هارون الرشيد مع أنس الجليس
«الفضل: قد حال الحالُ وانقلب، وأُتيح لابن ساوي السبب؛ أن يُطفئ ناري، ويُخرب دياري؛ لأن ولدي التعيس قد ملَك أنس الجليس. وظننتُ أن أَعدِله عنها، فحصل الامتناع منه ومنها. ولا أدري كيف الخلاصُ من غَوائل القَصاص؛ هل أَسلم من الإعدام أو يُذِيقني الأميرُ الحِمام!»
كلَّف حاكمُ البصرة وزيرَه المقرَّب «الفضل بن خاقان» بأن يشتري له قَيْنة (جارية) حسناءَ فصيحةً ذات عِلم وأدب؛ ليضمَّها إلى جواري قَصره، فلم يَتوانَ «الفضل» في تنفيذ أمر سيده، وجدَّ في بحثه بلا كَلل، حتى وجدَ مَن جمَعت بين جَمال الخِلقة وحُلوِ الشمائل؛ إنها الحَسناء «أُنس الجليس»، التي بمجرد أن يراها «علي بن الفضل»، يقع في غَرامها ويُشغَف بحبها، فيسأل أباه أن يُبارِك زواجَه بها، ولكن يا له من شاب نَزِق متهوِّر! فحبُّه سيجرُّ عليه وعلى أبيه الوَيلات؛ إذ كيف يتجرَّأ ويَعشق القَيْنة التي اختصَّها الأمير لنفسه؟! وهنا يُضطر العاشقان أن يهربا إلى أرض الله الواسعة، فتُرى ما عاقبةُ فِعلهما؟ وهل يجدان عند الخليفة العادل «هارون الرشيد» شيئًا من الإنصاف؟ هذا ما ستعرفه بقراءتك هذه المسرحية.