فن سيد درويش
الرسَّام الفنان «رخا» مشغول في هذه الأيام بألحان سيد درويش، وقد قام على صفحات «الجيل الجديد» بالدعوة إلى تسجيل هذه الألحان بصوت محمد عبد الوهاب، وقال عبد الوهاب إنه يسرُّه أن يؤدِّي هذه الألحان بصوته، ويسجِّلها كلها، ولكنه يخشى ممَّا قد يثيره التسجيل من تنازُع وَرَثَة سيد درويش على ثروته الفنية والمادية، وهل لعبد الوهاب الحقُّ في أن يسجِّلَ ألحانَ سيد درويش؟ ومَن الذي يجني ثمارَ هذا التسجيل؟ وربما انتهى الأمر إلى مطالبته بتعويضٍ؛ لأنه سجَّلَ الألحان بدون إذن منهم!
وأنا أعذر عبد الوهاب في تخوُّفه وحذره، فقد سبق أن اعتزمتُ إصدارَ كتاب عن عبد الحميد الديب، وأخذتُ أجمع شعره من أصدقائه وتلامذته ومريديه، ولم أكد أبدأ في ترتيب مواد الكتاب حتى انهالت عليَّ إنذارات من أقارب عبد الحميد الديب، وكلٌّ منهم يطالِب بنصيبه في الربح، ويحتفظ بحقه في مقاضاتي إذا أنا أصدرتُ الكتاب بدون إذن خاص منه!
وبرغم يقيني من أن القانون لا يعطي هؤلاء الوَرَثَة أو المدَّعِين أنهم وَرَثَة، أيَّ حقٍّ في مطالبتي بتعويض، فقد تراجعت عن تأليف الكتاب حتى أريح أعصابي ودماغي.
ربما كان الوضع مختلفًا بالنسبة إلى سيد درويش، وعبد الحميد الديب؛ ولذلك أرى أن يتولى عبد الوهاب تسجيل ألحان سيد درويش بصوته؛ ولكي يتفادى الدخول في معركةٍ مع وَرَثة سيد درويش، أقترح على الدولة تكليف عبد الوهاب رسميًّا أن يسجِّلَ ألحانَ سيد درويش.
إن سيد درويش ثروة فنية قومية، ومن حق الدولة، بل من واجبها، أن تحافظ عليها وترعاها، وتسجيل ألحانه بصوت عبد الوهاب يكفل لها الحفظ والرعاية.