المرأة وأشواكها
كثيرًا ما يخلط الناس أمر نظرتي وعلاقتي بالمرأة، وإنهم ليتهمونني أحيانًا بالتناقض؛ إذ يرون أني أحمل عليها مرة، وأُشيد بذكرها أخرى … والحقيقة أني في كِلا الحالين أعتقد ما أقول!
فالمرأة من غير شكٍّ هي الزهرة المشرقة في بستان وجودنا الآدمي، زهرةٌ لها نضارتها وعبيرها، لكن لها أيضًا أشواكها!
جمال المرأة وفتنتها، هما في نظري أشواكها الحقيقية التي تضع فيها كل سموم سلطانها وسطوتها؛ فالمرأة إنما تُشهر علينا نحن الرجال هذا السلاح، وتقف به في وجه أعمالنا، آمرة فينا وناهية، صائحة بنا أحيانًا أن نقف في طريقنا كما تقف القافلة تحت تهديد قُطاع الطريق لتأخذ منا كل ما عندنا من وقت وقلب ومال وجاه وشُهرة! … إنها لتُجردنا من كل شيء، وتتركنا عُراة تحت سلطان سلاحها المسلط المخيف!
لعلها تتهمني بالمبالغة، ولكن هل تستطيع امرأة أن تقول لي: إن هنالك امرأة في الوجود تعيش لغرضٍ آخر غير سلب الرجال؟ … إنك إذا فتحت رأس امرأةٍ لما وجدت فيه غير هذه الغاية: السطو على رجل!
إن الرجل قد يعيش لعمله أو لفكرته، ولكن فكرة المرأة وعملها هما البحث عن الرجل الذي تسلبه لحظاته وكل حياته؛ فإذا نظرَت المرأة إلى رجل مشهور فإنما تنظر إليه بفكرة واحدة؛ أن هذه الشهرة لها، وإذا كان غنيًّا فالمال لها، وإذا كان لبِقًا ظريفًا فكل ذلك لسرورها ولخدمتها!
لست أتكلم بالطبع هنا عن المرأة المجردة من السلاح، ولكني أتكلم عن المرأة ذات الأشواك والمرأة المدججة «بسلاح» الفتنة والجمال! … وها هو ذا تاريخ البشرية أمامنا، أين هي المرأة الجميلة التي لم تستخدم جمالها في إخضاع الرجل؟ … كم امرأة في التاريخ جعلت جمالها في خدمة «غايةٍ أسمى» من إخضاع الرجل؟ … إن المرأة ليست لها الشجاعة أن تنكِّس سلاح جمالها في وجه الرجل! … إن المرأة مخلوق «غير سِلميٍّ»، متى وُجد في يدها سلاح تحركت فيها غريزة السطو والحرب … إن المرأة الجميلة هي عدوُّ الرجل المفكر!