، السابق، ص٦٦–٨٥.
٤١  الآيات (٤٣)، الأحاديث (٧)، القدسية (٣)، الأشعار (٥).
٤٢  الحلاج (٥)، الجنيد (٤)، الشبلي، البسطامي، النوري، ابن الجلاء، أبو طالب المكي (١).
٤٣  مجموعة مصنفات شيخ إشراق، ج١، (٣)، ص١٩٤–٥٠٦، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة ٢٠٠٠م.
٤٤  من العقيدة إلى الثورة، ج١، المقدمات النظرية، الفصل الرابع: نظرية الوجود.
٤٥  المشارع والمطارحات، ص٣٨٦.
٤٦  السابق، ص٣٨٦.
٤٧  السابق، ص٣٨٦.
٤٨  «ذكر في الكتب» (٤)، «ومن الناس»، «قالوا» (٢)، «وقد ظن قوم»، «قيل في الكتب»، «ما يذكره هؤلاء» (١).
٤٩  بحث وتعقب (٩)، بحث وتحصيل (٧)، بحث ومقاومة، بحث وبحقيق (٤)، بحث وتخصص، فصل، نكتة، بحث وتذكير، بحث آخر، تمهيد وبحث، بحث وإشارة (١). مما سيأتي بعد، ص٤٦٤. وسنبين أيضًا أن مذهب التناسخ باطل، ص٤٦٣.
٥٠  حوالي ٣٠ مرة مثل «وقد آن أن نذكر المقولات العشر. ونذكر ما قيل فيها ونسامح في الحكاية عن القوم في الحصر في أكثر المواضع. ثم نذكر بعد ذلك تلخيصات ومقاومات في الحصر وغيره»، المشارع والمطارحات، ص٢٢١. وسيأتي الكلام فيما بعد، ص٢٥٧. وأما التحقيق فسنذكره ص٢٧٢. والتفصيل الذهني سنشرحه ص٣٤٢. وأما الكلي فسنذكر حاله ص٣٧٧. وقمته الكلام في الغاية، ستأتي فيما بعد، ص٣٨٥. أما السلبي فسيأتي فيه البحث، ص٤٠٣. سنذكره ص٤٤٢، وهي ما ذكرنا في أوائل المنطق من هذا الكتاب ص٢٩٥. وإنا قد أشرنا إلى هذا فيما سبق ص٢٩٦، وقد ذكرنا طرفًا في أمور تتعلق في هذا الفصل في مواضع متفرقة بحسب الحاجة فليطلب ص٣٠٢. والذي بسطنا القول فيه ص٣٦٨ مما أشرنا إليه فيما سبق ص٣٨٧. وقد علمت هذا الفصل من فصل سابق ص٣٩٩. قد أشرنا إلى … ص٤٠٨.
٥١  «هذا كتاب يشتمل على العلوم الثلاثة حررته بحكم افتراضكم عليَّ يا إخواني. وأوردت فيه مباحث وضوابط لا توجد في غيره من الكتب نافعة جدًّا مخرجة مشحذة من تصرفاتي. ولم أخرج مع هذا عن مأخذ المشائين كثيرًا وإن كنت قد أودعته. نكتًا ولطائف توحي إلى قواعد شريفة زائدة على ما يورد منها. ومن أنصف وجده بعد تأمل كتب القوم وافيًا بما لم يفِ غيره به. من لم يتمهر في العلوم البحثية فلا سبيل له إلى كتابي الموسوم بحكمة الإشراق. وهذا الكتاب ينبغي أن يُقرأ قبله وبعد تحقيق المختصر الموسوم بالتلويحات. وإنا لا نراعي الترتيب ها هنا. ولا نلتزم في بعض المواضع بموضوع علم. بل غرضنا فيه البحث وإن تأدَّى إلى قواعد من علوم متفرقة. فإذا استحكم الباحث في هذا النمط فليشرع في الرياضيات المبرقة بُحكم الغيم على الإشراق حتى يعاين بعض مبادئ الإشراق ثم يتم له مباني الأمور. وأما الصور الثلاثة المذكورة في حكمة الإشراق … فهي علم لا تعطى إلا بعد الإشراق. وأول الشعور في الحكمة هو الانسلاخ عن الدنيا. وأوسطه مشاهدة الأنوار الإلهية، وآخره لا نهاية له. وسميت هذا كتاب «المشارع والمطارحات»، المشارع والمطارحات، ص١٩٤-١٩٥.
٥٢  حكمة الإشراق (٧)، التلويحات (٥)، المشارع والمطارحات (٢).
٥٣  «الذي يطول في الكتب»، التلويحات، ص٣٩٣.
٥٤  «وهؤلاء قوم نبغوا في ملة الإسلام، ومالوا إلى الأمور العقلية. وما كانت لهم أذكار سليمة ولا حصل لهم ما حصل للصوفية من الأمور الذوقية، ووقع بأيديهم مما نقل جماعة في عهد بني أمية من كتب قوم كانت أساميهم تشبه أسامي الفلاسفة. فظن القوم أن كل اسم يوناني لاسم فيلسوف. فوجدوا فيها كلمات استحسنوها وذهبوا عليها وفرعوها رغبة في الفلسفة. وانتشرت في الأرض وهم فرحون بها. ومنهم جماعة من المتأخرين وخالفوهم في بعض الأشياء إلا أن كلهم إنما غلطوا بسبب ما سمعوا أسامي يونانية لجماعة صنفوا كتبًا يتوهم أن فيها فلسفة، وما كان فيها شيء منها فقبلها متقدموهم، وتبعهم فيها المتأخرون. وما خرجت الفلسفة إلا بعد انتشار أقاويل عامة يونان وخطبائهم وقبول الناس لها»، المشارع والمطارحات، ص٢٠٥-٢٠٦.
٥٥  «وإنما انتصبنا لنيابة الأقدمين ها هنا لوجوه. منها أن نتبين للباحث في أثناء البحث الحق في أحد الجانبين. ومنها أن كلام المشائين مشهور. وقد بسطنا وبسط غيرنا القول في مواضع كثيرة. وليس من الإنصاف طرح حجج أحد المتخاصمين بالكلية. ومنها أن جماعة أزروا على الأقدمين أو زعموا أنهم استراحوا إلى مطالبهم جزافًا، وأن غفلتهم عن مثل هذه الاصطلاحات لجهلهم، وأن دعاويهم وحججهم لا تقبل التسمية حتى امتنعوا عن إطلاق اسم الحكمة عليهم. ومن أدرك العلوم الشريفة المعظمة المخزونة عرف أن مثل هذه الأشياء لا يضر الجهل بها. كيف وأن أقاويلهم لا تقصر في المتانة عن أقاويل غيرهم. وإن قالت طائفة من المشائين إنما نسمي بعض الأعراض سورًا فلا يمنع الحكماء هذا، كيف ومنهم من يسمي جميع الأعراض سورًا»، السابق، ص٢٩٢. «وأما الكلام في الصدر والأمور التي تتراءى لأرباب المشاهدات فلا نسلم للمشائين الكلام فيها فإنه لم يسلك منهم إلا القليل والذي سلك منهم كان سلوكه ضعيفًا. ومن سلك عن أستاذ متأله أو بتأييد قدسي غريب، وإن كان قل ما يقع، وسيعرف أن المشائين غفلوا عن عالمين عظيمين، ولم يدخلا في أبحاثهم قط، وأن ما وراء ما ذكروا أشياء أخرى»، السابق، ص٤٩٦.
٥٦  «ولما نأتي لمثل هذا المجنون القذر الإتيان بمثل هذه الهذيانات القبيحة لأنه لم يكن للحكمة في الأرض سياسة قائمة. وفي ما قد مضى من الزمان كان لها سياسة. وكان القوم الذين يتكلمون فيها أكثر عنايتهم بالمشاهدات الروحانية والأمور العلوية الرفيعة. وما كان يتمكن من الكلام فيها والتصرف إلا لمن ظهر تأييده من آثار الأنوار القدسية وتجرد عن صحبة الرياسات الدنيوية. وسبب انقلاع الحكمة عن الأرض أكثره كان ظهور طائفة من المتفلسفة وتطويلهم في الأقاويل التي اشتغل الناس بها عن الحكمة وقدحهم في من كان أفضل منهم وأعلم من الأقدمين. وسعى جماعة في قلع العلوم عن بابل وفارس وغيرهما من النواحي فأصلحوا أشياء حسنة مهمة وأفسدوا ما هو أحسن منها لأمر قدره الله سبحانه وتعالى. فأصبح المنتسبون إلى الحكمة غافلين عن أسرارها. وانقطع النور عنهم. وإذا انقطع النور عن طائفة بالكلية يزول هيبتهم وسلطانهم ويستند لهم النفوس. أما ترى آثار القدماء وهيبتهم في النفوس واطلاعهم على عجائب الأشياء، من المصطلحات ولطائف طرائق السلوك وآثار النفوس وغيرها، بقوة سلوكهم وضعف هؤلاء وعجزهم والصغار الذي عليهم واشتغالهم بملاذ الدنيا؟ ومتى يصفو الفكر لمحبي الدنيا؟ ومتى يتأهل للعلوم المخفية وهدايا الملكوت، وهو في ظلمات شواغل الدنيا حيران؟ فهؤلاء طردهم الله من بابه. ولا تظنن أنه يصل إلى المحل الأعلى إنسان وليس له ملكة شروق الأنوار العلوية. وما وراء هؤلاء إن كانوا أخيارًا فمن المتوسطين وإلا فمن الأشقياء. ولولا جسارة الرجل المذكور وشدة إقدامه في حق الباري على مثل هذه الأشياء وفي أمهات المسائل على خلاف البرهان ومذهب التوحيد للخاصة والعامة ما قدحنا فيه هذا القدح. فإن المُباحث بعد أن كان بشريًّا ليس بعجب منه الخطأ. وأما رفض الحق الصريح بالوسواس فلا يُعذر عليه»، السابق، ص٤٣٧-٤٣٨.
٥٧  السابق، ص٣٧٣، ٣٧٥، ٤٠٦، ٤١٠.
٥٨  «هكذا يجب أن يعتقد من ليس له قوة الارتقاء إلى ما ظهر لنا بتأييد الله في حكمة الإشراق. ومن ارتقى أدرك فيه أمورًا شريفة فإن فيه عبرة للعالمين وبلاغًا للفاضلين لمن أبصر واستبصر وتفكر»، السابق، ص٤٥٣.
٥٩  «وهذا صاحب النوع للنار هو الذي سماه الفرس أرديهشت. فإن الفرس كانوا أشد مبالغة في أربات الأنواع حتى إن النبتة التي يسمونها هوم التي تدخل في أوضاع نواميسهم يقدسون لصاحب نوعها ويسمونه هوم إيزاد. وكذا لجميع الأنواع. وهرمس وأغاثاذيمون وأفلاطون لا يذكرون الحجة على إثباتها بل يدعون فيها المشاهدة. وإذا فعلوا هذا ليس لنا أن نناظرهم. وإذا كان المشاءون في علم الهيئة لا يناظرون بطليموس وغيره حتى إن أرسطو يعوِّل على أرصاد بابل ويونان وغيرهم. كلهم ادعوا المشاهدة في هذه الأشياء. فالرصد كالرصد والأخبار كالأخبار. وتأتِّي التوسل بالرصد الجسماني كتأتي التوصل بالرصد الروحاني، والندرة كالندرة»، السابق، ص٤٦٠.
٦٠  «وأما الذي أعتقده أنا في هذه المسألة فهو مذكور في كتابي المسمى «حكمة الإشراق». ولا يتأتى أن أذكره ها هنا صريحًا. فإن غرضي في هذا الكتاب إذا فُتش لا يخلو من قرة أعين وكنوز أخفيت تحت ستر رفيق. فإن لم يجدها البليد فما لنا ذنب. وأما المشتغل المُباحث فيلتقط منه المحكمات ويظفر منه بما لم يطمع منه وما أطمعناه فيه. وأجود ما يعتمده فيه الباحث قبل البحث عن حكمة الإشراق الطريقة التي ذكرناها في «التلويحات» مما جرى بيني وبين الحكيم إمام الباحثين أرسطاطاليس في مقام «جابرص» حين تكلم في شيخه، وهو أن يبحث الإنسان أولًا في علمه بذاته ثم يرتقي إلى ما هو «أعلى»»، السابق، ص٤٨٣-٤٨٤.
٦١  «ولولا انقطاع السير إلى الله في هذا الزمان ما كنا نغتم ونتأسف هذا التأسف. وهو ذا قد بلغ سني إلى أقرب من ثلاثين سنة. وأكثر عمري في الأسفار والاستخبار والتفحص عن مشارك مطلع. ولم أجد من عنده خبر عن العلوم الشريفة ولا من يؤمن بها. أوصيكم إخواني بالانقطاع إلى الله والمداومة على التجريد. ومفتاح هذه الأشياء مستودع في كتابي «حكمة الإشراق». ولم نذكره في موضع على ما ذكرناه هنالك. وقد رتبنا له خطًّا يخصه حذرًا لإذاعته. على أن هذا الكتاب وإن لم يعرف المبتدئ قدره يعرف الباحث المستبصر أني ما سُبقت إلى مثله. وفيه مواقف مخفية. وآخر وصيتي الاعتصام بحبل التوحيد والإشراق»، السابق، ص٥٠٥–٥٠٦.
٦٢  حكمة الإشراق (٧)، التلويحات (٥)، المشارع والمطارحات (٢).
٦٣  المشاءون (١٤)، الأقدمون القدماء (٧)، الحكماء (٤)، يونان (٢)، بعض المتقدمين، الفلاسفة، الحكماء الأول (١).
٦٤  أرسطو (٧)، أفلاطون (٤)، أنباذقليس (٣)، أغاذيمون، فيثاغورس (٢)، سقراط، هرمس، بطليموس، أسقليبوس (١).
٦٥  «وأما المشي على الماء والهواء والوصول إلى السماء وطي الأرض فإنما يكون لجماعة من السالكين بشرط أن يكون النور الواصل إليهم على العمود في مدن الشرق الأوسط. وإنما يكون على طريق السالكين. وينتهي إليه المتوسطون من السلاك. وأما الفضلاء فلا يلتفتون إليه. ولا نعلم في شيعة المشائين من له قدم راسخ في الحكمة الإلهية أعني فقه الأنوار»، المشارع والمطارحات، ص٥٠٣.
٦٦  المتأخرون (١١)، الصوفية، الفلاسفة، أصحابنا الإشراقيون، الإشراقيون، المحصلون، بنو أمية (١)، ومن الفرق غير الإسلامية النصارى (١).
٦٧  صاحب البصائر (السادس)، أبو البركات البغدادي (٢)، صاحب الشفاء.
٦٨  مجموعة مصنفات شيخ إشراق، ج١ (١)، ص٢–١٢، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، ٢٠٠٠م.
٦٩  التلويحات، ص٢–٣٣.
٧٠  السابق، ص٣٣–٥٤.
٧١  السابق، ص٥٥–٩٥.
٧٢  السابق، ص٩٥–١٠٤.
٧٣  السابق، ص١٠٥–١٢١.
٧٤  الآيات (٣٥).
٧٥  فصل (٢٦)، ضابط، رمز (طريق) عرشي (٤)، طور (٣)، فايدة، قرينة، طريق (٢)، خاتمة وإشارة، مخلص، ضابط جامع، دعامة عرشية، نكتة عرشية، حكاية ومنام (١).
٧٦  من النقل إلى الإبداع، مج٢، التحول، ج٢، الفصل الثاني.
٧٧  المعلم الأول (٩)، أفلاطون (٧)، هرمس (٣)، فيثاغورس (٢)، أرخوطس الفيثاغوري، فرفوريوس، أغاثاذيمون، أنباذقليس (١)، الحكماء (٤)، المتقدمون الكهنة (٢)، الفلاسفة والحكماء، المشاءون، القدماء (١).
٧٨  ابن سينا (٣)، البسطامي، التستري (١). الإسلاميون، فلاسفة الإسلام، بعض الإسلاميين من الصوفية، الصوفية والمجردون من الإسلاميين، صاحب التوحيد، المحصلون، العامة (١).
٧٩  التلويحات، ص٥٩، ٦٩.
٨٠  مجموعة مصنفات شيخ إشراق، ج١ (٢)، ص١٢٤–١٩٢، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، ٢٠٠٠م.
٨١  «هذا مختصر يجري من كتابي الموسوم ﺑ «التلويحات» مجرى اللواحق. وفيه إصلاح ما يحتاج إصلاحه مما كان الأولون يرسلونه إرسالًا ولم يتيسر إيراده في «التلويحات» لشدة إيجازها. فلم يكن يلايمها ما يحتاج إلى أقل بسط. والإيجاز في مواقع تدارك السهو في العظميات لا يفيد. فأوردناه ها هنا مضمومًا إليه نكتًا مشهورة. وسميته «المقاومات»»، المقاومات، ص١٢٤.
٨٢  «واعلم أنه لو أراد الله بأبناء الحكمة خيرًا ردهم إلى طرائق أسلافهم في مشاهدة الأنوار، والصعود إلى السموات، والاتصال بالعلويات، وركوب الأفلاك، ومعانقة السيد، ونقص عنهم المقالات في المعقولات، وزادهم التمهد، وشيَّم البارقات، وخلَّع الحواشي، وترك مثل هذه هواجس الوسواس»، المقاومات، ص١٤٧-١٤٨. «خذها بيضاء مشرقة تتلألأ بالحقائق نتائج فكر من بالغ في المعاد وأمعن في النظر ولم يقنع بوهم التقليد، وبغض اللوثة في سبيل الحق بمقدار ما ساعده الزمان»، السابق، ص١٩٢.
٨٣  السابق، ص١٣٤.
٨٤  وعلى الشارح ألا يستعمل المجازيات، لا ما يؤخذ عنه المجازيات، السابق، ص١٣٩.
٨٥  من العقيدة إلى الثورة، ج١، المقدمات النظرية، الفصل الأول: نظرية العلم، ص١٤١–٤٠٩، الفصل الثاني: نظرية الوجود، ص٤١١–٦٢٦.
٨٦  المقاومات، ص١٣١، ١١٤، ١٤٥، ١٤٨.
٨٧  قاعدة (٦)، فصل (٣)، نكتة (١).
٨٨  المقاومات، ص١٦٢.
٨٩  من النقل إلى الإبداع، مج٢، التحول، ج٢، التأليف، الفصل الثاني: تمثل الوافد قبل تنظير الموروث.
٩٠  أفلاطون (٢)، أنباذقليس (١)، المشاءون، بعض المتقدمين، الأقدمون (١).
٩١  صاحب البصائر (الساوي) (٢)، بعض المتأخرين، ومن المتأخرين، الجمهور (١).
٩٢  التلويحات (٣)، المطارحات (٢)، حكمة الإشراق (١).
٩٣  المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة، ١٣٧٧ﻫ/١٩٥٧م.
٩٤  وهو ما قرره أيضًا أوغسطين وأنسليم وديكارت في الدليل الأنطولوجي على وجود الله في الفلسفة الغربية الوسيطة والحديثة.
٩٥  وهي آية: فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، هياكل النور، ص٧٩.
٩٦  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م (٢)، ص٣٧–٦٢.
٩٧  السابق، ص٤٧، ٥١.
٩٨  «وإنما أوردت لك هذه الحكايات كلها في ديباجة هذا الكتاب حتى أفهمك قدر هذا العلم وعلو شأنه لترغب في تحصيل هذا الفن الشريف بمطالعة هذه الكتب وممارستها ومذاكرتها مع أهلها حيث كانوا. فإن الرجل منهم قد يفيدك ما لا تفيدك الكتب كلها في العمر كله لأنك تأخذ من الكتاب بفهمك، والرجل العالم بالله إذا أرادك لفهم مسألة على ما هي عليه أعطاك فهمه فيها. وكم بين فهمك وفهمه. ولقد كانت مطالعة كتب الحقيقة عند المحققين أفضل من أعمال السالكين، ومجالسة أهل الله مع التأدب معهم أفضل من مطالعة الكتب كلها. فعليك ثم عليك بملازمة المطالعة في كتب الحقائق والعمل بمقتضى علومها. فإنك تحصل بذلك على مقصودك وتقع به على معرفتك بمعبودك»، السابق، ص٤٠.
٩٩  إبراهيم في زحل، وموسى في المشتري، ويحيى في المريخ، وإدريس في الشمس، ويوسف في الزهرة، ونوح في عطارد، وآدم في القمر.
١٠٠  الآيات (١٦)، الأحاديث (٣).
١٠١  الجنيد، الرفاعي (١).
١٠٢  من مؤلفات الجيلي: الكمالات الإلهية في الصفات المحمدية، شمس ظهرت لبدر قرحي، القاموس الأعظم والناموس الأقدم (٣)، الإنسان الكامل (٢)، بحر الحدوث والقدم وموجود الوجود والعدم، حقيقة الحقائق التي هي للحق من وجه ومن وجه للخلائق (٢)، قطب العجائب فلك الغرائب، ومن مؤلفات ابن عربي «الفصوص».
١٠٣  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٢م (١)، ص١١–٩٧.
١٠٤  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٢م (٢)، ص١٠١–١٤٢.
١٠٥  هناك خمسة فصول: (١) تبديل الذوق، (٢) في الاستغراق، (٣) ما الفرق بين الحال والمقام والوقت؟ (٤) الجمود والخمود في طريق القوم، (٥) في اسم الله، (٦) مشاهدات كونية.
١٠٦  الجمال والجلال مصطلحان صوفيان قبل استعمال كانط لهما في العصور الغربية الحديثة.
١٠٧  عناوين هذه الموضوعات من وضع المحقق.
١٠٨  سيار (٤٦)، ذكر (أذكار) (٢٤)، همة (١٧)، غيب (غيبة) (١٦)، قلب (١٤)، فناء (١٣)، خلوة (١٢)، سر (أسرار)، عالم الشهادة، مشاهدة، مقام، هيبة (١١)، الاسم الأعظم (١٠)، استغراق الدوائر (٩)، حال (أحوال)، خاطر (خواطر) (٨)، أنس (٧)، حجاب (حجب)، عشق، قبض، موت (٦)، بصيرة، تلوين، الخوف (والرجاء)، ذوق، مجاهدة، نفس، نور (أنوار)، واردات (٥)، أركان، أسرار الحروف، بقاء، تمكين، حضور، حيرة (تحير)، عالم الغيب، مخاطر، نفس لوامة، هوية (٣)، إحسان، إخلاص، إلهام، أيام الله، إيوان، تجلي، تصرف، تكليف، تكوين، جمعية، جمود، حزن، صمود، روح القدس، سكر، سماع، الشونيزية، شيخ الغيب، صعق، عرفان، كرامات، ندم، نفس أمارة، واقعات، ورد، يد الهمة (٢)، آبار الطبيعة، إجابة الدعوة، إحضار، أرباب القلوب، أربعينية، استهلاك، استواء، أغيار، بروج، بروج الوجود، تجريد، تسليم، تفرقة، تغريد، تفويض، توحيد، توكل، تولي، جبل قاف، الجدي، الجذب، جمعية الجمعية، جنون، جوع، الجوع الكلبي، حضرة، حضرة الهوية، حق اليقين، حلولي، حواس، الغيب، حواس القلب، خرابات، خرقة الصوفية، خلع العذار، ذكر الوجود، رابطة، رقباء الغيب، زحل، الزهرة، سَبَل، سفر، سفسطي، سفينة، سكينة، سهيل، شطح، الصفقة، طيار، ظلام الوجود، عالم الحدوث، عالم القدم، عامي، عبادة، عبودة، عبودية، عربدة، عرش الشيطان، عصمة، عطارد، علم التعبير، علم اليقين، عين اليقين، فراسة، قدرة، القدم والحدوث، القوس، كشف الغطاء، كيمياء، لسان الحال، اللعل، مجذوب، المحو والإثبات، مرابطة، مراقبة، مرآة القلب، مرقعة، المشتري، القدم، منطق الطير، ميزان، ميزان الغيب، نرفانا، نفخ الصور، ميزان الشيطنة، النيران المذمومة، نيران الهوى، نية، هيمان، وهم، يد القلب (١).
١٠٩  الآيات (٦٤)، الأحاديث (٣٠).
١١٠  الجنيد (٨) التستري، الرسول (٣)، استفتين، الحلاج، الزبير، السهروردي (أبو النجيب)، عمار (البدليسي)، عيسى، قنطرون، يوناق (٢)، أبو بكر الواسطي، أبو الجناب، أبو الحسين، النوري، إسرافيل، عزرائيل، نيفشه، الحافظ السلفي، الحضرمي، رابعة، سحنون، موسى، يوسف (١).
١١١  دار صادر، بيروت، (طبعة مصورة)، (د.ت).
١١٢  السابق، ج١، ١١–٣٠.
١١٣  السابق، ج١، ٣١–٣٢٨.
١١٤  السابق، ص٣٢٩–٧٦٣.
١١٥  السابق، ج٢، ٢–١٣٨.
١١٦  ص٨٥٥، والأبواب ٧٣.
١١٧  المعارف (٨٥٥ص)، المنازل (٦٤٤)، المقامات (٤٨٨)، المعاملات (٢٤١)، الأحوال (١٨٩)، المنازلات (١١٨). وتضم ١١٦ بابًا.
١١٨  الفتوحات، ج٢، ٣٨٢–٥٧٠ (٨٠ بابًا).
١١٩  السابق، ص٣٩٠–٤٧٧.
١٢٠  السابق، ج٢، ٥٧١–٦٩٣، ج٣، ٢–٥٢٢ (١١٤ بابًا).
١٢١  السابق، ج٣، ٢١٦، ٢٣٢.
١٢٢  السابق، ص٣٦٠–٤٠٨.
١٢٣  السابق، ص٤١٦–٤٤٩.
١٢٤  السابق، ج٣، ٥٢٣–٥٦٨، ج٤، ٢–٧٤ (٧٨ بابًا).
١٢٥  السابق، ج٤، ٧٤–٥٦١ (ص٤٨٨)، (٩٩ بابًا).
١٢٦  السابق، ص١٩٦–٣٢٥.
١٢٧  يقع الكتاب في أربعة مجلدات تضم ٢٥٣٥ صفحة، ٥٦٠ بابًا. والفصل أصغر من الباب.
١٢٨  وذلك مثل «المبادئ والغايات».
١٢٩  الجرجاني: التعريفات: شرح مصطلحات ابن عربي في الفتوحات المكية.
١٣٠  عبد الكريم الجيلي (٨٢٦ﻫ): الإنسان الكامل، عبد الغني النابلسي (١١٤٣ﻫ): الوجود الحق والخطاب الصدق.
١٣١  لا يوجد كشاف في الطبعة الأولى للفتوحات والمصورة من صادر ليسهل تطبيق منهج تحليل المضمون بالنسبة للآيات والأحاديث والأشعار وأسماء الأعلام والأماكن والفرق.
١٣٢  الفتوحات، ج٤، ٩٨، ١٩٤.
١٣٣  السابق، ج١، ٢٢٣.
١٣٤  السابق، ج١، ١٥٣، ١٥٤.
١٣٥  السابق، ص٢٨٨.
١٣٦  السابق، ج١، ٢٠٠.
١٣٧  السابق، ج١، ١٧٨–١٨٠، ٢٧١، ٢٨٨.
١٣٨  السابق، ج١، ٥١–٩١.
١٣٩  السابق، ج١، ١٩٠.
أ ب د
و ز ح
ط ي ك ل
م ن س ع
ف ص ق ر
ش ت ث خ
ذ ض ظ غ
١٤٠  السابق، ج١، ١٩٠، ٢٦٠، ٢٦٥.
١٤١  مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، (د.ت).
١٤٢  «أما بعد فإني رأيت رسول الله وسلم في مبشرة أديتها في العشر الأواخر من المحرم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق وبيده كتاب. فقال لي: هذا كتاب فصوص الحكم. خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به. فقلت السمع والطاعة لله ولرسوله وأولي الأمر منا كما أمرنا. فحققت الأمنية، وأخلصت النية، وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الكتاب كما حده لي رسول الله من غير زيادة ولا نقصان. وسألت الله أن يجعلني فيه وفي جميع أحوالي من عباده الذين ليس للشيطان عليهم سلطان، وأن يخصني في جميع ما يرقمه بناني، وينطق به لساني، وينطق جناني بالإلقاء السبوحي، والنفث الروحي في الروع النفسي بالتأييد الاعتصابي حتى أكون مترجمًا لا متحكمًا ليتحقق من يقف عليه من أهل الله أصحاب القلوب أنه من مقام التقديس المنزه عن الأغراض النفسية التي يدخلها التلبيس. وأرجو أن يكون الحق لما سمع دعائي قد أجاب ندائي فما ألقي إلا ما يلقى إلي، ولا أنزل في هذا المسطور إلا ما ينزل به عليَّ. ولست بنبي ولا رسول، ولكني وارث، ولآخرتي حارث …»، فصوص الحكم، ص٦-٧.
١٤٣  السابق، ص٣٤.
١٤٤  السابق، ص٢٦-٢٧.
١٤٥ 
فلم يبقَ إلا الحق لم يبقَ كائن
فما تمَّ موصول وما تمَّ بائن
لذا جاء برهان العِيان فما أرى
بعينيَّ إلا عينه إذ أعاين
السابق، ص٩٨.
١٤٦ 
فلا تنظر العين إلا إليه
ولا يقع الحكم إلا عليه
السابق، ص١٣٤.
لم يدر ما قلت لم تخذل بصيرته
وليس يدريه إلا من له بصر
السابق، ص٦٩.
١٤٧  السابق، ص٣٥.
١٤٨ 
إذا ما تجلى للعيون ترده
عقول ببرهان عليه تثابر
ويقبل في مجلى العقول وفي الذي
يسمَّى الخيال والصحيح النواظر
السابق، ص٨٨.
١٤٩  السابق، ص١١٨-١١٩.
١٥٠  السابق، ص٥٩.
١٥١  السابق، ص١٠٢–١٠٨.
١٥٢  السابق، ص٣٥.
١٥٣  السابق، ص٣٢.
١٥٤ 
فإن قلت بالتنزيه كنت مقيدا
وإن قلت بالتشبيه كنت محددا
وإن قلت بالأمرين كنت مسددا
وكنت إمامًا في المعارف سيدا
السابق، ص٤٨-٤٩.
١٥٥ 
جمع وفرق فإن العين واحدة
وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذر
السابق، ص٦٩، ٢١٩.
١٥٦  السابق، ص٢٠٥، ٢٦٨.
١٥٧  وذلك أشبه بفصوص البرتقالة أو الثوم أو الخص المغلق أو الكرمب أو البصل.
١٥٨  آدم حكمة إلهية تشير إلى وحدة الوجود. وشيث، حكمة نفثية تشير إلى العلم، ونوح حكمة سبوحية تشير إلى التنزية والتشبيه. وإدريس حكمة قدوسية تدل على التنزيه الوجداني، وإبراهيم حكمة مهيمية تعني الحب. لذلك سمي إبراهيم الخليل. وإسحاق حكمة حقية إشارة إلى تعبير الرؤيا. وإسماعيل حكمة علية تدل على مقام الرضا. ويعقوب حكمة روحية لدينه الروحي. ويوسف نورية لتعبير الرؤيا. وهود أحدية لإعلان الوحدة. وصالح فتوحية لفتح الغيب والكشف عن التثليث. وشعيب قلبية للصفات القلبية. ولوط ملكية لقوته. وعزير قدرية لإيمانه بالقدر. وعيسى نبوية لوحدة الروح والطبيعة فيه. وسليمان رحمانية لجوده وكرمه. وداود وجودية لحكمه السياسي، ويونس سنية لمعجزة الخلاص. وأيوب غيبية لإيمانه بالغيب. ويحيى جلالية لطاعته. وزكريا مالكية لقوته. وإلياس إيناسية لنسبته إلى الملائكة وإدريس. ولقمان إحسانية لإحسانه، وهارون إمامية لإمامته بني إسرائيل. وموسى علوية لصعوده جبل سيناء. وخالد بن سنان رمز الولاية حمدية لدعوته إلى التوحيد الطبيعي. ومحمد فردية بالحقيقة المحمدية.
١٥٩  وهذا ما لاحظه لسنج في كتابه «تربية الجنس البشري» في الجدل بين اليهودية (الموضوع)، والمسيحية (نقيض الموضوع)، والتنوير (مركب الموضوع. وهو الإسلام نظرًا للتشابه بين الإسلام والتنوير). انظر ترجمتنا للكتاب، دار الثقافة الجديدة، القاهرة، ١٩٧٧م.
١٦٠ 
يا خالق الأشياء في نفسه
أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي لونه
فيك فأنت الضيق الواسع
السابق، ص٨٩.
فإن دان لك الخلق
فقد دان لك الحق
وإن دان لك الحق
فقد لا يتبع الخلق
السابق، ص١٢٥.
١٦١ 
قد تخللت مسلك الروح مني
ولذا سمي الخليل خليلا
السابق، ص٧١.
١٦٢ 
فيحمدني وأحمده
ويعبدني وأعبده
فيعرفني وأنكره
وأعرفه فأشهده
فإني بالغنى وأنا
أساعده وأسعده
لذاك الحق أوجدني
فأعلمه فأوجده
بذا جاء الحديث لنا
وحقق فيَّ مقصده
فنحن له كما ثبتت
أدلتنا ونحن لنا
السابق، ص٧٩–٨٧.
١٦٣ 
فوقتًا يكون العبد ربًّا بلا شك
ووقتًا يكون الرب عبدًا بلا إفك
فإن كان عبدًا كان بالحق واسعًا
وإن كان ربًّا كان في عيشة ضنك
فمن كونه عبدًا يرى غير نفسه
وتتسع الآمال منه بلا شك
ومن كونه ربًّا يرى الخلق كله
يطالبه من حضرة الملك والمُلك
ويعجز عما طالبوه بذاته
لذا ترَ بعض العارفين به يبكي
السابق، ص٩٢.
فأنت عبد وأنت رب
لمن له فيه أنت عبد
وأنت رب وأنت عبد
لمن له في الخطاب عهد
السابق، ص٩٧.
فهو الكون كله
وهو الواحد الذي
نام كوني بكونه
ولذا قلت يغتذي
فوجودي غذاؤه
وبه نحن نحتذي
السابق، ص١٣٢.
فالكل منا ومنهم
والأخذ عنا وعنهم
إن لم يكونوا منا
فنحن لا شكَّ منهم
السابق، ص١٦٠.
فأنت هو بل أنت هو وتراه في
عين الأمور مسرحًا ومقيدا
السابق، ص٤٩.
١٦٤ 
عن ماء مريم أو من نفخ جبرين
في صورة البشر الموجود من طين
تكون الروح في ذاتٍ مطهرة
من الطبيعة تدعوها بسجِّين
لأجل ذلك قد طالت إقامته
فيها وزاد على ألفٍ بتعيين
روح من الله لا من غيره فلذا
أحيا الموات وأنشا الطير من طين
السابق، ص١٧٠-١٧١.
فلولاه ولولانا
لما كان الذي كانا
فإنا أعبدٌ حقًّا
وإن الله مولانا
وإنا عينه فاعلم
إذا ما قلت إنسانا
فلا تحتج بإنسان
فقد أعطاك برهانا
فكن حقًّا وكن خلقًا
تكن بالله رحمانا
وخذ خلقته منه
تكن روحًا وريحانا
فأعطيناه ما يبدو
به فينا وأعطانا
فصار الأمر مقسومًا
بإياه وإيانا
فأحياه الذي يدري
بقلبي حين أحيانا
فكنا فيه أكوانا
وأعيانًا وأزمانا
وليس بدائم فينا
ولكن ذاك أحيانا
السابق، ص١٨٠-١٨١.
١٦٥  السابق، ص١٧٥–١٧٧، ١٩٠–٢٠١.
١٦٦  السابق، ص٢١٧.
١٦٧  السابق، ص١٣، ١٣٢.
١٦٨ 
فداء نبي ذبح ذبح لقربان
وأين ثواج الكبش من نوس إنسان
السابق، ص٨١.
١٦٩ 
فيا ليت شعري كيف ناب بذاته
شخيص كبيش عن خليفة رحمن
ألم تدر أن الأمر فيه مرتب
وفاء لأرباح ونقص لخسران
وأما المسمى آدم فمقيد
بعقل وفكر أو قلادة إيمان
السابق، ص٨٢-٨٣.
١٧٠  الآيات (١١٩)، الأشعار (٨٠)، الأحاديث (١٣)، القرآن كتداعي حر (١٢)، القدسي (٥)، الحديث كتداعي حر (١)، الإسرائيليات (٢).
١٧١  سهل، الشبلي، الخراز، البسطامي، تقي بن مخلد (٢)، الترمذي، ابن مسرَّة، الغزالي، الجنيد، أبو القاسم بن قس، قيس بن الحطيم، أبو عبد الله بن القائد، الشيخ عبد الرازق، أبو مدين (١).
١٧٢  فصوص الحكم، ص١٥٣.
١٧٣  السابق، ص٧٤.
١٧٤  السابق، ص٣٣، ٢٢٤.
١٧٥  مجموعها حوالي مائة رسالة. وهو أعظم مفكر إسلامي إبداعي. فابن سينا تجميعي مفتعل، وابن رشد حرفي مهني، والغزالي سلطاني.
١٧٦  بسم الله الرحمن الرحيم (١٤).
١٧٧  «وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم» (٧)، وبه الحول والقوة (٤)، والحمد لله وحده (١)، اللهم بارك وتممه (١)، الله مفتح الأبواب (١)، رب أنعمت فزد (١).
١٧٨  رسائل ابن عربي، ج٤، (٣)، ص١٧٣–٣١١.
١٧٩  السابق، ص٢٧٤–٢٧٦، ٢٩٠، ٢٩٧-٢٩٨، ٣٠٥، ٣٠٩.
١٨٠  الآيات (١٥٤)، الأحاديث (٢١)، القدسية (٤)، الأشعار (١٧).
١٨١  الغزالي (٦)، ذو النون (٥)، البسطامي، أبو مدين، الجنيد (٢)، التستري، عطاء، الضحاك (١) ومن الصحابة الإمام علي، ابن عباس (١).
١٨٢  الأنبياء موسى (٦)، الخضر (٣)، محمد (٢)، رسول الله (٣)، آدم (١).
١٨٣  الأشعرية (٣)، الأشاعرة (١)، المعتزلة (٣)، المتكلمون، أهل التحقيق من الصوفية (١).
١٨٤  كتاب المعرفة، ص٢٥٥، ٢٣٠، ٢٣٣، ٢٥٠، ٢٥٢.
١٨٥  مكتبة صبيح، القاهرة، ١٩٦٧م.
١٨٦  الآيات (١٥).
١٨٧  رسائل (١)، ج٢ (٢٠)، ص١–١٩.
١٨٨  السؤال من عبد اللطيف بن أحمد، ابن محمد هبة الله، البغدادي (ابن ملكا) صاحب «المعتبر».
١٨٩  «اعتراض: فإن قلت وفقك الله أن المقام الذي أشرت إليه في المسألة من التوحيد هذا هو اعتقاد أهل السنة. وفيه أفنت الأشعرية أعمارها حتى علمته. فأي غريبة أتى هذا الصوفي أو بأي صفة زائدة ورد علينا. انفصال: قلنا صدقت وفقك الله فيما قلت، لكن بين الصوفي والأشعري في هذه المسألة ما بين علمت وعانيت. وهذا هو المعنى اللطيف الذي يفضل به الشاهد الغائب، وإن علمنا قطعًا أن الخليفة في الوجود لسنا كمن شاهده وشاهد حضرته فلقد في مشاهدة صفة واحدة من صفات جلال الله عند فنائك في نفسك. نعني كل أشعري على البسيطة ليس بصوفي»، السابق، ص١٧.
١٩٠  الأشعار (٥)، الأحاديث (٤)، الآيات (٢).
١٩١  أبو يزيد (٥)، الحلاج (٢)، الغزالي، أبو مدين (١).
١٩٢  الأشعري (٢)، الأشعرية (١)، الصوفي (٢)، أهل السنة (١).
١٩٣  رسائل ابن عربي، ج١ (٢)، ص١٢١–١٢٧. وله طبعة أخرى في دار الكتب العلمية.
١٩٤  الآيات (٣)، الحديث القدسي (١).
١٩٥  رسائل ابن عربي، ج٤، ص٤٥–٧٦.
١٩٦  السابق، ص٦٤-٦٦.
١٩٧  هما صاين الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عبد الملك بن مطوف المري، وعفيف الدين أبو مروان عبد الملك بن محمد بن حفاظ القيسي، السابق، ص٦٤، وكان ذلك عام ٦٠٢ﻫ.
١٩٨  السابق، ص٦٧–٧٦.
١٩٩  الآيات (٣٣)، الأحاديث (٢)، القدسية (١)، الأشعار (٢).
٢٠٠  لوط (٤)، إبراهيم (٣)، الخليل (٢)، إسحاق (١)، دحية (٤)، جبريل (١).
٢٠١  الأشعري (٣)، المعتزلي (٢).
٢٠٢  «هذا كتاب يتضمن ما يأتي به شواهد الحق في القلب من العلوم الإلهية والوصايا الربانية بلسان الحكمة وفصل الخطاب. وهذه الشواهد هي التي تبقى في قلب العبد بعد الانفصال من مقام المشاهدة. وبه تقع اللذة للعارفين فيتردد الخطاب فيهم من وجودهم لوجودهم»، رسائل ج١، ص١.
٢٠٣  السابق، ج١، ص١–٢٠.
٢٠٤  عشرة أبواب تبدأ بلفظ شاهد يتلوها: الاشتراك في التقدير، السجدتين، الأنوار والظلمات، التوبيخ، الغيرة، الوزراء، الأمر الخفي والجلي، الرباني، العلم.
٢٠٥  وهي خمسة عشر بابًا هي: الحب، الصدق، العناية، القضاء، القدر، المنكر، المنة، العبادة، الشك والتسخير، السلب، الغيب، الوفاء، الباطن، العزة، الوكالة.
٢٠٦  الآيات (٣).
٢٠٧  رسائل ابن عربي، ج١، ص٢–٩.
٢٠٨  السابق، ص٨.
٢٠٩  الآيات (١٣)، الأحاديث (١).
٢١٠  الحسن البصري، مالك بن دينار، السنجي (١).
٢١١  رسائل (١) ج٢، (٧)، ٢–١٠.
٢١٢  الآيات (٩)، الأشعار (١).
٢١٣  نوح، الصديق (١).
٢١٤  «ما قدرت منها إلا ما سمعته من قائله إلا ما ذكرت اسمه والحمد لله. وجملتها مائتان وبضع وستون كلمة»، رسائل، ج٢، ١٠.
٢١٥  رسائل ابن عربي، ج١، (١٢)، ص٢٨٥–٣٧٤. وله طبعة أخرى في دار الكتب العلمية.
٢١٦  هو الولد العزيز الأعز محسن الدين واتفق معه زين العابدين.
٢١٧  وهي: الذاتية، المصدرية، العلمية، المكانية، الزمانية، الرتبية، الطبيعية، شق الجيب، ص٢٨٦.
٢١٨  فصل (١٣)، فصل من إشاراتهم (١)، تنبيه (٣)، وصية (١)، لطيفة (١).
٢١٩  الآيات (٤٢)، الأشعار (١٦)، القدسية (١٥)، الأحاديث (٣).
٢٢٠  مثل القائم بالنفس، والقائم بالغير، المفرد والمركب، الإيجادي والأمري.
٢٢١  مثل: الزمان، الآفاقي، الزمان، الأنفسي.
٢٢٢  مثل وصية تنبيه لمن له لب بنيته، السابق، ص٣٠.
٢٢٣  محمد، الموسوية (١).
٢٢٤  لا راحة مع الخلق فارجع إلى الحق فهو أولى لك؛ فإن عاشرتهم على ما هم عليه بعدت عن الحق، وإن عاشرتهم على ما أنت عليه قتلوك فالستر أولى لك. السابق، ص٣٤٥.
٢٢٥  رسائل، ج٦، (١)، ص٣١–٤٣.
٢٢٦  «من عرف نفسه فقد عرف ربه. ومن عرف ربه فقد أحبه. ومن أحب الحق فقد جذبه. ومن جذبه فقد قربه. ومن وربه أفناه عن وجوده، وأبقاه بشهوده، ومنحه كمال مشهوده، وأطلعه على حقائق وجوده»، السابق، ص٣١.
٢٢٧ 
هذا الوجود وإن تكثر ظاهرًا
وحياتكم ما فيه إلا أنتم
أنتم حقيقة كل موجود بدا
ووجود هذي الكائنات توهم
السابق، ص٣٢.
إنما الكون خيال
وهو حق في الحقيقة
والذي يفهم هذا
حاز أسرار الطريقة
السابق، ص٣٢.
كل الجمال غدا لوجهك مجملًا
لكنه في العالمين مفصل
السابق، ص٣٥.
فما انفك يرضاني بكل محبَّة
وما زلت أهواه بكل مودة
فممتنع عنه انفصالي وواجب
وصالي بلا إمكان بعد وقربة
السابق، ص٣٩.
فأنت عبد وأنت رب
لمن له فيه أنت عبد
وأنت رب وأنت عبد
لمن له في الخطاب عهد
السابق، ص٣٩.
فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن
فما ثم موصول وما ثم بائن
بذا جاء برهان الحديث فما أرى
بعيني إلا عينه إذ أعاين
السابق، ص٤٠.
فلا تنظر إلى الحق
وتعريه عن الخلق
ولا تنظر إلى الخلق
وتكسوه سوى الحق
السابق، ص٤١.
٢٢٨  الأشعار (١٤)، الآيات (٦)، الأحاديث (٣)، القدسية (٣).
٢٢٩  آدم، التوراة، علي (١).
٢٣٠  الرسالة الوجودية، مكتبة القاهرة، (د.ت)، ولها طبعة أخرى في رسائل ابن عربي، ج٢، (٣) بعنوان كتاب اللهو، ص٥٩–٧٠.
٢٣١  وهو الدليل الأنطولوجي عند أتسيلم وديكارت، انظر كتابنا نماذج من الفلسفة المسيحية.
٢٣٢  «فافهم هذا لئلا تقع في غلط الحلولية. لا هو في شيء ولا شيء فيه، لا داخلًا ولا خارجًا»، الرسالة الوجودية، ص٢.
٢٣٣  «والحجاب غير الله فيلزم غلبة غيره عليه بالدفع عن رؤيته له. وهذا غلط وسهو»، السابق، ص٣.
٢٣٤ 
عرفت الرب بالرب
بلا نقص ولا عيب
فذاتي ذاته حق
بلا شك ولا ريب
ولا حيران بينهما
فنفسي مظهر الغيب
وقد عرَّفته نفسي
بلا مزج ولا شرب
وصلت وصول محبوبي
بلا تعب ولا قرب
ونلت عطاء ذي فيض
بلا منٍّ ولا سلب
ولا فنيت له نفسي
ولا يبقى له ذوبي
السابق، ص١٣.
٢٣٥  «وأكثر العراق أضافوا معرفة الله تعالى إلى فناء الوجود وفناء البقاء، وذلك غلط وسهو واضح، فإن معرفة الله تعالى لا تحتاج إلى فناء الوجود وفناء فنائه»، الرسالة الوجودية، ص٣. ومتى ينكشف هذا السر علمت أنك لست ما سوى الله، السابق، ص٤. «قالوا إن الطرق لا تتيسر إلا بالفناء وبقاء الفناء؛ وذلك لعدم فهمهم قول النبي، ولظنهم أنهم بمجرد الشرك أشاروا طورًا إلى نفي الوجود أي فناء الوجود، وطورًا إلى الفناء، وطورًا إلى فناء الفناء، وطورًا إلى المحور، وطورًا إلى الاصطلام. وهذه الإشارات لها شرك محصن»، السابق، ص١٠.
٢٣٦ 
ظننت ظنونًا بأنك أنت
وما أن تكون ولا قطُّ أنت
فإن أنت أنت فإنك رب
وثاني اثنين دع ما ظننت
فلا فرق بين وجوديكما
فما بان عنك ولا عنه بنت
فإن قلت جهلًا بأنك غير
حسنت وإن زال جهلك كنت
فوصلك هجر وهجرك وصل
وبعدك قرب بهذا حسنت
دع العقل وافهم بنور انكشاف
لئلا تفوق ما عنه صنت
ولا تشرك مع الله شيئًا
لئلا تهون فالشرك هنت
٢٣٧  هذا أشبه بوحدة الذات والموضوع في الظاهريات، السابق، ص١٠.
٢٣٨  الأحاديث (١١)، القدسية (١)، الآيات (٨)، الأشعار (٢).
٢٣٩  رسائل، ج٦، (٢)، ص٤٩–٥٢.
٢٤٠  وهو ما عرف في الظاهريات بالشعور الداخلي بالزمان.
٢٤١  من النص إلى الواقع، ج٢، الباب الثاني، الوعي النظري.
٢٤٢  الآيات (٣)، الأحاديث (٣).
٢٤٣  الصوفية (٢)، المتقدمون من علماء الحق (١).
٢٤٤  رسائل ابن عربي، ج١، (٧)، ص١٩٧–٢٠٤، ولها طبعة أخرى في دار الكتب العلمية.
٢٤٥  من العقيدة إلى الثورة، ج٢، التوحيد.
٢٤٦  الآيات (١٣)، الأحاديث (٣).
٢٤٧  رسائل ابن عربي، (١)، ج١، (٢)، ص٢–١٧.
٢٤٨  وهما لفظان عرفهما كانط في العصور الحديثة في الغرب في كتابه «ملاحظات حول الجميل والجليل».
٢٤٩  الآيات (٧٣)، الأحاديث (٤).
٢٥٠  رسائل (١)، ج١، (١٢)، ص١–١٩.
٢٥١  الآيات (٤)، الآيات الحرة (١).
٢٥٢  محمد (٦)، موسى (٤)، عيسى (٣)، إبراهيم (٢)، آدم، سام، إسحاق، إسماعيل، إدريس، يوسف، هارون (١).
٢٥٣  محمدي (٢)، موسوي (١).
٢٥٤  الملامتية، الشيوخ (١).
٢٥٥  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م.
٢٥٦  الأحاديث القدسية (١)، الآيات (٣)، الحديث (٨).
٢٥٧  «استخرجناها لكم من الخزائن المحفوظة في غيابات الأزل، المصونة عن طوارق الأغراض والعلل»، السابق، ص٤٠-٤١.
٢٥٨  السابق، ص٤٠.
٢٥٩  مثل: «مشهد نور الوجود بظلوم نجم بحر العيان … إلخ»، السابق، ص٣٩.
٢٦٠  «وكل شيء لا تفهمه، ولم يبلغه علمك، ولا تصرف فيه عقلك؛ فهو أمانة بيدك. والله يكون بنور البصائر، ويصلح السرائر، ويصفي الضمائر، ويلحق الإماء بالحرائر»، السابق، ص٤١.
٢٦١  رسائل (١) ج١ (٥)، ١٨–٢.
٢٦٢  الآيات (٢٥)، الأشعار (١).
٢٦٣  رسائل، ج١، (١١)، ص١–١٦.
٢٦٤  الآيات (٤)، الأشعار (٢)، القدسية (١).
٢٦٥  مكتبة صبيح، القاهرة، ١٩٦٧م.
٢٦٦  وهو ما فعله أيضًا دارون ولامارك وسبنسر في التطور المادي، وبرجسون وتياردي شاروان في التطور الروحي في الفلسفة الغربية المعاصرة.
٢٦٧  «يا محمد، إني خلقت خلقي ودعوتهم إليَّ فاختلفوا علي. فقوم جعلوا العزير ابني، وأن يدي مغلولة وهم اليهود. وقوم زعموا أن المسيح ابني، وأن لي زوجة وولدًا وهم النصارى. وقوم جعلوا لي شركاء وهم المشبهة. وقوم جعلوني معدومًا وهم المعطلة. وقوم زعموا أني لا أرى في الآخرة وهم المعتزلة»، شجرة الكون، ص٣٢.
٢٦٨  الآيات (٤٦)، الأحاديث (٤)، القدسية (٢).
٢٦٩  مكتبة صبيح، القاهرة، ١٣٨٤ﻫ/١٩٦٥م.
٢٧٠  السابق، ص٢.
٢٧١  الأولى (١٤)، الثانية (٢٤)، الثالثة (١٤١).
٢٧٢  الابن الطاهر التقي الزاهد الفاضل أبو محمد عبد الله، وابن عبد الله الحبشي الحراني التميمي، السابق، ص٤-٥ بالمرسية عام ٥٩٥ﻫ.
٢٧٣  السابق، ص٧–٩.
٢٧٤  السابق، ص١٢.
٢٧٥  باب ما يحتاج إليه من العلوم المرتبطة بالسعادة الأدبية في دار الإسلام، السابق، ص٣٣.
٢٧٦  الآيات (١٠٨)، الأشعار (٥٠)، الأحاديث (٢٢)، القدسية (٣).
٢٧٧  مواقع النجوم، ص٤٠.
٢٧٨  أبو مدين (١٠)، الجنيد (٩)، البسطامي (٧)، سهل بن عبد الله (٥)، القشيري، الموروزي، الفاضل الحليم، الحسن البصري (٣)، المحاسبي، الغزالي (٢)، أحمد المرسي، الداراني، السلمي، السهروردي، أبو طالب المكي، رابعة … إلخ (١).
٢٧٩  مثل: العريف، العراك، الشكاز، أبو مروان، أبو العباس، السهيلي، أحمد المرسي، الرماني، أبو القاسم، التاوري … إلخ.
٢٨٠  عمر (٤)، الصديق (٣)، السياري (٢)، أبو هريرة (١).
٢٨١  محمد (٩)، أحمد (٢)، إبراهيم (٤)، موسى (٣)، سليمان (١).
٢٨٢  رسائل، (١)، ج١، (١٦)، ص١–٢٠.
٢٨٣  هي ٣٢٢ أمر «لا تعول عليه»، وأمر واحد «تعول عليه»، السابق، ص٤-٥.
٢٨٤  السابق، ص١٢.
٢٨٥  الآيات (١)، الأحاديث (١).
٢٨٦  أهل الاعتزال، الأشاعرة (١).
٢٨٧  (١) المعرفة مثل: الخاطر والوارد، التفكر، الفراسة، الغيب، التجلي، المكاشفة، الشهود، العلم، النظر، الرؤية، الظن، اليقين، الولاية، النبوة، الشطح؛ (٢) الأخلاق مثل: الأدب، العمل، الشفع والوتر، الإيثار، الإرادة، الإسلام، الإحسان، الإيمان، المراقبة، الاستقامة، الإخلاص، الحياء، الغرة، الحرص، التقوى والورع؛ (٣) الطريق مثل: السماع، الكلام، الجذب، الوقت، النهاية، البداية، الحمد، البلاء، المواصلة، المسامرة، القرار، السفر، السهر، النوم، الفتوة، الصحبة، التحقيق، الرياضة، المجاهدة، الروح؛ (٤) الحال مثل: الهيبة والأنس، القبض والبسط، التمكين والتلوين، الغيبة والحضور، الصحو والسكر، الجمع والفرق، الخوف والرجاء، القرب والبعد؛ (٥) المقام مثل: الصبر، التوبة، التوكل، خرق العوائد، الأسباب، التسليم، التفويض، المحبة، والخلة، الشوق، الرضا، الشكر، الفقر (الجوع)، العبودية؛ (٦) التوحيد مثل: الوجد، الوجود، الحق، الخلق، التعظيم، المظهر الإلهي، التنزيه، الأسماء.
٢٨٨  آداب الطريقة وأسرار الحقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ.
٢٨٩  الآيات (٢).
٢٩٠  خاصة إلى «فص الحكمة المالكية في الكلمة الزكرياوية»، السابق، ص١٨٣.
٢٩١  آداب الطريقة وأسرار الحقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ.
٢٩٢  الأشعار (٤)، الآيات (٢)، القدسية (١).
٢٩٣  آداب الطريقة وأسرار الحقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ، (٦)، ص١١٩–١٢٣.
٢٩٤  وهو أيضًا عنوان لرسالة لهيدجر «في معنى الحقيقة».
٢٩٥  الآيات (٧)، الأحاديث (٢)، الأشعار (١).
٢٩٦  جامعة طوكيو، ١٤٠٤ﻫ/١٩٨٤م.
٢٩٧  الوجود (٤٥)، الوجود الحق (٢٤)، الوجود المحض (٢٣)، الوجود المحق (١٢) وعشرات أخرى من مشتقات اللفظ، التجلي ومشتقاته (٢٥)، الذات ومشتقاتها (٢٥)، الشهود ومشتقاته (٢٧)، الصورة ومشتقاتها (٤٨)، العقل (٥٨).
٢٩٨  إكسير العارفين، ص١٠٠.
٢٩٩  المعهد العلمي الفرنسي للدراسات العربية، دمشق، ١٩٥٥م.
٣٠٠  من العقيدة إلى الثورة، ج١، المقدمات النظرية.
٣٠١  اللفظ من وضع المحقق بكري علاء الدين، وهي ٤٧ وصلة.
٣٠٢  أكثر الكتب ذكرًا الفتوحات (١٤)، مسند الفردوس للديلمي، منبر التوحيد للنجم الغزي (٧)، شرح المقاصد للتفتازاني (٦)، أنوار التنزيل للبيضاوي، طبقات الأولياء للمناوي (٤)، رسالة الخلوة لابن عربي وشرحها للجيلي، شرح عقائد النسفي للتفتازاني، طبقات الأخبار للشعراوي، الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي، لطائف المنن لابن عطاء، مشكاة الأنوار للغزالي، الميزان الذرية للشعراني (٣)، الإحياء للغزالي، الإتقان للسيوطي، حاشية القزويني على شرح الدواني، حقائق التسليم للسلمي، الحكم العطائية لابن عطاء، رسالة تحقيق مذهب المتكلمين للجامي، شرح أم البراهين للسنوسي، العقائد للنسفي (٢)، أدب الدنيا والدين للماوردي، تجريد التوحيد لأحمد الغزالي، جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، حلية الأولياء لأبي نعيم، الرسالة القشيرية، روح القدس لابن عربي، عوارف المعارف للسهروردي، فصوص الحكم لابن عربي، كشف الفضائح اليونانية للسهروردي، منازل السائرين للتلمساني، مواقع النجوم لابن عربي … إلخ (١).
٣٠٣  الوجود الحق، ص٢٤٧–٢٥٣.
٣٠٤  السابق، ص٢٧٧–٢٨٧.
٣٠٥  السابق، ص٢٧٧–٢٨٧.
٣٠٦  السابق، ص٢٣–٢٨.
٣٠٧  السابق، ص٣٥–٣٨.
٣٠٨  السابق، ص٦٣–٨١.
٣٠٩  السابق، ص١١٧–١٤٨.
٣١٠  السابق، ص١٦٩–١٧٤.
٣١١  الآيات (٢٤٦)، الأحاديث (٩٣)، الأشعار (٤٧).
٣١٢  ابن عربي (٢٥)، سعد الدين التفتازانى (١٠)، محمد الغزي (٧)، عبد الكريم الجيلي (٦)، الجلال الدواني (٥)، ابن عطاء الله السكندري، أبو منصور الديلمي، الجنيد، الصدر القونوي، البيضاوي، ابن الفارض، الأشعري (٤)، الإيجي، الشعراني، التلمساني، الشهرستاني، الأصبهاني (٣)، ابن سبعين، الخدري، السلمي، السهروردي، الجامي، الغزالي، السنوسي (٢).
٣١٣  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٦م، (٣)، ص١٢٥–١٣٥.
٣١٤  الآيات (٢)، الأشعار (١).
٣١٥ 
من لي بمن يخبر الأنام بما
بلغنيه القضاء والقدر
أصبح قلبي لفرط وصلته
بيت شهود تتلى به السور
السابق، ص١٣٢.
٣١٦  «ولنرجع إلى ما سبقت له هذه الرسالة. وغلفت لمراسمه هذه الدلالة. وذلك إجابة رسول صون العلوم الإنسانية عن مسألة تدلت له في حقائق ما بطن منها، رفاف العبارة عنها. ويفيق بأمر الله في خلق الله حاكمًا، وبأسرار الشريعة موروثة عالمًا حاكمًا مبنيًّا على قواعد التجلي الذاتي أساسه، وعلمًا مشرقًا بنور الاختصاص الصمداني نبراسه، سالمًا بالله تعالى من شوائب الابتداع. فإن الله تعالى جعل الميزان الأعظم لكل عارف، وما سواها بالنسبة إلى حقيقة هداها. إنما هو لوامع الزخارف، والمتجلي بالله تعالى، منغمس في بحار الجمع. فالله سبحانه وتعالى له البصر والسمع كما شهد به الحديث، ودل به القديم على الحديث»، السابق، ص١٣٤-١٣٥.
٣١٧  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٦م، (٢)، ص٩٩–١٢١.
٣١٨  «وإذا كان السكران المحق في سكره لا يحتج بكلامه كالحلاج فكيف بالمتساكر»، السابق ص١٠٥.
٣١٩  «واعلم أن جميع أهل من يصطفيهم أطبقوا عن بكرة أبيهم أن المخالف للشريعة المحمدية مهدور الدم.» يقتل في الحل والحرم، ولو أنه مشي على الماء أو تربع في الهواء. فهو ممكور به، ليس له غير السيف دماء … وقد أفتى (النابلسي) بقتل جماعة ممن ينتمون إليهم … السابق، ص١١١-١١٢.
٣٢٠  «قد ألف الأعيان من أهل العيان، قديمًا وحديثًا، رسائل في معنى وحدة الوجود، وأفصحوا عن المراد منها والمقصود، وحققوا أن العقول بها موافق لما عليه أهل السنة والجماعة القود، وجعلها البعض من العلم المضنون به عن غير أهله الباذلين في طلبه المجهود. وقال آخرون: هي من العلم الواجب بثه لمن يطلب قربًا أن يسود»، السابق، ص١٠١.
٣٢١  الآيات، الأشعار (٥)، الأحاديث (٢).
٣٢٢  ابن عربي، الجنيد، الحلاج (٣)، الشعراني، إبراهيم الخواص، الحسن البصري، أرسلان، النابلسي (١).
٣٢٣  دار الكتب العلمية، بيروت.
٣٢٤  الآيات (٢٥)، الأشعار (٣)، الأحاديث (١).
٣٢٥  حديقة المعاني، ص١٩٧، ٢٠٥.
٣٢٦  دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، ١٩٧٥م.
٣٢٧  وهو العنوان المختار من المترجمين «من الفكر الصوفي الإيراني المعاصر».
٣٢٨  السابق، ص١٤١.
٣٢٩  معالم الفكر، من الفكر الصوفي، ص١٢٩.
٣٣٠  السابق، ص١٥١.
٣٣١  معالم الفكر، من الفكر الصوفي، ص٨٥، ٩٩، ١٠١، ١٠٧، ١٠٩، ١١١، ١٢٣، ١٢٥، ١٣٤، ١٣٥، ١٤١، ١٤٧، ١٥٤.
٣٣٢  السابق، ص١١٤–١٢١.
٣٣٣  السابق، ص١٠٦–١١٣.
٣٣٤  «إن الوجود محكوم عليه بالجبر. وقد رسمت أيضًا اختيارات الأجزاء المحدودة المفترضة للعالم في دائرة الجبر اللامتناهية»، السابق، ص٩٧–١٠٥.
٣٣٥  السابق، ص١٤٣.
٣٣٦  في الفكر الصوفي الإيراني المعاصر، نداء الحقيقة، ص١٥٩–١٦٧.
٣٣٧  السابق، ص١٧١–١٨٦.
٣٣٨  السابق، ص١٨٩–٢٠٢.
٣٣٩  السابق، ص٨٩، ٩١، ١٩٤-١٩٥.
٣٤٠  «هكذا يقول العبد المسكين المفتقر إلى رحمة الله، الملك القوي، المتين، المشتاق لأولياء الحق».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤