نظرية الدوائر الثلاث … قراءة معاصرة بعد نصف قرن: الجزء الثاني (مصر والعرب والعالم)
«إن الوطن العربي اليوم بمثابة قلب مفتوح أو جوف مفتوح يُجري فيه كل من شاء أي عملية جراحية دون أخذ رأي صاحبه، ودون أن يعرف مدى الخطورة، وما إذا كان الهدف هو صحة الجسد أو القضاء عليه.»
يُقصد بنظرية الدوائر الثلاث دوائر التحرُّك المصري ونفوذه؛ فالدائرة الأولى هي مصر في الداخل، والدائرة الثانية العالَم العربي، والدائرة الثالثة العالَم الأفريقي الآسيوي. يتناول «حسن حنفي» في هذا الجزء الدائرتين الثانية والثالثة؛ إذ يوضح انعكاس السياسة الداخلية لمصر على سياستها الخارجية وزعامتها للوطن العربي، ومكانتها في المحيط العالمي، جاعلًا من توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» ومعاهدة السلام نقطة محورية؛ فعلى أثرها صارت القيادة العربية شاغرة، وأصبحت مصر جزءًا من دول الاعتدال بعد أن كانت من دول الطَّوق، وما تَرتَّب على ذلك من صداقة الولايات المتحدة، وتَبنِّي مواقفها في العالم العربي. وفي المقابل تمدَّدت إسرائيل في المنطقة العربية، وارتفعت أصوات الحركات الانفصالية، وبالتبعية أيضًا انهارت الدائرة الثالثة، وفقدَت مصر دورها في حركة تضامُن شعوب آسيا وأفريقيا، وانعزلت عنهم.