مايلز المدعي
جلس إدوارد ومايلز في الغرفة الأمامية لقصر هيندون يفكران في خطوتهما التالية. أو بالأحرى، كان مايلز يفكر فيما سيفعله بعد ذلك، بينما بدأ إدوارد يتساءل لماذا لم يكن هناك من يبحث عنه؟!
قال إدوارد: «لا بد أنهم قد أدركوا الآن أن محتالًا يعيش في القصر، فلماذا لم يأت أحد للبحث عني؟»
كان هناك طرق خفيف على الباب، ودخلت إيديث الغرفة. اندفع مايلز للأمام لتحيتها، لكنها رفعت يدها قليلًا، فتوقف مايلز في مكانه. كانت لا تزال جميلة، لكن يملؤها الحزن.
قالت له: «لقد جئت لأحذرك.» كان صوتها هادئًا، واستدارت للنظر خلفها عدة مرات. «زوجي سيد هذه المنطقة، وله سلطة على كل شيء وكل شخص.» صمتت لحظة ثم قالت: «ودائمًا ينفذ ما يريد.»
تجاهل مايلز تعليقاتها، وقال: «ألا تتعرفين عليَّ، يا إيديث؟ ألا ترين أنني مايلز؟»
ابتلعت ريقها وأخذت نفسًا عميقًا. لم تستطع النظر إليه في عينيه. «لا يمكنني سوى تحذيرك. يجب أن تهرب. يجب أن ترحل الآن.»
قال مايلز بحزم: «لن أترك منزلي مرة أخرى.»
«ألا تفهم؟» احمرت وجنتاها وأخذت تتنفس بصعوبة. «لم يعد هذا منزلك. إن زوجي طاغية، ولست بأمان هنا.» واستدارت لتنظر خلفها مرة أخرى. «كلانا في الواقع ليس آمنًا هنا.»
«أتطلبين مني الرحيل بعد ما قلته؟ هل تخشين أن يلحق بك أذى؟» واقترب منها مايلز، لكنها أوقفته مرة أخرى بإشارة من يدها.
قالت وهي تعطيه كيسًا من النقود: «أرجوك خذ هذه النقود. فستعينك في أسفارك.»
فقال مايلز: «قدمي لي خدمة واحدة. انظري إليَّ في عيني مرة واحدة فقط. انظري في عيني وقولي لي إنك لا تتعرفين عليَّ.»
وفي هذه اللحظة، انفتح الباب فجأة، واندفع عدد من الخدم إلى داخل الغرفة وأمسكوا بالزائرين. وبعد صراع مرير، هُزم مايلز، وسُحب هو وإدوارد بعيدًا، وزُج بهما في السجن.