خلاصة المسرحية

ربما تمثل هذه المسرحية نموذجًا لما يمكن أن نُسمِّيه بالتجسيد المسرحي ﻟ «الأسطورة الشخصية »؛ فالمسرحية تعالج أسطورة دورية مُفترضَة للإنسان (الرجل والمرأة)، وتعالج مراحل نُضجهما الروحي، وتتماثل في هذه الأسطورة شُحنات من سيرة «تموز» الذي هو رمز الإنسان بشكل عام، ولا شك أن هناك قوة ظلام وشرٍّ تواجِه هذا الإنسان رمزت لها المسرحية بالشرير.

  • المرحلة الأولى (الصبا والشباب): يكون الرجل الشاب عاشقًا ويلتقي بحبيبته التي تأتي من مكان أرفع في جمالها وكينونتها؛ فهي العذراء العاشقة التي تغوي هذا الراعي الهائم الذي يُغنِّي ويعزف على الناي. وحين يرتبطان لا تسير الأمور على وضعها الطبيعي فيدخل الشرُّ بينهما ويسعى لوضع المرأة في موضع الغيرة وانتقاص الرجل واتهامه بعدم الوفاء وهو ما ينجم عنه من انحدار الرجل إلى عالم الظلام.
  • المرحلة الثانية (شعيرة العبور): يتعلم فيها الرجل أسرار عالم الظلام وتكون المرأة فيها معلمةً له تُعرِّفه على أسرار هذا العالم وتُدلُّه على الكلمة وعلى السحر وعلى الأسلحة التي يجب أن يحوزها لكي يُقاتل بها الشرَّ الذي يتربص به أينما كان، ولذلك يظهر الشرير هنا في صورة الخوف الذي يُروع الرجل، لكنه يتجاوزه في النهاية ويخرج من عالم الظلام إلى عالمٍ أكثر خبرةً ووضوحًا ويُصبح هو أكثر نُضجًا ومُهيئًا للقيام بالأعمال البطولية.
  • المرحلة الثالثة (البطولة): يكون فيها الرجلُ بطلًا ناضجًا عارفًا قادرًا على التعامل مع الحياة والشرِّ المحيط به والمحيط بالعالم بطريقة ناجحة، فهو يستعمِل الكلمة والمعرفة والسلاح لمحاربة الأشرار ويرفض إغواء المرأة المسيطِرة ويدخل في أكثر من تجربة ليُثبت ذلك. فحين تحاول المرأة إغوائه يرفضها ويدْحر الشرَّ بقوة، لكن الشرير يتمكن من خداعه بمساعدة المرأة ويذهب به إلى الموت على عمود في أعلى الزقورة.
  • المرحلة الرابعة (الحكمة): يصبح فيها الرجلُ حكيمًا ومخلِّصًا وفاديًا فحين يرتفع على عمود الموت تكون المرأة بهيئة الأم عونًا له على الأرض وتحاول إنقاذه لكن الشرِّير يرفعها إلى عمود الموت معه وهكذا تكون المرأة والرجل معها في المصير ذاته … ويكون الأوان قد آن لأن يعرف الجميع جمال الخير وعطره فيها فينثرانه على شكل وردٍ يجعل الجميع يشعرون به حتى الأشرار فيركع الشرير أمام الإنسان ويعترف بهزيمته.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥