كتلة «الروح الشرقي»
سألني سائلٌ عن رأيي في «الوحدة العربية» فأحلتُه على آرائي السابقة، وقلتُ له: إني لم أُغيِّر موقفي؛ فأنا على الرغم من رغبتي في تكوين شخصيات فكرية مختلفة ووحدات سياسية مستقلة لكلِّ أمةٍ من الأمم العربية والشرقية؛ فإني أحبُّ أن نتذكر دائمًا أننا إزاء الغرب لنا صفةٌ تجمعنا، وينبغي أن نحافظ عليها؛ فأوروبا اليوم عندما تبيَّن لها خطر الحروب التي تُقوِّض المدنيَّات، قد ارتاعت وأرادت أن تحافظ على مصير ما تسميه «الرُّوح الأوروبي»؛ فأقامت من أجل ذلك المؤتمرات، دُعيَ إليها كبار مفكري الأمم الأوروبية ليدرَءوا الأخطار التي تُهدد هذا الروح الأوروبي المريض! … ونحن الشرقيين لنا — من غير شكٍّ كذلك — ما نستطيع أن نسميه «الرُّوح الشرقي»!
إن طابعنا الفكري، وطريقة نظرنا إلى الأشياء، وتقاليدنا وإحساسنا بالجمال الذهني، ومشاعرنا نحو مظاهر الطبيعة المختلفة. أسلوبنا في التعبير، عن حقائقِ الأشياء، كل ذلك ينمُّ عن عقلية خاصة، وعبقرية مستقلة، لا ينبغي أن تتحلل وتتزايَل تحت طغيان مَوجة أقوى! … فإذا نادينا بالوحدة العربية؛ فإنما ذلك لندعم كتلة «الرُّوح الشرقي» أمام كتلة «الرُّوح الغربي»!