نامت نواطير مصر
جاء في المثل: الذي لا يصيف لا يشتي، أما الحكومة فبعكس ما قيل، قد أعطيت الفرصة للعمل فوضعت يدها على المحراث، وما دامت همة رئيسها في صعود فنجمها في سعود.
إن فرصة الصيف مؤاتية يا دولة الرئيس، فالنواب يرفضُّون عنك، فيخلو لك الجو وتتغداهم قبل أن يتعشوك …
غدًا — على أبواب الخريف — يأتونك مساومين، وكأني أسمعك تقول لهم: السعر محدود، عمل بثقة، وكأن جوابهم يرن في أذني: إن تمض نمض، فتجيبهم: نمضي ولا نمضي!
إلى الأمام ولا تكن إلا عبد الله، استلهم ماضيك يشتد ساعد آتيك.
لقد بدأت بحصد الحشيش قبل إبانه، فمتى تأتي نوبة الطفيليات المعرَّشة على الجذوع؟
سألت الوزارات عن السيارات لتعرف من هم الذين يركبون على حساب الدولة، فليتك تقف ساعة من زمان في المحارم لترى المئات منها، إن زعانف كثيرين من المأمورين يركبون ونحن ندفع أجرة الخان …
يقول المثل: المال السايب يعلم الناس الحرام، فكيف بمن خرجوا معلمين من بطون أمهاتهم؟! أمثل هؤلاء يؤتمنون على الأموال؟ أيوكل الهر بالجبن؟! اقطع دابر هؤلاء، لقد مشيت فلا تقف، العتبة نصف الدرب.
إن آفة الدولة هذا الدود العلق، فالبراغيث تتخبأ في جيوب الأردان وتمتص، أما هؤلاء فوقاح … يكرعون على عيني وعينك يا تاجر.
ويلمها خطة! صرنا في زمن يقول فيه الناس عن المأمور النظيف: مسكين! هذا إذا رحموه، وإلا فإنهم يقولون: أذنه شبر ونصف … أما الذي يسرق الكحل من العين فيقال عنه: شاطر، ابن حرام، مقطَّع وموصِّل، ينزع الدبس عن الطحينة، فإذا شئت أن تسلم الخزينة فابعد أمثال هؤلاء عن وكورهم تسلم الدولة.
وأما وقد سألت عن الشرطة الذين يستخدمون في بيوت أكابر الموظفين، فليتك تسأل عن موظفين صغار يخدمون موظفين صغارًا مثلهم. إن الصيد كثير! وكيفما اتجهت وتوجهت تفر من أمامك الطرائد، فارم ولا ترحم.
اسهر أيها الناطور، لا تنم فالثعالب والضباع كامنة تجسُّ النبض …
لقد عمَّمت فخصص، قلت فافعل، فكل وجعنا من الحبر والورق.