المثقفون
«والآن، بعد قرنَين من الزمان تزايَد فيهما تقلُّص أو انهيار أثر الدين، ولعب فيهما المثقفون العلمانيون دورًا متناميًا في تشكيل توجهاتنا وأنماط سلوكنا، فإن الوقت قد حان لفحص سجلَّاتهم العامة والخاصة. وأريد على نحوٍ خاص أن أركز على أوراق الاعتماد الأخلاقية والفكرية لأولئك المثقفين الذين كانوا يُرشدون البشرية لكي تُدبِّر أمورها.»
يُميط هذا الكتابُ اللثامَ عن الوجه الآخر للكثير من كبار المفكرين والمثقفين في العالم الذين كان لمشروعاتهم الفكرية والأدبية تأثيرٌ كبير على البشرية. وجهٌ حافل بالتناقض الشديد بين كتاباتهم والجانب الأخلاقي الذي كانوا عليه، فعلى سبيل المثال: «ماركس» الذي نادى بحقوق العمال لم يدخل يومًا مصنعًا ليتعرف عن قُربٍ على الطبقة التي يدافع عنها! و«روسو» الذي احتقر الثروة في كتاباته كان جشِعًا! و«سارتر» الذي سار في جنازته خمسون ألف شخص لم يكن مخلصًا لرفيقته «سيمون دو بوفوار»، بل كان يستخدمها في إغواء تلميذاتها! و«رَسِل» الذي نقل الفلسفة من بُرجها العالي إلى الجماهير كان زير نساء! وغيرهم كثيرون ممن أفصحَت عنهم كتابات رفيقاتهم وزوجاتهم وأصدقائهم! ليكون السؤال: إلى أي مدًى آمَن هؤلاء بما يكتبون؟ وإلى أي مدًى كان سلوكهم صدًى لكتاباتهم؟