حبيب الله خان
هو أكبر أنجال الأمير عبد الرحمن الجديد، تولى الملك بعد وفاة أبيه بمقتضى نظام وضعه أبوه لذلك، وهو الآن في حدود الأربعين من عمره ودلائل الصحة والشباب بادية في صورته. وقد تأتَّى له أن يتولى نيابة حكومة كابل في حياة أبيه وهو يحارب إسحاق خان سنة ١٨٨٨، ورأى الأمير بعد رجوعه ما حقق ظنه في ولده حتى عهد إليه مراجعة ما يرد من كتب الولايات فلا يقرؤها هو إلا بعد أن ينظر فيها ابنه، ثم ولاه بيت المال سنة ١٨٩٧ وعهد إليه القضاء الأعلى.
وكان من رغائب الأمير المتوفى أن يوطد العلائق بين ابنه والأسر الأفغانية الكبرى، فلم يرَ وسيلة لذلك خيرًا من المصاهرة فأزوجه سبع زيجات، ولكن الغرض الذي رمى إليه الوالد بهذا الزواج لا يوازي ما يخشى من الفساد بتكاثر النسل والخصام على الملك، ولم يقتصر الأمير عبد الرحمن على تزويج ابنه، ولكنه أزوج أبناء ابنه المذكور بفتيات اختارهن من العائلات الكبرى المشار إليها.
ومن الأعمال التي تولاها الأمير حبيب الله خان في حياة أبيه نظارة الخارجية فقد كانت المخابرات مع الدول الأوربية على يده، على أن أسرار السياسة كانت منحجبة في صدر عبد الرحمن، والغالب أنه أطلعه عليها قبل موته، وأهمها أن يكون مواليًا لإنكلترا حليفًا لها، وفي لسان حبيب خان لثغة أو عجمة تعيقه عن الاسترسال في الكلام يظن أبوه أنها نتجت عن سُمٍّ دسَّه له بعض الأعداء ولم يمته، ولكنه أضرَّ بنطقه.