الفصل الخامس والثلاثون
عند نحو الساعة الثالثة من صباح اليوم التالي أُوقِظ طومسون بلمسةٍ خفيفة على كتفه. فنهض سريعًا من الأريكة التي ألقى نفسه عليها. وكان أمبروز يقف فوق رأسه. كان لا يزال بغرفته في مكتب الحرب، مرتديًا ملابسَه الكاملة.
قال أمبروز: «لقد اتصل السيد جوردون جونز من داونينج ستريت، يا سيدي. إنه مع رئيس الوزراء. وهما يريدان معرفة ما إذا كان يمكنك أن تذهب لمقابلتهما.»
فقال طومسون: «سأذهب في الحال … فقط سأغسل وجهي وأمشط شعري. هل هناك أخبار جديدة، يا أمبروز؟»
أجاب الشاب: «كلا، يا سيدي. لقد اتصلت بنا كلُّ الصحف في لندن ولكننا بالطبع لم نردَّ على أيٍّ منها. هل يمكن أن أنصحك بتوخي الحذر في الخارج، من فضلك؟ فكل أضواء المدينة مطفأة، والشوارع مظلمة للغاية. وقد حاول رجلٌ استخدام مصباح كهربائي يدويٍّ على الجانب الآخر من الطريق منذ قليل، فأطلقوا النارَ عليه. هناك صف مزدوج من الحراس في كل مكان من زاوية وايتهول.»
غمغم طومسون: «لم يستخدموا الوهج هذه المرة، أليس كذلك؟ حسنًا، يا أمبروز، أعتقد أنني أستطيع أن أتحسس طريقي إلى هناك.»
ومن ثم نزل إلى الشارع، لكنه وجد نفسه تائهًا في بحر من الظلام لبضع لحظات. فبقدرِ ما استطاع أن يرى، لم يكن هناك ضوء ولا أيُّ بصيص منه. ووصل إلى زاوية الشارع كرجل أعمى، من خلال النقر على حجر الرصيف بعصاه. وعندما وصل إلى هناك، وقف للحظة في منتصف الطريق، بدون ارتداء قبعته. ولم تكن هناك نسمة من الهواء في أي مكان. شق طريقه بحذرٍ نحو داونينج ستريت، حيث التقى بعدد قليل من الناس، وكان لا يزال مضطرًّا إلى التحسس بدلًا من المشي. على طول داونينج ستريت شقَّ طريقه بجوار السور، ثم أخيرًا رن الجرس في منزل رئيس الوزراء. فأدخلوه على الفور إلى غرفة المجلس. كان الرجال الأربعة أو الخمسة الذين يجلسون حول طاولة، والذين نظروا نحوه عند دخوله، يحمل كل واحد منهم اسمًا مألوفًا. ومد رئيس الوزراء يده.
وقال: «مساء الخير، أيها الميجور طومسون. من فضلك اجلس وانضمَّ إلينا للحظة.»
فوجئ طومسون قليلًا بهذا التجمع.
وقال: «اعذرني إن قلتُ إنه من المحتمل أن يصبح هذا مكانًا مستهدفًا هذه الليلة.»
ابتسم رئيس الوزراء.
وقال: «حسنًا، لا يُمكنك أن تتوقَّع منا الاختباء، أليس كذلك أيها الميجور طومسون؟ على أي حال، لا يوجد أحدٌ منا غير مستعدٍّ لمشاركة ما يتعين على مواطني لندن الآخرين مواجهته. إن النساء والأطفال هم فقط من يختبئون في الريف، لو كنت تقترح علينا ذلك. لقد أجمعنا، يا سيدي، على أنه من خلالك بشكل رئيسي نحن في موقف محظوظ لأننا مستعدُّون لهذه الليلة.»
أجاب طومسون: «لقد كان من خلال تصرفي في أمر تعرَّض لقدر كبير من النقد حسبما فهمت.»
قال رجل الدولة: «أنا أقرُّ بهذا صراحة. ذلك الأمر بالذات، أمر رقابتك على رسالة معينة، كان موضوعَ مؤتمر جادٍّ وخطير هنا بيننا جميعًا. وقررنا أن نرسل في استدعائك. لقد اتصلنا أولًا بمدير مكتب الحرب، لكنه أخبرنا أنك مدير إدارتك بالكامل وغير مسئول أمام أحد، وأنك — اعذرني — قد حققتَ نجاحًا باهرًا، وأنه لا ينوي التدخلَ مطلقًا في طريقة إدارتك لمهام عملك. وقد أقول إنه ألمح إليَّ أن أفعل مثله عندما ذهبت إليه، وأنا ببساطة غاضب لأنك أزلتَ شخصًا معينًا من قائمة أولئك الذين لا تخضع مراسلاتهم للرقابة.»
سأل طومسون: «ماذا يمكنني أن أفعل من أجلكم، أيها السادة؟»
رجاه السيد جوردون جونز: «أن تستمع إلينا بينما نعرض عليك أمرًا من وجهة نظر الفطرة السليمة. أنت تدرك من نحن. نحن الذين تقع على أكتافنا بالدرجة الأولى مهمة حكم هذا البلد. أريد أن أخبرك أننا قد توصَّلنا إلى قرار بالإجماع. نحن لا نقول أي شيء عن الذنب الأخلاقي أو الفعلي للسير ألفريد أنسيلمان. إلى أي مدًى قد يكون معنيًّا بالتآمر مع أعداء بلدنا هو أمر قد نعرفه في المستقبل، ولكن في الوقت الحاضر … حسنًا، دعنا نجعل الأمر بسيطًا … نريدك أن تتركه وشأنَه.»
قال طومسون ببطء: «هل تريده أن يستمر في منصبه الرفيع الحالي؟ … رجل أُدينَ بالتخابر مع عدونا؟»
تابع السيد جوردون جونز بجدية: «نريدك أن تتركه وشأنه، ليس من أجله هو ولكن من أجلنا. عندما يحينُ الوقت، لاحقًا، قد نتمكن من التعامل معه. أما اليوم، فلا يمكن لأي كلمات مني أن تشرح لك فائدته بالضبط. إنه يتحكم في أسواق المال في العالم. إن لديه ثروة، ثروة كبيرة، ويتحكم في ثروة كبيرة في كل مدينة. بصراحة، هذا الرجل كعدوٍّ مكشوف اليوم يمكن أن يُلحق بنا ضررًا أكثر مما لو انضمَّت أي قوة محايدة يمكنك تسميتها إلى التحالف الثلاثي. تذكَّر، أيضًا، يا ميجور طومسون، أنه قد تكون هناك مزايا لنا في موقف الانتظار هذا. فمنذ تحذيرك، أصبحت رسائلُه تخضع للرقابة. ولديك التحكم في طاقم كبير من المحقِّقين العسكريين؛ وموارد سكوتلاند يارد أيضًا، في خدمتك. أخضِعْه للمراقبة ليل نهار، وفتِّش رسائله، وتتبع كل تحركاته، لكن لا تستفزَّه لفتح العداء. نحن لا نريده في سجن تاور. إن الفضيحة والصدمة الناتجة عن هذا ستُلحقُ بنا ضررًا هائلًا، بصرف النظر عن الذعر المالي الرهيب الذي سيترتب على ذلك. نحن سوف نتأكد من أنه لن يُسبب المزيد من الأذى أكثرَ مما قد سببه بالفعل. نحن نُناشدك جميعًا هنا الليلة. استرشد بنا بالكامل في هذا الأمر. لقد قدمت للبلد خدمة رائعة باكتشافك. فاجعلها أكثر روعة، يا ميجور طومسون، من خلال الحفاظ على سرية هذا الاكتشاف.»
أجاب طومسون بجدِّية: «أنا لن أملي عليكم شروطًا. سأقول على الفور إنني على استعدادٍ تام للخضوع لتقديركم في هذا الأمر. في المقابل لديَّ طلب. لا يزال لدي تهمٌ أكثر خطورة لأوجهها ضد ابن أخي السير ألفريد. فهل تتركون أمر التعامل مع هذا الشاب بين يدَي؟»
وافق رئيس الوزراء قائلًا: «بكل سرور.» وأضاف، وهو ينظر حول الطاولة: «أعتقد، أيها السادة، أننا لا نحتاج إلى تأخير الميجور طومسون أكثرَ من هذا؟ نحن كذلك لا يزال أمامنا القليلُ من الأعمال لننتهي.»
انتهى كلُّ شيء في تلك الدقائق القليلة ووجد طومسون نفسه في الشارع مرةً أخرى. فتحسس طريقه بتلمُّس السور حتى وصل إلى وايتهول. وبدا له أن السواد أصبح الآن أكثرَ قابلية لتكيف العين معه. وبالنظر بثبات باتجاه الشرق بدا وكأنه مدركٌ لبعض البرق الخافت في السماء. وسمع صرير العربات التي تجرُّها الخيول في الطريق، ويقود الخيولَ سائقوها في الغالب. ومن حين لآخر كانت تظهر سيارة أجرة تهربت من أوامر الشرطة وهي تضيء مصباحًا واحدًا فقط؛ ليتمَّ إيقافها على بُعد بضع ياردات ومرافقتها إلى حافة الرصيف. وعلى طول الطريق حتى وايتهول، كان هناك صفٌّ طويل من سيارات الأجرة، غير قادرة على استئناف العمل أو العثور على طريقها إلى المرائب حتى يطلع النهار. كان عدمُ الاعتياد على منظرها مجتمعةً مثيرًا للانتباه. في نهاية الطريق الواسع، استدار طومسون إلى اليسار عبْر قوس بال مول، وعبَر إلى سانت جيمس بارك. وسار ببطءٍ على طول الطريق حتى وصل إلى الطريق على اليسار، الذي يؤدي إلى مقر البحرية الملكية. وهناك توقف للحظة، واستدار، وأصغى باهتمام. كان يتمتع بحاسة سمع قوية، وبدا له كما لو كان يسمع من بعيد صوتَ ألفِ مِطرقة مكتومة تضرب على سندان؛ صوت اضطراب منهجي، وغريب في الهواء. فأمسك السور بيدٍ واحدة وحدَّق إلى أعلى بعينَيْن متوترتَيْن. في تلك اللحظة فقط رأى بوضوحٍ ما بدا وكأنه وميضٌ من البرق في السماء، تلاه صوتٌ عالٍ بدا وكأنه صوتُ رعد. ثم غطَّى عينَيْه بيدَيْه على نحوٍ غريزي. إذ من اثني عشَر مكانًا — واحدٌ منها قريب للغاية — بدا أن شعاعًا طويلًا ومستقيمًا من الضوء ينطلق باتجاه السحب. وقد انبعث أحدُها من مكانٍ بالقرب من فندق كارلتون، الذي أضاء قوسَ بال مول بالكامل بوضوح مذهل، وأعطاه رؤية مفاجئة لسطح مقرِّ البحرية الملكية، وبينما هو يتابعه، جعله يطلق صرخة من بين شفتيه. إذ على مسافة بعيدة، حتى خارج حدود خط الضوء المهتز، كان هناك شيء في السماء بدا أكثر سوادًا من السحابة. حتى أثناء نظره إليه، انبعث وميض شديد من سطح مقرِّ البحرية الملكية، وصوت هسهسة وصرير قذيفة وهي تُطلَق إلى الأعلى. وعندئذٍ بدت المدينة النائمة مستيقظةً فجأةً وأصبح الليل مخيفًا. وعلى بُعد أقلَّ من خمسين ياردة منه سقط شيء ما في المتنزَّه، وتناثرت كتل من الحصى والتراب حوله. وسقطت شجرةُ دردار كبيرة على السور بالقرب منه. ثم حدث انفجار يصمُّ الآذان، ورعد من حجارة البناء المتساقطة، واشتعلت النيران فجأةً في منزل على جانب القوس. وبعد لحظات قليلة، في مشهد غريب وسط كل هذه الأحداث غير المرغوبة وغير المتوقعة، هُرِعت سيارة إطفاء من تحت القوس، ونجت من الأجزاء المكسورة من الطوب والحجر بفارق ضئيل، وبدأ العديد من الخراطيم في إطفاء المبنى المشتعل.
لقد انتهى الظلام الآن، وكذلك الصمت. كانت هناك منازل على الجانب الآخر من النهر تحترق، ولم تمر لحظة دون سقوط قنبلة. وتعالت الصرخات البائسة لثانية أو ثانيتين من مكانٍ ما باتجاه تشيرينج كروس، وغطى صوتُ انفجارٍ هائل آخر من أقصى الشمال على الصرخات في الحال تقريبًا. وبين الحين والآخر، بالنظر إلى الأعلى في اتجاه خط الكشافات الطويل، أمكن لطومسون أن يرى بوضوح شكلَ أحد المناطيد التي تحوم. وبمجرد وميض الضوء لأسفل، وبينه وبين قصر باكنجهام، رأى طائرة كبيرة تسقط رأسًا على عقب، وسمعها تضرب الأرض مع تحطم هائل، وسمع صرخة الموت الطويلة، صرخة أشبه بالبكاء. من الرجال الذين هلكوا معها …
كانت الضجة تزداد في كل لحظةٍ وتصمُّ الآذان. ومن جميع أنواع الأماكن والمباني غير المتوقعة تصاعد صوتُ ارتداد المدافع، تلاه صفيرُ القذائف. ومباشرة فوق أسطح المنازل الواقعة بين المكان الذي كان يقف فيه وبين كارلتون، سقطت طائرة أخرى، وحطمَت المداخن والنوافذ وعَلِقَت هناك مثل خفاشٍ أسودَ عملاق. لم يكن هناك أحد بالقرب منه، ولكن من خلال ومضات الضوء العرضية، تمكن طومسون من رؤية الجنود والناس المسرعة في الميدان أمام مقر البحرية الملكية، وعلى طول ستراند كان يسمع أصواتَ خُطًى على الرصيف. لكنه بقي هو نفسه وحيدًا، كشاهدٍ صامت، ومذهول، ومبهور على ملحمة القتل والخراب هذه.
ثم حدث ما بدا له أنه ذروة الأحداث. إذ شعر على ارتفاع كبير فوق رأسه فجأة بتيار هواءٍ هابط. فنظر إلى الأعلى. وسمع أصوات الصراخ الآتية على ما يبدو من السحب المتساقطة، وهي أصواتٌ غير مألوفة وصادرة من قاع الحلق، وقد حذَّرتْه مما هو قادم. واتخذ الظلام الذي يحيط به من أعلى شكلًا محددًا. فاستدار وركض للنجاة بحياته. وانطلقت على بعد مسافة قصيرة فقط من رأسه عاصفةٌ من الشظايا عبر المدافع المنخفضة داخل مقرِّ البحرية الملكية. وعندما التفت لينظر رأى، على ارتفاع أقلَّ من خمسين ياردة، سقوطَ منطاد زيبلن الضخم. وشعر بنفسه خارج نطاق سقوطه فتوقَّف مؤقتًا، وهو يلهث. ومن ثَم سقط الهيكل الضخم، مع تحطُّمٍ بدا أنه شق الهواء. حيث استقر طرَفُه البعيد، وقد التوى، مقابل ظهر مبنى مقر البحرية الملكية. بينما كان الطرف الآخر على بُعد بضع ياردات فقط من مكانِ وقوف طومسون، أسفل درجات السلم المؤدية إلى بال مول. فوُجِّهت عشَرة كشافات نحو مكان السقوط. وظهر رجالٌ فجأة وكأنهم قد خرَجوا من تحته. وقد وقف بعضهم للحظة وتأرجح مثل الرجال المخمورين، وبدأ آخرون في الجري. ومن خلف الزاوية عبر الميدان أمام مقر البحرية الملكية جاءت سَريَّة صغيرة من الجنود وهم يُشهرون أسلحتهم. وانطلقت صيحة. ورغم ذلك واصل اثنانِ من الرجال الركض.
سمع طومسون طقطقة بندقية ورأى أحدهما يقفز في الهواء وينهار. بينما ترنَّح الآخرُ وسقط على ركبتيه. ومن ثم استسلم عشَرة منهم معًا وأيديهم ممدودةٌ إلى السماء. ثم أدرك طومسون أن شبح شخص مكسوٍّ بالزيت يتقدم في اتجاهه، نحو درجات السلم، وهو يركض بسرعة متسللًا. فوقع وميض ضوء على الهارب للحظة. كان يرتدي قبعة مثل الخوذة؛ ولم يرَ منه سوى وجهه، المسود بالشحم، وعينَيه المحدقتين. كان يجري مباشرةً نحو طومسون، وهو يتنفس بصعوبة.
فصاح طومسون: «ارفع يديك!»
وجه الرجل ضربةً غاضبة إليه. فأطلق طومسون، الذي سحب مسدسًا من جيبه دون وعي، الرصاصَ عليه في قلبه، وشاهدَه يقفز ويسقط، كجثةٍ هامدة، متكومة أسفل درجات السلم، وبغريزة غريبة من التعطش للدماء، ركض بجوار منطاد زيبلن المحطم باحثًا عن المزيد من الضحايا. ووصل المزيد من الجنود الآن، رغم ذلك، واقتاد بعضُهم الأسرى بعيدًا. بينما تمركزت مجموعةٌ أخرى حول المنطاد الضخم؛ لحراسته. ومن ثَم عاد طومسون مرةً أخرى نحو مقر البحرية الملكية. كانت السماء لا تزال قاتمةً رغم انعكاس العديد من الحرائق، لكن هدير المدافع قد خفَت، ولم تُلقَ أي قنبلة لعدة دقائق. وبينما لا يزال الدخان يتصاعد من المسدس في يده، التقى برجل يعرفه معرفةً بسيطة في مقر البحرية الملكية.
فصاح الرجل: «طومسون، يا إلهي! ماذا تفعل بهذا المسدس؟»
أجاب: «لا أعرف. لقد أطلقت الرصاص للتو على أحد هؤلاء الرجال الذين سقطوا مع منطاد زيبلن. كيف تجري الأمور؟»
أجاب الآخر: «لقد أسقطنا ستة مناطيد زيبلن في مناطق مختلفة، وأربعًا وعشرين طائرة. وولويتش آمنة، ومجلسا البرلمان ووايتهول. ستتوالى أكوامٌ من التقارير القادمة، لكنني لا أعتقد أنهم تسببوا في الكثير من الضرر.»
واصل طومسون سيره. حيث أضيئت الشوارع الآن واكتظَّت بالناس. فاتجه مرةً أخرى نحو ستراند ووقف للحظة في ميدان ترافالجار. وقد تهدَّم أحد أجنحة المعرض الوطني، واشتعلت النيران في فندق جولدن كروس. كما سقطت طائرة أخرى على يونيون كلوب. وتدافعَ الرجال والنساء في كل مكانٍ في انفعال جامح. شق طريقه إلى مكتب الحرب. وبدا من الغريب العثورُ على رجالٍ لا يزالون يعملون في غرفهم. وأرسل أمبروز لإحضار جندي مراسلة وتلقى رسالةً من القيادة.
لم تُقيَّم الأضرار التي لحقت بالمباني والممتلكات العامة. جميع أحواض بناء السفن والترسانات آمنة، والمباني العامة الرئيسية سليمة. وأُبلغ عن ١٧ قتيلًا وأربعين جريحًا فقط حتى خمس دقائق مضت. بينما لحق ضررٌ كبير بقوات العدو؛ وانسحب الباقي بالكامل، وقد تضرر العديد منها بشدة. وأُسقط منطاد زيبلن في إسيكس، وأربع طائرات في المنطقة الواقعة بين هنا ورومفورد.
وضع طومسون مسدسه.
وغَمْغم في نفسه: «حسنًا، ربما ستصدق لندن الآن أننا في حالة حرب!»