الاستخلاف المستحيل: مقاطع من سيرة الإله الأخير
«لا يمكِن تحمُّل الحياة دون قصة، والقصة لا تعني أكثر من «وهم» مناسب حول «أهميتنا» في الكون. وهذا هو ما يسمِّيه «سيوران» الغريزةَ النبوية: أن نحلم بعالَم آخر. ليس حُلمًا يمكِننا أن نستفيق منه، بل حُلم هو شكل الحياة نفسها.»
يُناقش الدكتور «المسكيني» في هذا الكتاب ما يُسمِّيه المراهَقة الملحِدة في مقابل ثقافة الكُهول الاستخلافية؛ فيتطرَّق إلى معنى الإلحاد، لا باعتباره كفرًا أو شركًا بالمعنى الديني، وإنما باعتباره تحرُّرًا من نمط سائد من السلطة الاستخلافية العميقة ممثَّلةً في السلطة الأبوية والسياسية والدينية (الأب – الحاكم – الإله)؛ ورفضًا للنسخة السردية لهُوِية مُعدَّة مسبقًا؛ والتجاءً إلى الجزء غير المألوف باعتباره شيئًا جديرًا بالنظر؛ وتمرُّدًا على النماذج الأخلاقية التي تُقولِب الإنسان للتكيُّف وفقَ سلطةٍ تعمل على إبقاء كل ركن من أركان شخصية الفرد الخاضع لها في منطقة الظهور المناسبة للسلطة. ويتناول المؤلِّف أيضًا ما سُمِّي بثورات الربيع العربي باعتبارها مثالًا لظاهرة المراهَقة الملحِدة، ويرى أن الشعوب لم تَثُر بضميرها الكَهْل، ولا بشيخوختها الأخلاقية، وإنما ثارت اعتمادًا على رؤية الجيل الجديد الرافض لأيِّ انتماءٍ هُوَويٍّ جاهز.