إدوارد يطلع على حياة اللصوص
غادر اللصوص الحظيرة في الفجر، ووقف إدوارد بجانب الطريق بينما اقتحم بعضهم أحد منازل المزرعة، الذي خلا من سكانه، فسلبوا ما أرادوه منه، وساروا مسافة أبعد على الطريق حتى وصلوا إلى منزل آخر خالٍ، ففعلوا به الشيء نفسه.
وصل اللصوص في وقت مبكر من ظهيرة ذلك اليوم إلى إحدى المدن، وطلب «الزعيم» من هوجو أن يأخذ إدوارد ليمروا على المنازل، بينما تجول باقي أفراد المجموعة؛ فذهب بعضهم للبحث عن طعام، وبحث البعض الآخر عن المزيد لسرقته.
سأل إدوارد: «ما الذي تفعله؟»
رد هوجو: «سنتسول.» وكان يسير أمام إدوارد وقد سئم من هذا الفتى وحديثه الغريب.
توقف إدوارد فجأة في مكانه، وقال: «عذرًا! بإمكانك فعل ما تشاء، أما أنا فلن أتسول.»
لم يلق هوجو بالًا لإدوارد، فقد عثر بالفعل على هدفهما الأول. ارتمى هوجو على الأرض متأوهًا وباكيًا. شعر إدوارد بالارتباك وتساءل عما يفعله هذا الصبي.
رفع إدوارد بصره ليرى رجلًا يسير نحوهما. توقف الرجل عندما أبصر هوجو على الأرض وقال: «يا إلهي، ما الخطب أيها الفتى؟»
فقال هوجو متأوهًا: «آه سيدي. أنا وأخي كنا في طريقنا إلى المنزل عندما مرضت.»
سأل الرجل الذي جثا بجانب هوجو: «هل هناك ما يمكنني فعله؟»
– «هل يمكنك منحي بنسًا لشراء بعض الطعام؟ فكسرة صغيرة يمكن أن تجعلني أحسن حالًا، أنا موقن من ذلك.»
فقال الرجل: «بنسًا واحدًا؟ لماذا؟ سأمنحك ثلاثة!» وأخرج ثلاثة بنسات من جيبه وأعطاها لهوجو وهو يقول: «خذ هذه الأموال واجلب لنفسك بعض الخبز. والآن تعال هنا يا فتى» وجه الرجل حديثه لإدوارد. «ساعدني في حمل أخيك إلى منزلكما.»
قال إدوارد: «إنه ليس أخي.» وضم ذراعيه إلى صدره.
– «ماذا؟ ليس أخاك؟»
فرد إدوارد: «إنه متسول ولص.»
قال الرجل: «كلاكما لصوص!» ووقف وصاح: «الشرطة! ليستدعي أحد الشرطة. هذان الصبيان كانا يحاولان خداعي! ادعى أحدهما المرض ليتمكن الآخر من سرقتي. النجدة!»
هب هوجو على قدميه وهرب ليختفي في أحد الأركان في بضع ثوانٍ فقط. واستغل إدوارد لحظة الحرية هذه، حيث استدار وركض في الاتجاه الآخر. فكان يعلم أن الشرطة لن تصدقه.
ركض إدوارد إلى خارج المدينة وعلى طول الطريق، وظل يركض إلى أبعد مكان أمكنه الوصول إليه. ولحسن حظه، وصل إلى أحد منازل المزارع التي لا تبعد عن المدينة. وفكر في أن يطرق الباب، لكنه كان يشعر بإعياء شديد، ولم يرد أن يجازف بالتعرض لمزيد من السخرية والإهانات. فقد أعياه قول الحقيقة وعدم تصديق أحد له. لم يقف أحد بجانبه سوى مايلز، ولم تكن لدى إدوارد أي فكرة عن كيفية العثور عليه.
سار إدوارد باتجاه الحظيرة، وتفقد أرجاء المكان ليتأكد من خلوه. كان الهدوء يخيم على المكان، فدخل إدوارد ووجد مكانًا يستلقي فيه؛ وكان مكانًا لطيفًا ودافئًا.
وفي اللحظة التي كاد إدوارد ينام فيها، شعر بشيء بجواره؛ كان شيئًا كبيرًا وذا رائحة غريبة. فتسمر إدوارد في مكانه وقد ملأه الرعب من أن يلاحظه هذا الشيء، ومد يده برفق، لكنه كان مرتعدًا، فسحبها سريعًا مرة أخرى. وحاول مرة تلو الأخرى، حتى لمس في الآخر حبلًا. استدار لينظر إلى ما أمسكه وعندها أدرك أنه لم يكن حبلًا على الإطلاق! لقد كان ذيل عجل.
اطمأن إدوارد لمعرفته بأن هذا الكائن الغريب لم يكن سوى عجل. وشعر بالسعادة أيضًا لعلمه أنه لم يكن بمفرده؛ فكان يشعر بأنه وحيد وبلا أصدقاء، وكان من اللطيف أن يكون له رفيق. استدار إدوارد ناحية العجل وراح في النوم وهو يمسح على رقبة الحيوان.