W
أليس ووكر WALKER, Alice (١٩٤٤م–…)
ورغم أن روايات وقصص «ووكر» تنحو نحو الواقعية، فكثير منها يتعلَّق بالروحانية أو الظواهر فوق الطبيعية. وهي صوفية أيضًا، تؤمن بأن كل شيء ما هو إلا جزء من خلق الله، والإرادة الإلهية، والطبيعة.
ويظهر في كتبها ضرورة أن يحتفظ المرء بنفسه سليمًا متكاملًا في مواجهة أي عدوان.
وفي روايتها «معبد أليفي» (١٩٨٩م) تحاول «ووكر» تصوير رواية هائلة عبر مئات الآلاف من السنوات من حياة السود في الأمريكتَين وأوروبا وأفريقيا خلال اﻟ ٥٠٠٠٠٠ سنة الماضية! وقد اشتهرت الرواية ولكنها لم تلقَ ما لاقته «اللون الأرجواني» من نجاح.
وقد تضامنت «ووكر» مع الناشطة النسوية «براتيبها بارمار» في تأليف كتاب نثري عن الأضرار الجنسية التي تُصادف المرأة وعلى رأسها تشويه أعضائها التناسلية. وهي ما زالت تصدر كتبها للدفاع عن المستضعفين في كل الأنحاء، مركِّزةً على المرأة وعلى السود.
نوح وبستر WEBSTER, Noah (١٧٥٨–١٨٤٣م)
عالم لغويات ومعجمي مشهور من أهل ولاية كونيتيكت. بدأ عمله بعد أن تخرَّج في جامعة ييل في ١٧٧٨م بنشر «تأسيس أجرومي للغة الإنجليزية» (١٧٨٣-١٨٨٥م). وقد أصبح القسم الأول من هذا الكتاب مؤلَّفه المشهور «كتاب الهجاء»، الذي قام بدورٍ هامٍّ في المدارس والجامعات لتثبيت قواعد الهجاء التي اختلفت في أمريكا عنها في إنجلترا. وقد بلغ من انتشاره أنه بحلول عام ١٨٩٠م كان قد باع ستين مليون نسخة! وقد كافح «وبستر» سياسيًّا من أجل الحصول لأول مرة على حقوق التأليف والنشر لكتابه على المستوى الفيدرالي للولايات الثلاث عشرة التي كانت في الاتحاد عند ذلك.
وكتب «وبستر» كذلك المقالات المطوَّلة عن العلوم والاقتصاد والسياسة، قبل أن ينشر قاموسه «العمدة»: «قاموس أمريكي للغة الإنجليزية» في مجلدين (١٨٢٨م). وعند صدوره كانت الحرب مشتعلةً بينه وبين المعجمي الآخر «جوزيف وُرسِسْتر»، بَيد أن قاموس «وبستر» — إذ أضاف ما يقرب من خمسة آلاف كلمة لم ترِد من قبلُ في أي قاموس إنجليزي — أصبح هو القاموس المعتمد في أمريكا. وفي عام ١٨٤٠م، أصدر قاموسًا فريدًا ضم ٧٠ ألف كلمة بدلًا من الطبعة السابقة التي ضمت ٣٨ ألف كلمة فقط.
وما يزال قاموس «وبستر» مرجعًا معتمدًا بالطبعات المزيدة المُنقَّحة التي صدرت بعد وفاة مؤلِّفه وحتى اليوم.
إيودورا وِلتي WELTy, Eudora (١٩٠٩–٢٠٠١م)
تتميَّز كتبها باتخاذ المنطقة التي عاشت فيها (المسيسبي) مسرحًا لها، مثل كتابها «ستارة خضراء» (١٩٤١م)، و«الشبكة العريضة» (١٩٤٣م) و«التفاحات الذهبية» (١٩٤٩م)، و«بحيرة القمر» (١٩٨٠م). وهي قصص تقدِّم شخوصًا — غريبة في معظمها — تفشل في التعرُّف على أنفسها أو على جيرانها.
ومن قصصها الأطول: «العريس اللص» (١٩٤٢م)، وهي حكاية تمزج بين قصص الجن بصيغة المواويل الشعبية. وقد فازت روايتها «ابنة المتفائل» (١٩٧٢م) بجائزة بوليتزر، وتصوِّر الصراع بين ابنة قاضٍ في «نيو أورليانز» وزوجته الثانية.
وقد كتبت «وِلْتي» كتبًا للأطفال، وتحوَّلت روايتها «ابنة المتفائل» إلى مسرحية غنائية مُثِّلت على مسرح برودواي عام ١٩٧٣م.
ناثانَيِل وِسْت WEST, Nathanael (١٩٠٣–١٩٤٠م)
روائي أصدر خلال عمره القصير أربع روايات، أشهرها «يوم الجرادة» (١٩٣٩م) التي أنتجت منها هوليوود فيلمًا ناجحًا.
لم تلقَ روايات «وست» الأولى نجاحًا عند ظهورها؛ إذ كان كاتبًا اجتماعيًّا، يكتب عن الأشياء كما يراها أمامه. ولمَّا كانت روايته الأولى «الحياة الحُلمية لبالسو سنيلي» قد صدرت عام ١٩٣١م، وسط الكساد الاقتصادي الرهيب الذي ضرب أمريكا منذ عام ١٩٢٩م، فقد قابل القراء جوها الكئيب المزري وكوميديتها السوداء بعدم القَبول. وروايته الثانية «الآنسة الوحدانية» (١٩٣٣م) عن رجل يحرِّر عمودًا في إحدى الصحف بهذا العنوان، يرد فيه على مشاكل الناس الذين يراسلونه، بالنصح والإرشاد، وهو يبذل كلَّ جهدِ كلِّ تلك المشاكل بجدية، برغم سخرية زملائه من محاولاته. وتنتهي الرواية بأن يقوم أحد من كان يحاول إزجاء النصح له بإطلاق النار عليه، فيما يبدو المؤلف كأنما يريد القول بأن هذا هو قدر الفنان.
وفي روايته المشهورة «يوم الجرادة»، يعالج «وست» موقف الفنان الذي يبغي أن يساعد الناس اليائسين، ولكنه يصاب بالإحباط نتيجة شرور الناس وخياناتهم. ويجد أنه قد أصبح مثلهم؛ فحين لا يستطيع الانتهاء من فيلم له، يثير شغبًا دون قصد ينتهي به إلى اللجوء إلى العنف كيما يحمي نفسه من عنف الناس.
إديث وارتون WHARTON, Edith (١٨٦٢–١٩٣٧م)
سليلة عائلة أمريكية أرستقراطية، أثارت عجب النُّقاد حين دخلت مجال الأدب، بيد أنه كان لديها عاملان يجعلان منها كاتبة؛ طفولة شقية، وموهبة أدبية.
نشأت «وارتون» في أسرة ثرية في نيويورك، وتلقَّت تعليمها في البيت، خلافًا لإخوتها الذكور الذين تعلَّموا في هارفارد. وقد توفَّرت على مكتبة والدها وعمدت إلى اختراع القصص بدلًا من اللعب مع صاحباتها؛ ولذلك ساد «وارتون» دائمًا الشعور بأنها «غريبة» عن وسطها. ورغم أنها تزوَّجت صديقًا لأحد إخوتها، فهي لم تكن سعيدةً معه طول مدة الزواج، وانتهى الأمر بالطلاق. وانتقلت بعد وفاة أمها إلى باريس ١٩٠٧م، حيث جمعت حولها كوكبةً من الأدباء والفنانين هناك.
وفي فرنسا، تكتب روايتها القصيرة «إيثان فروم» (١٩١١م) التي تُصوِّر أناس نيو إنجلاند، وبطلها «فروم» رجل غير فاعل، يَجْبن أمام طغيان زوجته «زينا» عن طلاقها ليتزوَّج من ابنة عمها التي تعيش معهما ويقع في حبها. ولكن المؤلفة تُصوِّر ابنة العم «ماتي» مُتردِّدة، حيث إنها لا تُشجِّع فروم على ترك زوجته من أجلها، وتقوم معه برحلة انزلاق على زحافة جليد، تنقلب بهما فيصاب فروم بالعرج وتُصاب هي بالشلل، ويصبح الاثنان في نهاية الأمر عالةً على الزوجة القاسية.
ومن خلال روايات «وارتون»، يمكن للقارئ أن يتبيَّن مشاعرها العاطفية والجنسية المِثلية، وهي واضحة في اختيار شخصياتها النسائية، حتى وإن لم يبدين هذا الاتجاه. ويظهر هذا التحليل النسائي المركَّب في روايات مثل «سن البراءة» (١٩٢٠م) التي نالت عنها جائزة بوليتزر للرواية، والتي تُصوِّر فيها تقاليد العصر الفيكتوري الإنجليزي كما تتبدَّى في نيويورك وسط الطبقات الراقية.
ومن رواياتها الأخرى العديدة: «النوم عند الغسق» (١٩٢٧م)، «الأطفال» (١٩٢٨م)، «وصول الآلهة» (١٩٣٢م).
جيمس ويسلر WHISTLER, James (١٨٣٤–١٩٠٣م)
من مواليد ولاية ماساشوستس. قضى سنواته الأولى في روسيا وإنجلترا وأمريكا. وفي عام ١٨٥٥م رحل خارج الولايات المتحدة حتى وفاته، فذهب أولًا إلى باريس، ثم لندن حيث اشتهر بلوحاته، وطريقته في طباعة الألوان. وقد أزعجت طريقته المعتمِدة على نظرية الفن للفن جماعات الفنانين في ذلك الوقت الذين كانوا ينتمون إلى مدارس مختلفة عن مدرسته. وقد دخل عالم الكتابة والنقد الفني حين هاجمه الناقد الإنجليزي المشهور «جون رسكن»، فأقام «ويسلر» دعوى قضائيةً ضده، ومع أنه كسبها فإنه أنفق عليها أكثر من التعويض الهزيل الذي حُكم له به؛ فجعله ذلك يكتب عن الموضوع كتابًا ساخرًا بعنوان «ويسلر ضد رسكن: الفن والنقد الفني» (١٨٧٨م). ثم كتب «الفن الجميل في اكتساب الأعداء» (١٨٩٠م). وقد صدرت ترجمة لحياته عام ١٩٠٨م، ويومياته عام ١٩٢١م.
والت ويتمان WHITMAN, Walt (١٨١٩–١٨٩٢م)
أكبر شاعر أمريكي في القرن التاسع عشر، ويُلقَّب بشاعر الشعب الأمريكي لتناوله في قصائده الموضوعات والمسائل التي تتعلَّق بآمال الشعب وطموحاته في بناء دولة ديمقراطية يقوم كل فرد فيها بالعمل والحياة في يسرٍ ورخاء.
وقد تكالبت الأمراض على «ويتمان»، ولكن ذلك لم يمنعه من مواصلة إنتاجه؛ فإلى جانب الطبعات المزيدة من «أوراق العشب»، أصدر عدة دواوين منفصلة أخرى؛ منها «نُهيران» (١٨٧٤م) و«أغصان نوفمبر» (١٨٩١م)، كما صدر له كثير من الكتب النثرية التي تضم مقالاته التي كان ينشرها في الصحف. وتُوفي الشاعر العظيم في ٢٦ مارس ١٨٩٢م، وفي جنازته جرت تلاوة نصوص من كونفوشيوس وبوذا، والكتاب المقدس، والقرآن الكريم.
جون وِتْيير WHITTIER, John (١٨٠٧–١٨٩٢م)
وقد كتب الشعر وعبَّر في قصائده من عواطفه الإنسانية. وفي ديوانه الأول «قصائد» (١٨٤٩م) يقول إنه برغم عدم قدرته على مجاراة المستويات الغنائية القديمة لقصائد «سبنسر» وسيدني، فهو يعوِّض عن مواطن ضعفه الفنية بكراهيته الشديدة للطغيان، وتعاطفه مع آلام إخوته من البشر.
وقد نُشرت رسائل «وتيير» في ثلاث مجلدات في عام ١٩٧٥م.
ريتشارد وِلْبِر WILBUR, Richard (١٩٢١م–…)
ثورنْتون وايلدر WILDER, Thornton (١٨٩٧–١٩٧٥م)
وقد كتب «وايلدر» مسرحيةً فكاهية عن مسرحية سابقة له، وسمَّى الجديدة «الخاطِبة» (١٩٥٤م)، وهي التي تحوَّلت إلى الفيلم الغنائي المشهور «هاللو دوللي» (١٩٦٣م) بطولة بربارا ستريزاند.
أمَّا مسرحيته «منغصات حياتنا» فقد ذكر بعض النُّقاد أنه تأثَّر فيها برواية جيمس جويس «فنيجانز ويك». وفي المسرحية، يمثِّل البطل والبطلة رمزَين لآدم وحواء، وابنهما «هنري» يقابل «قابيل»، ولهما ابنة، وتعيش الأسرة في نيو جرزي، وتصادف أهوالًا سيريالية؛ منها جبل جليد كاسح، وحرب كبيرة يقودها الابن، وتنجح خادمة الأسرة في إغواء الأب وإبعاده عن زوجته. وبعد الحرب، يعود التفاؤل حين يعتزم الأب إعادة بناء الأسرة معتمدًا على الكتب كيما تغيِّر له طريقه.
ومن رواياته الأخيرة: «اليوم الثامن» (١٩٦٧م) التي تؤكِّد على قيم وواقع المعاناة الإنسانية.
وأسلوب «وايلدر» كلاسيكي مصقول ترفده الموضوعية والمفارقات الساخرة؛ ففي رواياته، تغلب عليه النبرة الأخلاقية المتفائلة، وفي مسرحياته تظهر ابتكاراته التقنية وتحليلاته للحقائق الإنسانية العامة.
تينيسي وليامز WILLIAMS, Tennessee (١٩١١–١٩٨٣م)
شارك «وليامز» في كتابة المسرحية والشعر والقصة القصيرة. أوَّل مسرحياته الناجحة «مجموعة الحيوانات الزجاجية» (١٩٤٥م)، وهي مسرحية يستبين فيها أثر «تشيكوف»، تحكي عن أم محبطة تقع ضحية أوهام، وعلاقتها المضطربة بابنتها، وفيها سمات من السيرة الذاتية لوليامز نفسه. ومسرحيته الثانية هي «عربة اسمها الرغبة» (١٩٤٧م) التي وثَّقت شهرته وأصبحت من أهم المسرحيات في «ريبرتوار» المسرح الأمريكي والعالمي. وهي عن «بلانش ديبوا» التي كانت حياتها مأساويةً قبل بداية أحداث المسرحية، فتذهب للعيش مع أختها الصغرى — ستيلا — في «نيو أورليانز»، فتُفاجأ بأنها تعيش في العشوائيات مع زوجها «ستانلي». وتدور الأحداث بين الشخصيات الثلاث في سلسلةٍ من الوقائع الفضائحية التي تنتهي بلجوء بلانش إلى مستشفًى للأمراض العقلية. ورغم المآسي التي تُصوِّرها المسرحية، تلقَّفها النقاد بقَبول حسن، وراحوا يُبيِّنون الرموز التي توجد بها، والسبك الرائع لحبكتها والتصوير الواقعي لشخصياتها.
ومن الجدير بالذكر أن جميع المسرحيات التي ذكرناها سابقًا قد تحوَّلت إلى أفلام ناجحة فنيًّا وتجاريًّا، مثَّل فيها المشهورون مثل «مارلون براندو» و«إليزابيث تيلور».
وفي مسرحية «طائر الشباب العذب» (١٩٥٩م) يُصوِّر ممثلةً سينمائية وقد تقدَّمت في السن وهي تبحث عن حبيبها الشاب السابق، الذي نراه في آخر المسرحية وهو على شفا الإخصاء.
ورغم العنف الذي يسود أعمال «وليامز»، وأكثره عنف جنسي، كالاغتصاب وأكل لحم البشر والإخصاء، فقد اعتُبر واحدًا من أفضل الكُتاب المسرحيين في العالم.
وكتب وليامز القصة، فله رواية قصيرة بعنوان «ربيع مسز ستون في روما» (١٩٥٠م)، وعدد من القصص القصيرة، وروايات قصيرة قوطية ومن الخيال العلمي. وكتب الشعر، ومذكراته التي يقص فيها ظروف كتابته لمسرحياته. وقد انتهت حياة وليامز نهايةً مأساوية كذلك؛ إذ اختنق في فندق كان يقيم فيه بنيويورك عقب ابتلاعه غطاء زجاجة دواء كان يحاول فتحها بأسنانه.
وليام كارلوس وليامز WILLIAMS, William Carlos (١٨٨٣–١٩٦٣م)
وكتب وليامز النثر؛ فله كتاب «الرواية الأمريكية العظمى» (١٩٢٣م) وهي مقالات انطباعية عن الرواية، و«مقالات مختارة» (١٩٥٤م). كما أنه كتب عدة روايات منها ثلاثية مُكوَّنة من «بغل أبيض» (١٩٣٧م)، و«في المال» (١٩٤٠م)، و«البناء» (١٩٥٢م) عن أسر مهاجرة تحاول التوافق مع الحياة في أمريكا. ونشر في ١٩٥١م سيرةً ذاتية، ثم «خطابات مختارة» في ١٩٥٧م.
إدموند وِلْسون Wilson, Edmund (١٨٩٥–١٩٧٢م)
ومن كتبه البارزة الأخرى: «إلى محطة فنلندا» (١٩٤٠م) «هِزَّة التعرُّف» (١٩٤٣م)، «مذكرات مقاطعة هيكيت» (١٩٤٦م).
توماس وولف WOLFE, Thomas (١٩٠٠–١٩٣٨م)
بدأ «وولف» بكتابة عدد من القصص القصيرة، تمَّ نشر روايات قصيرة منها «صورة لباسكوم هوك» (١٩٣٢م). ولكنه اشتهر بروايته «عُدْ إلى بيتك أيها الملاك» (١٩٢٩م). ولمَّا كان «وولف» قد قضى في سن صغيرة، تاركًا خلفه الكثير من الأعمال غير الكاملة والشذرات والقصص، فقد عمد محرِّره «إدوارد آسويل» وزميل ناشره «مكسويل بركنز» إلى جمع هذه الأشتات وإصدار أعمال منها، بعضها رائع والآخر ليس على شيء، ولذلك لا يعرف الدارسون لهذه الأعمال ما الذي منها من وَضع «وولف» وما الذي هو من تدخُّل «آسويل».
وقد جُمعت رسائله الموجَّهة إلى امرأتَين، ونُشرت عام ١٩٨٣م.
توم وولف WOLFE, Tom (١٩٣١م–…)
اشتهر بوصفه عاملًا أساسيًّا فيما يُطلق عليه «الصحافة الأدبية» الأمريكية، ورمزها ما كانت تحتوي عليه مجلة «نيويوركر» من: البحث المتين، والنثر المركَّز، وموضوعية الكاتب وحياده في الموضوع الذي يكتب عنه. وقد اتَّبع «وولف» هذه العوامل، إلا أن أسلوبه اتجه نحو التعبيرية وإبراز آرائه ككاتب؛ فكان ذلك من أسباب نجاحه. وقد كتب «وولف» في كل الموضوعات، مُحلِّلًا كل جوانب الحياة الأمريكية، من أكثرها جماهيريةً إلى أكثرها نُخبوية. وقد جمع مقالاته في كتب كثيرة ذات عناوين غريبة. وقد عمد «وولف» إلى تطبيق تقنيات مأخوذة من الفن الروائي على النثر غير القصصي، وشرح طريقته تلك في الكتاب الذي أشرف على تحريره بعنوان «الصحافة الجديدة» (١٩٧٣م).
وقد أثارت نزعته المعارضة للراديكالية والحركات الحداثية في الفن عداوة الكثير من الفنانين، وكذلك إعجاب المحافظين الذين كانوا يعترضون على غموض الفنون الحديثة في الرسم. وأصدر «وولف» «الكلمة المرسومة» (١٩٧٥م) الذي يُصر فيه على أن الفن الحديث هو فن يتعلَّق أساسًا بالموضوع، والتركيز فيه لا على الشيء المرئي، بل على النظرية التي أنتجته.
وفي الثمانينات تحوَّل «وولف» إلى كتابة الرواية، فأصدر «محرقة الغرور» في ١٩٨٧م التي نالت نجاحًا جعلها تتحوَّل إلى فيلم مشهور. ثم عزَّز «وولف» نجاحه الروائي برواية أخرى هي «رجل كامل» (١٩٩٨م).