ليلة الاصطفاء
الليلةُ تصطفُّ الأقمار،
المتاهات والممكنات والشهقات،
يتلاشى التكوين والترتيل والفم المُعبأ بالخرابات.
الليلة أزورُ قدري في الخفاء.
الليلة أنا بين الظمأ والارتواء،
بين «ألم نشرح» وبين «وزرٍ» لا أراه.
فإذا أنا حللتُ في سحرك المُتعال؛
لا اشتياق يخذلني، لا نار ترقبني.
الليلة عرسٌ وانتشاء، وصلٌ ممتدٌّ مُتناهٍ،
«وما أدراك» ما وصل المجذوب
إلى سر الكون، إلى قلب الله.
«الليلة» تنزَّل الأرواح،
فسأبقى يا حبيبي في «خير من ألف» احتراق.
قد ألقاك في احتراق، فاحتراق، فاحتراق!
«سلام»، «سلام»، «سلام».
وكل فؤادي يضج سكونًا، يهزُّ النعيم.
فحتى «مطلع» الوجد ودادي،
حتى «مطلع» العشق ابتهالي،
وحتى أبلغ العنقاء في فجر المُحال.