تطور الفكر الاجتماعي العربي (١٩١٧–١٩٤٥)
«تحدَّدَ تطوُّر الاتجاهات الرئيسية للوعي الاجتماعي في العالم العربي بحاجاتِ نضال التحرُّر القومي والنمو الاجتماعي الاقتصادي والسياسي والثقافي التقدُّمي. في هذه الظروف تشكَّلَ فَهمُ كل فئة اجتماعية لمصالحها وأهدافها الشخصية، واتَّضحَت نتائجُ الصراع بين القديم والجديد، واستقرَّت تقديرات ومعايير جديدة، وحدَث تحوُّل في الفَهم التقليدي للعالم.»
يُناقش هذا الكتاب الفكرَ الأيديولوجي القومي، وانعكاسَه على الوعي الاجتماعي وتطوُّره في العالَم العربي منذ قيام الثورة البلشفية في روسيا عام ١٩١٧م، حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥م؛ فيرصد تطوُّر الفكر القومي خلال هذه الفترة، مُسلِّطًا الضوء على السياق التاريخي، والتحوُّلات العالَمية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وانعكاس ذلك على المناخ الأيديولوجي العربي. كما يثير الكتاب قضية التوفيق بين التراثِ العربي القديم (وفي القلب منه الدِّينُ الإسلامي)، والفكرِ الغربي العلماني (المُحمَّل بأيديولوجيا جديدة تَتناسب مع طبيعة المرحلة التاريخية، وتُقدِّم تصوُّرًا عامًّا لنُظُم الحكم الحديثة)؛ مُبرزًا موقفَ الفكر القومي من هذه القضية، ومُسلِّطًا الضوء على مشروعه الفكري وتصوُّراته ورُؤاه لخروج العالم العربي من أزمته الحضارية، آخِذًا في الاعتبار خصوصيةَ كل دولة عربية.