F
وداعًا للسلاح A Farwell To Arms
تُرجمت أيضًا بعنوان «وداعٌ للسلاح» و«وداعًا أيها السلاح».
ثاني روايات إرنست همنجواي، أصدرها عام ١٩٢٩م، ويتناول فيها كعادته الأمور التي خَبرها بنفسه، وهي هنا الحرب العالمية الأولى حيث عمل سائقًا لسيارات إسعاف الصليب الأحمر. وتحكي الرواية عن الملازم الأمريكي «فردرك هنري» الذي يتطوَّع في الحرب كسائق لسيارات الإسعاف على الجبهة الإيطالية، وحين يُصاب بشظايا في ساقه ويدخل المستشفى، يتعرَّف على ممرضته الإنجليزية «كاثرين بِرْكلي» ويتحابَّان. وحين يتعافى «فردرك» يعود إلى الجبهة ويحضر الانسحاب الإيطالي من «كابورتو» حيث تنعقد محكمة عسكرية ميدانية تشتبه في كونه فارًّا من الحرب، وقبل أن تُصدر عليه حكمًا بالإعدام، يفر هاربًا بالفعل، ويلحق بحبيبته حيث يعبران إلى سويسرا المحايدة بعد أن يعلما أن كاثرين حامل. وحين يحين موعد الولادة، ينتهي الأمر بموت الأم والمولود.
والرواية اتهام قوي لشرور الحرب، وتمتلئ بالرموز المُعبِّرة عن قسوتها ولا إنسانيتها. وفي النهاية المأساوية يُعبِّر المؤلف عن وضع الإنسان الوجودي في الدنيا، حيث الموت يقف بالمرصاد، حين يُشبِّه المؤلف الإنسان بالنمل الذي يجري على كتلة من الخشب يلقي بها البطل في النار، فمن النمل من يحترق ومنه من يسقط مُشوَّهًا، ومنه من يحاول الفرار بلا جدوى.
وقد عالجت السينما الرواية مرتَين؛ الأولى عام ١٩٣٢م، من إخراج «فرانك بورزِج»، والثانية عام ١٩٥٧م من إخراج «تشارلز فيدور» وتمثيل «جنيفر جونز» و«روك هدسون»، وهو الفيلم المعروف الآن لعشاق السينما.
هَوارد فاست FAST, Howard (١٩١٤–٢٠٠٣م)
مؤلف للروايات التاريخية. بعض رواياته تحدث في أثناء ثورة الاستقلال الأمريكية، مثل «واديان» (١٩٣٣م)، «المنتصر» (١٩٤٢م)، «المواطن توم بين» (١٩٤٣م). وكتب أيضًا عن أحياء نيويورك الفقيرة، وعن السود في الجنوب. اشتهر برواية «سبارتاكوس» (١٩٥٢م) عن ثورة العبيد ضد الرومان، التي تحوَّلت فيلمًا من تمثيل «كيرك دوجلاس» حمل الرواية ذاتها إلى كل الأذهان.
وكتب «فاست» خماسية عن سان فرانسيسكو بدأت عام ١٩٧٧م برواية «المهاجر» وانتهت عام ١٩٨٥م برواية «ابنة المهاجر». وكان غزير الإنتاج، فكتب روايات عن موضوعات متعددة؛ حرب فيتنام. اتهامات السناتور «جوزيف ماكارثي»، عضويته في الحزب الشيوعي في الفترة من ١٩٤٣–١٩٥٦م، التي نال خلالها جائزة لينين للسلام عام ١٩٥٣م، ممَّا تسبَّب في ابتعاد الناس عنه وعُزلته التي دامت إلى أن خرج من الحزب. وكتب مذكرات بعنوان «أن تكون أحمر» (١٩٩٠م) عن تعاملاته مع الحزب الشيوعي الأمريكي.
وليام فوكنر FAULKNER, William (١٨٩٧–١٩٦٢م)
لورانس فِرْلِنْجِتَي FERLINGHETTI, Lawrence (١٩١٩م–…)
فرانسس سكُوتْ فِتزجيرالد FITZGERALD, Francis. Scott (١٨٩٦–١٩٤٠م)
وفي عام ١٩٣٤م، نشر «سكوت» إحدى رواياته الهامة وهي «رقة الليل»، وتحكي حياة عالم نفسي أمريكي يعيش في باريس، وتتدهور حياته في سياق زواجه من مريضة نفسية ثرية.
وحين دخلت «زيلدا» مصحةً في عام ١٩٣٦م، سافر سكوت للعمل في هوليوود ثانيةً وحده، حيث تعرَّف على الكاتبة الصحفية السينمائية «شيلا جراهام» ووقع في غرامها. وكان «سكوت» يعمل في آخر رواياته وهي «آخر أباطرة المال»، حين داهمته نوبة قلبية في منزل شيلا جراهام قضت عليه في أول ديسمبر ١٩٤٠م. وقد أخرج «هنري كنج» في عام ١٩٥٩م فيلمًا رائعًا عن علاقة «سكوت» و«شيلا جراهام» بعنوان «معبودي الخائن» من تمثيل «جريجوري بيك» و«دِبورا كير». وقد قضت الزوجة «زيلدا» في عام ١٩٤٨م في حريق كبير في المصحة التي كانت مقيمةً بها.
لمن تُقرع الأجراس؟ For Whom The Bell Tolls?
ثالث روايات الكاتب الأمريكي إرنست همنجواي الأساسية، وعنوانها مأخوذ من قصيدة للشاعر الإنجليزي «جون دُن»، وقرع الأجراس كناية عن إعلان الموت. وقد نشرها عام ١٩٤٠م بعد نهاية الحرب الأهلية الإسبانية عام ١٩٣٩م التي شهد وقائعها وساعد الجانب الجمهوري فيها بالدعاية وجمع الأموال. وقد انتهت الحرب بهزيمة الجمهوريين وانتصار الجنرال فرانكو ودخول جيشه إلى العاصمة مدريد.
وقد لاقت الرواية نجاحًا كبيرًا عند صدورها؛ إذ كانت الحرب العالمية الثانية قد نشبت بعد انتهاء الحرب الأهلية الإسبانية، وكانت النفوس مُحمَّلةً بمشاعر مريرة من جرَّاء الأحداث الدامية والخراب الذي ينتج عن الحروب. وسرعان ما تناولتها هوليوود، فأخرجت عنها فيلمًا شهيرًا من إخراج «سام وود»، قام ببطولته «جاري كوبر» و«إنجريد برجمان».
بِنيامين فرانكلين FRANKLIN, Benjamin (١٧٠٦–١٧٩٠م)
من مواليد بوسطن. بدأ منذ صباه العمل مع أبيه في صناعة الصابون والشموع، ثم عمل مع أخيه غير الشقيق في الصحيفة التي كان يُصدرها هذا الأخير. وتلقَّى تعليمه من قراءة الكتب. وقد انتقل إلى فيلادلفيا ليعمل في مطبعة مشهورة هناك، وسافر إلى إنجلترا كيما يشتري مطبعةً خاصة له، ولكن نقص المال اضطره للعمل في إحدى مطابع لندن. وحين عاد إلى «فيلادلفيا» أنشأ مطبعته، وأصدر صحيفة «فيلادلفيا جازيت» (١٧٢٩–١٧٦٦م)، وعددًا من أوائل كتبه. وقد عزَّز شهرته ومكانته بإصدار سلسلة «تقويم ريتشارد المسكين» التي استمرَّت من عام ١٧٣٣م إلى ١٧٥٨م.
وقد وضع «فرانكلين» في سن الثانية والعشرين «منهاجًا دينيًّا» لاكتساب فضائل نافعة، مُؤكِّدًا إيمانه بأن أفضل وسيلة دينية هي عمل الخير لبني الإنسان. ومع كتاباته ونجاحه المهني، أصبح قائدًا للشئون الخيرية والعلمية والسياسية. وبدأ في إعداد مشاريع لرصف الطرق وإنارتها ونظافتها، وأقام أول «مكتبة دَوَّارة». وقد أسَّس «الجمعية الفلسفية الأمريكية» وأكاديمية لتعليم الشباب، وهي التي أصبحت بعد ذلك نواة جامعة بنسلفانيا. وعكف على إجراء تجارِب علمية في الكهرباء، واخترع موقدًا جديدًا، ونوعًا جديدًا من الساعات.
وقد شغل «فرانكلين» عدة مناصب في أثناء الحقبة الاستعمارية الإنجليزية لأمريكا، منها نائب المدير العام لبريد المستعمرات. وفي عام ١٧٥٧م، ابتُعث إلى إنجلترا بهدف الوصول إلى تحسين أحوال الحكم للمستعمرة، وظلَّ هناك حتى عام ١٧٧٥م، حيث تعرَّف على أقطاب الفكر هناك ومنهم «هيوم» و«بيرك» و«آدم سميث» وغيرهم. وقد استمرَّ هناك في تجاربه العلمية، ومنحته جامعات إنجليزية درجات أكاديمية.
وحين بدأت بعض الولايات الأمريكية تتململ من الاحتلال الإنجليزي، أصبح فرانكلين مندوبها في إنجلترا، ولم يطالِب إلا بأن يُعامل الأمريكيون المعاملة نفسها التي يُعامَل بها المواطنون الإنجليز. ولكنه عارض القوانين الغاشمة التي سنَّتها إنجلترا لمستعمرتها الأمريكية، وأعرب عن ذلك في كتابَين ساخرَين نجحا نجاحًا باهرًا وهما: «قانون صادر من ملك بروسيا» (١٧٧٣م) و«القواعد التي تؤدِّي بمملكة عُظمى أن تصبح مملكةً صغرى» (١٧٧٣م). وقد أدَّى سلوكه هذا إلى فقد منصبه في هيئة البريد، فعاد إلى أمريكا حيث شارك في «الكونجرس القاري» وأصبح مديرًا للبريد الأمريكي، وساعد في وضع مشروع إعلان الاستقلال. وابتُعِث بعد ذلك إلى فرنسا للتفاوض على عقد اتفاقية معها، ونجح في عقد تحالف تجاري ودفاعي مع فرنسا في فبراير ١٧٧٨م. وتمَّ تعيينه في العام نفسه مُفوَّضًا لدى البلاط الفرنسي، ونجح في الحصول على قروض من فرنسا، وعَقْد اتفاقات مع السويد وبروسيا. وإلى جانب كل ذلك، وجد الوقت لمواصلة تجارِبه العلمية، وتأليف عدة كتب منها «أخلاقيات الشطرنج» و«الصغير» و«الحوار بين فرانكلين والبلاط» (ما بين ١٧٧٩ و١٧٨٠م). وعاد إلى أمريكا في ١٧٨٥م، وانضمَّ إلى الموقِّعين على الدستور. وكان آخر أعماله العامة التوقيع على عريضة تذكارية مُوجَّهة للكونجرس من أجل إلغاء الرق، ونشر خطابًا بعنوان «حول تجارة العبيد» في «ذا فيديرال جازيت».
وقد اشتهرت السيرة الذاتية التي كتبها فرانكلين عن نفسه، برغم أنها شملت حياته حتى عام ١٧٥٩م فحسب. وقد نُشرت في إنجلترا وفرنسا وألمانيا، قبل صدورها في أمريكا عام ١٨١٨م، بيد أن المَراجع تذكر أن النسخة الكاملة للسيرة بالإنجليزية لم تُنشر إلا عام ١٨٦٧م. ويبدو فرانكلين فيها نموذجًا للمُفكِّر المستنير، الذي يتفق مع آراء «روسو» و«فولتير»، ويستخدم لغة «ديفو» و«أديسون».
وتميَّز أسلوبه في الكتابة بالوضوح والدقة، وتبدو فيه طباعه العقلية والأخلاقية. وقد تقبَّل كل أنواع الفكر، وإن كانت ميوله ذات نزعة براجماتية، وكان حماسه مُوجَّهًا نحو العلم التجريبي. وقد صدرت «أوراقه» في ٤٠ مجلدًا منذ عام ١٩٥٩م.
روبرت فروست FROST, Robert (١٨٧٤–١٩٦٣م)
سافر إلى إنجلترا (١٩١٢–١٩١٥م) حيث نشر أول دواوينه الشعرية «إرادة صبي» (١٩١٣م). ثم عاد إلى أمريكا بعد أن نشر «شمالي بوسطن» عام ١٩١٤م، واشتهر بكونه الشاعر الأمريكي. وقد حاز ديوانه نيو هامبشير (١٩٢٣م) جائزة بوليتزر. وتتالت كتبه رغم انشغاله بالتدريس في جامعات أمهرست وهارفارد وميتشجان، ففاز بجائزة بوليتزر ثانيةً عام ١٩٣٦م عن ديوان «مجال أبعد» الذي مزجت قصائده بين الواقع والفانتازيا. أمَّا جائزة بوليتزر الثالثة له فهي عن كتابه «شجرة شاهدة» عام ١٩٤٢م.
وقد صدرت له عدة كتب تجمع قصائده من فترة لأخرى، ونُشرت مجموعة مختارة من رسائله، وكُتبت سيرتان لحياته؛ الأولى بقلم «لورنس طومسون» في ثلاثة أجزاء (١٩٦٦–١٩٧٧م)، والأخرى بقلم «وليام برتشارد» عام ١٩٨٤م.