سلسلة الفخ
في مساء اليوم التالي كان جورجي عند فهيم بك، فقال له فهيم: ما وراءك يا جورجي؟ خير إن شاء الله …
فقال جورجي مبتسمًا: كل خير إن شاء الله، أود أن أعلم ماذا فعلت بالمسألة التي اتفقنا عليها؟
– أظنها ناجحة.
– فاوضت الدكتور هيزلي بالأمر؟
– فاوضته فتمنع في أول الأمر، ولما أحس بالأصفر الرنان لم يعد يتردد.
– هل علم من هي المرأة؟
– لم يعلم بعد.
– لا تقل له من هي، بل دعه يدربك على تنفيذ العلاج، وأنت جرعها الدواء بنفسك.
– لماذا هذا الرأي الأخرق؟
– بل هو الرأي الصائب، لا أود أن يعرف الدكتور عنها شيئًا؛ لأني أقنعت ابن عمه سليم الهيزلي ليكون عريسًا لها وهو طائر فرحًا.
– إنك لداهية يا جورجي، وتريد أن سليمًا هذا لا يعرف شيئًا عن تاريخ الفتاة؟
– نعم، وهو إلى الآن لا يعرف شيئًا.
– وهبه عرف بعدئذٍ.
– لا بأس في أن يعرف بعدئذٍ؛ لأنه متى استولى على عشرة آلاف جنيه يغض نظره ما دام الأمر مكتومًا.
ففرك فهيم يديه، وهو يقول: يلوح لي أن المشروع ناجح من كل وجه يا جورجي.
– نعم، كل المشروعات ناجحة إن شاء الله.
– ماذا عندنا غير مشروع دعد؟
– مشروع هيفاء.
– هل عثرت عليها؟
– كلا، وإنما دبرت تدبيرًا آخر.
– ما هو؟
– علمت أن الكاهن أمبروسيوس وليُّ أمرها بموجب وصية شرعية من أهلها، فهل تعرفه؟
– لا، لم أرَ وجهه.
– وهل يعرفه جميل مرمور؟
– لا، لا أظن، فما هو تدبيرك الآخر؟
– فاوضت الكاهن أمبروسيوس بأمر زواجك من هيفاء، وأقنعته بأنك خير عريس لها.
– فهل رضي؟
– قال أن لا مانع عنده إذا كان يستطيع إقناع الفتاة، فأخبرته أن الفتاة تقتنع إذا كنت أنا أخاطبها بالأمر، وتكفلت له بذلك.
– حسن جدًّا، فهل أراك الفتاة؟
– لا، بل قال: إنه يود أن يجتمع بك كي يخاطبك بالأمر أولًا، ويتفق معك عليه.
– حسنٌ، مرحبًا به، ماذا يريد؟
– متى اجتمع بك يقول لك، ولكني فهمت منه أنه لا يريد أن تتداخل خالة الفتاة بالأمر، بل لا يريد أن يرى وجهها ولا أن ترى وجهه.
– لن تدخل نديمة هذا المنزل قط إذا كان دخولها يعرقل المسألة.
– نعم، الأفضل أن تبقى بعيدة؛ لأني علمت أن الفتاة نفسها تنفر منها جدًّا.
– حسنٌ، لا حاجة لنا بنديمة، متى يأتي الأب أمبروسيوس؟
– غدًا مساءً إذا شئت.
– أنتظره هنا.
– نعود إلى مسألة دعد، متى تنجزها؟
– غدًا إن شاء الله، والدكتور وعدني أن يأتي الليلة، وسآخذ منه التعليمات اللازمة.
– والدواء أيضًا، دعه يأتِ به؛ لأنك أنت لا تقدر أن تحصل عليه.
– طبعًا هو يهيئ الدواء.