المخطُوطات الموسيقية العربيَّة
- الأول: رسالة الأربعة من القسم الأول من الرياضيات والموسيقى من «رسائل إخوان
الصفا» للعارف المجريطي، وهي أربعة عشر بابًا:
- (١) في أصل صناعة الموسيقى للحكماء.
- (٢) في إدراك القوة السامعة للصوت.
- (٣) في امتزاج الأصوات وتنافرها.
- (٤) في تأثر الأمزجة بالأصوات.
- (٥) في أصول الألحان وقوانينها.
- (٦) كيفية صناعة الآلات وإصلاحها.
- (٧) في أن حركات الأفلاك نغمات كنغمات العيدان.
- (٨) في أن إحكام صنعه من الصنائع.
- (٩) في تناسب الأعضاء في الأصول الموسيقية.
- (١٠) في حقيقة نغمات الأفلاك.
- (١١) في ذكر المربعات.
- (١٢) في الانتقال من طبقات الألحان.
- (١٣) في نوادر الفلاسفة في الموسيقى.
- (١٤) في تلون تأثيرات الأنغام.
- الثاني: الكتاب الرابع في الموسيقى من «رسائل إخوان الصفا» للعارف المجريطي وهو كالأول.
- الثالث: الفن الثامن من كتاب «الشفا» في الموسيقى، وفيه ست مقالات ولكل منها فصول: المقالة الأولى في الصوت، والثانية في الأبعاد، والثالثة في الأجناس والأنواع، والرابعة في المجموع، والخامسة في الإيقاع، والسادسة في التأليف، والنسخة مضبوطة الشكل وبها يصلح ما في غيرها من الخطأ.
- الرابع: الفن الثالث من الجملة الثالثة من كتاب «الشفا» في الموسيقى وهو مثل ما قبله.
- الخامس: كتاب «الموسيقى» للشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا من كتاب «النجاة» وهي الأصوات، والأبعاد، والأجناس، والمجموع، والإيقاع، والانتقال، والصنج، والشاهر ورد، والطنبور، والمزمار، ودساتين البربط، وتأليف الألحان.
- السادس: كتاب «الموسيقى» للشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا من جملة كتاب «النجاة» وهو كالمتقدم.
- السابع: كتاب «الرسالة الشرقية في النسب التأليفية» لصفي الدين عبد المؤمن البغدادي، وهي مقسومة إلى مقالات وفصول: (المقالة الأولى) في الكلام على الصوت ولواحقه، وفي شكوك واردة على ما قيل فيه، و(الثانية) في حصر نسب الأعداد أو الأبعاد بعضها إلى بعض، واستخراج الأبعاد ونسبها المستخرجة من نسب مقاديرها ومراتبها في التلاؤم والتنافر، وأسمائها الموضوعة لها، و(المقالة الثالثة) في إضافات الأبعاد بعضها إلى بعض وفصل بعضها عن بعض، واستخراج الأجناس من الأبعاد «الوسطى»، (والرابعة) في ترتيب الأجناس في طبقات الأبعاد «العظمى» وذكر نسبتها وأعدادها، و(الخامسة) في الإيقاع وسبب أدواره والإرشاد إلى كيفية استخراج الألحان بالصناعة العملية، والكتاب مضبوط بالشكل.
- الثامن: كتاب «الرسالة الشرفية في معرفة النسب التأليفية»، وهو مثل ما قبله.
- التاسع: كتاب «الأدرار في الموسيقى» لصفي الدين عبد المؤمن، وهو مقسوم إلى خمسة
عشر فصلًا: (الأول) في تعريف الأنغام، وبيان الحدة والنقل، و(الثاني) في
أقسام الدساتين، و(الثالث) في تسبب الأبعاد، و(الرابع) في الأسباب الموجبة
للتنافر، و(الخامس) في التأليف الملائم، و(السادس) في الأدوار ونسبها،
و(السابع) في حكم الوترين، و(الثامن) في العود وتسوية أوتاره واستخراج
الأدوار منه، و(التاسع) في أسماء الأدوار الشهيرة، و(العاشر) في تشارك نغم
الأدوار، و(الحادي عشر) في طبقات الأدوار، و(الثاني عشر) في الاصطلاحات غير
المعهودة، و(الثالث عشر) في أدوار الإيقاع، و(الرابع عشر) في تأثير النغم،
و(الخامس عشر) في مباشرة العمل.
وفي هذا الكتاب صورة عود وصورة آلة قائمة الزوايا تسمى «نزهة»، قيل في «كنز التحف»: إنَّ مخترعها صفي الدين … مؤلف هذا الكتاب.
كتاب «الأدوار» هذا، بقي من أشهر الكتب عند العرب والفرس والهنود قرونًا كثيرة، وكل الكتب التي وضعت بعده تعتمد عليه.
- العاشر: كتاب في علم الموسيقى الموسوم بالأدوار، وهو مثل ما تقدمه ولكنه خالٍ من صور الآلات الموسيقية.
- الحادي عشر والثاني عشر: مثل كتاب «الأدوار» المذكور آنفًا.
- الثالث عشر: كتاب تستخرج منه الأنغام تأليف الشيخ شمس الدين الصيداوي الذهبي، أكثره شعر، وفيه كلام على بحور الشعر، والأوازات ودوائر البحور.
- الرابع عشر: جزء من الكتاب الذي قبله.
- الخامس عشر: كتاب «كنز الطرب وغاية الأرب» وهو مثل الكتاب الثالث عشر، ولكنه غير تام، وفيه فصل زائد في استخراج الفروع من الأصول.
- السادس عشر: كتاب في علم الموسيقى ومعرفة الأنغام، وهو رجز وشرح عليه لمحمد بن محمد بن أحمد الذهبي الجزيري ابن الصباح.
- السابع عشر: كتاب «الميزان في علم الأدوار والميزان» لم يذكر اسم مؤلفه، وهو مبني على كتاب «الأدوار» المذكور آنفًا، ومقسوم إلى ستة أبواب في ماهية الموسيقى، وماهية النغم المطلق والأوتار والمواجب ومعرفة الشدود والأوازات وأسماء الدساتين والإيقاع. انتهى.
(١) مصطلحات لآلات الطرب والأغاني
في «المقتبس» ج٥ ص٢٠٨: كل من طالع كتاب الأغاني وبعض كتب الأدب القديمة التي تذكر الغناء وأنواعه وآلات الطرب وملاهيه، يقع على ألفاظٍ علميةٍ اصطلاحية إذا نقر عنها في دواوين اللغة ومعاجمها المطولة لا يرجع عنها إلا بما رجع به حنين، ولقد حاول المستشرقون — غير مرة — البحث عنها في الكتب الأدبية التي أُلِّفت في الصدر الأول من عصر زهو اللغة فلم يعثروا على ضالتهم، كما لم يعثر عليها أدباء الشرق وعلماؤه، وقد وفق العاجز في هذه الآونة إلى وجود الضالة فيها في كتاب مخطوط كنت قد وصفته في «المقتبس» ج٢ ص٣٨٢: ٣٨٦، وعنوان البحث في كتابنا المذكور هو «العود ومصطلحاته» … وها نحن أولاء ننقل إلى أدباء قراء المقتبس الأغر ما جاء من البحث تعميمًا للفائدة ونقشًا لشوكة الجهل الناشبة في أذهاننا من هذا القبيل، قال صاحب الكتاب: «العود ومصطلحاته» في الصفحة ٢٢١ من المخطوط وما يليها:
كثيرًا ما كنت أطالع في كتاب الأغاني ألفاظًا في مصطلح الغناء وما كنت أتوصل إلى فهمها، حتى ظفرت أخيرًا برسالة لعبد القادر بن غيبي الحافظ المراغي المشهور بعلم الألحان، فأخذت عنه ما يتعلق بفتح مغلق الكلام الخاص بهذا العلم فأقول: اعلم أن الألفاظ الواردة في كتاب الأغاني تتعلق كلها بالعود العربي، فإذا علمت تركيب هذه الآلة هان عليك فهم ما أُشكل عليك من مصطلحات، فهذه الآلة طولها مثل عرضها مرة ونصفًا، وغورها كنصف عرضها، وعنقها كربع طولها في الراحة وثخن الورقة من خشبٍ خفيف، ووجهها أصلب، وتمد عليه أربعة أوتار أغلظها البم بحيث يكون غلظه مثل المثلث الذي يليه مرة وثلثًا، والمثلث إلى المثنى كذلك، وقد ضبطوها بطاقات الحرير فقالوا:
يجب أن يكون البم أربعًا وستين طاقة، والمثلث ثماني وأربعين، والمثنى ستًّا وثلاثين، والزير سبعًا وعشرين، ويجعل رءوسها من جهة العنق في ملاو، والأخرى كمشط تتساوى أطوالها، ثم يقسَّم الوتر أربعة أقسام طولًا ويشد على ثلاثة أرباعه مما يلي العنق وهذا دستان الخنصر، ثم ينقسم الآخر تسعة ويشد على تسعة مما يلي العنق وهذا دستان السبابة، ثم يقسم ما تحت دستان السبابة إلى المشط أتساعًا متساوية، ويشد على التسع مما يلي المشط، ويسمى دستان البنصر، فيقع فوق دستان الخنصر مما يلي السبابة، ثم يقسم الوتر من دستان الخنصر مما يلي المشط ثمانية أقسام، وأضف إليها جزءًا مثل أحدها مما بقي من الوتر وشده فهو دستان الوسطى، ويكون وقوعه بين السبابة والبنصر، فهذه الاصطلاحات هي المصححة للنسب، فإذا جذب وتر منها إلى غايةٍ معلومة سُمِّي الزير، فيجذب المثنى على نسبة قلبه في الانحطاط، وهذا مع الحبس بالخنصر، والضرب حتى يقع التساوي.
فالزير كعنصر النار في الطبع والتأثير، والمثنى كالهواء، والمثلث كالماء، والبم كالتراب، فانطبق على الأخلاط والأمزجة إفرادًا وتركيبًا، ويقوى ما يكون على الأخلاط من سجايا وأمراض وأمكنة وأزمنة حتى قيل: إن لطف النار مثل لطف الهواء مرة وثلثًا، وهكذا الهواء بالنسبة إلى الماء، والماء بالنسبة إلى التراب كما مرَّ في الأوتار، وأما وضعهم هذه الأوتار حتى جعلوها ثمانية فلِمَا مرَّ بك من أنها أول مكعبٍ مجذور لأن الأرض كذلك فشاكلوا بذلك مزاجها، وقد قيل: إن هذه النسبة مستمرة إلى الفلك، فإن قطر الأرض ثمانية، والهواء تسعة، والقمر اثنا عشر، وعطارد ثلاثة عشر، والزهرة ستة عشر، والشمس ثمانية عشر، والمريخ أحد وعشرون ونصف، والمشتري أربعة وعشرون، وزحل سبعة وعشرون وأربعة أسباع، والثوابت ثلاثون، ولأن التثمين داخل في أشياء كثيرة منها تضاعف المزاج والطبائع، وبالجملة قد اختلف ميل طوائف العالم إلى مراتب الأعداد، كما عشقت الصوفية: «الواحد» فطوت الأشياء فيه، والمجوس: «الاثنين»، والنصارى: «الثلاثة»، وأهل الطبائع: «الأربعة»، وأهل الأوثان: «الخمسة»، والهندسة: «الستة»، والحكماء الفلكيون: «السبعة»، من حيث يُستحسَن النسب حتى إذا برزت إلى الخارج زادت النفس بسطًا، فإن الكتابة تحسن بمناسبة حروفها استقامة وتدويرًا وغلظًا ورقَّة واستدارة ولو بمجرد الانحناء، فقد قيل: إن الحروف كلها وإن اختلفت بحسب الاسم لا تخرج عن خطٍّ مستقيم ومقوَّس مركَّب منها، ثم قوانين الغناء لا تخرج عن ثمانية: «ثقيل أول» ورسمه: تن تن تن. تن تن تن.
وهو مركب من تسع نقرات هي: ثلاث متواليات، وواحدة كالسكون، فخمس مطوية الأول.
و«ثقيل ثان» وهذا رسمه: تن تن تن. تن تن تن.
وهو مركب من ست: ثلاث متواليات، فسكون، ثم ثلاث.
و«رمل» ويسمى «ثقيل الرمل» وهذا رسمه: تن تن تن. تن تن تن.
وهو مركب من سبع وهي: ثقيلة أولى، فمتواليتان، فسكون وهكذا إلى آخره.
و«خفيفة» وهذا رسمه: تن تن. تن تن. تن تن.
وهو مركب من نقرة كالسكون، ثم سكون قدر نقرة، ثم بين كل اثنتين سكون، فهذه أصول التركيب، وإنما تكرر بحسب استيفاء الأدوار.
- أحدهما: وهو المسلى سُمِّي بذلك لرقة مدخله وغلظ وسطه، ويدل على اجتماع الأخلاط في الصدر والشراسيف والقلب، وكمال الربو والدبيلات وامتلاء المعدة، ويعرف به تحرير الخلط من باقي البسائط، وهو سهل.
- وثانيها: المائل وهو عكسه هيئة ودلالة.
- وثالثها: الموجي، وهو المختلف الأجزاء تدريجًا بحيث يكون الأعظم الخنصر، ويظهر اختلافه عرضًا فيشبه الأمواج، ومنه اسمه، وهو يدل على فرط الرطوبة، والاستقاء الزقي واللحمي، وذات الرئة، وغلبة الأمراض البلغمية.
- ورابعها: النملي: سمي بذلك لدقته وضعف حركته، ويقع رابع الحارة فيدل على الموت في الخامس، وبعد الموضع من وجود الحمى، فيدل على الموت في الحادي عشر، ويكون عن الدودي أيضًا فيردُّ عليه إذا انتعشت القوى بشرب ما يقوي القوى كدواء المسك والبادزهر، وأنكر قوم انقلابه، والصحيح ما قلناه وكل ما دل عليه الدودي دل عليه النملي لكنه أشد رداءة وضعفًا في القوى.
- والخامس: الدودي وهو موجي ضعفت حركته بإسهال إن طال، وإلا بالمجفف من داخل كأخذ نحو الأفيون وما يكثف المزاج إلى فساد الرطوبات، وقد يقع في البحارين لنقص الرطوبات، ويكون ابتداؤه عن الموجي كما في النيضة.
- وسادسها: المنشاري، وهو ما اختلفت أجزاؤه تواترًا وسرعة وصلابة وعكسها، وكان قرعه للأصابع متفاوت التساوي كأسنان المنشار، ويدل على فرط اليبس، ويختص بذات الجنب والدبيلات والأورام.
- وسابعها: المرتعش، ويدل على الرعشة ونحوها من أمراض العصب بحسب مواقع أجزائه كما مر.
- وثامنها: المتشيخ، ودلالته كالمنشاري مطلقًا في غير ما اختص ذات الجنب به.
هذا، واعلم أن اللحن يسمى مطلقًا إذا لم يكن مقيدًا بلفظة تدل على وصفه كالثقيل والخفيف وخفيف الخفيف. ويذكر بعد اللحن موقع الأصبع الذي يُبتدأ به ليهتدي إلى قراره فيقال مثلًا: ثاني ثقيل مطلق، أو ثاني ثقيل بالوسطى، أو بالخنصر في مجرى البنصر، أو خفيف رمل بالبنصر، أو خفيف ثقيل أول بالبنصر … إلى غير ذلك، وهو المعروف عن أصحاب هذا الفن بمواقع الأصابع من الدساتين، والله الموفق.