حساء الفراشات
أيها الممتد في شرايين السكون،
انتظرني؛
وسأعد لك حساء الفراشات كل يوم.
سأسرق النجوم من عيون السماء،
سأشعل البراكين في قاربنا الوثير،
سأكتب للجنائز قصائد هستيريةً ضاحكة،
سأحول مسارات الكواكب والأقمار والشهب والنيازك؛
لن تعود الأرض كما عرفتَها يومًا.
لن أحبك!
غير أني سأقتفي خُطاك،
سأطارد روائحك الخريفية أينما حلَّت،
سأعبث بالصيف الذي يتركك مسترخيًا حدَّ الذبول،
سأحطم الأصنام التي تعبدها،
ولن أترك باب المغفرة مفتوحًا!
سألتمس الشتاء في معاطفك الدافئة،
سأشعل المواقد القديمة،
سيكون لي كرسيٌّ هزاز،
وشمسٌ حارقةٌ حدَّ الاكتواء،
سأكتب كثيرًا،
سأسكب القهوة مرارًا،
سأمسح على قلبي أحيانًا،
ولن تلاحظ ذلك؛
فقد رحلت الفراشات
إلى ضوء الحياة.