العودة إلى اللصوص
عاد الملك فوو فوو للترحال مع مجموعة اللصوص من جديد. وكان السيد كانتي يعمد إلى مضايقة إدوارد كلما أدار «الزعيم» ظهره، كما كان هوجو يطأ على أصابع قدميه، ويصطدم به ثم يدعي أن الأمر كان حادثًا. بل إنه حاول كذلك إيقاعه.
رفض إدوارد الرد على أيِّ من إهانات هوجو؛ فلن يدنو بنفسه إلى مستواه. أيضًا أبى المشاركة في أي من الأنشطة غير القانونية للمجموعة؛ فما كان ليسرق معهم أو يتسول في الشوارع. وسار معهم منتظرًا سنوح فرصة له للهرب.
هذا وكان هوجو يعد خطة خاصة به. لقد أدرك أن الوسيلة الوحيدة للتخلص من إدوارد هي أن يُلقى القبض عليه. فإذا هرب إدوارد، فسوف يبحث عنه السيد كانتي. لكنه إذا كان في السجن، فسوف يمضون في طريقهم من دونه. لقد ضاق هوجو ذرعًا بهذا الفتى الذي يستقطب اهتمام الجميع، وكان هوجو قد بدأ يعتبر السيد كانتي كوالده ولم يرغب في المنافسة.
عرض هوجو أن يأخذ إدوارد إلى القرية التالية للبحث عن أموال. وبحث عن الهدف المناسب بعناية فائقة؛ فهو يعلم أن أمامه فرصة واحدة فقط. فاختار سيدة تحمل سلة طعام، وتحرك هوجو بسرعة كبيرة، وخطف السلة من السيدة وهرب.
لم يصدق إدوارد حسن حظه، فهو بمفرده! وما كاد يستدير ويجري في الاتجاه الآخر حتى ظهر هوجو مرة أخرى، ودفع بالسلة بين ذراعي إدوارد. وقبل أن تسنح لإدوارد الفرصة ليدرك ما حدث، صاح هوجو: «قف! لص!» ثم جرى في أحد الأركان ليراقب ما يحدث من بعيد.
أسقط إدوارد السلة، واندفعت السيدة نحوه وانتزعت طعامها. وجاء معها عدد من الأشخاص الذين أمسكوا بإدوارد.
صاح إدوارد: «دعوني وشأني! فأنا لم أخطئ.»
وزاد الجمع وأحاط بإدوارد المزيد من الناس. وأوشك الصبي على الاستسلام عندما سمع صوتًا مألوفًا يقول: «ابتعدوا عن الصبي!»
شاهد إدوارد سيفًا طويلًا يفرق الجمع، فتنحى الجميع جانبًا وسار مايلز نحو الملك القادم.
قال إدوارد: «سير مايلز، كنت أتساءل متى ستصل.»
مال مايلز ليهمس في أذن إدوارد. ثم قال إدوارد: «يجب أن نتوخى الحذر سير. فلا يزالوا أكثر منا بكثير.» فابتسم مايلز، لقد نسي أنه نال الآن لقب سير. لا تزال ذاكرة الصبي قوية للغاية، بالرغم من جنونه. أثار هذا الأمر دهشة مايلز.
وفي تلك اللحظة وصل أحد رجال الشرطة، وقبل أن يتمكن من التحدث، قال مايلز: «شكرًا للرب على وصولك. فلتكن في المقدمة، أرجوك، وسنتبعك.» ووضع مايلز يده على كتف إدوارد وأخبره أن يظل هادئًا، فأطاعه الملك القادم.
وبينما كان مايلز وإدوارد يتبعان رجل الشرطة، أخذا يتحدثان بهدوء.
سأل مايلز: «لقد سن الملك القوانين، أليس كذلك؟» فأومأ إدوارد برأسه. «كيف إذن يمكن أن نحترمها ونقاومها في الوقت نفسه؟ يجب أن يكون لدينا إيمان بأن هذه القوانين ستحمي البريء كما تعاقب المذنب بالضبط.»
أمل إدوارد أن يكون مايلز محقًّا. فقد شهد في الأيام القليلة الماضية أحداثًا جسامًا جعلته يتشكك في كلام مايلز.
وقف إدوارد أمام القاضي، ودخلت السيدة التي كانت تحمل السلة إلى المحكمة. طلب القاضي من السيدة أن تكشف عن محتويات السلة؛ فكانت عبارة عن خنزير سمين جاهز للطهو.
سأل القاضي: «ما قيمة هذا الخنزير في تقديرك؟»
فأجابت: «ثلاثة شِلنات وثمانية بنسات، يا سيدي.»
نظر القاضي في أرجاء قاعة المحكمة المكتظة بالناس، وطلب من الحراس إخراج الجميع ما عدا مايلز وإدوارد والسيدة.
قال القاضي: «سيدتي، أرجو أن تمعني النظر في هذا الأمر. فقد كان هذا الفتى على الأرجح جائعًا ومتعبًا عندما سرق سلتك. وعدم امتلاك المرء شيئًا يأكله يدفعه لفعل أمور غريبة. والآن يا سيدتي، هل تدركين أن من يسرق شيئًا تزيد قيمته عن شِلنين وأربعة بنسات يُرسَل إلى إصلاحية للأحداث؟»
شهق إدوارد، فلم تكن لديه فكرة أن مثل هذا الأمر يمكن حدوثه. كان يعلم أن الأمر خطير، لكن هل يمكن أن يُرسَل إلى إصلاحية للأحداث؟
صاحت السيدة: «يا إلهي، لا! ماذا فعلت؟ لا يمكن أن يذهب هذا الصبي للإصلاحية بسببي. ماذا يجب عليّ فعله؟»
قال القاضي بهدوء: «نصيحتي لكِ هي أن تخفضي من قيمة الخنزير.»
فقالت: «إذًا، فلنقل أنه بثمانية بنسات.»
كان مايلز شديد الانفعال لدرجة أنه عانق إدوارد أمام الجميع، وشعر الصبي بالإحراج لكنه لم يقل شيئًا.
التقطت السيدة سلتها وغادرت قاعة المحكمة سريعًا. أمسك أحد الحراس الباب لها، ثم تبعها إلى الخارج. وتبعهما مايلز الذي كان فضوليًا لمعرفة سبب مغادرة الحارس.
قال الحارس للسيدة: «هذا خنزير سمين. سأشتريه منك، إليك ثمانية بنسات.»
ضحكت السيدة وهي تقول: «ثمانية بنسات! لا تكن سخيفًا! هذا الخنزير يساوي أكثر من ذلك بكثير.»
«سيدتي، لكنك أقسمت أن هذا الخنزير يساوي ثمانية بنسات، فهل كنت تكذبين؟» ابتسم الحارس، وقد اعتبر نفسه ماهرًا للغاية. وعندما لم تجد السيدة مخرجًا، أعطت الخنزير للحارس. فأخذه منها وخبئه في مكان سري قبل أن يعود إلى المحكمة.
عاد مايلز إلى إدوارد في الوقت المناسب ليسمع حكمًا يصدر عليه بالسجن لفترة قصيرة. استشاط الصبي غضبًا، وكان على وشك الاحتجاج والصراخ عندما وضع مايلز يده مرة أخرى على كتفه، وهو يقول له: «أرجو منك أن تصبر فترة قصيرة من الوقت فقط يا سيدي. وأعدك أنك لن تعاني في السجن أبدًا.»
رأى إدوارد أن يثق في مايلز وأن يبقى هادئًا. فليس لديه خيار آخر في نهاية الأمر.
تبع مايلز وإدوارد الحارس في ميدان عام. وكانت الشمس تغرب، والهواء يزداد برودة، والناس يتجهون إلى منازلهم لينعموا بالدفء.
نقر مايلز على كتف الحارس، وقال له: «أود التحدث معك لحظة.»
فأجاب الحارس: «ليس لدينا وقت لذلك. فمن المتوقع استقبال الصبي في السجن.»
قال مايلز: «سأقول لك ذلك مرة واحدة وأتمنى أن تعيه.» ومال بالقرب من الحارس وهو يقول: «دع الصبي يهرب.»
– «ماذا؟ هذا سخف!»
تحدث مايلز بهدوء: «لقد سمعت كل كلمة قلتها لتلك السيدة. هل تود أن أخبر القاضي بما حدث؟ ستفقد وظيفتك بالتأكيد إذا علم القاضي أنك خدعت تلك السيدة الأمينة.» وصمت لحظة ثم قال: «أو ربما سيقرر القاضي أن من يستحق قضاء فترة في السجن هو أنت.»
حدق الحارس في مايلز وهو لا يصدق ما يسمعه. ولم يستطع أن ينطق بأي كلمة.
قال مايلز: «عظيم، سأسرع عائدًا إلى المحكمة لأتحدث مع القاضي.» واستدار ليغادر المكان، لكن الحارس أمسك بذراعه.
«لا، انتظر. فلن يرأف القاضي بحالي.» وأخذ الحارس نفسًا عميقًا. «إذن، حسنًا، يبدو أنه لا خيار أمامي. لكن أسرِع.» وأخذ الحارس نفسًا عميقًا آخر واستدار.
وقال: «سأعد لعشرة، إذا رأيتكما هنا عندما أستدير، فسوف آخذكما إلى السجن.»
وقبل أن يعد الحارس إلى ثمانية، كان مايلز وإدوارد قد ابتعدا تمامًا وتجاوزا العديد من الشوارع.