مسرح الفنان في روسيا وألمانيا
«مع أن صُناع مسرح الفنان راحوا يُصممون مشروعاتِ المسارح الميكانيكية المفرغة من الممثلين؛ فإنهم رأوا مع ذلك أن أبحاثهم هذه لا تُمثل سوى إمكانيةٍ واحدة من إمكانيات التجديد الراديكالي الذي أرادوه لفن المسرح. على كل حال، فقد عادوا جميعهم حتمًا إلى الممثل بعد أن خاضوا غِمار مثل هذه التجارب.»
يقدم لنا هذا الكتاب دراسةً وافية لمسرح الفنان باعتباره لونًا من الإبداع المسرحي، تُمثِّل فيه المسرحيةُ بناءً من مجموعةٍ من التكوينات البصرية التي تتطوَّر في المكان والزمان. وقد ظهر هذا اللون المسرحي في روسيا وألمانيا في الفترة نفسها، وهي الفترة الواقعة بين عامَي ١٩١٠ و١٩٢٠م، من خلال جهود فنانين شكَّلوا الطليعة التشكيلية في القرن العشرين، مثل: «فاسلي كاندينسكي» و«كاريميز ماليفيتش» في روسيا، و«أ. شليمر» وتلاميذه في ألمانيا. هذا إلى جانب إسهامات إصلاحيِّي المسرح الذين أسَّسوا مبادئ الإخراج الجديد والسينوجرافيا، وكذلك إسهام «بريخت» من خلال فكرته «تفكيك العناصر» التي جاءت مناقِضةً لفكرة الجمع بين فنونٍ مختلفة في مُركَّبٍ مسرحي واحد.