أوديسا التعددية الثقافية: سبر السياسات الجديدة في التنوع
«شَهِدنا في الأربعين سنةً الأخيرة ثورةً حقيقية في جميع أنحاء العالم في العلاقات بين الدول والأقليَّات العِرقية؛ فلقد بدأَت تختفي النماذجُ القديمة للدولة القومية ذات النسيج المتماثل والمنسجِم، كما ازدادَت المُنازَعات حولها وراحت تحلُّ محلَّها نماذجُ من التعدُّدية الثقافية للدولة والمواطَنة.»
يبلغ عددُ اللغات التي يتحدَّث بها سكان العالم ستةَ آلاف لغة، لكن ٩٦٪ من سكان العالم يتحدَّثون ٤٪ فقط من هذه اللغات، أمَّا باقي اللغات — وما يَتبعها من ثقافات، وأعراق، وعادات، وتقاليد، وآداب، وفنون، ومعتقَدات، وقوانين، وخصوصيات، تتوارثها الأقليَّات جيلًا بعد جيل — فإنها مهدَّدة بالزوال، وأصحابها مهدَّدون بالذوبان في الثقافات الأخرى، واندثار قوميتهم، وهذا يؤثِّر بطبيعة الحال على مفهوم العدالة والمساواة في المجتمعات، ومن ثَم يؤثِّر على التطبيق الصحيح للديمقراطية؛ وهو ما دفَع الباحث والفيلسوف الكندي «ويل كيمليكا» في هذا الكتاب إلى إلقاء الضوء على ضرورة حماية حقوق الأقليَّات من هيمنة الكثرة، والحفاظ على نسيجها الثقافي.