فخ لذئبين
في صباح اليوم التالي كان جورجي في منزل ماري الجهوري، فقال لها: إن العريس يود أن يزوركم الليلة لكي يبت المسألة، فقد عقد النية على خطبة دعد.
– إني شاكر لك اهتمامك يا مسيو جورجي، ولكني لا أقدر أن أستقبله الليلة.
– لماذا؟
– لأن … أما أخبرك فهيم بك؟
– لا، ماذا؟
– قضي الأمر.
– حسنٌ، كيف ذلك؟
– استحضر فهيم بك دواءً عن يد طبيب وجرعها إياه.
– من هذا الطبيب؟
– لم يقل عن اسمه.
– و…؟
– في الحال، ولكني خائفة على سلامتها.
– لماذا؟
– إنها محمومة الآن والعاقبة خطرة، إني قلقة جدًّا.
– يجب أن تستدعي طبيبًا.
– رباه أخاف الافتضاح.
– لا تخافي، استدعي الدكتور صديق الهيزلي، فهو بارع وطيب جدًّا.
– صديق الهيزلي؟ أما هو قريب سليم؟
– ابن عمه.
– يا لله! وإذا عرف سليم الأمر؟
– أن يعرف الآن أفضل من أن يعرف بعدئذٍ.
– ولكن …
– لا تخافي، لا يحجم وأنا فوق رأسه ألعب بدماغه، وقد مهدت له سبيل العلم بالأمر، لا تخافي، افعلي كما أقول لك، العلاج عن يد ابن عمه أفضل منه عن يد طبيب غريب.
– أخاف أن الدكتور ينفِّره.
– لا تخافي؛ لأن الدكتور يحب المال جدًّا، وقد يتنازعان كلاهما دعدًا، لا تخافي، العشرة آلاف جنيه تغرُّ.
– سأنتظر نهاية هذا اليوم، فإن اشتدت أزمتها استدعيته.
– حسن، فإذا اضطررت إلى استدعاء طبيب لا تستدعي أحدًا غير الدكتور صديق الهيزلي، ولكن لا تدعيه يفهم شيئًا عن علاقة فهيم بك بالمسألة.