الملحقات المسرحية
أول واجب للمشرف على الملحقات أن يعرف ما يلزم للمسرح من ملحقات (إكسسوار) مع الإلمام بكامل مواصفاتها. وتوجد بالمسرحيات المطبوعة عادةً قائمة بما يلزمها من ملحقات كما أخرجت على مسارح برودواي. ولا ننكر أن في تلك القائمة عونًا كبيرًا للمشرف على الملحقات، غير أنه لا يستطيع الاعتماد عليها، بل يضطر غالبًا إلى حذف أشياء وإضافة أخرى تبعًا لما تقتضيه حاجة الإخراج.
وعادةً يوضح المخرج أهم الملحقات ومواصفاتها. ولكن المشرف لا يستطيع الاعتماد على هذه أيضًا، ويضطر إلى أن ينتظر التدريبات ليتأكد بنفسه ما يلزم فعلًا، ويحرر به قائمة … وحتى هذه لا يمكن الاعتماد عليها نهائيًّا كذلك؛ إذ كثيرًا ما يبهم الممثلون شغلهم في التدريبات، بطريقة تجعله لا يدرك أنهم يستعملون بعض الملحقات الخيالية. كما أن المخرجين يضطرون أحيانًا إلى حذف أو إضافة بعض الملحقات في أثناء فترة التدريبات؛ وبناءً على كل هذا لا توجد طريقة لعمل قائمة كاملة أكيدة بالملحقات اللازمة إلا بعد أول تدريب بملابس المسرح … بيد أن عمال المسرح لا يمكنهم الانتظار كل هذه المدة، وعليهم أن يحصلوا على قائمة صحيحة في أقرب وقت مستطاع.
ومن الطرق الناجعة في هذا الشأن، استعمال بعض الملحقات الصورية في أثناء التدريبات الأولى. وهذه الملحقات البديلة قد تكون عصيًّا أو صناديق أو قطعًا من الورق المقوى أو ما إلى ذلك، ويُكتب عليها بالخط العريض أسماء الملحقات التي تمثلها. ويجب أن تكون هذه مشابهة للملحقات الحقيقية صورةً وحجمًا ما أمكن. وعندئذٍ يطلب من الممثلين التوقف إذا كان هناك ملحقات تنقصهم. كذلك يجب أن يوجهوا النظر إلى مواصفات الملحقات اللازمة لهم إذا فات عمال المسرح منها شيء. فهذه الطريقة تمكن المشرف من عمل قائمة صحيحة دون تعطيل القيام بالتدريبات.
ومطابقة الملحقات للمواصفات مسألةٌ حيوية للغاية. فذات مرة كنت أقوم بوظيفة مشرف على الملحقات، وصنعت بيدي كرسيًّا مرتفع الظهر حسب تعليمات المصمم. وبعد الانتهاء منه أدركت أن ظهره يغطي مشهدًا هامًّا يدور أعلى المسرح، وكان ما يلزم فعلًا هو مقعد وطيء بدون ظهر.
والكراسي والأرائك المحشوة أكثر من اللازم لا تتناسب والعمل المسرحي؛ إذ يغوص فيها الممثلون فلا يمكنهم النهوض من فوقها برشاقة. ولاجتناب ذلك يوضع لوح من الخشب تحت حشية الكرسي أو الأريكة لإبطال عمل الأسلاك اللولبية.
(١) الملحقات المستعارة أو المؤجرة
يستعير الهواة أو يؤجرون معظم ملحقاتهم، فيجب عليهم أن يحافظوا عليها ويحرصوا على سلامتها حتى يثق بهم المعير أو المؤجر، فيعيرهم أو يؤجر لهم مرةً ثانية بل مرات أُخر. وإذا حدث أن استعرت شيئًا أو أجرته وأصابه تلف، فلا تعرض فقط أن تلتزم بنفقات الإصلاح، بل ألح في وجوب ذلك، أو أصلحه قبل أن ترده إلى صاحبه. ولزيادة الاحتياط، يؤمَّن على «الملحقات المستعارة»، أو المؤجرة، ضد الحريق والحوادث، فليست رسوم التأمين باهظة، كما أنها ضمان لعدم التعرض لدفع مبلغ جسيم إذا اقتضى الأمر. وزيادةً على ذلك فالتأمين برهان قاطع على حسن نيتك، وعامل هام في ثقة المعير أو المؤجر بك.
وإذا كانت بعض الملحقات تالفة أو باليةً وقت استعارتها أو تأجيرها، فيجب توضيح ذلك كتابةً حتى تخلو من اللوم في المستقبل. وابتعد عن استعارة الأشياء التي يحمل لها أصحابها ذكريات عاطفية، مهما ألحوا عليك في ذلك.
(٢) الملحقات الدائمة
توجد بعض الفرق المسرحية في بلاد ليس فيها محلات لتأجير المعدات المسرحية أو يصعب فيها استعارتها. عندئذٍ يجب على الفرقة أن تقتني أكبر كمية ممكنة من الملحقات المتنوعة، إما عن طريق شرائها مستعملة، أو الحصول عليها كهدايا.
ويجب صيانة هذه الملحقات وقيدها وعمل جرد لها. حقيقةً إن هذا يستلزم مجهودًا شاقًّا لكنه أقل من عُشر المجهود الذي يوفره.
يجب اقتناء أغطيات (بياضات) من عدة ألوان لكل قطعة أثاث منجدة حتى يمكن تغيير سمتها من مسرحية إلى أخرى، بل ومن منظر إلى منظر.
أما الأثاث الخشبي فيجب طلاؤه بطلاء «ورنيش» لا يتأثر بالماء حتى يمكن تلوينه بطلاءات المناظر أو البوية العادية، ثم غسله بعد الانتهاء من المنظر.
وأحيانًا تغطى الأثاثات الخشبية بقطع من خشب الأبلكاج لتغيير شكلها أو زخرفتها، ثم تزال هذه عند الانتهاء من الغرض الذي وُضعت من أجله. وقد حدث أني غيرت لون بيانو عادي بهذه الطريقة دون أن يحدث به أي خدش.
(٣) صنع الملحقات
من الأفضل للمخرج أن يصنع ملحقاته بنفسه؛ إذ تكون حسب احتياجاته تمامًا، وتصبح ملكًا له يحفظها في مخزنه ويدخل عليها من التعديلات ما يشاء.
(٣-١) المناضد tables
(٣-٢) المصورات الزيتية oil paintings
يمكن تقليد اللوحات الزيتية تقليدًا متقنًا في سهولة مدهشة. اصبغ إطارًا من خشب المورينة مقاس ١ × ٣ بوصات، ودعِّم أركانه بقطع مثلثة الشكل من الأبلكاج، وضع على حافاته قطعًا من خشب الكرانيش، وادهنه بطلاء المغرة الصفراء، ثم ظلله بطلاء البرنز الذهبي ليوهم بمنظر الخشب المحفور، ثم الصق على الإطار من الخلف منظرًا مرسومًا على الخيش أو الموسلين. وترسم الصورة نفسها كروكيًّا بطلاءات المناظر، باستخدام فرشاة طلاء الحوائط. وعندما يجب الطلاء، ترسم التفاصيل بالطباشير الملون وأقلام الفحم.
(٣-٣) الأدوات غير المنظمة الشكل irregular shapes
(٣-٤) الأطعمة foods
تُصنع الأطعمة المسرحية غير المعدة للأكل من عجينة الورق (كما في رقم ٢) أو من ورق «الكريشة» (كالسلاطة)، أو كالدمى المحشوة بالخرق. وإذا كان لا بد من ظهور الطعام ساخنًا يتصاعد منه البخار، تخفى بداخله قطعة ثلج فيتصاعد منها «البخار» المطلوب. أما الأطعمة الحقيقية التي تُستعمل على المسرح دون أن تؤكل، فيجب أن يضاف إليها الملح بكثرة حتى لا يأكلها عمال المسرح والممثلون قبل أن يراها النظارة.
ويُشترط في الأطعمة التي تؤكل على المسرح:
-
(١)
أن تكون خفيفة حتى لا تحتاج إلى مضغ كثير وحتى يسهل بلعها بسرعة.
-
(٢)
يمكن إمساكها بدون عناء. ويجب عدم حفظها في الثلج قدر الإمكان.
ولا يلزم أن تكون الأطعمة هي نفسها، بل يحسن تقليدها، فمثلًا: يشكل اللحم من لباب الخبز المدهون بالمربى.
أما البرتقال ونحوه فيجب أن تنزع منه البذور وأغلب ما بداخله حتى لا يضطر الممثل إلى التهام البذور أو استقبال رذاذ العصير في عينه … ويمكن تشكيل البيض المقلي من قطعة مشمش فوق قطعة من لباب الخبز الأبيض. وتقلد البطاطس المحمرة بلباب مقدد يقطع إلى الأحجام المطلوبة. ولتقليد الويسكي ونحوه يستعمل الشاي أو الكوكاكولا المخففة بالماء. وتصلح خميرة الجنزبيل كويسكي ممزوج بالصودا.
ولا ينبغي تقديم مشروبات كحولية حقيقية فوق المسرح إطلاقًا؛ لأن الممثل محتاج إلى جميع قواه العقلية. وقد حدث أن تناول أحد الممثلين شيئًا من الكوكتيل كان متعودًا تناوله قبل العشاء كل مساء. ولكن مجهود التمثيل في تلك الليلة زاد الجرعة، فصدرت منه في أثناء التمثيل حماقات أفسدت مناظر هامة.
(٣-٥) نسيج العنكبوت cobweb
يُصنع نسيج العنكبوت من محلول الغراء العادي المستعمل في طلاء المناظر. يوضع قليل من الغراء الساخن على ساق خشبية، ثم توضع فوقها ساق أخرى، ويضغط الغراء بينهما، ثم تبعد الساقان عن بعضهما في رفق، وتلصقان ثانيةً عدة مرات حتى يصير الغراء غليظ القوام، وتنشأ عنه كتلة من الخيوط الرفيعة، تشد بين نقطتين، مثل ذراع مقعد وظهره. أما المساحات الكبيرة فيوصل بينها بخيط من الحرير الرمادي، ثم يشد نسيج العنكبوت (الغروي) بين هذا الخيط وأقرب جسم.
(٣-٦) انهمار الثلج snow effect
(٤) المؤثرات الصوتية
تتجه بعض الهيئات إلى تسجيل المؤثرات الصوتية على أسطوانات ولكنها مع الأسف لا تفي بالغرض؛ إذ يصحب الأصوات المطلوبة صوت احتكاك الإبرة بالأسطوانة، وكثيرًا ما تكون تلك الأصوات غير واضحة. ويمكن محاكاة الأصوات بطرق أخرى أمام ميكروفون يتصل بمكبر صوت في المسرح. فصوت ضغط أوراق «السيلوفان» يحكي صوت اللهب، وتحطيم علبة ثقاب يشبه صوت تكسير الأخشاب. وبوضع الميكروفون بقرب مروحة كهربية تدور، يمكن محاكاة صوت مراوح الطائرة. كما يمكن تقليد المؤثرات الصوتية أمام الميكروفون بالفم، كنفخ بوق سيارة وأصوات الحيوانات والريح وغير ذلك.
(٤-١) المؤثرات الصوتية الخاصة special sound effects
على الرغم من التقدم العصري لا تزال بعض المؤثرات العتيقة تحتل مكانتها.
(٤-٢) لوح الرعد thunder sheet
(٤-٣) الأجراس bells
لمحاكاة أصوات الأجراس تستعمل إطارات العجلات الحديدية، أو قطع من الأنابيب النحاسية معلقة في حبل.
(٤-٤) القطارات railroad effect
(٤-٥) المطر والأمواج rain and surf
(٤-٦) الريح wind effect
(٤-٧) وقع حوافر الخيل horse hoofs
اقطع جوزة هند نصفين، ثم انزع ما بداخلها. أمسك كل نصف منهما في يد واضرب الأرض أو سطح نضد بهما وفتحتاهما إلى أسفل، في حركة اهتزازية، بحيث تضرب الحافة الأرض أولًا. وبقليل من التمرين يمكنك تقليد جميع أنواع وقع حوافر الخيل.