الهواية والبرنامج

الانضواء إلى حزب سياسي والاشتراك في نشاطه ولجانه ودراسة السياسة الداخلية.

يستطيع كل من جاوز السبعين أن يجد في تاريخ حياته وما مر به وبالوطن من حوادث، ما يستحق التأليف والنشر. فنحن الآن في سنة ١٩٤٦ وليس منا من لا يجب قراءة الذكريات التي يستطيع مصري بلغ الثمانين أن يكتبها لنا عن الثورة العرابية أو عما تلا ذلك من حوادث.

يستطيع المقيم في مدينة كبيرة أن يشترك في إحدى الجمعيات الإصلاحية التي تخدم نهضة المرأة أو تعلم اليتامى أو تساعد العميان أو الأرامل. والمرأة قديرة على هذا النشاط مثل الرجل سواء.

عرفت أمريكيًّا في سن السبعين جعل هوايته شراء أمكنة مختلفة في المدن يحيلها إلى ميادين يلعب فيها الأطفال والصبيان. وهي محاطة بما يؤمنها من مرور الأتومبيلات. وهو ينفق من ماله، كما أنه يجمع التبرعات لهذه الغاية.

جمع الخزف الشرقي والغربي، القديم والحديث، من الهوايات الجميلة، ولكنها تحتاج إلى مقدار من المال قد لا يتيسر للجميع.

وكذلك الشأن في جميع التحفة الزجاجية أو السجاجيد الشرقية والغربية. ولكن هذا الجمع يحتاج، كما قلنا، إلى المال، وأيضا إلى مقدار من الذوق الفني الذي سبقته تربية طويلة.

وأيسر من هذا، وربما أنفع لوطننا، أن تقوم الهواية على جمع الرسوم التي يؤديها الرسامون المصريون.

وواضح بعد كل ما ذكرنا أن الدراسة لموضع معين هي خير الهوايات.

فهناك تربية الحمام. واعتقادنا أنه ليس على هذه الأرض إنسان يعرف أنواع الحمام العديدة الجميلة، ولا يتعلق بها وينفق على تربيتها واستنتاجها.

وتربية الدجاج أقل إغراء. ولكن المزارع المتمدن الذي يحسن لغة أجنبية يستطيع أن يشترك في إحدى المجلات الزراعية في بريطانيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة ويعقد الصلة لاستيراد الديكة والدجاج. بل هو يجد بعضها في الجمعية الزراعية ووزارة الزراعة عندنا.

كذلك تربية سلالات معينة من الخراف أو الماعز يسترشد فيها بوزارة الزراعة.

وأيضا غرس فدان أو أقل بأنواع الفواكه والأزهار النادرة.

وفي الريف فرصة تتاح لجميع المقيمين في تحنيط الطيور، وبعض حيوان الحقول كالذئب والثعلب وابن عرس والثقة إلخ.

وفي كل هذه الهوايات نقصد إلى إيجاد ما يشغل الذهن والنفس حتى لا يحس المسن خواء في حياته. ولكن هناك من المسنين من سيجد بعد تعلقه بإحدى الهوايات أنه يكسب منها مالًا أو يشق بها طريقًا إلى الاكتشاف والاختراع.