ثالثًا: تقنين المصطلح
(١) «اصطلاح الصوفية» لابن عربي (٦٣٨ﻫ)١
(٢) أعمال الكاشاني (٧٣٠ﻫ)
(أ) «السوانح الغربية والمواهب العينية»٧
(ب) «اصطلاحات الصوفية»١١
(ﺟ) «لطائف الأعلام في إشارات أهل الأفهام»١٥
(٣) مؤلفات محمد وفا (٧٦٥)، النقشبندي (٧٩١)، ابن عجيبة (١٢٢٤)، الكيالي
(أ) «شعائر الفرقان في ألواح الكتمان» لمحمد وفا٢٠
(ب) «جامع الأصول في الأولياء» للنقشبندي الخالدي٣١
هو نوع من التأليف الموسوعي في العصور المتأخرة تحت شعار الأولياء الذين أصبحوا مرادفين للصوفية في المرحلة الطرقية. فلا يوجد صوفي إلا وهو ولي. والولي درجة أعلى من الصوفي، وأقل من النبي. وهو تأليف لصالح الأولياء (الجزء الأول)، والطرقية (الجزء الثاني)، ثم تأتي المصطلحات، معجم الكلمات الصوفية (الجزء الثالث) في النهاية. والمؤلف أحد أعمدة الطرقية النقشبندية. فقد أصبح رؤساء الطرق مؤلفين. وتغيب بنية التصوف الرباعية في «الإحياء» أو السداسية في «الفتوحات» بل تتناثر الموضوعات. الهم جمع المادة بلا ترتيب. يتسم بالوضوح مثل كل الفكر الموسوعي.
وتتناثر الموضوعات بلا ترتيب، سبعة وسبعون موضوعًا في الأولياء وأوصافهم (الجزء الأول)، وستة وسبعون موضوعًا في الطرق الصوفية (الجزء الثاني)، وسبعة وعشرون جزءًا طبقًا للحروف الأبجدية وعددها. ويشمل جزء الأولياء كل موضوعات التصوف. فاحتوى الجزء الكل، ورد الكل إلى أحد أجزائه. فيذكر الأقطاب والأبدال (الأوتاد والنجباء)، وشروط المريد وآدابه والصحبة وآدابها، وتوصف مصطلحات الطريق كالعزلة والخلاص من الدنيا. ويوصف الطريق من ذكر وجهاد النفس والأعمال والأوراد والشريعة والطريقة. ولا تذكر الأحوال والمقامات والترقي فيها إلا في موضوع واحد، والقبض والبسط والمحبة والسكر والصحو والشرب والفناء والبقاء والورع والصبر والقناعة والمحبة والتوبة والعبودية، ومناهج التعليم مثل التلقين والسند والهواجس والخواطر واليقين، والغاية والتوحيد ورمزه الوجود والشهود والكشوف.
والطرق الصوفية لا تتعلق بها وحدها بل تشمل موضوعات التصوف كلها بالإضافة إلى النقشبندية والقادرية والشاذلية. وتتعلق كلها بعلاقة الشيخ والمريد وآداب الصحبة والتعلم والخلوة والعزلة ومجاهدة النفس والسماع. وتُعاد موضوعات التصوف الخلقي مثل الحسد والفضائل مثل الأمل والتواضع والخشوع والصدق والتقوى. وتظهر بعد الأحوال مثل النفي والإثبات والخوف والخشية والقبض والبسط والبكاء والحزن والصحو والسكر والمحو والذوق والشرب. كما تظهر بعض المقامات مثل الصبر والجوع والعبودية والصبر والقناعة والمحبة والتوكل والرضا. ولا فرق بين موضوعات الجزأين الأول والثاني بالرغم من اختلاف العنوانين.
أما معجم الكلمات الأبجدي فهو أقرب إلى المعاجم الحديثة. والأهم هو تحديد معنى كل لفظ طبقًا لأحد عشر منظورًا. منها ما هو شائع مثل الأخلاق والمعاملات والأحوال والحقائق ومنها ما يحتاج إلى تأمل مثل البدايات والنهايات والأصوات والولايات والأصول والأدوية والأبواب. فاللفظ الصوفي لم يعد داخل التصوف وحده بل له استعمالات أخرى في باقي العلوم.
والحجج النقلية قليلة لأن الفكر الموسوعي المعجمي لا يبرهن على شيء بل يجمع ويصنف ويرتب ويهذب. كذلك يغيب البرهان كلية. فليس المقصود الإقناع بل الحفظ من الضياع. وأسماء الأعلام قليلة. فلا يهم المؤلف بل التأليف. وفي العصور المتأخرة يطغى التأليف على المؤلفين في حضارة جماعية يساهم فيها الجميع قبل امتلاك الفكر وحقوق المؤلفين الفردية.