صخب المؤنث: نحو نسوية إبداعية
«ماذا لو أنك لا تسمع من صخب المؤنَّث غير ضجيج النساء الذي يسكنه الرجال أيضًا؟ لكن في حين يسكن الصخب صمته جيدًا فإن الضجيج لا يُفكِّر، وسيكون عليك حينئذٍ أن تختار بين ضجيجٍ يكرِّر صدى الوعي التعيس، وبين أن تنتظر على عتبات المؤنَّث وُعودًا جديدة. وبين هذا وذاك ستُمضي وقتًا طويلًا أشبه بدهرٍ من الأسئلة المستحيلة.»
صخب المؤنث هو كتاب في مجال الدراسات النسوية يهدف إلى بيان حدود الثنائي مؤنث-مذكر في فهم مشاكل الهيمنة الذكورية التي ترسَّبت في التمثُّلات الرمزية للمجتمعات منذ عقود. كيف يتم تحرير النساء من هذه التمثُّلات البطريركية؟ كل الفلسفات النسوية هي محاولة للإجابة عن هذا السؤال. ركزت المُؤلِّفة في هذا الكتاب على بَسط هذه الفلسفات وتحليل نتائجها والإشارة إلى حدودها، مستهدفةً بيان أن صخب المؤنث ليس نسويًّا تمامًا، ومن ثَم من الضروري تفكيك هذه الرابطة بين النسوية وما هي بصدد النضال ضده؛ إذ ترى المُؤلِّفة أن هذه الفلسفات ما زالت تفكِّر دومًا في إطار السلطة البطريركية والمركزية الذكورية. ولذا تقترح التفكير في أفق نمط من النسوية النقدية من أجل استراتيجيات مغايرة لتحرير المؤنث من الثنائي التقليدي مؤنث-مذكر الذي انبنَى ضمن التمثُّلات الرمزية للهيمنة الذكورية منذ قرون.