وهو نموذج للنص الذي تتناثر فيه البنية. إذ
يضم واحدًا وسبعين موضوعًا متفرقًا. يمكن إعادة
تصنيفها في موضوعات التصوف الأخلاقي مثل:
الدنيا والآخرة، والفقر والغنى، والخير والشر،
وبعض الموضوعات في التصوف النفسي في المقامات
والأحوال مثل المحبة وما يتعلق بها من العشق
والشوق والسكر والرضا والشكر. وبعض موضوعات
الطريق مثل الذكر والبلاء والجهاد. وبعض
موضوعات التصوف النظري مثل الحق وتجلياته
وعلاقة الإنسان به، والخلق وعهد
أَلَسْتُ والتراب واليم
والبحر وآدم. وبعض أمور المعاد مثل الموت
والروح والجسد والجنة والنار. وبعض موضوعات
المعرفة مثل الإيمان والكفر والظاهر والباطن
والكشف والتجلي، ورؤية الأشياء كما هي، واليقين
والنظر والمناظرة والنبوة والقرآن والرسالة
والتأويل. والعنوان عبارة من ابن عربي. في
الظاهر تحصيل حاصل «فيه ما فيه». وفي الباطن
قانون الهوية للأشياء. وعناوين الفصول الواحد
وسبعين إما آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو صور فنية.
٤٧ وهو كتاب نظري لشاعر ولو أن أسلوب
النثر يغلب عليه الطابع الشعري. ويتذوق الشاعر
الشعر العربي للمتنبي وغيره من الشعراء.
فالتجربة الصوفية تجربة شعرية. وقد جمع القرآن
بين التجربتين. والتجربة عربية بأسلوب أدبي
راقٍ وكأن النص مكتوب أصلًا بالعربية. ويعتمد
الكتاب على عديد من الأدلة النقلية، الشعر ثم
القرآن ثم الحديث.
٤٨ وبعض الفصول آيات وأحاديث مثل
«الفتوحات». لا يهم السند في الحديث بل المتن.
فقد بعُد العهد عن تدوين الحديث. ولا يذكر
الرسول بل المتن فقط كمطلق. ما يهم الشاعر هو
النص كتجربة شعرية له أبعاده الجمالية سواء كان
من القرآن أو من جوامع الكلم من الحديث وليس
رواية أو حكاية. ولا يكاد يخلو موضوع من آية أو
حديث أو بيت شعر باستثناء القليل.
٤٩ وما وجد منها قصص خيالية ومواقف
أدبية. وهي البنية التي يزدهر فيها الفكر
الديني عامة والتجارب الصوفية خاصة. كما تذكر
أحاديث حوارية بين الرسول والخضر وكأن الرسول
وليٌّ من الأولياء.
٥٠ وكثير من المتون رموز مثل أقوال الصوفية.
٥١ وقد تذكر بعض الأقوال دون قائليها
مثل ذكر المتن دون السند. فالمهم هو النص وليس
صاحبه، والقول وليس مؤلفه.
٥٢ تتوالى الأحاديث في دفعات كطلقات
مدفع رشاش. ويذكر حديث قدسي واحد يساعد على
إثارة الخيال الشعري. ويروي عن الخضر، إمام
الصوفية والتأويل.
٥٣ كما يعتمد على بعض أقوال الصوفية
مثل البسطامي الذي أخذ أحد أقواله عنوانًا لفصل.
٥٤ ويعتمد على تاريخ الأديان المقارن
وحكايات عيسى ومريم وبعض حكايات المجوس عن
أهرمان وأرمزدا.
٥٥ وأحيانًا يعتمد على تحليل التجارب.
فالتجارب الشعورية أساس التجربتين الصوفية والشعرية.
٥٦