إلى حضرات القراء
انتهت التجاريب، ويرى القراء من مطالعتها أنها كُتبت في أوقات مختلفة على حسب تقلبات الأحوال السياسية، فأبدى الكاتب رأيه في تلك الحوادث، وقد علمت من سعادته أنه كان يود مواصلة الكتابة وتدوين كل ما عنَّ له، غير أنه رأى أن أكثر تجاريبه مؤلم كما جاء في المقدمة فاكتفى بهذا القدر ولسان حاله ينشد قول المتنبي:
وقد عرف قراء مؤلفات ولي الدين بك يكن السابقة كالمعلوم والمجهول والصحائف السود وهذا الكتاب المؤلِّفَ سياسيًّا واجتماعيًّا، وسيصدر قريبًا كتاب عفو الخاطر، فيعرفونه أدبيًّا؛ إذ قد خلا الكتاب المذكور من كل شيء سوى الأدبيات من شعر ونثر، وإني أُبشِّر حضراتهم أن سعادته ساعٍ في جمع ديوانه ونشر سائر آثاره، فيعرفونه إذ ذاك شاعرًا كبيرًا كما عرفوه كاتبًا قديرًا.