إدوارد يصل إلى «أوفال كورت»
لم يتعرف إدوارد على أيٍ مما يحيط به. كان يعلم أنه في لندن، لكن لم تسبق له رؤية هذا الحي من قبل. واستوقف أحد رجال الشرطة ليستوضح منه الأمر، لكن الشرطي دعاه بالشقي المزعج وأبعده عنه. كان إدوارد المسكين وحيدًا تمامًا؛ وعلى الرغم من أنه طالما حلم باليوم الذي يصبح فيه بمفرده، فهو يشعر الآن بالرعب بعد أن استحال حلمه حقيقةً.
بدأت السماء حينئذٍ تمطر، واستمر الأمير المشرد المسكين ماضيًا في رحلته عبر الطرقات، وفجأة أمسك رجل ما بياقته.
قال الرجل: «ألا تزال في الخارج حتى هذه الساعة المتأخرة؟ ولم تجلب بنسًا واحدًا إلى المنزل من أجل والدتك أو من أجلي؟»
حرر إدوارد نفسه من قبضة الرجل واستدار لمواجهته: «هل أنت والده؟ هل أنت السيد كانتي؟» نظر الرجل إلى إدوارد مستغربًا. «حمدًا لله أنك وجدتني، الآن يمكننا إعادة الأمور إلى نصابها.»
قال السيد كانتي: «والده؟ ما هذا اللغو يا فتى؟ أنا والدك.»
– «أرجوك، دعنا لا نؤخر الأمر أكثر من ذلك، فأنا أشعر بالألم والإرهاق والبرد، خذني إلى والدي الملك على الفور.»
بدأ السيد كانتي في الضحك بينه وبين نفسه. «حسنًا، لقد تحقق الأمر أخيرًا؛ لقد جُنَّ جنونك، توم أصبح مجنونًا!» وضحك السيد كانتي، فهو يستمتع بمعاناة الآخرين، وقال: «كفانا من ذلك!» وأمسك بياقة الأمير مرة أخرى، وأخذ يجره في الطريق.
تقدم رجل آخر نحوهما، لم يستطع إدوارد رؤيته بوضوح في الشارع المظلم، ولم يلاحظ سوى أن الرجل كان يلبس رداءً طويلًا.
قال الرجل: «اترك الصبي وشأنه، فأنت تؤلمه.»
«لا يمكنك أن تملي عليّ كيف أعامل ابني!» قال السيد كانتي ذلك وقد بدأ الغضب يتملكه؛ لقد جُرحت كرامته، فهو لا يحب أن يتحداه أحد.
قال الرجل: «إنه ليس سوى صبي صغير.»
قال السيد كانتي غاضبًا: «لا تتدخل فيما لا يعنيك.» ودفع الرجل الذي سقط على الرصيف محدثًا صوتًا مكتومًا.
أمسك السيد كانتي بالأمير، وجذبه بعنف في الطريق. قاومه إدوارد، وأخذ يصيح طلبًا للمساعدة طوال الطريق إلى منزل كانتي.