رسالة في منتصف الليل!
أحمد: تقصد أن يستخدموا هذه العملية فخًّا يصطادوننا به؟
بيتر: نعم؛ لأنهم متأكدون من أنكم ستتدخَّلون.
أحمد: لقد تدخَّلنا بالفعل.
بيتر: هل معنى ذلك أن العملية قد انتهت؟
أحمد: لا … لم تنتهِ.
بيتر: وما النتيجة حتى الآن؟
أحمد: حيوانات ضخمة تدمِّر غابة الشعاب المرجانية، ومقتل أحد رجالهم، والقبض على الآخر.
بيتر: أحذِّرك يا «أحمد»؛ فالرجل المقبوض عليه سيقتل نفسه!
انزعج «أحمد» حين سمع هذا الخبر، وطلب من «بيتر» إغلاقَ الخط لدقائق زيادةً في الحيطة، ثم قام بالاتصال بقيادة المقر، وطلب منهم الاستعلام عن أحوال الرجل في مقر «الهرم» … وبعد دقائق، أخبروه أنه نائم … فطلب منهم الحذر، وعدم ترك أية آلات معه في حجرته قد يستخدمها في قتل نفسه … وأيضًا تعيين حارس دائم عليه. وعندما عاد لاستكمال حديثه مع «بيتر»، وجد الخط قد أُغلق … فاندهش لذلك … وأجَّل البحث عن أسباب ذلك للصباح … فقد كان مرهقًا للغاية.
ورغم كثرة الأحداث، ووفرة علامات الاستفهام … إلا أن النوم كان سباقًا إلى عينَيه … فلم يترك له فرصةً ليفكر … أو يلاحظ أنه لم يُغلق جهاز الكمبيوتر، وأنه ترك موقعه على الشبكة دون تغيير.
وفي الصباح، وجد رسالة من رقم «صفر» تقول: «أحمد»، لحسن حظك كان جهازك يعمل فلم أضطرَّ لإيقاظك؛ فلك عندي مهمة عاجلة.
سيصل القاهرة قادمًا من «هايدلبرج» السيد «ليبيد» عالم الكيمياء، والسيد «جرينكوف» المتخصص في علم «الهندسة الوراثية»، في تمام الواحدة ظهرًا.
برجاء انتظارهما بمطار القاهرة، وإنهاء إجراءات دخولهما «مصر»، واستضافتهما في أحد الفنادق الكبرى، حتى يحينَ موعدُ سفرهما إلى البحر الأحمر … للبدء في إنشاء مركز البحوث الذي كلمتكم عنه … وسأتصل بك مرة أخرى … رقم «صفر».
انتهت الرسالة، وخلَّفت وراءها قلقًا، دفعه إلى الاتصال ﺑ «إلهام»، يطلب منها الحضور إلى غرفة مكتبه للأهمية.
وقد رأَت أن الأمر أكثر من مهم، حين أخبرها أن «بيتر» كان معه على الشبكة، وأنه ترك موقعه مفتوحًا طوال الليل دون أن يقصد … وقد اتصل رقم «صفر» به أثناء نومه … وترك له رسالة عن قدوم العلماء الروس … على «الكمبيوتر».
فقالت له: أخائف من أن تكون الرسالة قد وقعَت في يد «سايبرسبيس»؟
أحمد: نعم … فقد قال «بيتر» إن لديهم أجهزة حديثة، تستطيع البحث عن الموقع أو رصد الموقع المطلوب.
إلهام: وماذا يُقلقك في معرفتهم بحضور العالمين؟
أحمد: أشياء كثيرة.
إلهام: مثل ماذا؟
أحمد: رصدهم لقتلهم … أو شرائهم.
إلهام: شرائهم! كيف؟!
أحمد: بالاتفاق معهم على العمل ضدنا … ويُجزلون لهم العطاء.
إلهام: معك حقٌّ … فهو أمر مخيف.
أحمد: طبعًا، نحن نعتمد عليهم في إنقاذنا … فيزيدوننا غرقًا.
إلهام: ولكن ليس أمامك الآن غير السفر إلى «القاهرة».
أحمد: ما رأيك في أن تأتيَ معي؟
إلهام: بالطبع سآتي معك … وسأُبلغ «عثمان» ليستعدَّ.
أحمد: شكرًا يا «إلهام».
وفي قاعة المعيشة الكبرى، اجتمع الشياطين يحتسون شايَ الصباح، وقد لفت نظرَهم أنهم عشرة فقط … فقالت «ريما»: ألَا تفتقدون أحدًا؟
قيس: حقًّا … أين «أحمد»؟
مصباح: ليس «أحمد» فقط!
ريما: و«إلهام» و«عثمان»!
بوعمير: أشعر أن في الأمر شيئًا؛ فقد كان ينتظر اتصال «بيتر» أمس.
رشيد: نعم، ولم نعرف حتى الآن ماذا جرى بينهم؟
ريما: سأتصل بهم، وأستدعيهم للمثول بين أيديكم.
خالد: ليس لهذه الدرجة.
ريما: لهذه الدرجة وأكثر، سأبدأ ﺑ «أحمد». وعندما رأت «أحمد» على باب القاعة ضحكت، وهي تقول: وبعده «إلهام».
وبالفعل كانت «إلهام» تقف على باب القاعة هي الأخرى.
ووسط ضحكات الشياطين، قالت: والأخير «عثمان».
فقال لها «أحمد»: «عثمان» في الجراج.
ريما: لماذا سنسافر الآن؟
أحمد: لا يا «ريما»، بل سأسافر أنا وهو وهي.
قيس: مَن هي؟
إلهام: أنا!
هدى: مهمة عاجلة؟
أحمد: نعم، استقبال ضيوف بمطار «القاهرة».
ريما: هل اتصل الزعيم؟
إلهام: نعم.
قيس: وفَّقكم الله!
انطلقَت الموسيقى من تليفون «أحمد» المحمول … فضغط زرًّا به، وتلقَّى اتصالًا من «عثمان»، يُخبره أن «البراق» جاهزة للانطلاق بهم.
فقام بالاتصال بقائد عام المقر … وأخبره أنهم جاهزون للتحرك … فتمنَّى لهم التوفيق.
ودارَت الأوامر في أنحاء المقر … واستعدت كلُّ أجهزة المراقبة لمسح الطريق الذي ستسلكه السيارة لمغادرة المقر.
وفي الممر المرصوف بين الزراعات … انطلقَت البراق تخرج من ممرٍّ لتدخل آخر … وكأن الشياطين كانوا يقصدون بذلك أن يذكروها بالحركة. فمنذ اختراع القلعة … ذلك المقر المتحرك في سيارة … والتي تتحول عند اللزوم إلى يخت صغير … وتهبط تحت الماء كغواصة ماهرة … لم يركب الشياطين البراق … فقد تصادف أن جرَت كلُّ العمليات تحت الماء منذ اختراعها.
وشعر المثلث الذهبي كما يُطلق عليهم رقم «صفر»، وكأن السيارة سعيدة بهم، فهي تقفز في الهواء، وتستقر بهم على الأرض في تتابع جميل.
وعندما أضاءَت في تابلوه السيارة الإشارة الخضراء … سحب «أحمد» عصا تغييرِ السرعة إلى المستوى الرابع … وسمع صوتًا يقول له: يمكنك الآن أن تنطلق … فداسَت قدمُه على بدال السرعة، وانطلقَت البراق … تقطع الطرق بين آلاف الأفدنة المحيطة بالمقر في دقائق … وعند السور السلكي الشائك … قفزت في الهواء، في منحنى واسع يَصِل إلى كيلومتر.
وعندما حطَّت على الأرض مرة أخرى، سمعوا من تابلوه السيارة مَن يقول لهم: قفزة رائعة!
ثم استطرد قائلًا: سيد «أحمد» … أَدِر جهاز الكمبيوتر في تابلوه السيارة، واستعدَّ لاستقبال رسالة من «بيتر».