امسح
أيها الناخب:
خذ حذرك فالتجارب كثيرة في هذه الأيام.
كانت تخبرني ستي أن «المسيح الدجال» — متى جاء — يحوِّل الحجارة خبزًا للجوعانين، ويصيرها ذهبًا ليستميل البخلاء من الأغنياء، ويجعل منها نساء للذين لا يريدون خبزًا أو ذهبًا …
– وبعد ذلك يا ستي؟
– بعد ذلك … كل شيء يرجع كما كان.
وهكذا يعمل كثير من المرشحين، فاحذر المسحاء الكذبة … امسح أسماءهم.
كن شجاعًا فما يكذب غير الجبان، انتخب القرود والعفاريت، شرط أن لا تقول لواحد: أنا معك، ثم تنتخب غيره، إنك تصير كالكثيرين من النواب إذا وعدت وكذبت.
يقول لك الرب في أولى وصاياه: أنا هو الرب إلهك لا يكن لك إله غيري، وهذا لسان حال وطنك فاعرف كيف تحبه وتعبده وتخدمه.
ويوصيك الله في إكرام أبيك وأمك ليطول عمرك على الأرض، فجيِّر هذا المبلغ للوطن العزيز لتسعد فيه أنت وأولادك وأولاد أولادك.
يقول لك الله: لا تشته مقتنى غيرك، وأنا أقول لك: لا تشته فلوس المرشحين، فمن اشتراك أوقعك في الشراك.
يقول المثل: أطعم الفم تستح العين، فإياك أن ترتخي نفسك وتمد يدك …
لا تغرك الألقاب على اختلاف أنواعها، ولا تخدعك الثرثرة الخطابية، فتش عن الشخصية المنيعة. الباطون يسلَّح بالحديد، أما الإنسان فيسلَّح بالوجدان، الضمير الحي إس هيكل الشخصية، توقَّ أن توكل من يبيع «بيتك» بيعًا باتًّا، بما فيه وله ويعزى إليه شرعًا حتى العفش، فتصير يا مسكين أجيرًا. قد يفتي العلم بالبيع، أما الوجدان فلا يئول ولا يجتهد …
شلالات أماني ووعود ستصب فوق رأسك فلا تصدق، أنت تعرف حكاية من قال لصاحبه: قنطار مسك في ذقنك، فما ظن خيرًا بهاتيك الكثرة … رد قناطير مسك المرشحين إلى لحاهم … فالزائد أخو الناقص.
الحذر الحذر. لا تقل لي: أصلحهم بالكلام، فالكلام والعواء صارا من وزن واحد عند أصحاب الجلود الغليظة.
النواب يا عزيزي، ثلاث طبقات: طبقة كالغذاء، لا يستغنى عنه، وطبقة كالدواء يحتاج إليه، وطبقة كالداء، نجانا الله منه، فإذا لم تستطع أن تجعل قائمتك كلها غذاء، فعلى الأقل أبعد الداء …