تحرير المحسوس: لمسات في الجماليات المعاصرة
«للحواسِّ تاريخها الخاص. ثمَّة تاريخٌ للحواسِّ مثلما ثمَّة تاريخ للعقل وتاريخ للجنون وتاريخ للجنس وتاريخ للسجن. ثمَّة تاريخ للحواسِّ لأن الصمت يُفكر في صمت، ولأن للغياب الحقَّ في كتابة تاريخ غيابه.»
هذا الكتاب هو ثمرة سنوات من البحث والتدريس لمادة الجماليات في الجامعة التونسية، وهو باكورة مسار أكاديمي تَراوح بين تدريس نظريات فلسفة الفن والوقوف عند تحليل تجارب فنية نموذجية من الأدب والمسرح وفن الرسم. إنه كتاب يُراهن على التأريخ لكوجيطو الحواس من جهة تاريخ الفنون الحديثة منذ «فان جوخ» إلى «بيكاسو». وقد سعت المؤلفة فيه إلى تنويعات تأويلية على حقول فنية تراوحت بين الفنون التشكيلية والمسرح والأدب، وقد تمَّ ذلك من خلال التأريخ للحداثة الجمالية في أفق أسئلة فلسفية راهنة: أيُّ حاجة لنا اليوم لتحرير المحسوس؛ أي لتحرير أجسادنا وحواسِّنا وعلاقتنا بأشياء العالم من الأحكام الثقافية التقليدية حولها؟ كيف يمكن للتجارب الفنية أن تمنحها نمطًا مغايرًا للوعي بأجسادنا ومشاعرنا وانفعالاتنا في عالم التحكُّم بالأجساد وتحويلها إلى ماكينات استهلاكية؟ كيف تكون أجسادنا هي نمط تشكيل كينونتنا في العالم؟