مذكرات الولد الشقي
«وعلى هذه الصفحات ستقرأ ما يسمِّيه البعض «قِصة حياتي»، ولكني أسمِّيها «أخطاء حياتي»، ولقد كانت حياتي سلسلةً من الأخطاء المتَّصلة، استفدتُ من بعضها، وأرجو أن يستفيد القرَّاء من البعض الآخَر! وعلى هذه الصفحات ستقرأ قصصَ ملوك، وقصصَ «صيَّاع»، وقصصَ أبطالٍ في ثيابِ رَعاع، وقصصَ رَعاعٍ لهم حركاتُ الأبطال!»
على الرغم من السنين الطويلة التي نعيشها، فإن للطفولة سِحرًا أخَّاذًا، ولذكرياتها مذاقًا خاصًّا؛ ففيها عشنا براءةَ التفكير، وعفويةَ السلوك، ولم نُلقِ بالًا لعواقب أفعالنا، هكذا كانت طفولتنا، وهكذا كانت طفولة الحكَّاء المبدِع «محمود السعدني»، الذي يَروي في هذا الكتاب مذكراته المليئة بالمغامَرات الصبيانية، التي لا تخلو من جُرأة، كما لا تخلو من صِدق؛ فيَحكي فيها بطريقةٍ فكاهية سيلًا من المواقف الطريفة، وفيضًا من العِقاب اللذيذ، وكثيرًا من التشبيهات الساخِرة؛ فنعيش حكاياته، ونتعرَّف على شخصياتٍ مصرية خالصة، ونتفاعل مع مواقفه وتجاربه؛ فنحب حياتَه التي أحبَّها هو بالرغم من بؤسها.