وقت للمشاركة
فتح إدوارد عينيه في الصباح التالي ليرى طفلين يحدقان به؛ صبي وفتاة ينظران إليه في صمت. فحدق إدوارد فيهما بدوره.
سألت الفتاة: «من أنت؟»
قال إدوارد: «أنا الملك القادم.»
فسأل الصبي: «الملك القادم؟ ملك ماذا؟»
رد إدوارد: «ملك إنجلترا.»
نظر الطفلان أحدهما إلى الآخر في دهشة، وهمست الفتاة: «هل … هل يمكن أن يكون ما يقوله صحيحًا؟»
قال الفتى وهو يفكر متأملًا: «حسنًا، لم تسبق لي رؤية الملك القادم، لذلك لا يمكنني أن أقول إنه ليس الملك.»
وأضاف: «إذا كنت الملك القادم حقًّا، فسوف نصدقك.»
فرد إدوارد: «أنا هو صدقًا.» وابتسم، فأخيرًا وجد من يصدقه.
قالت الفتاة: «إذن، يجب أن ترافقنا إلى الداخل. تعد والدتنا الإفطار، ويمكنك الانضمام إلينا.»
تبِع إدوارد الطفلين إلى داخل المنزل، واستقبلته والدتهما بترحاب. ولاحظت حالة ملابسه واتساخ وجهه، وأخبرها طفلاها أنه ملك إنجلترا القادم. راقبته وهو يجلس على المائدة ويأكل سلطانية من طحين الشوفان؛ فكان وقورًا ومهذبًا حقًّا. وشعرت بالشفقة حيال هذا الفتى المسكين.
وقالت له: «يسعدنا وجودك هنا، جلالتك. فهو شرف لنا تواجدك معنا على مائدتنا.»
أنهى إدوارد إفطاره، واسترخى في كرسيه وهو يشعر بالامتلاء والرضا. كانت السيدة وطفلاها يستعدون للذهاب إلى العمل. وعند خروجها من الباب، طلبت من إدوارد تنظيف أطباق الإفطار.
فكر إدوارد: «ماذا؟ ملك إنجلترا القادم يغسل الأطباق؟» وكاد أن يعترض، لكنه فكر ثانيةً: «يجب أن أرد إحسانها بإحسان. هذا أقل ما يمكنني فعله.»
لم يؤد إدوارد مهمته على نحو جيد، وأدهشه مدى صعوبة تنظيف الملاعق والسلطانيات الخشبية. واستغرق الأمر منه وقتًا طويلًا للغاية، وكانت النتيجة أبعد ما تكون عن الإتقان، لكنه كان فخورًا بنفسه. فقد تعلم فعل شيء جديد تمامًا.
واصل إدوارد مساعدة الأرملة طوال النهار. فقشر بعض التفاح على نحو سيء للغاية، وكنس الأرضية على الدرجة نفسها من السوء. وقبل الظهيرة أرسلته الأرملة إلى الحظيرة مع ابنها ليساعده في إطعام الأبقار. وفعل إدوارد كما طلبت منه.
اتبع إدوارد تعليمات الصبي الأصغر منه سنًّا، وصب الحبوب في المعلف للأبقار. لم يكن معتادًا على هذا العمل الشاق، ولاحظ الصبي أن إدوارد يعاني في حمله لحقيبة الحبوب، فسأله: «هل أحضر لك كوبًا من الماء؟ تبدو عطشًا.»
قال إدوارد: «نعم، رجاءً. هذا لطف بالغ منك.» فركض الصبي الصغير عائدًا إلى المنزل بينما واصل إدوارد عمله.
وفجأة سمع إدوارد صوتًا مألوفًا خلفه، فأسقط حقيبة الحبوب من يده.
قال السيد كانتي متسائلًا: «هل تخليت عن سلوك الأمراء؟»
استدار إدوارد للخلف ببطء، وكان السيد كانتي يقف هناك واضعًا يديه بجانبيه ومبتسمًا لإدوارد بدناءة.
فكر الصبي أن يركض، لكنه كان محاصرًا، وكان يعلم أنه لا أمل له في الهروب. اقترب هوجو من باب الحظيرة، وقد اندهش لرؤيته إدوارد بالداخل. فقد اكتشف هو والسيد كانتي هذه الحظيرة بالمصادفة أثناء بحثهما عن مأوى لهما، ولم يتوقعا بالتأكيد العثور على الصبي هناك. ودون أن ينبس بكلمة، أمسك السيد كانتي بذراع إدوارد بينما وضع هوجو يده الأخرى على فمه، وتحركوا بسرعة وهدوء حتى لا يسمع أحد بالمنزل أي شيء.