زيارة السيدة العجوز
«كلير تساخاناسيان: أيها العمدة، يا أهل جوللين. إن فرحكم بزيارتي فرحًا مجرَّدًا من الأنانية يهز مشاعري. والحقيقة أنني في صِغَري كنت طفلة أخرى غير تلك التي جاءت أوصافها في خطبة العمدة؛ ففي المدرسة كان يُنهال عليَّ بالضرب، والبطاطس التي أعطيتها للأرملة «بُل» سرقتها أنا و«إل»، لا لننقذ القوَّادة العجوز من الموت جوعًا، وإنما لأشارك «إل»، ولو لمرة واحدة، فراشًا أحَنَّ من غابة كونراد سفايل وشونة بيتر. هذا، ولكي أسهم بنصيب في فرحتكم، أُعلِن أنني مستعِدة لأن أُهدي جوللين مليارًا؛ خمسمائة مليون للمدينة، وخمسمائة مليون تُقسَّم بين جميع العائلات.»
بعد أن غادرَت «كلير تساخاناسيان» قريتَها منذ خمسة وأربعين عامًا حاملةً في أحشائها جنينًا رفَض أبوه الاعترافَ به، تعود إليها مرةً أخرى بعد أن أصبحَت سيدة عجوزًا بأطرافٍ صناعية، وقلْبٍ مليء بالانتقام، وذاتَ ثروة طائلة، فتستغِل الفقرَ الشديد الذي يقبع فيه سكان القرية، فتجعل من ثروتها طوقَ نجاةٍ لهم؛ حيث عرضَت عليهم مليارًا مقابلَ تحقيق العدالة التي ترى أنها تتمثَّل في قتل السيد «ألفريد إل»، الذي رفَض قديمًا الاعترافَ بابنه منها. هل سيرفض أهلُ القرية صفقةَ السيدة «كلير» أم سيَقبلون بها؟ هذا ما سنَكتشِفه في هذه المسرحية التراجيدية التي تضع النفْسَ الإنسانية في اختبارٍ حقيقي لتكشف عن الكثير من خَباياها، كما أنها لا تخلو من إسقاطاتٍ سياسية حول الموروث الفاشي في أوروبا، وصعود النفوذ الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية.