تذييل
«لعب مذهب بوبر التكذيبي دورًا بارزًا ومحرِّرًا في المرحلة المبكرة من انفتاح الصين. ولعل الوقت قد أذن لتطبيق مجتمعه المفتوح.
وفي المجتمع، كما في العلم، يمكن للحدوس الممتازة أن تأتي من أي جهة بالإبداع الحر، ليس بالضرورة من أعلى. ويتوجب بالتالي أن يكون تدفق المعلومات صاعدًا أيضًا من القاعدة إلى القمة، وألا يكون مقصورًا على الاتجاه من القمة إلى القاعدة. ويترتب على ذلك أن القرار السياسي يقتضي الحوار الحر على جميع المستويات، والتواصل الحر بين جميع أعضاء المجتمع. واقتداءً بالمجتمع العلمي حيث تعرض النظرية للاختبار التجريبي وتوضع على محك المشاهدة والتجربة والنقد الموجه من النظريات الأخرى، فإن الخطة السياسية في المجتمع المفتوح يتعين أن تعرض للاختبار النقدي للنتائج المترتبة على تنفيذها، وللنقد الموجه إليها من القاعدة، شاملةً المعارضين والمناهضين للخطة.
ومهما يكن من أمر، فإن مجتمع بوبر المفتوح ذو قيمة كبيرة في الإصلاح السياسي بالصين. صحيح أن الانفتاح يَدرُج بعدُ في بداياته محدودَ المجال ملتبسَ المعنى، ولكن التجربة علمتنا أن اقتصار التدفق المعلوماتي على الاتجاه من القمة هو شيءٌ خَطِر. وها هو النقد المتجه من القاعدة إلى القمة يمضي في خطٍّ مستمر رغم بطئِه وتعرجِه. ولا ضمان لتحقيق ما نصبو إليه من استقرار الصين ورخائه، ما لم يُوَدِّ الانفتاح الحالي إلى مجتمع بوبري مفتوح، يتمتع بسوق ناضجة، وديمقراطية ليبرالية تأخذ خصوصيةَ الصين وطابعَه بعين الاعتبار.»
معهد الفلسفة، الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية