الفصل الرابع عشر

الفضل للمتقدم

ليذكر العاملون في حقل التعليم، وزعماء الأمة السياسيون والاقتصاديون، وقادة الرأي العام في المستقبل أن:
  • أول مَن أسَّس مدرسة أهلية بتطوان سنة ١٩٢٥ هو الأستاذ الحاج محمد داود، وهو كذلك أول مَن أنشأ مجلة أدبية تاريخية مصوَّرة، هي مجلة «السلام»، صدر العدد الأول منها في أكتوبر سنة ١٩٣٢.

  • وأول مَن أنشأ جريدة عربية بتطوان هو الشيخ عبد الله الدحداح اللبناني، أنشأها في سنة ١٩٣٣ وأسماها «الاتحاد».

  • وأول مَن أنشأ جريدة وطنية من أهل المنطقة هو الأستاذ عبد الخالق طريس؛ فقد صدر العدد الأول من «الحياة» في مارس ١٩٣٤، وهو أول مَن أسَّس حزبًا سياسيًّا.

  • وأول مَن اهتم باقتصاديات المنطقة، وأسَّسَ شركة اقتصادية هو الحاج عبد السلام بنونة.

  • وأول بعثة من الطلبة إلى فلسطين التحقت بمدرسة الفلاح بنابلس سنة ١٩٣٠.

  • وأول معلمة وكاتبة في هذه المنطقة هي السيدة رحمة المدني.

  • وأول مهندس هو محمد الفاسي.

  • وأول أستاذ عربي لبناني هو ألفريد البستاني.

  • والآخرون من الأساتذة اللبنانيين: موسى عبود، وحسن عسيران، ونجيب مُلهم، وأنطوان عيد البستاني، جاءوا بعده في أوائل سنة ١٩٣٩.

  • وأول رهط من الأساتذة المصريين كان مؤلَّفًا من: حسين الإبياري، وعبد الله الجليل خليفة، وحافظ متولي، ويونس مهران، وحسين أمين، ومحمد وهبي، قدَّموا تطوان في يناير ١٩٣٩.

  • وأول خليفة عني بالتعليم ونشره، ويعقد صلة ثقافية بين المغرب والمشرق العربي، فأسَّسَ المعهد الخليفي بتطوان، وبيت المغرب بالقاهرة، هو الخليفة الحسن بن المهدي.

  • وأول مَن اهتم بالنهضة المغربية الوطنية الثقافية من المقيمين الإسبان اهتمامًا صادقًا مثمرًا، فساعَدَ في وضع الأسس ووطَّدَها، هو الكلونل خوان بايبدر.١

وللشعراء

أرى أملًا للمغرب ابيضَّ أفقُه
يلوح بليلِ اليأسِ منه سنى البرقِ
عليه من العليا بشائرُ نهضةٍ
تهدِّد أركان التسلُّط والرقِّ
المغرب
محمد المهدي الحجري
كلُّ صعب على الشبابِ يهونُ
هكذا همة الرجال تكونُ
قَدَمٌ في الثرى وفوق الثريَّا
همةٌ قَدْرُها هناك مكينُ
فاس
علال الفاسي
وردُّ السيل عن مجراه أدنى
مِنَ انْ يرتدَّ نشءٌ يستفيقُ
أَلَا فَلْنتحد في السير جنبًا
لجنبٍ أيها النشء المفيق
مراكش
المختار السوسي
قوموا انظروا القوم في أسمى تقدمهم
قد مهَّدوا الأرض قاصيها ودانيها
في كل يوم تَرَوْا منهم عجائبَ لا
ينفكُّ حاضرها يُزرِي بماضيها
الرباط
محمد الجزولي
بني وطني أحيوا علومًا دوارسًا
فكل بلايا الشعب جاءت من الجهل
بني وطني هيا ارفعوا شأن قومِكم
فقد جُرِّعوا كأس المهانة والذل
تطوان
محمد عزيمان
أمة المغرب هيَّا للعلا
فلقد ولى زمان الخاملين
يا بني المغرب هيا اقتحموا
سبل العيش بعزم لا يلين
تطوان
محمد داود
يا أيها الشبان سيـ
ـروا إنكم جند الحياة
الخطبُ جلَّ وليس غيـ
ـر بني البلاد لها حماة
تطوان
المكي الناصري
ما كان لي من حاجة ومراد
إلا تيقُّظ أمتي وبلادي
هذي الحوادث أيقظت من هولها
حتى الجماد فعاد غير جماد
الجزائر
السعيد الزاهري
عهدي بقومي كالصوارم تنتضي
عهدي بهم كصوارم الأطراد
عهدي وليس يفلُّ شيء عزمهم
أو يظفروا بمرامهم ومراد
تونس
الهادي المدني
لذة العيش حياة الوطن
وفداه من صروف الزمن

•••

إن يكن غيري يهوى أحدًا
فهواه العذب قد تيَّمني

•••

وأنا ما عشت عليه واقفٌ
قوَّة الروح وشغلَ البدنِ
ومُضَحٍّ كل ما أملكه
في هواه لست في ذاك أني
وإذا متُّ عليه فأنا
مطمئنٌّ لرضاه المثمنِ
فاغسلوا بالماء منه بدني
واجعلوا نسج بنيه كفني
وادفنوني في ثراه وضعوا
فوق قبري منه زهر السوسن
واكتبوا فوق ضريحي بدمي
ها هنا قبر شهيد الوطن
علال الفاسي
١  في تطوان مَن يذكرون بالخير الجنرال فرنند كاباس F. Capaz الذي تولَّى نيابة الأمور الوطنية — أي مديرية الداخلية ورياسة المراقبين — منذ سنة ١٩٣٣ حتى منتصف سنة ١٩٣٥، وكان ذا عناية محمودة بالنهضة الوطنية الثقافية، فباشَرَ تأسيس المدارس، ووظَّفَ بعض الوطنيين العصريين في الحكومة كعبد الخالق طريس الذي كان في عهده مدير الأحباس، ومنح الصحافة حرية مقيَّدَة بسياسة الإقامية؛ فعطلت الحكومة جريدة «الحياة» لأنها كانت تطالِب باستقلال القضاء الإسلامي.
كان الجنرال كاباس من الاستعماريين الرشيدين، يعجب بالمارشال ليوتي ويريد أن يقتفي أثره؛ ليكون لإسبانيا في المنطقة الشمالية ما لفرنسا في المنطقة الجنوبية. أما فضله الأهم، من الناحية الوطنية، فهو استدعاؤه لصديقه الكولونيل بايبدر، الذي كان يومئذٍ مستشارًا في السفارة الإسبانية؛ ليكون عونًا له في المغرب، فجاء بايبدر في سنة ١٩٣٤ وشغل وظيفة مراقب حتى يوم أُعلِنَتِ الثورة، ثم تسلَّمَ زمام الأمور وتبنَّى النهضة المغربية، فزادها نشاطًا وعزمًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤