الفصل التاسع

كيف تغيَّرت الدورة بعد الأزمة المالية؟

ليست كل الدورات متشابهة، ولكن البيئة منذ الأزمة المالية العالمية من ٢٠٠٧ إلى ٢٠٠٩ كانت غير عادية على نحو خاص؛ نظرًا لأن العديد من الأنماط والعلاقات التقليدية بين الأسواق الاقتصادية والمالية قد تغيرت، وفي بعض الحالات، انهارت. فهم هذه التغييرات مهم لأنه يساعد في تفسير التحركات السوقية التي شهدناها منذ الأزمة المالية، ويوفر فهمًا أفضل لكيفية تطور الدورات في المستقبل.1
كانت الأزمة المالية من ٢٠٠٧ إلى ٢٠٠٩ وتداعياتها صادمةً للغاية من حيث انهيار قيمة الأصول الخطرة وتداعي الاقتصاد العالمي. وقد قُدِّر تأثيرها على الاقتصاد العالمي بأكثر من ١٠ تريليونات دولار؛ أي ما يعادل أكثر من سدس الاقتصاد العالمي في عام ٢٠١٠ وحده، وخُفِّضت قيمة أكثر من تريليونَي دولار من الأصول في المؤسسات المالية (أوكسينفورد ٢٠١٨). يقترح بعض المحللين أن تأثير الأزمة ربما كان أكبر من ذلك. وتشير إحدى الدراسات إلى أن الأزمة المالية أدت إلى حدوث انخفاض مزمن في الناتج الأمريكي بنحو ٧ نقاط مئوية، وهو ما يمثل خسارة في الدخل مدى الحياة من حيث القيمة المخصومة الحالية تبلغ نحو ٧٠ ألف دولار لكل مواطن أمريكي.2 وقد قال محافظ بنك إنجلترا في ذلك الوقت، السير ميرفين كينج، «إن هذه هي أخطر أزمة مالية، على الأقل منذ ثلاثينيات القرن العشرين، إن لم يكن على الإطلاق.»3

وكما هو متوقع، نظرًا للتأثير الاقتصادي، كان انهيار أسواق الأسهم كبيرًا أيضًا؛ فقد هبطت أسواق الأسهم الأمريكية بنسبة ٥٧٪، وانخفضت سوق الأسهم العالمية (مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال العالمية) بنسبة ٥٩٪؛ مما جعل هذه الفترة تنضم بقوة إلى مجموعة الأسواق الهابطة الهيكلية النادرة، استنادًا إلى التعريفات الواردة في الفصل السادس.

من ناحية نمط تحركات السوق قبل حدوث الأزمة وفي بداية السوق الهابطة، كانت هناك دورة سوقية نموذجية إلى حد ما (وإن كانت متطرفة) تقترب من الركود الشديد. ومع ذلك، كسر التعافي الذي أعقب الركود أنماط الماضي؛ لأن مراحل الدورة النموذجية انحرفت عن مسارها جرَّاء سلسلة من الصدمات مع انتشار الآثار الثانوية للأزمة في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من تمركز الأزمة في سوق الإسكان في الولايات المتحدة، مع انهيار الرهن العقاري الثانوي والمشكلات الائتمانية والمصرفية ذات الصلة، فقد امتدت الضغوط إلى البنوك الأوروبية (التي كانت تعتمد اعتمادًا كبيرًا في ذلك الوقت على الديون، وكانت متعلقة بشدة أيضًا بالعقارات في جنوب أوروبا، التي عانت أيضًا من خسائر كبيرة)؛ ونتيجة لذلك، ظهرت في أزمة الديون السيادية الأوروبية (٢٠١٠–٢٠١٢). شعرنا بالموجة الثالثة بالأساس في آسيا عندما خفضت الصين في أغسطس ٢٠١٥ قيمة عُملتها مقابل الدولار الأمريكي بعد فترة من النمو الضعيف. وانهارت كذلك أسعار السلع الأساسية، حيث انخفضت أسعار خام برنت إلى أكثر من النصف من نحو ١٠٠ دولار للبرميل في صيف عام ٢٠١٤ إلى ٤٦ دولارًا في يناير ٢٠١٦.

ثلاث موجات للأزمة المالية

يمكن وصف هذه الموجات فيما يتعلق بأسباب التوترات التي اندلعت في المناطق المختلفة.

بدأت الموجة الأولى في الولايات المتحدة بانهيار سوق الإسكان، وتطورت إلى أزمة ائتمانية أوسع نطاقًا، وانتهت بإعلان شركة ليمان براذرز إفلاسها وبدء برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة والتيسير الكمي.4
وبدأت الموجة الثانية في أوروبا بتعرض البنوك للخسائر الناجمة عن الاستدانة في الولايات المتحدة، وتطورت إلى أزمة سيادية نظرًا لعدم وجود آلية لتقاسم الديون في جميع أنحاء منطقة اليورو. وبلغت ذروتها مع أزمة الديون اليونانية والإصرار على أن مستثمري القطاع الخاص عليهم «تحمل مسئولية» الخسائر. وقد انتهت هذه الأزمة باستخدام المعاملات النقدية المباشرة،5 والتزام البنك المركزي الأوروبي بالقيام «بكل ما يلزم»، وأخيرًا تطبيق التيسير الكمي.

تزامنت الموجة الثالثة في الأسواق الناشئة مع انهيار أسعار السلع الأساسية والنشاط الاقتصادي الذي ضرب أسهم الأسواق الناشئة بقوة، وخاصةً بين يونيو ٢٠١٣ وبداية عام ٢٠١٦.

يسلط شكل ٩-١ الضوء على تأثير الموجات الثلاث على أسواق الأسهم في الولايات المتحدة وأوروبا والأسواق الناشئة. ونلاحظ أن الموجة الأمريكية تحولت بسرعة إلى صدمة عالمية، حيث تضررت أسواق الائتمان والميزانيات العمومية للبنوك في جميع أنحاء العالم. وانخفضت جميع أسواق الأسهم الرئيسية معًا، وعانت الأسواق الناشئة (التي تتمتع ببيتا عالية، والأكثر عرضة لانهيار نمو التجارة العالمية) من الانخفاضات الأضخم. كما كان للانتعاش، الذي أطلقته سياسات أسعار الفائدة الصفرية وبداية التيسير الكمي في الولايات المتحدة، تأثير عالمي، وانتعشت بقوة أسهم الأسواق الناشئة (التي عانت في البداية أكثر من غيرها).
fig31
شكل ٩-١: الموجات الثلاث للأزمة المالية (أداء العائد الإجمالي بالدولار الأمريكي).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

لكن التعافي توقف بعد ذلك مع امتداد الأزمة إلى أوروبا. وهنا، أدى الجمع بين البنوك ذات الاستدانة العالية والضعف المؤسسي في الإطار المالي لمنطقة اليورو إلى أزمة ديون سيادية وهبوط حاد آخر. ولكن خلال جزء كبير من هذه الفترة، تمكن الاقتصاد وسوق الأوراق المالية في الولايات المتحدة من الانفصال عن بقية العالم، واستمر في تحقيق تقدم سريع.

كان التأثير شديدًا في أوروبا، وبحلول أواخر يوليو ٢٠١٢، واجه القطاع المالي في منطقة اليورو أزمة حادة. فبحلول صيف عام ٢٠١٢، بلغت عوائد السندات السيادية الإسبانية لأجل عشر سنوات مستويات أعلى من ٧٫٥٪، وكان معدل العائد على السندات لأجل عامين يقترب من ٧٪. وهدد تسطيح منحنى العائد الحكومي الإسباني عند مستويات غير متسقة مع الاستدامة المالية والاقتصادية الكلية بتوقف سوق السندات السيادية. ونظرًا للدور المركزي الذي تلعبه هذه السوق في الأداء الأوسع نطاقًا للنظام المالي الإسباني (والعلاقات الوثيقة بين البنوك والحكومة)، أصبح القطاع المصرفي الإسباني مهددًا. وانتقلت الأزمة إلى بلدان أخرى على أطراف منطقة اليورو مع ارتفاع العوائد السيادية الإيطالية أيضًا إلى نحو ٧٪؛ مما تسبَّب في إثارة مخاوف واسعة النطاق بشأن المخاطر الوجودية التي تهدد اليورو ومنطقة اليورو.

أخيرًا، انتعشت أسواق الأسهم على مستوى العالم في منتصف عام ٢٠١٢ مع تراجع علاوات المخاطر في أعقاب التدخلات السياسية الصارمة من جانب البنك المركزي الأوروبي والتأكيدات الشفهية بأن البنك المركزي الأوروبي سوف يفعل «كل ما يلزم» للحفاظ على اليورو؛ الأمر الذي أظهر مرة أخرى قدرة البنوك المركزية على تغيير توقعات السوق. وفي أعقاب تعليقات رئيس البنك المركزي الأوروبي دراجي، أعلن عن برنامج المعاملات النقدية المباشرة للبنك المركزي الأوروبي في مؤتمر صحفي عُقد في سبتمبر ٢٠١٢. أما فيما يتعلق بدول منطقة اليورو التي قبلت الشروط الضمنية في آلية الاستقرار الأوروبي، واحتفظت في الوقت نفسه بالقدرة على الوصول إلى السوق، فقد كان البنك المركزي الأوروبي على استعداد لشراء الديون الحكومية القصيرة الأجل بكميات غير محدودة.

لكن في الوقت الذي بدا فيه أن الأمور تهدأ، أدى الضعف الكبير في أسواق السلع الأساسية وأسهم الأسواق الناشئة إلى إثارة موجة ثالثة من الانحدار، وكانت الصين هي مركز الأزمة. وتأثرت أوروبا مرة أخرى؛ نظرًا لتعرضها الكبير للأسواق الناشئة، ولكن سوق الأسهم الأمريكية شهدت تصحيحًا أخف وأقصر، واعتُبرت مرة أخرى ملاذًا آمنًا نسبيًّا.

منذ منتصف عام ٢٠١٦، تحركت أسواق الأسهم وأسواق الدخل الثابت (السندات والقروض) معًا إلى الأعلى، على الرغم من وجود اختلافات كبيرة في العوائد النسبية. وكان لتيسير السياسات النقدية الصارمة والتيسير الكمي تأثير قوي في دفع التقييمات في الأسواق المالية إلى الارتفاع. وقد تناولت أبحاث أكاديمية مختلفةٌ تأثير التيسير الكمي على أسعار السندات، وخاصة بعد الإعلان عنها. وأشارت أبحاث أخرى إلى أن التيسير الكمي كان له تأثير ملموس على أسواق الأسهم أيضًا، حيث تشير بعض التقديرات إلى أنه في حالة مؤشر فوتسي الرئيسي في المملكة المتحدة ومؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ في الولايات المتحدة، «تسببت التدابير السياسية غير التقليدية المعتمَدة في زيادة أسعار الأسهم بنسبة ٣٠٪ على الأقل.»6

لقد ارتفعت جميع أسواق الأسهم معًا، وتخلصت أخيرًا من تأثير الأزمة المالية. وفي سياق هذه الأزمة المستمرة، كان عام ٢٠١٦ بمثابة نقطة تحوُّل مهمة حيث ارتفعت أسواق الأسهم العالمية على خلفية النمو القوي المتزامن وتراجع المخاطر السياسية/النظامية. وأدى التحسن في النمو والأرباح إلى تحقيق، لأول مرة في الدورة، حصة كبيرة من أسواق عوائد الأسهم من نمو الأرباح بدلًا من ارتفاع التقييمات.

وكما هو متوقع، دفع هذا المزيج أسواق الأسهم العالمية إلى أن ترتفع ارتفاعًا حادًّا، حيث سجل مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال العالمي واحدة من أعلى عوائده على أساسٍ معدل وفقًا للمخاطر منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين.

الفجوة غير العادية بين الأسواق المالية والأنظمة الاقتصادية

على الرغم من أن المراحل «النموذجية» للدورة منذ عام ٢٠٠٩ قد تأثرت بالمشكلات المستمرة التي ذكرناها للتو، هناك بعض الطرق الأساسية التي تغيرت بها طبيعة الدورة الحالية وشكلها أيضًا منذ عام ٢٠٠٨.

fig32
شكل ٩-٢: تعافٍ اقتصادي أضعف من المتوسط (إجمالي الناتج المحلي الحقيقي للولايات المتحدة من أدنى مستوًى وحتى ١٠ سنوات تالية).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

وجدير بالذكر أن ما يجعل فترة ما بعد الأزمة المالية غير عادية هو أن الدورة الاقتصادية كانت أطول بكثير من المعتاد، وأضعف بكثير. وإذا أخذنا الولايات المتحدة مثالًا، فإن الاقتصاد الآن، أي في وقت كتابة هذا الكتاب، يمر بأطول توسع اقتصادي له منذ ١٥٠ عامًا. ولكن على الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي تمكن من التعافي على نحو أقوى من الاقتصادات في آسيا وأوروبا في السنوات الأخيرة، فقد حقق تعافيًا أبطأ من معظم حالات الركود «العادية». يوضح شكل ٩-٢ مسار النمو الاقتصادي منذ ركود عام ٢٠٠٩ مقارنةً بمتوسط التعافي من فترات الركود السابقة على مدى السنوات الخمسين الماضية.

وقد كان استمرار النمو البطيء بعد الأزمة المالية أوضح في أجزاء أخرى من العالم، خاصةً في أوروبا، حيث كان تأثير الديون السيادية والأزمات المصرفية أعظم.

ومع ذلك تماشى التعافي البطيء للنشاط الاقتصادي وانخفاض مستوى التضخم الذي أعقب الركود العظيم مع خصائص حالات التعافي الاقتصادي السابقة من فترات الركود الناجمة عن انهيارات قطاع الإسكان أو القطاع المصرفي. وبالنظر إلى نسب الاستدانة المرتفعة التي سبقت الأزمة المالية، لا ينبغي أن يكون هذا مفاجئًا على الإطلاق. وقد أظهرت دراسات عديدة أن دورات الأعمال التي تتبع دورات الاستدانة الكبيرة تميل إلى التسبب في حدوث تعافٍ أبطأ وأضعف للنمو. على سبيل المثال، في دراسة أُجريت على نحو ٢٠٠ حالة ركود منذ عام ١٨٥٠، اكتشف مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو7 أن خصائص فترة التعافي بعد الركود تعتمد إلى حد كبير على الظروف التي سبقتها. وبخاصة، «من المرجح أن يكون مسار الركود والتعافي المرتبط بذروة الأزمة المالية أطول أمدًا وأكثر تأثيرًا من المسار الذي نجده بعد ذروة طبيعية.» وقد وردت ملحوظة مماثلة في دراسات أخرى.8
تشير دراسات أُجريت على حالات سابقة من الضغوط المالية في مختلف أنحاء العالم إلى خسائر مماثلة كبيرة ومستمرة في الناتج. على سبيل المثال، درس رومر ورومر (٢٠١٧) مجموعةً من البلدان في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ووجدا أن إجمالي الناتج المحلي يكون عادةً أقل بنحو ٩ نقاط مئوية بعد خمس سنوات من حدوث أزمة مالية شديدة.9

ومن المثير للاهتمام أن وتيرة التعافي من الركود في عام ٢٠٠٨ في الاقتصاد الأمريكي كانت مماثلة للغاية لتلك التي حققتها اليابان في أوائل تسعينيات القرن العشرين في أعقاب انهيار البنوك والعقارات في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، على الرغم من أن وتيرة التعافي في اليابان لم ترقَ إلى مستوى ما حققته الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة (إلى حد كبير بسبب سياسات أكثر صرامة).

fig33
شكل ٩-٣: أضعف تعافٍ مالي ولكنه فعال فعاليةً غير عادية (مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

اللافت في دورة ما بعد الأزمة المالية، وخاصةً في ظل الخلفية الاقتصادية الضعيفة، هو قوة انتعاش أسعار الأسهم. وكما يظهر في شكل ٩-٣، فرغم أن سوق الأسهم (كما يظهر هنا في الولايات المتحدة) شهدت نمطًا مماثلًا نسبيًّا للتعافي الاقتصادي لليابان في تسعينيات القرن العشرين، كان أداء هذه السوق أقوى بكثير من «متوسط» التعافي من الركود، وأقوى أيضًا من التعافي من السوق الهابطة في اليابان في تسعينيات القرن العشرين (انظر شكل ٩-٤). وكان نجاح هذه الدورة يكمن في طول مدتها. فقد سجلت دورة الأسهم بعد الأزمة المالية (باستخدام مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠) أطول موجة صعود لها على الإطلاق، مع طفرة استمرت لأكثر من عقد من الزمن.
fig34
شكل ٩-٤: تعافي الأسواق المالية.

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

بعبارة أخرى، على الرغم من موجات الأزمة المالية المتلاحقة، كانت العوائد الإجمالية قوية في مختلف المجالات (وإن كانت أعلى من أدنى مستويات السوق في عام ٢٠٠٩). ومن الصعب أن نعرف إلى أي مدًى كان التعافي في أسواق الأسهم ناتجًا عن تيسير الظروف المالية، وانخفاض أسعار الفائدة إلى صفر، والتيسير الكمي، ولكن من الواضح أن تعافي أسواق الأسهم في هذه الدورة كان أكثر ارتفاعًا بكثير من التعافي الذي أعقب أسواق هابطة مماثلة في الماضي.

يُظهِر شكل ٩-٥ المدة المستغرقة للتعافي من الخسائر الناجمة عن الأسواق الهابطة الكبرى. وكانت الدورة الحالية (على الأقل في الولايات المتحدة) أسرع كثيرًا من تلك التي أعقبت انهيار الاقتصاد في عام ١٩٢٩، وفي اليابان في عام ١٩٩٠. فقد استعادت العوائد ١٠٠٪ من أعلى مستوياتها السابقة في غضون أربع سنوات من الأزمة في هذه الدورة، في حين ظلت عند نحو ٥٠٪ من أعلى مستويات سابقة لعوائدها بعد دورتَي الولايات المتحدة في عام ١٩٢٩ واليابان في عام ١٩٩٠.
fig35
شكل ٩-٥: على النقيض مما حدث في أزمة ثلاثينيات القرن العشرين في الولايات المتحدة أو أزمة تسعينيات القرن العشرين في اليابان، تعافت الأسواق الأمريكية من خسائرها بسرعة بعد عام ٢٠٠٩ (عوائد الأسعار الاسمية؛ الولايات المتحدة: ستاندرد آند بورز ٥٠٠؛ اليابان: توبكس).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

fig36
شكل ٩-٦: الفجوة الكبيرة بين تضخم أسعار الأصول وتضخم «الاقتصاد الحقيقي» (أداء العائد الإجمالي بالعملة المحلية منذ يناير ٢٠٠٩).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

ارتفاع جميع الأصول مع موجة السيولة

اعتمد جزء من نجاح الأصول المالية على مدى السنوات العشر الماضية على أنها كانت مدفوعة بعامل مشترك، ألا وهو انخفاض أسعار الفائدة الخالية من المخاطر، التي ساهمت في ارتفاع التقييمات. ورغم أن الأسهم حققت عوائد أعلى من السندات، كان تأثير السياسات النقدية المتساهلة مُستشعَرًا في جميع فئات الأصول.

كان لتيسير السياسات النقدية الصارمة (الذي يتضمن التيسير الكمي) بعد الأزمة تأثير ذو مغزًى لعوائد الأصول. وفي الواقع أن الفجوة بين «التضخم» المقيس في الاقتصاد الحقيقي وتضخم الأصول المالية كانت ملحوظة أيضًا في هذه الدورة (انظر شكل ٩-٦). وقد شهدت الأصول المالية تضخمًا كبيرًا، ساهم جزء كبير منه في ارتفاع التقييمات في الأسواق أثناء انهيار أسعار الفائدة.
fig37
شكل ٩-٧: يُعزى جزء كبير من الارتفاع في الأسواق بعد مرور عشر سنوات على الأزمة حتى الآن إلى الارتفاع في التقييمات والهوامش (مساهمة المبيعات والهوامش في عوائد الأسعار: مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ باستثناء المؤسسات المالية والعقارات والمرافق؛ التعافي الحالي بدءًا من مارس ٢٠٠٩).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

ونتيجةً لهذا، فقد أدت فترة ما بعد الأزمة المالية إلى حدوث أطول وأقوى سوق صاعدة ضمن حافظة «متوازنة» قياسية (المُعرَّفة هنا بأنها معيار مرجعي يتألف من ٦٠٪ من الأسهم الأمريكية و٤٠٪ من السندات الحكومية الأمريكية).

الدوافع غير العادية للعائد

إن مدى مساهمة التقييمات العالية في العوائد يختلف من سوق لأخرى، ولكن، كما يوضح شكل ٩-٧، فقد دفعت التقييمات نسبةً أعلى من العوائد في فترة ما بعد الأزمة المالية، على الأقل مقارنةً بمتوسط الأسواق الصاعدة السابقة، وخاصةً في أوروبا. وحتى في سوق الأسهم الأمريكية (حيث الأرباح قوية)، كان تأثير التقييمات على نسبة عائد السوق أكبر ثلاث مرات مقارنةً بمتوسط الدورات السابقة؛ أي تقريبًا ثلث العائد مقارنةً بمتوسط الدورات السابقة (على مدى فترة مماثلة) الذي تجاوز ١٠٪ بقليل. كما ساهمت الهوامش في نسبةٍ أكبر من العوائد مقارنةً بالمتوسط المعتاد في الدورات السابقة (ويرجع هذا جزئيًّا إلى ارتفاع هوامش قطاع التكنولوجيا ارتفاعًا حادًّا). وفي الوقت نفسه، كان نمو الإيرادات أضعف (نحو نصف نسبة العوائد التي تمثلها عادةً)، ويرجع هذا جزئيًّا إلى الانخفاض الشديد في مستوى التضخم عمومًا.

انخفاض مستوى التضخم وأسعار الفائدة

تمثل التغيير الحاسم الآخر منذ الأزمة المالية في أسعار الفائدة وعوائد السندات؛ يناقش الفصل العاشر هذا الموضوع بمزيد من التفصيل.

لم تنخفض أسعار الفائدة الاسمية والتضخم فحسب؛ بل حدث أيضًا انخفاض كبير في أسعار الفائدة الحقيقية الطويلة الأجل (أسعار الفائدة الاسمية مطروحًا منها نسبة التضخم) (انظر شكل ٩-٨).
fig38
شكل ٩-٨: تحول قيم عوائد السندات الحقيقية إلى قيم سالبة (العائد الاسمي لعشر سنوات مطروحًا منه نسبة التضخم الحالي).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

قد يكون هناك العديد من الأسباب وراء ذلك الأمر. أحد التفسيرات هو أنه عندما تتجاوز المدخرات حجم الاستثمارات، يتسبب ذلك في انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية المتوازنة. والمبرر وراء ذلك هو أن التغيرات في السياسة النقدية والإنفاق المالي لم تكن في الواقع أهم محركات أسعار الفائدة. على سبيل المثال، في فرضية الركود الطويل الأجل، يقترح سامرز (٢٠١٥) أن الطلب الكلي الضعيف على نحو مزمن، جنبًا إلى جنب مع أسعار الفائدة المنخفضة للغاية التي حددتها البنوك المركزية، تسبَّب في جعل معدلات الادخار المرغوب فيه أعلى من الاستثمار؛ ومن ثَم دفع أسعار الفائدة الطبيعية إلى ما دون أسعار السوق. لقد أدت التخمة الادخارية العالمية (بيرنانكي ٢٠٠٥) ونقص الأصول الآمنة (كاباليرو وفارحي ٢٠١٧)10 إلى دفع المدخرات الفائضة في اقتصادات الأسواق الناشئة، التي تنعكس في فوائض حساباتها الجارية، إلى الاقتصادات المتقدمة؛ مما أدى إلى انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية هناك. وألقى آخرون بالمسئولية على تباطؤ النمو الاقتصادي وانخفاض التضخم (بما يعكس تأثير العوامل الديموجرافية وأيضًا تأثير الاضطراب التكنولوجي السريع).
أيًّا كانت الأسباب، فقد انخفضت أيضًا مقاييس السوق الآجلة للتضخم مقارنةً بالدورات السابقة. وفي الماضي، نجم عن تضييق سوق العمل في كثير من الأحيان ضغوطٌ تضخمية كبيرة ومستمرة؛ مما دفع البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة رفعًا حادًّا، وبالتبعية زيادة مخاطر الركود. ولكن منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ساهمت التوجيهات المستقبلية الأكثر فعالية من جانب البنوك المركزية في انخفاض التضخم وزيادة استقراره، إلى جانب تسطح منحنى فيليبس (الذي يعبر عن العلاقة بين البطالة والتضخم)؛ مما أدى إلى توقعات تضخم أكثر استقرارًا بكثير.11 وإلى حد ما، كان تأثير التيسير الكمي مسئولًا أيضًا.12 يتناول الفصل العاشر بمزيد من التفصيل تأثير توقعات التضخم والانخفاض الشديد في عوائد السندات.

تراجع توقعات النمو العالمي

fig39
شكل ٩-٩: انخفاض نمو الإيرادات جنبًا إلى جنب مع انخفاض إجمالي الناتج المحلي الاسمي (نمو المبيعات سنويًّا (المتوسط المتداول لمدة عشر سنوات)، في السوق باستثناء المؤسسات المالية).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

رغم انخفاض أسعار الفائدة وتراجع توقعات التضخم، حدث أيضًا انخفاض كبير في معدلات النمو الطويلة الأجل منذ الأزمة المالية. وقد انعكس هذا في كلٍّ من توقعات النشاط الاقتصادي الطويلة الأجل وفي نمو المبيعات وأرباح الشركات لكل سهم. يوضح شكل ٩-٩ المتوسط المتداول لمدة عشر سنوات (للتخفيف من تقلبات البيانات) لنمو المبيعات في أسواق الأسهم في أوروبا والولايات المتحدة والعالم. وقد أدى انخفاض التضخم وضعف التعافي في النشاط الاقتصادي إلى تناقص مبيعات الشركات بوجه عام. ويوضح الشكل كذلك أن معدل النمو السنوي لمدة عشر سنوات في الإيرادات في جميع أنحاء العالم المتقدم قد اقترب من المستويات التي شهدتها اليابان منذ انهيار فقاعة الأصول في أواخر ثمانينيات القرن العشرين.

انخفاض معدلات البطالة وارتفاع معدلات التوظيف

رغم التغيرات التي طرأت على علاقات منحنى فيليبس وتباطؤ النمو الاقتصادي عمومًا، كانت سوق العمل أقوى بكثير مما توقع أغلب الناس في أعقاب الأزمة المالية. وكان القلق يكمن في أن تؤدي فترة انخفاض النمو إلى الارتفاع الشديد في معدلات البطالة، ورغم ثبوت صحة هذا الأمر في بعض الاقتصادات الأكثر تضررًا بالأزمة، خاصةً في جنوب أوروبا، لا يمكن اعتباره قاعدة عامة. ففي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا واليابان، انخفضت معدلات البطالة إلى مستويات لم نشهدها منذ أربعين عامًا أو خمسين.

fig40
شكل ٩-١٠: إجمالي الأشهر التي لم يُسجَّل فيها أي انخفاض في عدد الوظائف في كشوف المرتبات في الولايات المتحدة (إجمالي كشوف المرتبات في غير المجالات الزراعية).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

وفي الوقت نفسه، كان معدل نمو العمالة مثيرًا للإعجاب مقارنةً بمعايير الدورات السابقة. وكما يُظهِر شكل ٩-١٠، فقد استمر نمو العمالة في الولايات المتحدة في وقت كتابة هذا الكتاب لمدة أشهر أطول من أي وقت مضى دون توقف. هناك العديد من التفسيرات لهذا الأمر؛ فقد ساهم انخفاض مستوى دعم الحكومات وانخفاض الضرائب في جعل التوظيف أكثر جاذبية للعديد من الأفراد، وكان هناك أيضًا زيادة كبيرة في نسبة مشاركة الإناث في سوق العمل.13 وربما أدى كذلك ضعف النقابات والمفاوضات الجماعية إلى زيادة عدد الوافدين الجدد إلى سوق العمل، وغالبًا ما يُذكَر ارتفاع معدل أعمار السكان كسبب. ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو تزامن هذا الارتفاع في معدل التوظيف في مرحلة ما بعد الأزمة مع حدوث تغييرات جذرية في التكنولوجيا وسط مخاوف بشأن استحواذ الروبوتات والتكنولوجيا على الوظائف. ومع ذلك فقد ساعدت الابتكارات التكنولوجية الحديثة سوق العمل على النمو وزيادة مرونتها. ووفقًا لصحيفة «ذا إيكونوميست»، انخفضت تكلفة شغل وظيفة شاغرة بنسبة ٨٠٪ في السنوات العشر الماضية.14 وأظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت للبحث عن وظائف قللوا من فترة بطالتهم بنسبة تصل إلى ٢٥٪.15

من بين التطورات غير العادية الأخرى التي ظهرت منذ الأزمة المالية أنه على الرغم من ارتفاع معدلات التوظيف، ظل كلٌّ من الأجور والتضخم عند مستويات منخفضة للغاية.

وعلى المنوال نفسه، كان هناك تغيير كبير آخر منذ الأزمة المالية، وهو الانخفاض المستمر في حصة العمالة من إجمالي الناتج المحلي وارتفاع حصة الأرباح من إجمالي الناتج المحلي (انظر شكل ٩-١١).
fig41
شكل ٩-١١: حصة العمالة الأمريكية من ناتج الأعمال غير الزراعية.

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

ارتفاع هوامش الربح

لقد ساعد بالتأكيد الارتفاع المستمر في هوامش أرباح الشركات منذ الأزمة المالية في تعويض ضعف نمو المبيعات. من المحتمل أن هناك أسبابًا كثيرة وراء زيادة هوامش الشركات زيادةً هائلة. تقع المسئولية على كلٍّ من عدم القدرة على تحديد الأسعار في سوق العمل (الذي يعكس القوة المتنامية للتكنولوجيا)، وكذلك الارتفاع السريع في هوامش الشركات التكنولوجية الأسرع نموًّا. بالإضافة إلى ذلك، كان الاتجاه المتنامي للعولمة مهمًّا. وفي ألمانيا كان تضخم الأجور منخفضًا في السنوات الأخيرة، رغم انخفاض معدلات البطالة، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى أنه في حالة مطالبة العمال بزيادة الأجور، فهناك فرصة كبرى لانتقال هذه الوظائف الأعلى أجرًا إلى أوروبا الوسطى وأماكن أخرى حيث سوق العمل مندمجة على نحو وثيق في الاقتصاد الألماني.

fig42
شكل ٩-١٢: انخفاض حصة أرباح إجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة مع عدم انعكاس ذلك على صافي هامش دخل شركات مؤشر ستاندرد آند بورز.

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

ومع ذلك، هناك مخاطر تتمثل في أن هذه الهوامش غير مستدامة. ففي الولايات المتحدة على الأقل، كانت هناك فجوة متزايدة الاتساع بين الهوامش في الاقتصاد كله والهوامش الموجودة في سوق الأوراق المالية على وجه التحديد (انظر شكل ٩-١٢). يُعزى ذلك جزئيًّا إلى تأثير تخفيضات الضرائب في الولايات المتحدة في عام ٢٠١٧، التي أفادت على وجه الخصوص الشركات الدولية الكبرى (الممثلة في سوق الأوراق المالية). ويرجع ذلك أيضًا إلى الاختلاف في النسبة التي يمثلها كل قطاع؛ فسوق الأوراق المالية في الولايات المتحدة تحتوي على نسبة عالية جدًّا من شركات التكنولوجيا الضخمة التي تتمتع بحصة سوقية متنامية وهوامش ربح أعلى من الشركات التقليدية في الاقتصاد كله. ولكن هناك الآن ارتفاعًا في الأجور بدأ يُضعِف هوامش الربح، وقد يبدأ هذا في التأثير على سوق الأوراق المالية أيضًا. في حال توقف التقييمات عن الارتفاع في المستقبل وبلوغ الهوامش ذروتها (وهو أمر من المرجح أن يحدث في دورة اقتصادية ناضجة)، يؤدي انخفاض نمو المبيعات إلى انخفاض نمو الأرباح؛ ومن ثَم انخفاض العوائد.

انخفاض معدل تقلب متغيرات الاقتصاد الكلي

على الرغم من انخفاض توقعات النمو الاقتصادي الطويلة الأجل، وتباطؤ نمو الإيرادات في قطاع الشركات، فقد تراجع معدل تقلب النمو أيضًا (انظر شكل ٩-١٣).

وقد تزامن حدوث كثير من هذه الأمور مع استقلال البنوك المركزية وطفرة العولمة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي في أواخر تسعينيات القرن العشرين. ومع ذلك تكرر الانخفاض منذ الأزمة المالية. ورغم أن فترة التسعينيات يُشار إليها غالبًا باسم فترة «الاعتدال العظيم» بسبب نموها المستقر وانخفاض التضخم، فإنها انتهت، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى فقاعة التكنولوجيا في أسواق الأسهم في نهاية القرن. ولكن منذ ذلك الحين، انخفض معدل تقلب الاقتصاد الكلي مجددًا. وانخفضت مخاطر المحركات النموذجية لفترات الركود السابقة، مثل الثورات الصناعية، وأزمات النفط، والتضخم المفرط، منذ الأزمة المالية. وبالإضافة إلى هذا، فمن المرجح أن تستمر الدورة الحالية مدةً أطول في ظل غياب أي ارتفاعات كبيرة في أسعار الفائدة، أو فقاعات مالية، أو اختلالات في الاقتصاد الكلي.

fig43
شكل ٩-١٣: تراجع معدل تقلب نمو إجمالي الناتج المحلي الأمريكي ومعدلي التضخم والبطالة، خاصة منذ ثمانينيات القرن العشرين (التقلب المتداول على خمس سنوات).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

من اللافت للنظر أيضًا أنه على الرغم من تباطؤ وتيرة نمو الإيرادات في قطاع الشركات، فقد انخفض أيضًا معدل تقلب أرباح الشركات (أو الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك)16 (انظر شكل ٩-١٤).
fig44
شكل ٩-١٤: معدل تقلب نمو الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك في متوسط الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ على مدى العشر السنوات السابقة.

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

في الدورات السابقة، كان نمو الأرباح يميل إلى أن يكون دوريًّا، حيث يرتفع ارتفاعًا حادًّا في فترات النمو الاقتصادي (خاصة في المراحل المبكرة من التعافي). ومنذ الأزمة المالية، كان نمو الأرباح منخفضًا نسبيًّا ولكن أكثر استقرارًا (انظر شكل ٩-١٥).

إن انخفاض معدل تقلب الأصول المالية من شأنه جعل الدورات أكثر قابلية للتنبؤ، ما دام لم يتغير هذا التوجه، ولكن من المعقول أن يؤدي تثبيت معدلات التضخم وأسعار الفائدة المنخفضة إلى جعل الدورات أطول كثيرًا في المستقبل. ومن العوامل الإيجابية الأخرى هنا أن اختلالات التوازن في القطاع الخاص أصغر بكثير؛ مما يساعد القطاع الخاص على أن يكون أكثر مرونة في مواجهة الصدمات ويقلل من مخاطر خفض الديون في القطاع الخاص.

fig45
شكل ٩-١٥: عادةً ما تنخفض نسبة الأرباح لكل سهم أثناء فترات الركود (نمو الأرباح المحققة سنويًّا لمؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال العالمي، ويشير التظليل الرمادي إلى فترات الركود [الولايات المتحدة، أوروبا، اليابان، الأسواق الناشئة]).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

تأثير التكنولوجيا المتزايد

تأثر تطور دورة الأسهم منذ الأزمة المالية بتغيير مهم آخر، وهو التكنولوجيا وتأثيرها على العوائد. فالنمو الهائل لبعض شركات التكنولوجيا (أو الشركات التي تستخدم تقنيات جديدة لتعطيل الصناعات التقليدية، بما في ذلك تجارة التجزئة والمطاعم وسيارات الأجرة والفنادق والخدمات المصرفية)، يعني ضمنًا أن توزيع الأرباح قد تضاءل حتى بالمقارنة بالدورات الماضية. وقد شهد قطاع التكنولوجيا ارتفاعًا كبيرًا في الأرباح منذ الأزمة، كما هو موضح في شكل ٩-١٦. ورغم أن العالم (باستثناء قطاع التكنولوجيا) شهد تحسنًا قويًّا في الأرباح مع تعافي الاقتصاد العالمي في عام ٢٠١٦، فقد عاد للتو إلى المستويات التي سادت قبل الأزمة المالية. وفي الوقت نفسه، شهد قطاع التكنولوجيا ارتفاعًا في الأرباح لكل سهم خلال الفترة نفسها.
fig46
شكل ٩-١٦: تجاوز أرباح قطاع التكنولوجيا لأرباح السوق العالمية (الأرباح العالمية في الاثني عشر شهرًا الماضية [٠١ / ٠١ / ٢٠٠٩ = ١٠٠]).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

وقد أدى هذا التغيير الجذري، الذي يناقشه الفصل الحادي عشر بمزيد من التفصيل، إلى وجود فجوة كبيرة بين أداء القطاعات التي حققت أعلى العوائد في سوق الأوراق المالية والقطاعات الأخرى.

الفجوة غير العادية بين النمو والقيمة

تناول الفصل الخامس بعض التأثيرات التقليدية في أنماط الاستثمار على مدار الدورة، ولكن البيئة التي أعقبت الأزمة المالية أدت إلى نمط مستمر ومستدام من العوائد النسبية داخل أسواق الأسهم أكثر حدة مما اعتدنا أن نشهده في الماضي. وبالنظر إلى توجهات السوق العالمية تحديدًا، نجد أن أداء قطاع القيمة في أسواق الأوراق المالية (أي الشركات ذات التقييم المنخفض عمومًا) كان أضعف من أداء ما يُسمى بشركات النمو (تلك التي يُتوقَّع لها نمو مستقبلي أعلى) (شكل ٩-١٧).
fig47
شكل ٩-١٧: القيمة مقابل النمو وفقًا لمؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال العالمي.

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

هناك عدة أسباب لذلك تتعلق بالطبيعة الفريدة لهذه الدورة على وجه الخصوص.

  • أولًا: كان النمو محدودًا؛ ومن ثَم، حظي بتقدير كبير بوجه عام. ولقد شهدنا بالفعل انخفاضًا في نمو الإيرادات منذ الأزمة المالية، ولكن انخفضت أيضًا بوجه عام نسبة الشركات ذات النمو المرتفع في معظم أسواق الأسهم. على سبيل المثال، يوضح شكل ٩-١٨ حصة الشركات العالية النمو مقابل الشركات المنخفضة النمو على مستوى العالم على مر السنين. وتشير تسمية «عالية النمو» هنا إلى الشركات التي من المتوقع أن تنمو إيراداتها بأكثر من ٨٪ سنويًّا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، أما تسمية «منخفضة النمو» فتشير إلى الشركات التي من المتوقع أن تنمو بمعدل أقل من ٤٪.
  • ثانيًا: عزَّز انخفاض عوائد السندات قيمة النمو مقابل القيمة نتيجة ﻟ «مدة» أسهم النمو الأطول؛ ومن ثَم مدى تأثرها بانخفاض أسعار الفائدة. وقد ناقش الفصل الخامس هذه النقطة بمزيد من التفاصيل. يُظهِر شكل ٩-١٩ العلاقة بين عوائد السندات والأداء النسبي للنمو مقابل القيمة.
  • ثالثًا: عزَّز انخفاض عوائد أسهم الشركات الدفاعية مقارنةً بأسهم الشركات الدورية. وهذا موضوع مشابه للنمو مقابل القيمة. فالعديد من القطاعات الدورية تتمتع بنسبة سعر إلى أرباح منخفضة، في حين يُنظَر إلى أغلب أسهم الشركات الدفاعية على أنها تقدم نموًّا أفضل، أو — وهو الأهم — نموًّا يمكن التنبؤ به (شكل ٩-٢٠).
  • رابعًا: أدى انخفاض عوائد السندات إلى زيادة قيمة الشركات ذات التقلبات المنخفضة والميزانيات العمومية القوية، فضلًا عن تلك التي توصف غالبًا بأنها «عالية الجودة». وقد فُضِّل هذا النمط من الاستثمار في البيئات التي تتسم بعدم اليقين الاقتصادي والسياسي؛ مما أدى إلى زيادة قيمة الشركات التي تتمتع بدرجة عالية من الاستقرار أو القدرة على التنبؤ بتدفقات إيراداتها المستقبلية (شكل ٩-٢١).
  • خامسًا: كان للتحول نحو تفضيل النمو مقابل القيمة تأثيرٌ ملموس أيضًا على الأداء النسبي لمختلف مناطق العالم. وتحديدًا، كان هناك اتجاه ثابت لتفوق أداء سوق الأسهم الأمريكية مقارنةً بأسواق الأسهم الأخرى منذ الأزمة المالية، ويتجلى هذا الأمر عند مقارنة أداء سوق الأسهم الأمريكية بأداء سوق الأسهم الأوروبية. ويوضح شكل ٩-٢٢ الأداء النسبي لمؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ ومؤشر يورو ستوكس (المعيار الرئيسي للأسهم في منطقة اليورو) على مر الزمن. فبين عامَي ١٩٩٠ و٢٠٠٧ لم يكن هناك اتجاه واضح؛ وكان الأداء النسبي بين هذه الأسواق دوريًّا إلى حد ما؛ ففي بعض الأحيان تفوق أداء الولايات المتحدة على أوروبا، وفي أحيان أخرى تفوقت أوروبا. ولقد شهدت الفترة منذ الأزمة المالية اتجاهًا متكررًا لتفوق أداء سوق الأسهم الأمريكية.
fig48
شكل ٩-١٨: عدد الشركات المتوقع أن يرتفع معدل نمو مبيعاتها قليل جدًّا (مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال العالمي).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

fig49
شكل ٩-١٩: التأثير المحتمل لانخفاض عوائد السندات على أسهم القيمة.

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

fig50
شكل ٩-٢٠: تأثر أسهم الشركات الدورية والشركات الدفاعية بعوائد السندات.

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

fig51
شكل ٩-٢١: تفوق أداء الأسهم المنخفضة التقلبات مع انخفاض توقعات التضخم والعوائد.

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

المثير للاهتمام في هذا الأمر أن هذا الاتجاه للأداء النسبي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأداء النسبي لمؤشرات القيمة مقابل النمو. وتُعَد الولايات المتحدة سوق نموٍّ ذات تركيز عالٍ على الشركات التي تتمتع بنمو سريع، في حين أن السوق الأوروبية عكس ذلك؛ فهي تحتوي على نسبة عالية من الشركات المنخفضة النمو و«الأرخص» في الصناعات الناضجة نسبيًّا، وتتألف نسبة صغيرة من السوق من شركات عالية النمو.

fig52
شكل ٩-٢٢: انعكاس الأداء النسبي لأسهم القيمة مقابل أسهم النمو في الأداء النسبي لأوروبا مقابل الولايات المتحدة.

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

تعكس الاختلافات الكبيرة في أداء الأسهم الإقليمية التي حدثت منذ الأزمة المالية اختلافاتٍ كبيرةً جدًّا بين نمو الأرباح لكل سهم في مختلف أسواق الأسهم الرئيسية. على سبيل المثال، كما هو موضح في شكل ٩-٢٣، منذ الذروة الأخيرة في مستويات الأرباح لكل سهم قبل بدء الأزمة المالية مباشرةً، ارتفع مستوى الأرباح لكل سهم في الولايات المتحدة بنحو ٩٠٪. وكان لقطاع التكنولوجيا حصة كبيرة من هذا الارتفاع في الأرباح. وفي اليابان، كانت الزيادة المكافئة ١٢٪، وفي جميع أنحاء أوروبا (الممثَّلة هنا في أكبر شركات مؤشر ستوكس ٦٠٠)، كان إجمالي الارتفاع في الأرباح لكل سهم ضئيلًا، بنسبة ٤٪. وكما هو الحال في الولايات المتحدة، تُعَد نسبة القطاعات داخل أسواق الأسهم هذه عاملًا مهمًّا. فقد أدت النسبة الكبيرة لشركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة إلى تعزيز الأرباح، في حين لدى أوروبا نسبة كبيرة من البنوك (التي عانت من انخفاض كبير في الأرباح). وعند تعديل الأرقام الأوروبية لمعرفة ما قد يكون عليه معدل نمو أرباح كل سهم لو كانت أوروبا تتمتع بنسب قطاعات الولايات المتحدة نفسها (على سبيل المثال، المزيد من شركات التكنولوجيا والقليل من البنوك)، نجد أن نمو الأرباح كان سيصبح أقوى بكثير، بما يصل إلى ما يقرب من ٤٠٪.
fig53
شكل ٩-٢٣: تقلص الفجوة بين نسبة الأرباح لكل سهم في الولايات المتحدة وأوروبا إلى النصف تقريبًا عند تعديل نسب القطاعات (وصول نسبة الأرباح لكل سهم إلى الذروة في عام ٢٠٠٦ في مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ وتوبكس، وفي عام ٢٠٠٧ في مؤشر ستوكس ٦٠٠ الأوروبي ومؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال لآسيا والمحيط الهادي باستثناء اليابان).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

دروس مستفادة من اليابان

إن انخفاض النمو والتضخم وأسعار الفائدة، الذي أصبح اتجاهًا مهيمنًا في العديد من الاقتصادات منذ الأزمة المالية، ليس بالأمر الجديد. فقد عانت اليابان، بعد أزمتها المالية في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، من انهيار مماثل في سوق الأسهم وازدهار في أسعار السندات مع انحدار أسعار الفائدة بلا هوادة. ونتيجة لهذا تُقدِّم التجربة اليابانية بعد فقاعتها المالية بعض الأدلة على استدامة بعض الاتجاهات التي ناقشناها هنا فيما يتعلق بحقبة ما بعد الأزمة المالية. لا شك أن هناك اختلافات مهمة بين الدورات المالية في اليابان منذ عام ١٩٩٠ وبقية العالم بعد عام ٢٠٠٨. وأحد الأسباب أن حجم فقاعة أسعار الأراضي والعقارات في حالة اليابان كان أكبر بكثير. ناقشنا في الفصل الثامن الارتفاع الهائل في قيمة الأراضي. وأدت العلاقة التكافلية بين ارتفاع قيمة الأراضي وأرباح الشركات وأسعار الأسهم إلى وصول مؤشر نيكي القياسي للأسهم إلى ذروة تقييم نسبة السعر إلى الأرباح التي بلغت نحو ٦٠ مرة من الأرباح السابقة، وهو أعلى كثيرًا مما شهدناه في الفترة التي سبقت الأزمة المالية في عام ٢٠٠٧.

لكن قضية ندرة النمو كان لها بالتأكيد تأثير على سوق الأسهم اليابانية، كما رأينا في البيئة التي أعقبت الأزمة المالية. ورغم أن أسهم النمو جميعًا لم يتفوق أداؤها على القيمة في حالة اليابان (حيث تُظهِر المؤشرات العامة للنمو مقابل القيمة أداءً ضعيفًا واضحًا للنمو في اليابان حتى عامَي ٢٠٠٧ / ٢٠٠٨)، يبدو أن هناك بعض الأسباب المعينة وراء ذلك الأمر. أولًا: أدى انخفاض العائد في كلٍّ من أسواق السندات والأسهم في اليابان إلى جعل أسهم عائد توزيعات الأرباح المرتفع أكثر جاذبية مما كانت عليه في معظم الأسواق الأخرى منذ عام ٢٠٠٧؛ وثانيًا: اعتُبر عددٌ قليل نسبيًّا من الشركات في اليابان مُواتيًا لاستثمار المساهمين؛ لذا فإن دفع توزيعات أرباح كان علامةً جيدة على هذه السمة. ثالثًا: كان أداء عوامل النمو والقيمة في اليابان في السنوات العشرين إلى الثلاثين الماضية مماثلًا لأداء تلك العوامل عالميًّا، في حين تفوق أداء القيمة على بقية العالم في أوائل/منتصف تسعينيات القرن العشرين.

ومع ذلك، كان لندرة النمو تأثير كبير على العوائد النسبية في اليابان، وتجلى ذلك في الأداء المتفوق المستمر لشركات التصدير (التي كانت تتمتع بقوة الطلب في الأسواق الخارجية المزدهرة نسبيًّا) خاصةً عند مقارنتها بالبنوك (انظر شكل ٩-٢٤). وكان هذا النمط واضحًا أيضًا في الأسواق الأوروبية في العقد الماضي، حيث مال الطلب المحلي الضعيف والنمو المعقول في الأسواق الأخرى إلى أن يفيدا الشركات التي تتأثر بالطلب الخارجي، في حين أنهما كانا يضران الشركات التي تعتمد على الطلب المحلي المرتفع في المتوسط. وجدير بالذكر أنه هكذا كان الحال في اليابان على الرغم من ارتفاع قيمة الين (على الأقل في البداية).
fig54
شكل ٩-٢٤: استمرار تفوق أداء شركات التصدير في اليابان خاصةً عند مقارنتها بالبنوك (باستخدام القيمة المرجعية ١٠٠ في عام ١٩٨٥).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

لقد تفوقت الشركات الدفاعية، التي تتسم بحساسية منخفضة نسبيًّا لتقلبات معدلات النمو الاقتصادي، على الشركات اليابانية منذ تسعينيات القرن العشرين، وكانت أقوى هذه الشركات هي «شركات النمو الدفاعية»؛ أي شركات السلع الاستهلاكية الأساسية والرعاية الصحية (انظر شكل ٩-٢٥)؛ وصحَّ الأمر نفسه في أوروبا على مدى العقد الماضي. ومع ذلك، كان نمط أداء الشركات الدفاعية ذات العوائد العالية أو الخاضعة للتنظيم الحكومي أقل وضوحًا في اليابان، في حين نتج عمومًا عن التنظيم الحكومي وعدم القدرة على تحديد الأسعار في أوروبا ضعف أداء هذه الأسهم.

هناك تشابه آخر بين دورة ما بعد الأزمة الأخيرة في أوروبا وتلك في اليابان في تسعينيات القرن العشرين وما بعدها، وهو ضعف أداء البنوك. والواقع أن أداء البنوك في إيطاليا، حيث كانت الضغوط في أشد حالاتها، كان أسوأ كثيرًا من أدائها في اليابان منذ انفجار فقاعتها.

إجمالًا، برزت منذ الأزمة المالية عدة تغيرات هيكلية مهمة مقارنةً بتجربة الدورات المتوسطة في فترة ما بعد الحرب:

  • استمرت الدورة الاقتصادية مدةً طويلة طولًا غير معتاد (أطول دورة في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من ١٥٠ عامًا).

fig55
شكل ٩-٢٥: تفوق أداء شركات «النمو الدفاعية» في أوروبا واليابان (الزمن ٠ = الربع الرابع من عام ١٩٩٠ في اليابان، والربع الثالث من عام ٢٠٠٨ في أوروبا).

المصدر: قسم أبحاث الاستثمارات العالمية بجولدمان ساكس.

  • ضعف نسبيًّا أداء الدورة الاقتصادية من حيث نمو إجمالي الناتج المحلي الاسمي والحقيقي؛ مما أدى إلى حقبة من التدابير الاستباقية والحازمة على نحو غير عادي من تيسير للسياسات النقدية الصارمة وبدء تطبيق التيسير الكمي.

  • تراجعت توقعات النمو الطويل الأجل، وتباطأ متوسط نمو الإيرادات في قطاع الشركات في الاقتصادات الغربية، رغم تخفيض أسعار الفائدة.

  • رغم انخفاض النمو الاقتصادي ونمو الأرباح إلى ما دون المتوسط، تمتعت الأسواق المالية بقوة غير عادية في أسواق الدخل الثابت (مع تراجع أسعار الفائدة ومعدل التضخم) وفي أسواق الأسهم والائتمان، حيث دفعت أسعار الفائدة المنخفضة التقييمات إلى الارتفاع.

  • انهارت توقعات التضخم وعلاوات الأجل، وانخفضت عوائد السندات إلى مستويات قياسية، على مستوى العالم وفي العديد من الاقتصادات الفردية.

  • أدى تأثير النمو البطيء والانخفاض القياسي لأسعار الفائدة إلى ندرة الدخل والنمو نسبيًّا. وقد نتج عن هذا الأمر تحولٌ طويل الأجل في الأداء النسبي نحو أصول الجودة والنمو المنخفضة التقلب داخل الأسهم والأصول التي توفر أي زيادة في العائد، مثل الائتمان المؤسسي المرتفع العائد.

  • تزامن مع الأزمة المالية والتعافي الذي تبعها حدوث تحوُّل هائل طويل الأجل أو تحوُّل على مدار الدورة الفائقة في التكنولوجيا. وقد أدى هذا إلى تركيز سريع للإيرادات والأرباح في عدد صغير نسبيًّا من الشركات الضخمة للغاية التي يقع كثير منها في الولايات المتحدة. وقد ساعد هذا، بالإضافة إلى الاقتصاد المحلي القوي، سوق الأسهم الأمريكية على تحقيق عوائد نسبية أعلى.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥