موت فلاح إسباني
«وكان باكو يتحدَّث مع والده أحيانًا في مسائل الموارد المالية للأسرة، وتكلَّما يومًا في أحد الموضوعات الهامة، وهو موضوع إيجارات المراعي في التلال، التي كانت تُكلِّفهم أموالًا طائلة. كانوا يدفعون مبلغًا سنويًّا مقابل الرعي في تلك التلال إلى أحد الدوقات الشيوخ، الذي لم تطأ قدماه القرية قط.»
في هذه الرواية البديعة نرى كيف يتضافر الموت والحياة في جديلة واحدة من خلال سيرة حياة الفلَّاح الإسباني «باكو»، الذي رفض الظلمَ الواقع على أهل قريته البائسين؛ فانتفض لاسترداد حقوقهم من الدوق المسئول عن القرية، إلا أن انتفاضته تبوء بالفشل ويُحكم عليه بالإعدام؛ فيتحوَّل إلى بطل ينعاه أبناء قريته في المواويل. وأثناء مكوث القسيس «موسين ميان» في الكنيسة منتظرًا أهل القرية الآتين للمشاركة في مراسم القُدَّاس على روح «باكو»، تنهال عليه ذكرياته مع الفتى، بدءًا من تعميده ومرورًا بطفولته الغنية التي رافقه فيها إلى أن اشتد عوده، ويَشرع القسيس يروي لنا سيرته كاشفًا عن شخصيته الثائرة. ونتعرف في هذه السيرة أيضًا إلى نمط الحياة في الريف الإسباني والاحتفالات الشعبية ومراسم الميلاد وطقوس الجنازات، وعلى العلاقة بين الريفيين والكنيسة من ناحية، وبينهم وبين السلطة من ناحيةٍ أخرى.