آلام جحا
اعتدنا أن تكون قِصصُ «جحا» ضاحكةً لطيفة، لا تخلو أحداثُها من بعض المفارَقات الطريفة التي تُظهِر ذكاءَ «جحا» مرةً وحماقتَه مرةً أخرى، لتظل هذه الشخصيةُ التراثية غامضةً عسيرةً على الفَهم، فهل كانت حقيقيةً أم خياليةً مُختلَقة؟ وهل كان «جحا» فارسيًّا أم عربيًّا أم غير ذلك؟ أسئلةٌ كثيرة تطفو مع الحديث عن هذه الشخصية، ولكن الأمرَ مُختلِف هذه المرة في هذا الكتاب؛ ﻓ «جحا» قد بلغ الأربعين من العمر، وأنجب طفلَين من زوجته الفظَّة الكريهة التي تَجلِده بلسانها ليلَ نهار، ويبدو أنَّ تتابُع الخطوبِ عليه قد جعله يمرُّ بشيءٍ يشبه أزمةَ منتصف العمر، فيَجترُّ آلامَ الإحباطات، ويعاني الحُبَّ المستحيل؛ الأمرُ الذي جعله يتخلَّى عن رُوحه الفَكِهة ومَقالبه الذكية، ويحكي لنا في هذه الفصول بعضَ آلامه.