أغاني أم كلثوم وأغاني عبد الوهاب
قال لي أستاذٌ جليلٌ إنه شديد الإعجاب بأم كلثوم وعبد الوهاب، وإنه قد استمع أخيرًا لأغنية عبد الوهاب:
واستمع لأغنية أم كلثوم:
فتمنَّى لو أن عبد الوهاب هو الذي طلب إلى لطيف السماء ورحمانها، أن يقي الأرض شر مقاديره، وتمنى لو أن الكأس كانت بين يدَيْ أم كلثوم، والشوق بين عينَيْها، وأنها هي التي تتساءل: فين عيونك يا حبيبي!
ومضى الأستاذ الجليل يقول: لقد لاحظتُ أن بعض أغاني أم كلثوم فيها رجولة عبد الوهاب، وأن بعض أغاني عبد الوهاب فيها رقة أم كلثوم، وكنتُ أتمنَّى أن تعبِّر أم كلثوم عن طبيعتها، وأن يعبِّر عبد الوهاب عن طبيعته!
قلتُ إنَّ سر ذلك يرجع إلى أن عبد الوهاب وأم كلثوم ظلَّا فترةً طويلةً يتنافسان على عرش الغناء، وكان كلٌّ منهما يحاوِل أن يجذب إليه جمهور الآخر، فغنَّتْ أم كلثوم للجنس الخشن، وغنَّى عبد الوهاب للجنس الناعم!
قال الأستاذ الجليل: إن الفن الصحيح هو التعبير عن الحياة، وإن عبد الوهاب أو أم كلثوم لا ينقصه التعبير، ولكن ينقصه إحداث انقلابٍ كبير، انقلاب تنساب فيه أغاني عبد الوهاب من شفتي أم كلثوم، وتنطلق أغاني أم كلثوم من فم عبد الوهاب!