المرأة والفنان
الفنان الحقيقي هو ذلك الرجل العجيب الذي تزوج «الفن»، فهل مثل هذا الفنان يستطيع أن يتزوج أيضًا «المرأة»؟ هذا أمرٌ اختلفت فيه الآراء … ورأيي الشخصي أن هذا مستطاع، لو أدركَت المرأة أن حياتها مع هذا الإنسان لا ينبغي أن تُشابه أية حياةٍ أخرى، وأن حياتها ستُبذل بلا ثمنٍ لرجل بذل حياته هو أيضًا بلا ثمن!
نعم … يجب أن تفهم امرأة الفنان أن كل حياتها ينبغي أن تقدَّم لزوجها الفنان، وأن كل رسالتها في الحياة أن تكفل لزوجها الحياة الهنيئة الجميلة التي في كنفها ينتج ويخلق!
زوجة الفنان هي تلك التي تُعنَى بزوجها، ولا تطالب زوجها أن يُعنى بها! … هي التي تزيل متاعب زوجها، ولا تنتظر من زوجها أن يزيل متاعبها … هي التي تتلقى من زوجها همومه ولا تخبره مطلقًا بهمومها! … هي ذي المخلوق الذي يعيش صامتًا صابرًا باسمًا بجوار الفنان طول العمر، دون أن يشعره لحظة واحدة بوقر هذا الجوار! … هي التي تقف إلى جانبه دائمًا دون أن يفطن إلى أنها موجودة! … إن الزوجة التي تستطيع أن تعيش مع «الفنان» هي بالاختصار تلك التي لها رسالةٌ وعقيدة! … هي التي تستحق بصبرها وتضحيتها أن يقرن التاريخ اسمها باسمه! … هي التي تضع في قلبها هذه الكلمة: «إنما يعيش الفنان من أجل الفن، وتعيش هي من أجل الفنان.».