الغِنَاء العَرَبي
من التغيرات التي قضت بها الظروف الحاضرة، فأفضت إلى تطوراتٍ مختلفة في حياتنا الاجتماعية: تقلص الملاهي الإفرنجية إلى ما يداني الصفر تقريبًا، وتوسع الملاهي العربية حتى أصبحت ملتقى جميع القاصدين من الوطنيين، اللهم إذا ضربنا صفحًا عن ملاهي الصور المتحركة، فأجواق التمثيل العربي المتعددة وجوقات المغنين كلها صادفت رواجًا عظيمًا، ناهيك عن أن هذه الأجواق تعددت إلى ما جاوز الضعفَين، وكان من انفساح المجال لها أنها أخذت تتطور تطورًا جديدًا يعلو من بعض الوجوه متجهًا إلى الأجمل والأفضل، وربما عُدَّ في المستقبل القريب «نهضة» ولا سيما إذا قورنت هذه الجوقات العربية بالجوقات الإفرنجية.
لا يسعني مجال القول هنا أن أقول كل ما أريد أن أقوله بهذا الموضوع، فأقصر الكلام على شيء أو أشياء مما يلوح في ضميري دائمًا عن الغناء العربي، ولا أتصدى لنقد الغناء العربي، لا مقرظًا ولا ذامًّا؛ لأني لست من أبناء الفن الذين يحق لهم أن يفوهوا بكلمة من هذا القبيل، وإنما أنا واحد من الألوف الذين يسمعون الغناء، فما أقوله بهذا الشأن ربما كان مجمل الصدى المردود عن الآذان، لا نتيجة تفاعل الأذهان بفن أهل الألحان.
وبعبارةٍ أبسط أقول: إني أتكلم من جهة طائفة السامعين، لا من جهة المغنين والملحنين، وللسامعين مجالٌ واسع للكلام وربما كان أوسع من مجال ذوي الفن.
لا أتعرض هنا للقضية التي هي موضوع مناقشةٍ دائمة عند المتقلِّبين بين الموسيقتين الشرقية والغربية وهي: أيتهما أرقى تطورًا؟ ولا أقول أفضل لأن لي مقالةً ضافية بهذا البحث نشرت في «ضياء» المرحوم اليازجي، برهنت فيها بمقتضى نواميس الأصوات النغمية أن الموسيقى الشرقية أرقى، ولا يمكن تلخيص تلك المقالة هنا من غير إضعاف قوة البراهين فيها.
ولا أقول: إن إحداهما أفضل وأوقع في النفس من الأخرى؛ لسببٍ طبيعي أشرت إليه في إحدى مقالاتي عن (تحول الحركة)، وفيها بينتُ أن كل موسيقى جميلة لأهلها فقط لا لغيرهم.
وإنما يمكن القول بالإجمال أن الغناء العربي تحسَّن جدًّا في العصر الأخير، ولي جرأة أن أقول: إنه ارتقى ارتقاء محسوسًا، واكتُشف جماله وارتقاؤه على الخصوص في مدة الحرب، حين قضت الأحكام العرفية بتنظيف مغاني الغناء من عربدة السكارى وتهتُّك الراقصات، وأصبح مغنى الغناء لمجرد الغناء، لا يقصد إليه إلا من يُحب السماع فقط.
في هذه الحالة صار يمكن الناقد أن ينقد الغناء، صادرًا من الأوتار الجمادية أو الحيوية، وراجع الصدى من ملامح السامعين.
أجل، الغناء العربي حَلَا ولطُف، ورقَّ ورُخم، وطرَّب جدًّا، حتى يمكن القول إنه ارتقى ارتقاء بيِّنًا لولا ما يعتوره من بعض العيوب التي لو تلوفيت لجاز القول إنه قارب الكمال، وتلافيها ليس بالمستحيل.
تنقسم هذه العيوب إلى ثلاثة أنواع بحسب مواضعها: أولًا: عيوب السمع، وثانيًا: عيوب الغناء، وثالثًا: عيوب التلحين.
(١) عيوب السمع
أُقدِّم عيوب السمع على العيوب الأخرى؛ لأنها عيوب أمثالي من السامعين، ونحن أولى بنقد أنفسنا من نقد سوانا.
فلا أقصد أن أعيب على السامعين لغط بعضهم وقت الغناء وانشغالهم في الكلام، في حين إجادة المغنين والعازفين؛ لأن الذين لا يصغون ولا ينعطفون بكل جوارحهم إلى الغناء ليسوا من فئة السامعين بل هم غرباء عن نعيم الغناء، وما دخلوا المغنى إلا في صحبة آخرين أو لملاقاة آخرين، أو لأنهم لم يجدوا مؤنسين لهم في غير ذلك المكان.
ولا أستهجن «تهييص المهيصين» من بعض الفتيان الذين عذرهم خفة الشبيبة وطيش الصبا؛ لأن هؤلاء لا يهيصون لجمال الغناء، وإنما يهيصون لنكتة خليعة في لفظ المغني، أو المغنية على الخصوص، أو لحركة تهتك تردف بها المغنية «نهقتها»، فهؤلاء لا يحسبون في فئة السامعين بل يعدون من فئة الفتيان المتظرِّفين.
ولا ألحي الأفراد الذين يقترحون على المغني أو المغنية دورًا غير الذي ينوي أن يقوله أو هو شارع في قوله، أو «طقطوقة» — وبعض الطقطوقات فنيةٌ جميلة — لأن هؤلاء لا يميزون الغث من السمين؛ فلا يعدون في صف السامعين أيضًا.
ولا أقرع بعض السامعين الذين يحاولون أن يتظرَّفوا لدى الجمهور بنكات يرمون بها المغنية تارة والعازف أخرى، والمجلس مجلس طرب لا مجلس لعب، وهؤلاء بالرغم من ظرفهم الشخصي فقدوا خفة روحهم بوضعها في غير موضعها!
لا أعيب ولا ألوم ولا ألحي ولا أقرع هؤلاء ولا أمثالهم ممن شذوا عن قاعدة السمع؛ لأن عيوبهم واضحة ولا يجهلها أحد حتى ولا هم أنفسهم يجهلونها!
وإنما أعيب على السامعين عيبًا خطيرًا، وربما كان خطرًا على تدرج الفن في مدارج الارتقاء، وهو «قلَّتهم»، فإن الذين يحبون السمع ويفهمون السمع ويعرفون كيف «يسمعون» قليلون جدًّا، والنسبة بين رقي التلحين والغناء ورقي السمع في بلادنا غريبة لا تكاد تعلل بتعليل علمي عقلي أو طبيعي.
وإذا علم الأجنبي أن بيننا موسيقيين بكل معنى الكلمة كثيرين، وأن السامعين الحقيقيين فينا قليلون بالنسبة إلى المجموع، دهش وشقَّ عليه أن يصدق؛ لأن السُّنة الطبيعية هي أن تتحسن البضاعة كلما طلبت ورغبت فيها.
والذي لاح لي من تعليل هذا التناقض الغريب أن سر ارتقاء الفن كان مجرد تنافس أهله في الاختراع، والإبداع في التلحين والغناء والعزف، وربما وجدوا مضمارًا لهذا التنافس في مجالس الكبراء الخصوصية.
وإذا أضفنا إلى ذلك أن الفن خلقة أو سجية طبيعية في «الشرقي» ولا سيما المصري رأينا هذا التعليل معقولًا.
هذا من جهة ارتقاء أهل الفن، وأما من جهة جمود فئة السامعين، فالغالب في تعليله أن دور الغناء العمومية كانت دائمًا في إدارة أجانب، لا يعرفون منها إلا ابتزاز أموال ذوي الطيش من الفتيان، وأهل الشهوات من غيرهم، فأصبحت هذه الدور بلا نظام؛ وتغلب فيها اللهو والبطالة على محاسن الفن؛ فانكمش عنها السامعون، وبدل أن تتربى أذواق الجمهور على الذوق الموسيقي السليم كانت تتربى على شواذه مما يتغنى به المقلدون والمتطفِّلون، فكاد ذوق الجمهور الموسيقي يفسد.
نرى أن العلاج الشافي لجعل الجمهور برمَّته صالحًا للسمع — السمع الفني الصحيح — إنما هو تربية ذوقه على السمع، ولا تتسنَّى هذه التربية له إلا إذا جعل فن الغناء في البلاد نظاميًّا في إدارته طاهرًا في قصده.
(٢) عيوب الغناء
لا أقصد بعيوب الغناء العيوب الفنية — معاذ الله — وإنما أقصد العيوب التي ينفر منها «السمع» أو «السامعون»، وقد تستغرب القول أن للمغنين عيوبًا تنفر منها النفوس، وهم بمقتضى الفن الجميل يجب أن يكونوا مثال الذوق.
دع خلاعة بعض المغنيات أو المغنين في خلال الغناء، ودع تلاعب بعضهم ببعض ألفاظ الأغنية أو الدور «استفزازًا» للمهيِّصين، وخلِّ الممازحة التي تتخطى الجمهور من دفة الجوقة إلى بعض الجلاس، فإن كل ذلك ونحوه مما جرى مجراه معلوم أنه مستنكر، وهو يكثر ويقل بحسب طبقة جمهور الحضور، وربما كان الذنب فيه على الحضور أكثر، وإن كان أهل الغناء أولى باللوم فيه.
وإنما نُعيِّن من عيوب المغنين والمغنيات انتقاءهم الأغاني «الأدوار»، فالمعروف أن الأغاني لا تتساوى في جمال ألحانها، بل بعضها أجمل وأوقع في النفس وأطرب لها من بعض، بحكم الأكثرية من السامعين، وبين الأدوار ما لا يملُّ ليليًّا، وبعضها لا يطاق أن يسمع، أفليس من الغريب أن يكرر المغني أو المغنية هذا ليلة بعد ليلة ولا يفطن لذاك مرة في الدهر؟
- أولًا: تنوع الأنغام في دورٍ واحد، ويجب أن تكون الأنغام المتنوعة متآلفة غير متنافرة، ومن مزايا الموسيقى العربية تعدد الأنغام فيها بحيث يتسنى للملحن الاختيار بسهولة، وفي وسعه أن يتحاشى الضرب على وتيرة واحدة.
- ثانيًا: أن يكون روح النغم متفقًا مع معنى الكلام الشعري.
- ثالثًا: قلة التكرار المملِّ، ونعني به بالأكثر تكرار العبارات الموسيقية لا تكرار العبارات الشعرية، مع أن تكرار هذه عيب أيضًا، هذا مجمل ما يقال الآن بشأن هذه القواعد «من قبيل السامعين»، ولأهل الفن أحكامٌ أخرى في قواعد التلحين ليست من شأن بحثنا، وإنما يصح القول هنا إن للسامعين الحق في النفور من «الدور» الذي يشذ عن هذه القواعد، واستحسان «الدور» الذي ينطبق عليها، ولا ريب أن هناك أدوارًا يتفق معظم القوم على استحسانها، وأدوارًا أخرى يتفق معظمهم على تجافيها والنفور منها.
فلا نظن أحدًا سمع دور «الفؤاد مخلوق لحبك» مثلًا، إلا طرب له لأول مرة، خلافًا لبعض الأدوار التي لا نطرب لها إلا بعد أن نألفها، فكأن ذوقنا الموسيقي مهيأ بالفطرة لتشرُّب هذا اللحن، وما سمعت هذا الدور مرة إلا أستحضر لذهني مقدرة ملحنه وروحه الموسيقية، وأعجبت بالملحن قبل المغني، فالدور جليل اللحن رصينه، كأنه أمير بين أماثل الألحان وأشرافها، كذا «مذهبه» وكذا قفلته.
وأما سائر جسمه فرخيمٌ شجيٌّ مطربٌ مبهج، ولا أظن أن المغنين يجدون فيه عيبًا، فهو من القبيل الفني تام، وجمهور السامعين يعدونه تحفة الغناء العربي العصري، وقد استتم جماله في نظمه الشعري الرقيق.
ولا بأس من ذكره هنا برمَّته من قبيل الفكاهة الشعرية:
ويليه في الجمال الموسيقي دور «المحاسن واللطافة». ومعظم الأدوار الحديثة جميلة، وأخص بالذكر من الأدوار القديمة — ولا أعني العريقة في القدم: «أسير العشق ياما يشوف»، فإن في هذا الدور من البراعة الفنية وقوة التطريب ما يجعله في المنزلة الأولى بين الأدوار الجميلة. ولست في مقام تعداد الأدوار الجميلة وإلا لذكرتُ عشرات منها، وإنما غرضي أن أقول: إن الدور الجميل لا يخفى على السامعين، كما أن الدور البارد أو الجامد أو الممل لا يخفى عليهم أيضًا، ولا أتذكر من هذه الأدوار إلا ما ندر؛ لأني كسائر الناس لا أتذكر ما لا أحب، وإنما أستشهد بدور سمعته حديثًا قد أظلمه إذا طعنتُ فيه؛ لأنه لا يعدُّ قبيحًا على الإطلاق وإنما يعد في الدرجة الثانية، وهو: «ياللي جرحت القلب داويه» فهو جميل التلحين إذا جزأته ونظرت لكل قطعة منه وحدها، وإنما عيبه أن قطعه كلها تسير على وتيرة واحدة من أوله إلى آخره، ولا أظنه يخرج عن (هوى) أي: «نغم واحد».
ولكن هناك من الأدوار ما لا يُطاق سماعه لما فيه من وحدة الوتيرة المملَّة، والقاتلة لعاطفة الطرب في النفس البشرية، كدور «الحب سلطانه قاسي»، أجل إن الأدوار الباردة المملة الجافية الذوق الغنائي تموت بحكم الطبع، اللهم إذا كان المغنون يتفقون مع السامعين على تجافيها، ولكن ما قولك إذا كان المغنون والمغنيات يريدون أن يثبتوا للملأ أنهم يُحسِنون غناء كل دور على الإطلاق فيمرون على جميع الأدوار في ليالي غنائهم — دورًا بعد آخر — بقطع النظر عن كون الدور مُطرِبًا أو غير مطرب، كأنهم يريدون أن يُحيوا ما يجب أن يموت.
والغريب من أمر السامعين أنهم إذا سمعوا دورًا جميلًا عظَّموا مغنيه، وغفلوا عن براعة ملحنه وسلامة ذوقه، ولا يخفى ما في ذلك من غمط فضل الملحن.
ووالله ما سمعت دورًا جميلًا إلا لاح في ذهني قدر الملحن لا المغني، وكذلك إذا سمعوا دورًا باردًا قبَّحوا صوت المغني وشنعوا بكفاءته، ولا يخفى ما في ذلك من الظلم للمغني، وإنما الحق عليه في سوء الاختيار.
(٣) عيوب التلحين
بقيت كلمة عن التلحين، ولا يخفى أن التلحين كنظم الشعر بل هو أدق منه وأسمى، وكما أن الشعراء يتفاوتون في الإجادة يتفاوت الملحنون فيها أيضًا، وكما أن الشاعر يقع أحيانًا تحت خطر الغرور، كذلك الملحن؛ ولذلك إذا اكتفى الملحن بحكمه الشخصي وحده على الدور الذي يُلحِّنه لا يضمن سلامة دوره من العيوب، ولعل هذا هو السر في أن بعض الأدوار مشوبة بعيوب تشوهها وتحط من منزلتها، ومن شواهد ذلك دور «خلي الفكر» فإنه لولا قطعة فيه تزهق الأرواح لعدَّ في مقدمة الأدوار العصرية أُبَّهة وجمالًا وإطرابًا.
ولا بأس أن نذكر هنا هذه القطعة وهي أواخر مكررات «ياريت الحب لم شفته ولا رأيتو» … السابقة لقوله: «صحيح الحب يهنالي»، فهذه القطعة تمثل لك «الحب» في دور النزع أو الاحتضار، وبسببها فقد الدور كثيرًا من جماله ورونقه، فإذا كان الملحن ينقح هذه القطعة، أو إذا كان المغني يحذفها استعاد الدور مكانته التي يستحقها.
وفي كثير من الأدوار الجميلة مثل هذه العيوب، الأمر الذي يدلك على أن الملحن لا يعتمد على أحد في الحكم على جمال تلحينه، بل يستبدُّ برأيه وحكمه، فلا يأمن الشوهة في ألحانه.
ومن ذلك نرى أن فن التلحين يحتاج إلى هيئة تحكيم، فإذا كان الملحن يستثقل نقد زميله للحنه، ويستنكف أن يأخذ رأي غيره في لحنه، فلا يثقل على طبعه حكم فئة من أهل الفن إذا نقدوا لحنه، بل يفتخر كل الفخر إذا حكموا له بجمال لحنه.
إن الموسيقى الشرقية، ولا سيما المصرية، راقية الروح جدًّا، ولكنها لم تزل في فوضى بلا نظام ولا قاعدة، لا أعني فوضاها من قبيل الفن البحت بل من قبيل العمل فيها، وربما كانت تحتاج إلى تهذيب أيضًا لتنقيتها وتطهيرها من الشوائب العارضة.
وإنما بالإجمال يقال: إنها مُهمَلة ومتروكة بين أيدي فئةٍ عاجزة عن رفعها إلى مقامها الحقيقي، ولا أدري من يُلام بهذا الإهمال، ومن هو المطالب بالاهتمام في تنظيم هذا الفنُّ الجميل؟ ولعلَّ سبب هذا الإهمال عدم تقدير أهمية الموسيقى في حياة الأمة، وجهل تأثيرها في التهذيب والرقي، والغريب أن تكون هذه منزلتها عندنا، مع أنها في مقدمة ملذات الجنس البشري الصالحة والمجردة من الشر، وهي عند غيرنا عنوان ذوق الأمة، والعامل الفعال في تدميث الأخلاق ورفع النفس من درك الصغارة والبلادة والخمول إلى قمة العزة، فضلًا عن أنها أول مصدر من مصادر السرور، الذي هو الغرض الأخير من مساعي الإنسان وجهاده في هذه الحياة.
وأغرب ضروب هذا الإهمال أن الصحافة التي من واجباتها أن تلمَّ بكل شيء من أشياء الاجتماع، لا تقرب إلى حوادث الغناء والموسيقى، لا من قبيل الخبر المجرد، ولا من قبيل التقريظ أو الانتقاد. فإذا كان الكُتَّاب لا يدرون شيئًا بهذا الشأن، فهناك اختصاصيون يقدرون أن يكتبوا فيه كل يوم شيئًا جديدًا، وما دام كل يوم من أيام الزمان يرينا أغنيةً جديدة ومغنيًا جديدًا وعازفًا جديدًا وحفلة موسيقى جديدة، فباب الكتابة بهذا الموضوع يكون مفتوحًا على الدوام، والكلام فيه يلذ للجمهور عمومًا، ويهم المغنين من محترفين أو هواة على الخصوص.
وقد أنشئ نادي الموسيقى كوطنٍ معيَّن للحضارة الموسيقية، فما رأينا الصحافة أعطته حقه من اهتمامها، مع أنه يضم نخبة من نبلاء الفنيين الذين يشرف الفن بعنايتهم به، فالصحافة مُقصِّرة في واجبٍ كبير من واجباتها إذا كانت تدَّعي أن ما تفعله إنما هو خدمات واجبة للأمة ولقرائها.