أخيرًا نهاية سعيدة!
في الوقت الذي كانت كل هذه الأحداث المثيرة تدور داخل الكنيسة، كان مايلز المسكين محاصرًا بالخارج. لقد فقد أثر إدوارد في الزحام في وقت مبكر من ذلك الصباح. واعتزم الانتظار حتى يغادر الجمع ليتمكن من البحث على نحو أيسر. فكان يعلم أن إدوارد في مكان ما في الجوار.
مع نهاية فترة الظهيرة رأى مايلز الملك. لم يستطع تصديق ما رأته عيناه. إنه صديقه الفقير! هل هذا ممكن؟ نظر مايلز إلى المجموعة الموجودة بجوار الملك ولاحظ صبيًّا آخر. لكن انتظر، أهذا الصبي هو صديقه الفقير؟ كاد الصبيان أن يكونا متطابقين.
سار مايلز باتجاههما في حالة من الذهول، ولم يسمع الحراس وهم ينادون عليه، حيث كان كل تركيزه منصبًّا على هذا اللغز. ولم يتوقف إلا عندما وقف أحد الحراس أمامه.
قال الحارس: «تراجع.»
توجه الملك إدوارد بنظره إليه عندما سمع الحارس يتحدث، فقال: «دعه يأتي إليَّ. إن سير مايلز له كل الحق في أن يكون هنا.»
قال مايلز متلعثمًا: «جلالـ … جلالتك، لقد عثرت على مُلكك.»
ابتسم إدوارد، وقال: «نعم، بفضلك وبفضل شجاعتك.»
قال مايلز: «آسف يا سيدي. أعتقد أنني لا أزال أعاني من آثار الصدمة.»
رد إدوارد: «هذا مفهوم تمامًا. فبعد أن عدت وعلمت بجميع الصعوبات التي واجهها توم لإقناع الناس بالحقيقة، أدرك أن قصتي بدت لا تُصدق بالتأكيد. لقد كنت أنتظر وصولك، فلدي هدية لك.» نظر إدوارد إلى المجموعة التي تقف بالقرب منه.
نادى إدوارد: «سير هيو، تعال إلى هنا.»
سار هيو، شقيق مايلز، سريعًا نحو الملك وجثا أمامه، وقال: «نعم، جلالتك.»
– «سير هيو، أود أن تنظر إلى هذا الرجل، هل تتعرف عليه؟»
استدار هيو، وشهق عندما رأى مايلز، وقال: «أنا … كلا يا سيدي. هذا الرجل محتال! أقسم لك.»
قال إدوارد: «أعلم بشأن كل جرائمك. أعلم أنك استوليت على ممتلكات أخيك الشرعية. أيها الحراس! خذوا هذا الرجل إلى السجن.»
أخذ هيو يصرخ وهم يسحبونه بعيدًا.
وبعد فترة قصيرة، كان هناك لم شمل آخر سعيد، حيث ركض توم مرتميًا بين ذراعي أمه. كانت لديه الكثير من القصص ليرويها لها، كما كان يحمل لها خبرًا سعيدًا بأن الملك قد منحهم منزلًا جديدًا. وسينعمون بملابس نظيفة وعمل شريف. وضحكت السيدة كانتي ونان وبيت.
قالت السيدة كانتي: «طالما علمت أنك مقدَّر لأمور عظيمة.»
وقالت بيت: «إنه لكرم كبير من الملك إدوارد أن يساعدنا.»
وأضافت نان: «نعم، إنه كريم للغاية.»
ابتسم توم لأسرته، وقال: «هذا صحيح، فلا يوجد من هو أكثر عطفًا وكرمًا من ملكنا الصالح إدوارد.»
وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية قصتنا. لم تطل المدة التي قضاها هيو في السجن، حيث لم يرغب مايلز وإيديث أن يعاني هيو كثيرًا. وعندما أُطلق سراحه، قرر مغادرة إنجلترا، وانطلق إلى أمريكا. وحصلت إيديث على الطلاق من هيو، وتزوجت من مايلز بعد فترة قصيرة من رحيله.
نعمت أسرة كانتي بحياة سعيدة ومرضية في منزلهم الجديد. توفيت جدتهم في إحدى الليالي وهي نائمة. أما السيد كانتي، فلم يظهر ثانية أبدًا. وعاشوا في هدوء وراحة تامة لما تبقى من حياتهم.