الذي يحدُث في المحركات عملية واحدة تتكرر في كلِّ أسطوانة من أسطواناته، وتنحصر
في
أن كمية زيت من زيوت الوقود تدخل في جهاز يُبخرها ويخلط معها قدرًا مناسبًا من
الهواء، واسم هذا الجهاز المبخِّر
carburettor،
ويسيطر عليه الطيار من مقعده بواسطة ضابط صمام الخناق — كما قدَّمنا — ويدخل
المخلوط المُفرقع
explosive-mixture الذي يتكون
من اختلاط بخار الزيت بالهواء إلى الأسطوانة من فتحة الشحن (أو المدخل الحر ح في
شكل
٤-٦)، والصمام الحر «ص» مفتوحًا كما في الشكل، ويكون
المكبس «م» عندئذٍ متراجعًا، حتى إذا ما وصل إلى النهاية السفلى للأسطوانة أغلق
الياي «ي»
spring الصمام، ويعود المكبس إلى الصعود
فيكبس المخلوط المفرقع إلى حجمٍ صغير، ومتى بلغ المكبس أعلى موضع له (وهو معلَّمٌ
في الشكل بخط متقطع)، وشغل الغاز المكان (مف) الذي فوق المكبس، والذي يمتد إلى ما
فوق الصمام، عندئذٍ يكون حجم الغاز أقله، وتمر في المخلوط شرارة كهربائية
spark يُحدثها مرور تيار كهربائي في الشمعة «س»
plug يولده في تلك اللحظة جهاز اسمه
المجنيتو
magneto، عندئذٍ يحترق الغاز فجأة،
ولازدياد حجمه يدفع المكبس إلى الوراء بقوَّة هائلة، حتى إذا ما بلغ المكبس أسفل موضع
له فتح صمام العادم في أعلى الأسطوانة فيخرج منه الغاز
العادم
exhaust، وهو نتاج احتراق الزيت، ثم يصعد المكبس فيطرد معظم
بقاياه، وعند نزوله يغلق هذا الصمام (لا يظهر هذا الصمام وفتحته في شكل
٤-٦ لأنهما في الناحية الأخرى وراء الوجهة التي يراها القارئ،
ولكن هذه الفتحة — فتحة العادم — تظهر جليًّا في جميع الأسطوانات في شكلي
٢-٧ و
٤-١، ويُركب عليها عادة أنبوبة غليظة
يمر منها هذا العادم إلى الخلف
١ تظهر خارج الواقي (وهو المعروف بالكبود) في شكلي
٢-٦ و
١٠-١)، وفي الوقت الذي يغلق فيه صمام
العادم والمكبس في أعلى مواضعه، يُفتح الصمام الحر الذي ظل مغلقًا طول مدة انفتاح
الآخر، يفتحه الكام (ك)، وتدخل إلى الأسطوانة أثناء نزول المكبس كمية جديدة من
مخلوط بخار الزيت بالهواء، فتتكرر العملية السالفة تمامًا.
والجزء الفعال في هذه الدورة هو احتراق الغاز وما يتبعه من تمدُّد يدفعُ المكبس
بقوة إلى أسفل، فيندفع وراءها الذراع (ع)، ويدير العمود والمروحة المتصلة به، وهذا
هو أساس سير جميع تلك المحركات.
ولا شك أن احتراق الغاز يصحَبه تولُّد مقدار عظيم من الحرارة، لو توالى تراكمه على
الأسطوانة لصهرها، فلا بدَّ من اتخاذ الوسائل لتبريدها؛ ولذلك طريقتان: ففي بعض
المحركات يُعتمد في التبريد على التيار الهوائي المتولِّد من الحركة تُعَرَّض له
مساحة كبيرة، وهذه هي الطريقة المتبعة في النوعين الأخيرين من المحركات، أي
المتشعبة والدوَّارة، أما النوع الأول فيغلب استخدام الماء لتبريد أسطوانته كما هو
الشأن في محركات السيارات، فيغلف الأسطوانات — لا سيما عند رأسها — جراب (ق في شكل
٤-٦) اسمه القميص
water jacket ممتلئ بالماء الجاري، تدفعه على الجري مِضخَّة
pump خاصة يُسيِّرها المحرك أثناء حركته، فيمر الماء
في دورته على المبرد
radiator الذي ترى نظيره في
الغالب مُتصدِّرًا في وجه السيارات ليستقبل التيار الهوائي الذي يُبرِّده، وتراه
متصدِّرًا أيضًا في الطيارات، كالتي في شكل
١٦-٢.