النبوءة الزائفة
وكانت تُجمَّعُ في خاطري
خيوطٌ ضبابيَّةٌ قاتمةْ،
نهاياتُها في المدى عائمةْ،
وأعراقها السود في ناظري.
ودارتْ خيوطٌ ولفت سواها،
فعانقنَ أفقا،
ووسوسْنَ غيمًا على الريح مُلقى،
تجمَّع من كل صوب، ورعدًا وبرقًا:
لقد أغضب الآثمون الإلها،
وحقَّ العقاب!
يا أفراسَ الله استبقي،
يا خيلًا من نارٍ وسحَاب،
من وقع سنابك الرعد،
والبرق الأزرق في الأفُق.
وصهيلك صور لظًى وعذاب،
الوعد! لقد أزف الوعدُ.
فيا قبضة الله، يا عاصفات،
ويا قاصفات، ويا صاعقةْ،
ألا زلزلي ما بناه الطغاةُ
بنيرانك الماحقة!
وتلتمُّ في خاطري
خيوطُ السحاب،
وتُلقى على الأفُقِ الدائرِ
وراء القباب:
وأحسستُ أن الغيوم انتظارْ،
وأن انتظارًا يشد الترابْ،
وأصدى … بماذا؟
بصوت انفجار.
على الشطِّ وادٍ وزم الشرار.
ورقَّعتُ بالنظرة الشامتةْ
ثقوبَ الكوى الصامتةْ:
سيندكُّ سورٌ، ستنصبُّ نار.
وكان انتظار.
وجمعت الأرض أطباقَها:
سيندكُّ سورٌ، ستنصبُّ نار،
وعصَّرت السُّحْبُ أعراقها
فبلَّ الثرى عاصف ممطر!
جيكور، ٣ / ١١ / ١٩٦١